أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم الداقوقي - يا اخوتنا في كركوك .... لا تلعبوا لعبة صدام الخبيثة مرة اخرى















المزيد.....


يا اخوتنا في كركوك .... لا تلعبوا لعبة صدام الخبيثة مرة اخرى


ابراهيم الداقوقي

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عاش الكركوكيون وبغالبيتهم الساحقة : سنة وشيعة وآثوريين، ، عربا واكرادا وتركمانا واقليات اخرى ، في وئام وانسجام منذ تأسيس الدولة العراقية ... لانهم أهل وسطية واعتدال وانفتاح . وقد كان ولا يزال معظم علمائهم ورجال دينهم ، رسل السلام والمحبة الى العالمين وأصحاب دعوة في البلاد العربية والاسلامية . لانهم قادرون على التأثير الايجابي دائما – سواءا أكانوا مسلمين أم موحدين – أكثر من قدرة الاخرين على التأثير السلبي في الساحة الاسلامية والعربية ، والذين تصدوا لمؤامرات التفرقة وإحباط الفتنة الطائفية بقلوبهم الشجاعة وعقولهم النيرة . غير ان اغتصاب صدام حسين وشلته الباغية ، للحكم عام 1979 قد ادى الى تغييرات جذرية في كل شئ في كركوك – مثلما في كل العراق - طوبوغرافيا وسياسا واقتصادا وقانونا .... بعدما اصبح صدام هو الدولة ، نتيجة اسباغ صفة ( القائد الضرورة ) عليه ، واطلاقه – أي صدام – يد زمرته الباغية لتعيث فسادا وانتهاكا وقتلا وتشريدا في العراقيين . وقد يتساءل البعض : وهل ان وضع العراق والعراقيين افضل اليوم من عهد صدام ؟ نقول : كلا ... ولكننا لسنا – اليوم – بصدد المقارنة بين دكتاتورية صدام الداخلية ودكتاتورية الغزو الخارجي ، كلا ... لان كلي الدكتاتوريتين وحشيتان ، من جهة . ومن جهة اخرى لاننا نطمح ان ينعم بلدنا العراق ، بالامن والاستقرار والهناء ، لاسيما وانه كان ولا يزال اغنى بلاد الشرق الاوسط واكثرها حظا في التقدم والازدهار ، اذا ما اتيحت له القيادة الرشيدة والواعية الشفافة . .
فاذا القينا نظرة على المواد المنشورة في ( المرصد الاعلامي ) اليوم ، فاننا نجد ثمة قلقا سياسيا – بين المعلقين المراقبين من العراقيين والعرب – حول كركوك ، بسبب الفلتان الامني وانتشار مافيات الابتزاز والخطف والتهديد والقتل على الهوية . فقد قتل احد كبار الاغنياء التركمان بالامس ، بعد ان رفض دفع مبلغ كبير من المال ، فاتهم التركمان والعرب ... الاكراد بعملية الاغتيال ، في حين يعتقد الاكراد ، ان العرب يقفون وراء الحادث ، لإحداث البلبلة في المدينة ولضرب اسفين في علاقات الاكراد والتركمان المتردية ، في المدينة ... التي كانت تسمى : مدينة الاخاء الخالدة . لان كل واحد من الفئات الثلاث : العرب والاكراد والتركمان ... يريد ان يستأثر بالمدينة دون الشعبين الآخرين ، وهو الامر الذين يؤدي الى هذه الانتهاكات والخروقات الشوفينية والطائفية ، دون ان يفكر أي واحد منهم بروح الاخاء والمواطنة وحقوق الانسان ، في حل مشكلة كركوك – وهي صورة مصغرة للمشكلة العراقية الكبرى – من خلال الحوار ... بعيدا عن غطرسة التملك او الاستقواء بالاجنبي او دول الجوار .
فاذا كان جيش المهدي – بقيادة الصدر – مخلب النمر الايراني في نهش جسد السنة والشيعة معا ، من خلال فرق الموت والسجون السرية والقتل على الهوية ... فان بعض العرب والاكراد والتركمان ، يمارسون عمليات جيش المهدي – بشكل آخر - في كركوك لخلق الفوضى وعدم الاستقرار ، توطئة للتهجير والبطش بالباقين .
واذا كان الكاتب التركماني ( تورهان كتانة ) قد انتقد مشاركة بعض زعماء التركمان في الندوة الخاصة ببحث مصير كركوك في تركيا ، في وقت يجب فيه معالجة الموضوع عراقيا ، وفي العراق بالذات بعيدا عن تدخل دول الجوار ... فان الكاتبة العربية ( هدى الحسيني ) قد اكدت بان مستقبل كركوك يحتم على تركيا التدخل ، لان " الاكراد يسيطرون عليها الآن، انما السنّة العرب يريدونها. ولذلك كثرت فيها العمليات الارهابية اخيرا. لكن، بما ان السنّة يقاتلون الشيعة، ويقاتلون الاكراد، ويقاتلون الاميركيين ويقاتلون بعضهم بعضا، فان حظوظهم في التحكم بكركوك معدومة، خصوصاً ان الاكراد متفقون مع الشيعة، ويقاتلون فقط السنّة ومن اجل كركوك دون غيرها " . ويبدو ان ( الحسيني ) كانت على اطلاع على افادة وزير الدفاع ( روبرت غيتس ) في الكونغرس الامريكي ، لدى مناقشتهم له حول استراتيجية بوش الجديدة في العراق ومطالبتهم له " بضرورة سحب القوات الامريكية من العراق " عندما اجاب الوزير : " في حال انسحابنا من العراق ، فان القوات التركية ستستغل الفراغ السياسي وتحتل شمال العراق " ( جريدة ملييت التركية في 14/1/2007 ) .
والسؤال الذي يخطر بالبال – ليكون بابا للدخول الى الاسئلة الاخرى - حول وضع كركوك المأساوي والمتردي : الى اين سيؤدي هذا الاستبداد بالراي ورفض الآخر ، انطلاقا من مصالح الاخرين ؟
وهل ان تركيا تنوي فعلا ، التدخل في كردستان العراق ؟ أم انها تريد البطش بالمنشقين الاكراد – الاتراك ، من جماعة اوجالان ؟ وهل ان امريكا تدافع عن اكراد العراق ، ام عن مصالحها الحيوية في منطقة الشرق الاوسط الكبير ؟ واذا استأثر أي واحدة من القوميات الثلاثة بكركوك ، فماذا سيكون مصير القوميتين الاخريين فيها ؟ واذا كان الاكراد والعرب يريدون اقامة الفيدرالية في الشمال والجنوب ، فلماذا لا يمنحان الحق نفسه للتركمان ، ليقيموا فيدراليتهم في مناطق اكثريتهم ؟ ثم لماذا هذا الاصرار والتحدي الدموي لامتلاك كركوك ، بدل منحها وضعا خاصا – مثل خصوصيتها القائمة جغرافيا وتاريخيا - كادارة محلية مختارة ، ضمن الوحدة العراقية ؟ ثم لمصلحة من إثارة هذه الحساسيات العرقية والمذهبية والطائفية في هذه المدينة التي تعد عصب الحياة لبناء العراق الجديد ؟
فيا اخوتنا الافاضل في كركوك ....
الفتنه نار تأكل الجميع ، فهل يستطيع الحكماء – ومعظمكم منهم - وقفها أمام هجوم المرتزقه الاجانب والشوفينيين والطائفيين ومافيات الابتزاز والخطف والقتل على الهوية ؟
اتمنى - وانتم الاخوة والاقارب والاحباب - أن لا تلعبوا لعبة صدام حسين الخبيثة ، في تغيير صورة مدينتكم الجميلة برفض الاخرين او بالاستقواء بالاجنبي لاضطهاد ابناء جلدتكم .... لانه عندما يساند- أي الاجنبي - احدكم ، فانه بالتاكيد سيبطش بالاخر غدا وبالثالث بعد الغد : اوَ لم تسمعوا بالمثل المشهور : أُ كلثَ ... يوم أُكل الثور الابيض ؟ !!! .




#ابراهيم_الداقوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشترك الثقافي الانساني .... يدعو الى التآلف الحضاري في حوا ...
- من ينقذ بوش من مستنقع العراق ؟
- العراق الجديد ... الى اين ؟!!!
- الاقليات ... وشرعنة حق الاختلاف مع الآخر ...!!!
- ازمة الكاريكاتيرات .... مظهر لحرب المقدسات الاصولية بغطاء دي ...
- الجعفري لن يؤلف الوزارة ... واذا الفها فستسقط قبل سبتمبر الق ...
- كركوك ..... المعضلة والحل !!! .
- الرئيس المشكلة ... جورج بوش الابن !!!
- التشيع بين الاعتدال والتطرف
- الانتخابات القادمة ستغير الكثير من المفاهيم والتوازنات السيا ...
- الاختلاف الثقافي لا يقف حائلا دون انظمام تركيا للنادي الاورو ...
- هل تقبل اوروبا العانس بقبلة الشاب الشرقي الولهان ؟!!
- المثقف والسلطة .... والمؤسسة الثقافية المؤطرة للانتلجنسيا
- نعم للمقاومة ... ولكن!!!
- رهان العراق الجديد : الهوية الوطنية والتحول الديموقراطي
- فشل الاعلام العربي في مواجهة تحديات حوار الثقافات المعاصر
- بغداد ... ونرجسية المافيا وانتقام الجبناء
- حروب القائد الضرورة والديموقراطية وعراق الغد
- عبدالرحمن منيف عاشق الحياة ورفيق الضحايا والمعذبين
- استراتيجية غزو العراق تدشين لولادة الإمبراطورية الأمريكية وب ...


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم الداقوقي - يا اخوتنا في كركوك .... لا تلعبوا لعبة صدام الخبيثة مرة اخرى