أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب عطية - الزبالة والهبالة وتنابلة السلطان














المزيد.....

الزبالة والهبالة وتنابلة السلطان


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 05:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من عاداتنا المستحكمة ان نحول الحياة الي ماتش كورة ،وهكذا من الطبيعي ان يتحول الحوار بين الديانات الي التشجيع المأساوي للنادي الذي ننتمي اليه ،ولأن اللعبة قد دخل اليها مشجع جديد يعدنا بالويل والثبور وعظائم الامور ،وهاهو قد دبج خمس مقالات ضد الطبيبة الملحدة او فلنقل ضد المسيحية المستخفية او فلنقل ضد اللهو الخفي الذي لاتعجبه حكمة الاسلام او عجائب لغة القرآن او الاعجاز الحضاري للشعوب التي اعتنقت الدين الحنيف وتحتل مكانها بجدارة في سلة الزبالة العالمية وتعتمد علي الغرب اعتمادا مطلقا سواء تعلق الامر باللقمة والرغيف او بالحاسوب والكنيف ،لايهم هذا فالغرب اما كافر زنديق او مسيحي غميق ،ونحن لنا الاسلام الذي رفع راية التوحيد وكللنا بالفضائل والتمجيد ،والخلاصة تحول الامر برمته الي اهلي وزمالك او شرق وغرب او دين وكهين وعلي كل طرف فليتراهن المتراهنون ويتبارز المشجعون ،والي الجحيم بالعلم والمنطق والتاريخ
كان هذا يحدث في العصور الوسطي وكان كل من يجيد الزعيق والنهيق يحظي بمكافأة من الخليفة او السلطان :صرة من الريالات او جارية من الغيد الحسان لتستمر مأساة من اعمق المآسي الانسانية :شعوب من اوائل الشعوب التي صنعت الحضارة ترتد الي الدرك الادني من التخلف الي الدرجة التي جعلت نابليون بونابرت في غزوته لمصر لايجد عربة شحن واحدة ويعتمد في نقل المؤن والعتاد علي البغال والحمير
وهنا يحق للمرء ان يسأل :اين كان الدين الحنيف من هذا الكنيف في الوقت الذي كانت فيه اوروبا قد دخلت عصر المصنع والفابريكة ،ولم يكن محض صدفة ان تتقدم فرق العثمانيين الغازية قبل بونابرت بعدة قرون شارات المتصوفة واهل الطرق ،ولن نغوص في التاريخ اكثر من هذا فالقارئ علي علم بالتاريخ بحيث لايمكن ان يخدعه أفاق يضع شارة الورع والتقوي ،وكان الاجدر بهذا الافاق بدلا من اتهام الغرب بالخلاعة والفجور وفنون الماخور ان يقول لنا من اين اتي هذا الحاسوب الذي اتاح له ان يتحفنا بحماقاته ليدبج من المقالات العشرات والخمسينات
لم تتعرض المسيحية لحملة من النقد بمثل ما تعرضت له في الغرب ،ومع ذلك ظلت ديانة للملايين....لماذا؟ لأن الغرب ادرك بعد البحث والتقصي ان الدين يشبع احتياجات حيوية لدي الانسان لايوجد حتي الآن البديل عنها سوي الجنون ،لكن الغربي عندما يسأله انسان عن الخلق والخالق لايهرع مطلقا الي التوراة او العهد القديم من الكتاب المقدس ليتحفه بقصة الخلق التوراتية وهي نفس القصة التي نقلها القرآن بدون احم ولادستور ،ومن المؤكد انه سيجيب -ان كان له حظ من العلم والثقافة-انظر ياعزيزي الي مانعرفه حتي الآن...ثم يحدثه بهدوء عن نظرية الانفجار العظيم وتكون المجرات والنجوم والكواكب ...الي آخر تلك الاكتشافات التي لاترد في انجيل او قرآن والتي لم يشارك فيها الشرق الحنيف باكتشاف واحد
واذا تمادي السائل في الاستفسار عن ذلك الاله الواحد الاحد الذي خلق كل شئ واليه تنحني الجباه وبسببه تقطع الرقاب لضحك الغربي بملء شدقيه وهو يجيب:اي واحد احد ايها الساذج ،ثم يسرد له تاريخ الديانات ليثبت له ان الواحد يرتبط غالبا بعشيرة او قبيلة تريد ان تتسيد فتجعل من الواحد تعبيرا عن سيادتهاوكان هذا الواحد بدوره يتسيد اورطة من الآلهة سواء سميناهم باسمهم الحقيقي ام اطلقنا عليهم اسم الملائكة والارواح اوماشئنا من الاسماء
واذا كان السائل بارعا في الحوار لصاح علي الفور:ولكن الايقول لنا العلم ان الواحد اصل الاشياء بل واصل الاعداد؟ حينئذ سوف يجيبه المحاور البارع:اسمع ياعزيزي لاتحشر العلم في هذه الاشياء ،فالعلم كما تحدد منذ ايام بيكون لايعنيه الخوض في الخزعبلات ،العلم يخضع للبحث والتجربة ....ثم من قال لك ان الواحد اصل الاعداد والاشياء ،تلك نظرية اصبحت من دروس اطفال الحضانة فمنذ القرون الوسطي عرفنا-والفضل في هذا يرجع للهنود-ان الصفراي الكمية البالغة الضآلة هو الذي يسبق الواحد وهو الضروري ليستقيم الحساب ولن نبالغ اذا قلنا انه اصل الاشياء ...يكفي ان نجد في الانفجار العظيم الفوتون والالكترون والكوارك ثم تعطينا الكواركات البروتونات ثم تتشكل النيوترونات وانوية الذرات ثم الذرات والعناصر والجزيئات وكل هذا العلم الكاسح الغامر الذي لم يشارك الشرق الحنيف ولو بكسرة معلومة منه ويكفيه هذا ليصمت ويريحنا من وجع الدماغ
توصل الغرب منذ عصر الاستنارة العظيم الي حقيقة لاتغيب عن عقل اي انسان يملك الحس السليم: كل انسان له الحق في التفكير والاعتقاد مع احترام ملكية الآخرين لهذا الحق..اما ان يخرج علينا بين الحين والآخر ابوزيد هلالي حنيفة ليقول لنا ان دينه هو الدين الحق فهذا يندرج في باب الهبالة والسفالة وتنبلة السلطان



#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة الفرعونية...بعيدا عن الاكاذيب
- ابن الماء بين اليهود والحقاخاسوت
- بين المسيح والكسيح وصندوق القمامة
- سمات التخلف العقلي
- جين الاله وجينات الشياطين
- بين السبعة والسبعة
- حصد الرؤوس ولعنة التيوس
- الازمة المصرية..بين ترقيع الدستور وترقيع النظام
- الموت والخلود ومناطحة الجلمود
- العقل والعلم والدين
- البحث عن الهراء داخل عقول بعض المثقفين
- الله وعقدة النقص المركب
- الاخوان بين الفاشية والخمينية والديمقراطية الامريكية
- الحجاب وصك ملكية الانثي
- لبنان ومسخرة التاريخ
- الارض اليباب وصيحة الخراب


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب عطية - الزبالة والهبالة وتنابلة السلطان