أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 583 - إدارة ترامب تسعى للسيطرة على قناة السويس















المزيد.....

طوفان الأقصى 583 - إدارة ترامب تسعى للسيطرة على قناة السويس


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


دميتري نيفيودوف
كاتب صحفي ومحلل سياسي
مؤسسة الثقافة الإستراتيجية

7 مايو 2025

خلال مكالمة هاتفية جرت مؤخرًا، أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره المصري عبد الفتاح السيسي برغبته في الحصول على حق مرور مجاني للسفن التجارية والعسكرية الأمريكية عبر قناة السويس، التي تؤمن السيطرة على 12% من إجمالي التجارة البحرية العالمية.

كما أعرب سيد البيت الأبيض عن نيته الحصول على دعم من القاهرة في العمليات ضد الحوثيين، بما في ذلك المساعدة العسكرية، وتبادل المعلومات الإستخباراتية، أو التمويل. (يُذكر أن البنتاغون والجيش الإسرائيلي قد كثّفا مؤخرًا الضربات على منشآت البنية التحتية المدنية والعسكرية في مناطق اليمن التي تسيطر عليها حركة "أنصار الله"). ومع ذلك، رفض الزعيم المصري تلبية هذه المطالب، معتبرًا أن "الوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة هو أفضل وسيلة لوقف الحوثيين". وقد سارع قادة الحوثيين إلى نفي تصريحات ترامب السابقة التي زعم فيها أن قوات المقاومة اليمنية وافقت على عدم مهاجمة السفن في البحر الأحمر، مما يعني أن التوتر السياسي والعسكري في المنطقة سيزداد، ما يضاعف بشكل كبير من المخاطر التي تهدد الملاحة البحرية الدولية.

تُشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن ترامب يصر علنًا وفي الاجتماعات الخاصة على أن تعوض مصر للولايات المتحدة تكاليف حماية طرق الملاحة المؤدية إلى قناة السويس. وقد دعا، من خلال منصة "تروث سوشيال" الإجتماعية، إلى منح السفن العسكرية والتجارية الأمريكية مرورًا مجانيًا عبر القناة.

وفي هذه الأثناء، تواصل أسعار العبور عبر القناة إلى موانئ البحر الأحمر ومنها إرتفاعها المستمر. ففي ربيع عام 2024، أعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، أن "تكلفة نقل البضائع للسفن المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر والعائدة منها قد إرتفعت حوالي تسع مرات – لتصل إلى 6800 دولار للحاوية الواحدة، بينما كانت قبل أزمة غزة (ملاحظة التحرير) تبلغ 750 دولارًا فقط". كما أشار إلى "زيادة إضافية في أسعار وقود السفن والتأمين للسفن التي تمر عبر القناة". علاوة على ذلك، تم رفع رسوم إستخدام الخدمات الإلكترونية المرتبطة بعبور القناة، اعتبارًا من 1 سبتمبر 2024، من 50 دولارًا إلى 300 دولار – أي ستة أضعاف – ثم إلى 500 دولار في عام 2025.

الإهتمام الأمريكي بهذه الشريان الحيوي ليس جديدًا. وفقًا للمعلومات المتاحة، ففي عام 1951، وفي إطار مشروع "ناتو المتوسطي"، طلبت الولايات المتحدة من بريطانيا إمكانية الشراكة في إدارة قناة السويس. وبحلول ذلك الوقت، كانت بريطانيا قد أُخرجت بمساعدة من واشنطن من الأردن وفلسطين (المستعمرات البريطانية السابقة)، وكذلك من إقليم أوغادين شرق إثيوبيا (ثلث مساحة البلاد)، حيث كانت تنوي بريطانيا ضمه إلى مستعمرتها – شمال غرب الصومال (ما يُعرف الآن بـ "صوماليلاند" شبه المستقلة). في ظل هذه الأوضاع، رفضت لندن السماح للولايات المتحدة بالمشاركة في إدارة القناة، وكان الموقف الفرنسي مشابهًا، حيث كانت فرنسا شريكة في إدارة القناة، لكنها فقدت، في منتصف أربعينيات القرن العشرين (بمساعدة واشنطن أيضًا)، مناطق إنتدابها في سوريا ولبنان.

وربما كرد فعل، رفضت الولايات المتحدة دعم العدوان الثلاثي الذي شنّته بريطانيا وفرنسا بالتعاون مع إسرائيل ضد مصر عام 1956، وذلك عقب قرار جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس والمنطقة التي كانت تخضع للسيطرة البريطانية على ضفتيها.

لاحقًا، ركّزت الولايات المتحدة على دعم مشروع القناة الإسرائيلي-الأردني (1966) الذي يربط ميناء العقبة (الأردني) – بصحراء النقب الإسرائيلية – إلى عسقلان على البحر المتوسط، بطول 285 كيلومترًا. ولا يزال هذا المشروع يواجه رفضًا من قبل مصر، لأسباب واضحة.

وترتبط المبادرة المثيرة للجدل التي إقترحها ترامب وبعض مساعديه بشأن "إعادة إعمار" قطاع غزة – والتي تنص على تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى الأردن ومصر، وتدخل القوات الأمريكية – بخطط بديلة عن قناة السويس. وبحسب تصريحات الرئيس الأمريكي، فإنه "بعد ترحيل الفلسطينيين، ستتمكن الولايات المتحدة بهدوء وببطء من البدء في بناء واحد من أعظم وأروع المشاريع على وجه الأرض". وعلى الرغم من أن ترامب لم يُسمّ هذا المشروع صراحة، إلا أنه يُفترض أن المقصود هو بديل مائي لقناة السويس.

وبحسب المعلومات المتاحة، يوجد مشروع إسرائيلي مرتبط بذلك يمتد من ميناء إيلات (الميناء الإسرائيلي على البحر الأحمر) – عبر صحراء النقب – إلى غزة، بطول 225 كيلومترًا. ويحظى هذا المشروع بدعم واشنطن، كما أن منطق حكومة نتنياهو، خاصة بعد الدمار الكبير الذي ألحقته غزة، يسير في اتجاه التهجير القسري للسكان العرب المحليين. كما ذكرنا، رفضت حكومة السيسي هذا المشروع، ورفضت كذلك مشروعًا موازيًا يمتد من إيلات – عبر النقب – إلى عسقلان، بطول 255 كيلومترًا، والذي يُعرف باسم مشروع "بن غوريون".

ويشير المحلل السياسي الروسي يفغيني شفتسوف إلى أن المرحلة النشطة من تنفيذ مشروع قناة "بن غوريون" – التحضيرات المبدئية، تسوية الأراضي، وترتيبات ملكيتها – بدأت في 7 أكتوبر 2023، وهو نفس اليوم الذي نفذت فيه حركة حماس هجومًا على المستوطنات الإسرائيلية الحدودية، والذي فشلت الإستخبارات والجيش الإسرائيلي، بشكل غريب، في توقعه. وقد تم تكليف شركاء أمريكيين بتوفير الأمن لموقع البناء.

وفي الوقت ذاته، تتقدم الولايات المتحدة نحو قناة السويس من جهة القرن الإفريقي: فقد عرضت سلطات "جمهورية صوماليلاند" (التي كانت مستعمرة بريطانية سابقًا) في منتصف أبريل من العام الجاري على الأمريكيين استئجار ميناء بربرة في خليج عدن ومدرج طيران مجاور بطول يزيد عن 40 كيلومترًا، مقابل الاعتراف الأمريكي بالدولة. (يُذكر أن الإتحاد السوفياتي استأجر هذه المرافق سابقًا خلال الفترة 1972-1977 عبر إتفاقيات مقايضة مع جمهورية الصومال الموحدة آنذاك).

وقال رئيس صوماليلاند، عبد الرحمن محمد عبد الله، في رسالة إلى ترامب منتصف يناير الماضي:
«...كثير من الدول، عندما تُجبر على الإختيار بين أمريكا والصين، تختار الصين. لكننا نحن إخترنا – وسنواصل إختيار – أمريكا وتايوان وشركاء ديمقراطيين أحرار آخرين». وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد تمت الموافقة المبدئية على هذا العرض في واشنطن.

وبالتالي، فإن خطط إدارة ترامب للسيطرة على المسار قناة السويس – البحر الأحمر – المحيط الهندي تشمل كامل الإقليم المحيط. وفي هذا السياق، من المتوقع أن تزداد الضغوط السياسية من واشنطن وتل أبيب على القاهرة. فالمطلوب من السلطات المصرية ليس فقط الموافقة على الإمتيازات الأمريكية لعبور القناة، بل وأيضًا الإلتزام بـ"الحياد" تجاه تنفيذ مشاريع بديلة تقودها إسرائيل (وبالأساس واشنطن وتل أبيب) لقناة السويس. ولم يتردد ترامب في التصريح بأن "قناة السويس ما كانت لتوجد لولا أمريكا"، وأن السفن الحربية الأمريكية هي التي تضمن الملاحة في هذا الممر الحيوي حاليًا.

في مواجهة هذا الضغط السافر، والذي قد يؤدي إلى زعزعة الإستقرار السياسي الداخلي في حال تنفيذ مشروع "قناة بن غوريون" البديل، تسعى مصر إلى تعزيز علاقاتها مع دول غير غربية، لا سيما أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون. ففي أوائل مايو، انتهت مناورات مشتركة بين مصر والصين بعنوان "نسر الحضارة 2025". وفي وقت سابق، في مارس، تم الإعلان عن توقيع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة التنمية الصناعية المصرية مع شركة "شين فِينغ إيجيبت ستيل" الصينية، وشركتها الأم "شين فِينغ الصين"، اتفاقًا لتنفيذ تسعة مشاريع صناعية بإجمالي استثمارات يبلغ 1.65 مليار دولار.

وتفيد وسائل إعلام إسرائيلية بأن المصريين يمتلكون نظام دفاع جوي صيني متطور من طراز HQ-9B يشبه منظومات S-400 الروسية، وقادر على إعتراض الأهداف على مسافات بعيدة. ومن المحتمل أن تُستأنف قريبًا المفاوضات المتوقفة بشأن إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر – أكبر دولة عربية – والإتحاد الإقتصادي الأوراسي (EAEU). وأخيرًا، كما أعلن مستشار الرئيس الروسي يوري أوشاكوف مؤخرًا، فإن جمهورية مصر العربية ستمثل على أعلى مستوى في إحتفالات الذكرى الثمانين للإنتصار العظيم في موسكو.

ملاحظة:
(1) تجري الولايات المتحدة وإسرائيل منذ مارس من هذا العام محادثات مع سلطات السودان، الصومال، وصوماليلاند حول إمكانية توطين الفلسطينيين من غزة في تلك البلدان. وتشير مصادر متعددة إلى أن البيت الأبيض ينظر أيضًا في دول مثل المغرب، موريتانيا، وليبيا لهذا الغرض.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد 80 للنصر - الجزء الخامس - من الذي إنتصرنا عليه — ولماذ ...
- طوفان الأقصى 582 – اليمن في مواجهة الطغيان - ملف خاص
- العيد 80 للنصر – الجزء الرابع – الأساس الذي لا يجوز التفريط ...
- طوفان الأقصى581 - إسرائيل تنوي القضاء الكامل على غزة كأرض فل ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثالث - ملف خاص
- طوفان الأقصى 580 - الزحام في سوريا
- العيد 80 للنصر - الجزء الثاني -عملية بارباروسا عام 1941: تحل ...
- طوفان الأقصى 579 - «الانتقام الذاتي»: من من العرب ساعد إسرائ ...
- العيد ال80 للنصر – أسباب إنتصار الإتحاد السوفياتي على ألماني ...
- طوفان الأقصى 578 - نتنياهو يعلن عن هجوم -مكثف- في غزة وتهجير ...
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي – الجزء الخا ...
- طوفان الأقصى 577 – هل ستؤثر -حجج- إسرائيل المدعومة بالصواريخ ...
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي – الجزء الرا ...
- طوفان الأقصى 576 – نتائج غير سارة – البريطانيون يعودون للحرب ...
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي - الجزء الثا ...
- طوفان الأقصى 575 – الهند وباكستان في انتظار الحرب الرابعة
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 574 – معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية؟!
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 573 – انفجار ميناء الشهيد رجائي – قراءة تحليلية ...


المزيد.....




- نوايا.. مبادرة مصرية تحيي تراث الطهي من خلال جولات ريفية
- بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.. المحاك ...
- بيان للحكومة السعودية عن زيارة ترامب للمملكة الثلاثاء
- الصليب الأحمر: الأسير عيدان ألكسندر في طريقه إلى نقطة التسلي ...
- مكتب نتنياهو: رئيس الوزراء اجتمع مع ويتكوف ووجه بإرسال وفد إ ...
- بن غفير: تلقينا دعما أمريكيا لفتح أبواب الجحيم على غزة
- الفصل الثامن والثمانون - غودفريد
- ترامب: نفكر بشكل جدي في تخفيف العقوبات عن سوريا
- ترامب يقول انه يفكر بالتوجه إلى إسطنبول حيث يعقد الاجتماع بي ...
- بعد مفاوضات مباشرة مع واشنطن.. حماس تقرر الإفراج عن الرهينة ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 583 - إدارة ترامب تسعى للسيطرة على قناة السويس