صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 12:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تتأثر المدارس بالمجتمع وتطوره ، كما أنها تؤثر بدورها على هذا المجتمع وتساهم في رقيه وتقدمه ، المتابع لأحوال المجتمع يجدها في تدهور مستمر ، في مختلف جوانب الحياة ، الوضع السياسي من انهزام الى آخر اكبر منه ، و تذبذب في المواقف ، وعدم وضوح في الرؤية ، وانعدام الأمان وحرمان الجماهير الشعبية ، من ابسط حقوقها وهي الحرية الهادفة ، المحترمة لحريات الآخرين ، الجانب الاقتصادي ، عجز وفاقة يعاني منهما غالبية الجماهير ، الجانب الاجتماعي ، فقدان الأسر لتآلفها القديم ، وكثرة حوادث الطلاق مما يسبب تشتت الأسر ، وتفكك العلاقات الاجتماعية ، وضرر الأولاد الذين يجب ان ينشئوا في أحضان الوالدين معا دون الاقتصار ، على احدهما وابتعاد الآخر ، كل هذه الأمور أدت الى نشوء أطفال لا يثقون بأنفسهم ، ينظرون الى العالم بعدم اطمئنان ، يظنون انه مهما بذلوا من جهد ، لاتتحسن الامور ، ولا يمكنهم ان يحققوا الأمنيات ، لهذا يكثر الاعتماد على الأهل ، في الوصول الى الغايات وعدم بذل الجهود الكافية لتحقيق النجاح في المدرسة ، والذي بدوره يؤدي الى النجاح في الحياة ، كل هذه العوامل أدت الى ان ينشأ جيل يبتعد عن الكتاب المدرسي لان الأساتذة ، يحرصون على تحفيظه بدلا من فهمه ، فيقوم الأستاذ بدور الملقن بدلا من المعلم ، ويكون الكتاب المدرسي وكأنه يجمع العلم النافع كله ، وانه من الضروري ان يحفظه التلميذ حفظا دون فهم او مناقشة لاستيعاب ما جاء به من معلومات ، فالمدرسة تخرج كل عام عددا كبيرا من حملة الشهادات العليا ولكنهم لا يعرفون ان الحياة تختلف أحيانا ،عما وجدوه في بطون الكتب اختلافا كبيرا ، وان حاول احدهم ان يبدع في مجال اختصاصه فانه يقابل من التهميش والنكران من ولاة الأمر ، فينطوي على نفسه مؤثرا عدم الاجتهاد مرة أخرى ، والاكتفاء بتنفيذ ما يقوله الآخرون ويرددونه ، وبذلك يكون إنساننا العربي ، حافظا لنظريات يفرضها عليه ولاة الأمر ، مرددا لها دون ان يبذل جهد ، لمعرفة ان كانت صالحة لحياتنا أم أنها تساهم في جعلنا نسير الى الخلف بخطوات واسعة والأمم الأخرى تقفز الى التطورالكبير
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟