أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - رحيم حمادي غضبان - تقنية ال-VAR-هل سرقت المتعة من كرة القدم؟














المزيد.....

تقنية ال-VAR-هل سرقت المتعة من كرة القدم؟


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 09:59
المحور: عالم الرياضة
    


لطالما كان التحكيم في كرة القدم مسؤولية الحكم الرئيسي ومساعديه، حيث يعتمدون على الرؤية المباشرة وسرعة البديهة في تقدير الوقائع أثناء المباراة. هذا الأسلوب التقليدي، ورغم تراكم الخبرات وتطور أساليب التحكيم، ظل عرضة للأخطاء البشرية نظراً لسرعة اللعب وتشابك الحالات الفنية وصعوبة متابعتها من زاوية واحدة في لحظات حساسة. ولعقود طويلة، كانت الأخطاء التحكيمية سبباً في تغيّر نتائج مباريات حاسمة، بل وحتى مصير بطولات، مما دفع الاتحادات الرياضية والجماهير إلى المطالبة بوسائل أكثر دقة وعدالة.

ومع دخول التكنولوجيا إلى عالم كرة القدم، وتحديداً عبر تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، استبشر عشاق اللعبة خيراً، متوقعين أن تنتهي مرحلة القرارات الظالمة، وأن تسود العدالة بفضل إعادة اللقطات من زوايا متعددة وسرعات متفاوتة. وقدمت التقنية نفسها كعين ثانية، أكثر دقة وحيادية، يمكن أن تساعد الحكم على اتخاذ القرار الصحيح، أو تصحيح القرار الخاطئ عند الحاجة، خاصة في الحالات الحاسمة مثل ضربات الجزاء، التسللات الدقيقة، والبطاقات الحمراء المباشرة.

لكن الواقع العملي لتطبيق الفار كشف عن تحديات حقيقية قد أضعفت من أثره الإيجابي. أول هذه التحديات أن القرار النهائي ما زال بيد حكم الساحة، حتى في الحالات التي تظهر فيها الإعادة بوضوح، وتقدم دليلاً قاطعًا على ما جرى. وهنا تبرز المفارقة: إذا كانت التقنية قد أثبتت صحة الواقعة أو خطأها بصرياً وبشكل لا يحتمل التأويل، فلماذا يبقى القرار النهائي خاضعاً لتقدير الحكم؟ وما الفائدة من العودة إلى الشاشة، إذا لم يكن الهدف هو الوصول إلى القرار الصحيح بصرف النظر عن قناعة الحكم الأولية؟

إضافة إلى ذلك، فإن العودة المتكررة والمداولات الطويلة بين غرفة الفار والحكم تؤثر سلباً على سير المباراة، وتكسر إيقاع اللعب، وتربك الجمهور واللاعبين على حد سواء. وفي بعض الحالات، يُفاجأ المتابعون بأن حالات واضحة لم تُراجع أساساً، أو أن مراجعتها لم تؤدِ إلى تغيير القرار، دون تفسير منطقي، مما يولد حالة من الغموض والشك. ومما يزيد الطين بلة أن بروتوكول الفيفا لا يُلزم الحكم باتباع رأي غرفة الفار، بل يجعله استشاريًا فقط، حتى في أكثر الحالات وضوحًا، مما يقلل من قوة التقنية ويجعلها أداة ناقصة الفعالية.

وفي ظل هذه الإشكاليات، بدأ بعض المشجعين والمحللين يطرحون تساؤلات جادة حول جدوى الاستمرار في استخدام الفار، بل وظهرت أصوات تنادي بإلغائه، معتبرين أنه تسبب في مزيد من الجدل أكثر مما حلّ من مشكلات. إلا أن هذا الرأي، رغم وجاهته من ناحية رد الفعل، لا يتماشى مع التوجه المنطقي الذي يهدف إلى تطوير اللعبة لا التراجع عنها.

الحقيقة أن إلغاء الفار بالكامل سيكون بمثابة خطوة للوراء، وحرمان لكرة القدم من وسيلة قوية لتحقيق العدالة. فالتقنية نفسها ليست المشكلة، بل طريقة تطبيقها والقيود المفروضة عليها. لقد ساهم الفار في حالات عديدة في إنصاف فرق، وإلغاء أهداف غير شرعية، ومنح ركلات جزاء مستحقة، وإنقاذ المباريات من قرارات كارثية. وبالتالي، فإن الحل لا يكمن في إلغاء التقنية، بل في مراجعة بروتوكولها، ومنح غرفة الفار صلاحيات حاسمة في اتخاذ القرار عند وجود أدلة بصرية قاطعة، تماماً كما تفعل المحكمة في القضايا التي لا تحتمل التأويل.

ختامًا، إذا كنا نهدف إلى كرة قدم عادلة ونظيفة، فلا بد من دعم التقنية، ولكن بشكلها الصحيح: أن تكون مرجعية نهائية لا خاضعة للاجتهاد. الفار يجب أن يكون وسيلة لحماية اللعبة، لا مجرد وسيلة إضافية لإثارة الجدل، وعلى الجهات المسؤولة أن تواكب هذا التوجه لضمان مستقبل أكثر نزاهة وعدلاً داخل المستطيل الأخضر.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمييز العنصري
- التفكك الأسري في المجتمعات المعاصرة
- فن الحديث
- العلاقات الأيرانية السعودية بداية تحول إقليمي قبيل المفاوضات ...
- الحرب الهندية الباكستانيه هل هي أنتصار للصناعة الجوية الصيني ...
- فيما اذا تغير أسم الخليج
- الوعود الأنتخابية في العراق بين الديمقراطية الوليدة وخيبة ال ...
- السكن العشوائي ومسؤولية التنظيم مقارنة بين الواقع المصري وال ...
- الأخلاق بين زمن العالم الرقمي والأزمنة السابقة
- الفساد الأداري بين الفجور والتقوى
- التسول بين الفرد والدولة ...
- عبق الماضي
- الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوربة الصين ...
- الشارع التونسي والحركات الأسلامية المعتدلة بين الحقيقة والوه ...
- الصحافة .حارسة الحقيقة
- اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟
- بين سطوة القوة وأنفلات الفكر .قرأة في عالم تحكمه المصالح بدو ...
- جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر
- هل يتحقق الحلم العراقي بالوصول مرة ثانية لكأس العالم بكرة ال ...
- التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنت ...


المزيد.....




- بطولة روما.. توقف مشوار مدفيديف عند دور الـ16
- موعد مباراة مصر ضد المغرب بنصف نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب ...
- وفاة صادمة للاعب كمال أجسام برازيلي
- كم نقطة يحتاجها الاتحاد لحسم لقب الدوري السعودي؟
- كل المباريات هنا.. تردد قناة أون تايم سبورت الجديد on time s ...
- بين 800 هدف.. ميسي يختار هدفه المفضل لتحويله لعمل فني
- شاهد.. إنزاغي مدرب بيزا يرفع علم فلسطين باحتفالات الصعود للد ...
- الأهلي يعبر محطة سيراميكا ويبتعد بصدارة الدوري المصري
- رودريغو يتمرد على ريال مدريد
- موعد مباراة برشلونة ضد إسبانيول في الدوري الإسباني والقنوات ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - رحيم حمادي غضبان - تقنية ال-VAR-هل سرقت المتعة من كرة القدم؟