أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - التمعش من ريع مواقع التواصل الإجتماعي














المزيد.....

التمعش من ريع مواقع التواصل الإجتماعي


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع ظهور الأنترنات ومواقع التواصل الإجتماعي منذ أواخر القرن الماضي وانتشارها كالنار في الهشيم في الربع الأول من القرن الحالي بدأت تحولات كبيرة وغير مسبوقة على مستوى التفكير والعقل والمنظومة التربوية والعمل والإنتاج وأخلاق الناس وسلوكهم.فقد كان لهذا الإختراع العجيب الساحر تأثيرا غير مسبوق على البشرية في أي مكان من الكرة الأرضية حتى في الأرياف النائية وأعالي الجبال وأعماق البحار وحتى في السماء السابعة بما جلبه من إمكانيات فائقة في السرعة والتواصل و الإعلام حتى أصبح هناك منتوج رقمي إفتراضي واكب التطور في تكنولوجيا الحواسيب والموصلات والبرمجة. وبما أن كل منتوج له إتصال بالأيديولوجيا والإستراتيجية التي أنجبته وحددت أهدافه على المستوى المحلي والعالمي فمن يتحكم في آلياته وتطويره إنتاجا وتسويقا يمكنه من خلاله التأثير على المحيط خاصة في مجموعة الدول النامية والتي تفتقر للمعرفة التكنولوجية والأموال مما يجعلها فريسة للإختراق والإبتزاز والسيطرة عن بعد وبكلفة ضعيفة وتكاد لا تذكر. وعن طريق الأنترنات أصبح العالم قرية مترابطة الأطراف كل شيء فيها معلوم و مكشوف وعاري الأطراف بحيث لا مجال للإختباء والتفصي من المتابعة والتأثر سلبا أم إيجابا. وبما أن درجة التأثير على المجتمع والأفراد لهذه التكنولوجيات الحديثة مرتبطة أساسا بدرجة التحضر والتقدم والوعي والثقافة السائدة والبيئة العلمية والفكرية فقد تختلف نتائج هذه التأثيرات على المجتمعات وسلوكيات أفرادها على أرض الواقع وقد تكون مدمرة أحيانا نتيجة الخلخلة التي تحدثها لدى الشباب والناشئة فتظهر عادات وسلوكيات سلبية وطارئة في حالة عدم التأقلم والإستعمال المنحرف والمتطرف والجنوح للجريمة وقد يصل الأمر إلى الإرهاب ونشر الإشاعات المغرضة والأكاذيب والتعرض لأعراض الناس والتدخل في حياتهم الخاصة لابتزازهم وتحطيم إرادتهم وبهذا يكون استعمال الأنترنات ومواقع التواصل الإجتماعي والتكنولوجيا قد حاد عن أهدافه النبيلة والمثمرة كنتيجة لعقلية المستعمل المتخلفة بالنظر للبيئة المعرفية والفكرية التي يعيش فيها. وهذا ما لاحظه الدارسون لهذه المسألة في البلدان العربية التي تمتاز بحصوصية نسبة الشباب المرتفعة لديها والتي تتابع بشغف كبير المواقع الإجتماعية على منصات الأنترنات حتى غدت بالنسبة للعديد منهم إدمانا مرضيا ومعضلة حيرت علماء النفس والإجتماع. فقد أثرت هذه الثورة التكنولوجية على سلوك الشباب بالسلب فقل الإهتمام بالدراسة والعمل وازدادت عزلتهم في منازلهم وعزوفهم عن القراءة والمطالعة والتثقف ولم يعودوا يحسنون حتى الكتابة والتعبير وكأنهم يعيشون في كوكب أخر لا صلة له بالواقع. وقد زاد الطين بلة وجود مواقع تجارية وتسويقية تدر بعض فتات المال جذبت العديد من الشباب العربي ففسدت أخلاقهم حتى وصل الأمر ببعض الفتيات التعري والقيام بحركات إغرائية للرفع من وتيرة المشاهدة وتعظيم الربح. فحتى عالم السياسة فقد تأثر بذلك فأصبحت المواقع الإجتماعية سوقا مزدهرة ورائجة للإشاعات والأكاذيب والحملات الترويجية والدعاية بمناسبة الإنتخابات والإستفتاءات وحتى الدعوات للإنقلابات وإسقاط الحكومات والوزراء وتنظيم التظاهرات والإضرابات والإحتجاجات ومقاطعة السلع.كما عشش التطرف بين ثناياها ودهاليزها المظلمة والخفية لما يتيح لها من غموض في الهوية وسرية في التعاملات المشفرة حتى تبث سمومها القاتلة وترمي أحابيلها الأخطبوطية للإيقاع بالأبرياء والمغفلين والجهلة عن طريق المتاجرة بالدين والمقدس والجنس.فالبيئة العربية المتخلفة ماديا وفكريا المتجذرة في تراث خرافي أسطوري ماضوي غيبي ينبذ العقل والنقد والعلم و يعبد النقل وكل ما يقوله له شيوخ السلف دون تمحيص وتدقيق ومعرفة زيادة على انتشار الفقر والجهل والكبت الجنسي هي من جعلت التأثر بهذه التكنولوجيات الحديثة والساحرة يكون كبيرا وفاعلا حتى أصبحت هي من تتحكم في عقول الناس وتقودهم حيث يشاء خبراء الذكاء الإصطناعي عن بعد.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي نفي للديمقراطية
- الإستثمار في العقائد
- سلطة الأمر الواقع في سورية ورفع العقوبات الدولية
- الدولة الدينية وخطرها على المجتمع الحديث
- شعب تونس يرفض التدخل الخارجي
- الدجل السياسي ليس نضالا
- إتحاد الشغل في تونس نقابة أم حزب سياسي
- سورية إلى أين؟
- تطبيق القانون ضمن الضوابط الدستورية ليس دكتاتورية
- انتهازية النخبة في تونس
- الإسلام السياسي والتجربة التونسية الفاشلة
- المعارضة العدمية في تونس
- فشل المعارضة البورجوازية في تونس
- دجل وثرثرة النخب في تونس
- خطر التوظيف السياسي على استقرار الدولة
- لماذا أوروبا لا تريد وضع حد للحرب في أوكرانيا ؟
- هل النسخ في القرآن ترميم وتحريف له؟
- الدولة ليس لها دين غير الإنسان
- توظيف الجماعات المتطرفة في خدمة استراتيجية الدول المتنفذة
- القرآن ليس دليلا على وجود خالق


المزيد.....




- طائرات مقاتلة صينية تُربك الهند بنتائج لم يتوقعها أحد.. شاهد ...
- حماس تسلم عيدان ألكسندر آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة بغزة ...
- الهند وباكستان تبحثان تثبيت وقف النار
- الولايات المتحدة والصين تُعلنان عن اتفاق لخفض -كبير- في الرس ...
- أسطول من القوارب يجوب قناة البندقية للمطالبة بإطلاق سرح ألبر ...
- هل كانت مناديل أم كوكايين؟ شائعات تثير ضجة حول ماكرون وميرتس ...
- طائرة قطر المهداة للبيت الأبيض تخلق جدلا وترامب يدافع بشراسة ...
- ترامب: نأمل في إطلاق سراح مزيد من الرهائن في غزة والعائلات ت ...
- حماس: أفرجنا عن عيدان أليكسندر في إطار جهود وقف النار في غزة ...
- أنقرة.. اجتماع تركي سوري أردني


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - التمعش من ريع مواقع التواصل الإجتماعي