أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي














المزيد.....

مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 21:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب الصديق العزيز رزكار مقالا بعنوان " البابا والفاتيكان، حق إلهي أم احتكار ذكوري؟ رجال كهول يقصون النساء والشباب باسم السماء"، تكونت المقالة من قسمين أولهما "اليسار والموقف من الأديان"، وفي هذا القسم يطرح رزكار اراء جديدة وغريبة بنفس الوقت على من يعرفه، فهو شخص شيوعي خالص، وله تاريخ حافل في الحركات الشيوعية، لكن مثلما يقال فلا ثبات في هذه الحياة، انها في تغير مستمر.

يكنب رزكار ما نصه:

"لا بد من التطرق إلى رؤية اليسار الإلكتروني للدين، حيث يدعو، في الظرف الحالي، إلى تحييد الدين عن الدولة دون المطالبة بفصله تماما، مع ضمان حرية التدين والعقيدة كحق شخصي غير قابل للمساس".

هذه هي الرؤية الجديدة والغريبة في طرح رزكار، وتكاد تكون جوهر هذا القسم كله، أي انها العمود الفقري لهذا القسم، ولا نغالي إذا قلنا انها رؤية دينية، أو انها تنبع من رجل دين "متنور او متمدن"، فهو يرفض الجزء الأساس في العلمانية "فصل الدين عن الدولة"، ويستعيض عنها بمفردة "التحييد"؛ انه ليس طرحا يساريا ابدا، بل هو حتى ليس طرحا "علمانيا". ثم انه لم يقل لنا عن الصيغة او الية "تحييد" الدين، سوى إشارات الى واجب الدولة في ممارسة هذا "التحييد".

المشكلة الأكبر التي تواجهنا مع طرح رزكار هو إصراره على بقاء الدين داخل المجتمع "احترام المعتقدات الدينية لعامة الجماهير يعد جزءا من التزام الدولة"؛ والادهى والامر من كل ذلك هو "تقديم الدعم للمؤسسات الدينية بوصفها منظمات جماهيرية"!!!!!!

هناك فرق كبير بين الطرح العلماني والشيوعي لمسألة الدين، فالعلمانية التي يريد رزكار ابعادها كطرح سياسي تؤكد بشكل قاطع على قضية "فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم"، والكثير من الدول تسير على هذا الطرح، وتعيش بأمان الى حد ما، ولا تعاني من مشاكل اجتماعية او امنية الا بشكل نسبي؛ اما الطرح الشيوعي فهو يريد في نهاية المطاف "الغاء، نفي، حذف، اضمحلال، تلاشي" الدين من الوجود، فهو يعتبره قوة معرقلة لتقدم الحياة وتطورها، ويعده أحد اهم أسلحة البورجوازية والطبقات الحاكمة على مر التاريخ. وسينتهي وجود الدين بنهاية وجود الطبقات.

ينصح رزكار القوى اليسارية قائلا "ينبغي على القوى اليسارية والتقدمية أن تتجنب طرح هذا الخيار"، أي خيار العلمانية، خصوصا في البلدان "المتدينة"، او التي فيها الدين له حضور قوي؛ كان الأفضل ان يقول رزكار "اقترح على القوى اليسارية" بدلا من "ينبغي"، لأن فيها ما يشبه الامر؛ أو انها صياغة فوقية الى حد ما، هذا القول "اجتناب طرح العلمانية" هو الأكثر تراجعا في فكر الصديق العزيز رزكار، فهو لا يريد "تحييد" الدين بقدر ما يريد نفي العلمانية والغاؤها، يريد المحافظة على الدين ومؤسساته، لقد بدأ مقالته بتعزية الكاثوليك بفقدان البابا، والتهنئة باختيار بابا جديد، لماذا يا رزكار هذا الطرح؟ هل عندما يموت السيستاني او حاخام يهودي او بوذي ستعزي وتهنئ؟

"في العديد من الدول المتقدمة، مثل الدول الاسكندنافية، تراجعت الحاجة الى الدين والمؤسسات الدينية بشكل ملحوظ، نتيجة للتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، بالإضافة الى تحقيق مستويات عالية من الامان والضمان بمختلف اشكاله"؛ في هذا المقطع ينفي رزكار كل مقالته في قسمها الأول، انه يحدد بشكل دقيق أسباب وجود الأديان، أوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية مزرية، استطاعت الدول الاسكندنافية السيطرة على هذه الأوضاع، فأنحصر وجود الدين وتراجع كثيرا، ولو ان الأنظمة الحاكمة تجتهد أكثر لازالت الدين تماما، لكنها بحاجة اليه في يوم ما.

رزكار يتهرب من ذكر ان تلك الدول الاسكندنافية هي تعتمد بشكل أساس نظام حكم علماني صارم، يفصل الدين عن الدولة، وهروبه هذا ليبقي على طرحه الجديد والغريب "التحييد".

قاست وعانت أوروبا كثيرا من سيطرة الدين، قوى التنوير القادمة مع الفجر الرأسمالي قادت صراعا كبيرا وعظيما ضد سلطة البابا والكنيسة، لتحجيمه و"تحييده" وعزله وفصله عن الدولة؛ حدد توماس هوبز في أحد فصول "اللفياثان" سلطة رجال الدين مقدما بعض الحجج لذلك:

"ليس لرجال الدين سوى سلطة تعليمية، وهم لا يملكون سلطة تولي الحكم"
"ليست أفكارهم أكثر من مشورات، وليست قوانين"، يجوز سماعها دون اتباعها.
"ليس لكهنة المسيح أي حق في الإمرة".

كان ذلك في زمن لم يطالب فيه المفكرون ب "تحييد" الدين، ولا بدعم "المؤسسات الدينية"، كان عصرا تقدميا ومبهجا، كانت البورجوازية تقود ذلك الصراع، وهي من فصلت الدين عن الدولة، قبل ان تكتشف ان الدين أيضا سلعة تستطيع ان تربح من وراءه، فإعادته بشكله الأكثر بدائية، ورمته داخل المجتمعات، ليحرق ما تبقى من تلك المجتمعات.

يتبع لطفا....
رابط مقال الصديق العزيز رزكار عقراوي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=868371



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة في سجني التاجي وهالدن
- ما أصعب الكتابة عن غزة
- في ذكرى ماركس
- ملاحظات على مسيرة الأول من آيار
- زلماي في ضيافة فخري
- بصدد تصريحات الرئيس اللبناني
- عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
- السوداني في الزي العربي
- الحملة الفاشية لا زالت مستمرة في الناصرية


المزيد.....




- بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر: ما أكبر التحديات التي ...
- تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات والعرب لضحك الأطف ...
- مستوطن إسرائيلي يحاول إدخال قربان إلى المسجد الأقصى
- أطفالك هيتسلوا بأحلى الأغاني.. استقبل تردد قناة طيور الجنة ا ...
- بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر يعقد أول مؤتمر صحفي له منذ تنص ...
- الأزهر يبارك والصحفيون يتحفظون.. قانون الفتوى يثير الجدل في ...
- اضبط الآن بجودة عالية.. تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد على ...
- استقبلوا الفرح في بيوتكم.. ثبت دلوقتي تردد قناة طيور الجنة ا ...
- بابا الفاتيكان يناشد العالم وقف الحرب على غزة
- إلام دعا البابا ليو الرابع عشر خلال أول قداس له بصفته رأس ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي