خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 16:48
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لا أدري ماذا يحدث في مكان يقال عنه غير بعيد عنا؟
حصار أطفال يحملون ما تبقى من أشيائهم و أمهات كل همّهن تحضير وجبات طعام نحيفة لن تعدو أن تكون عبارة عن قطع خبز جاف، و القصف مستمر.
فلنسمي الأشياء بمسمياتها. مئات الآلاف من الأسر منطلقين باتجاه واحد معبر رفح، الذي كان مصدر إنعاش إقتصادي سابقا لكنه أصبح اليوم عبارة عن جزيرة خيام هائلة على امتداد البحر.
الشتات يخاطبنا و الذعر حفر أنفاقا عميقة في حياة أهل غزة المحاصرين و الحرب لا زالت مشتعلة فاتحة أبواب الجحيم على شعب أعزل أنهكه الزمان، يُطارد من مكان لآخر و في رقعة جغرافية ضئيلة جدا و أطراف إستغلت الظرف للٱستثمار في مآسي البشر فأصبح القادرون على الهرب من اللاجئين يدفعون 7000 دولار للفرد ضريبة مصر لمن أراد التمسك بالحياة و النجاة.
هكذا بدأت المأساة و هكذا ستنتهي.
حكاية شعب اختفى لقرون ثم شاءت الأقدار أن يبعث من جديد ثم يباد مرة أخرى و هكذا دواليك. فالفرص تمنح مرة واحدة إما أن نخطأ و إما أن نصيب وهنا تكمن معضلة الشعوب في ٱختيار حكامها. أو لم يكدس ياسر عرفات و حلفاؤه مال قارون من هبات و منح دول خصيصا للنهوض بالشعب الفلسطيني لكن شاءت الأقدار أن تفوز سهى بمال الشعب الفلسطيني المكلوم متخفية في طائرة باتجاه بنك باريس.
فهل هي لعنة البشر السماوية تطارد البشر من طرف البشر أم فتنة الشعوب فيما بينها طمعا في السلطة و المال ثم القتل.
تراجيديا تنقلها وسائل الإعلام ببرودة و كأننا أمام لعبة الروبوكس الفرق أن أبطال الشاشة و جبناؤها هم من وحي الخيال. أما الحقيقة فهي شئ آخر.
الحقيقة هي مواجهة الموت في كل الدروب عن طريق حياة يومية تشوبها حرارة الشمس و كثرة الذباب و نذرة الماء و قلة البنزين و الدواء وووو.
و مع كل هذا ففتاة البالرينا البريئة ترقص بزيها الزهري على أنقاض غزة أملا في عهد جديد تصفى فيه الحسابات الداخلية أولا ويسود فيه العدل و المساواة وأهمها التسامح و العطاء بناء لعهد جديد.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟