أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - في وداع صديق جميل_ثرثرة














المزيد.....


في وداع صديق جميل_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:21
المحور: سيرة ذاتية
    


اليوم في الشهر 24|1, ذلك ما تأكدنا منه بمنزل غازي جعبري عديلي المهندس الخبير المتقاعد, أمسية لمنذر مصري في عاديات جبلة, هل ترى منذر؟قليلا, أجبته. أيهم سيغادر إلى الإمارات العربية المتحدة, بقصد العمل وصيانة الكرامة بعد الحقوق الأساسية, أشعر بالحزن.
في أمسية تمام تلاوي الشاعر الغنائي من حمص, دار أغلب الكلام في المديح, وجمالية الشاعر والديوان, ومثل العادة, أحاول اختيار العبارات المرنة, التي تحافظ على اللياقة وشكر صاحب العمل على جهده أولا, وتوصل ما أريد قوله بصراحة, ولا تتعارض مع موقفي الأساسي تجاه اللغة وأنساق الفكر. شعرائيل عنوان المجموعة, بتناغم مذهل مع النصوص, تعرض تجربة ذات عليا(قبل فردية), يحضر الصوت والصور والبلاغة على حساب, إنسان فرد اسمه تمام ويعمل طبيبا, وهو في غاية اللطف, ومقترحه الشعري كذلك, المصالحة تمّت على حساب الحياة والحاضر والعيش الواقعي بمجمله. استفاض ياسر اسكيف في عرض تفصيلات المجموعة وملامحها الأساسية.
حضور وداع أيهم, أكثر أهمية لي, من حديث وسهرة الجمعية. لهذا سارعت بالخروج والتوجه إلى سرافيس جبلة اللاذقية, إلى منزل أيهم, المسافر غدا إلى دمشق وبعدها الإمارات.
*
اليوم والبارحة تحدثت معي سوزان, وكم أنا سعيد ومتفاخر.
صوت سوزان شجي وآسر. فكّرت هل تغنّي سوزان, في السهرات الخاصّة مثلا!
مئات الساعات لم أرها غاضبة, ولو للحظة, في بلاد خبزها وملحها الغضب!
من أين أتيت بكل هذا الرضا يا سوزان؟
جالست صديقتك وربيعتك جمانة حداد(كما يقول القرويون والبدو) في سوريا...أنتما الاثنتين حالة غرابة وذهول...ثلاث لغات...سبع لغات....رضا...لم ألمحه يوما في بلدي.
أنت يا سوزان أجمل من اسمك, منك تعلّمت_وأنت تجادلين يا للغرابة_ أن تأنيث هذه البلاد, وحده ينقذها(للذكر حظ الأنثيين_ هذا تمييز عنصري صريح يا سوزان), كنت تجادلين بشكل وصيغة لم أفهمها ...لتسلم سوزان وجمانة وهدى حسين وإيمان مرسال وهنادي زرقة وخولة وسهيلة ويسرا وهالة ورشا....ومئات السوريات, كي لا تضيع المروءة في الصحراء, وكي يبقى في هذه البلاد وسواها, من تضمّد جراح الغريب و المنبوذ.....
أضع الآن كأسا صغيرة, واشرب بصحة أيهم وأصدقائي في العالم المفتوح.
أيهم جعبري ابن أخت فريدة السعيدة, الذي نشر قصيدته الأولى في كيكا, والذي أحببته مثل ابن لي, وأودّعه اليوم كصديق ونديم, لو أعددت خمسة في اللاذقية لما استطعت تجاوزه.
أيهم الصريح والواضح والذي يعرف جيدا ماذا يريد, لم يتردد في الاختيار, نذهب إلى النقابة ونشرب كأسا_نقابة المهندسين في اللاذقية_ يمكنك أن تتفرج على شارع بغداد أو البحر, أو تتبادل الكلام مع الندماء, وطاقم الخدمة المتميز وأقدمهم نادر الشاب اللطيف, شيف النقابة.
أيهم ومجد مع زوج خالتهم فريدة السعيدة, الأخوين الظريفين أمضينا مساءنا في نادي النقابة, وسيتذكر أيهم مراسلته القديمة مع سوزان, ومع كيكا والحوار المتمدن والعفيف الأخضر, وسيتحدث بحميمية عن الكتابة ودورها المفرج والمريح, بلا بديل, أجل يا أيهم هي كذلك.
أنت الآن تتوجه إلى الخليج للمرة الثانية, مسلّحا بشهادة جامعية في الاقتصاد, ومهارة جيدة في اللغة الإنكليزية, وثقافة عامة لا ينقصها التواصل مع علم النفس الحديث, والأهم من كل ذلك, الشباب والفتوة التي يمنحها النصف الأول من سنوات العشرين.
قبل دخولي العشرين إلى بعد تجاوز عمر المسيح, عشت حلم يقظة واحد ولم يتحقق بالطبع, أن أغفو طويلا ودفعة واحدة, حتى بعد الأربعين....ستكون هذه البلاد قد تغيّرت, هكذا كنت أظن وأعتقد, ولم أنتبه أن التغيّر الوحيد في بلادي ووطني من سيئ إلى أسوأ. وأنا الآن على أعتاب الخمسين....أنظر بحسرة وأتأمل كم هذه البلاد مضادة للحب ومعادية للحياة.
*
يعترض الكثير من أصدقائي وصديقاتي أولا, على سوداويتي في الكتابة, ,اتفق معهم بلا سؤال, كتابة التيئيس بلا جدوى ولا طائل, ويتعّذر الدفاع عنها, لكن ماذا تفعل عندما يكون الأصدقاء بشفافية أيهم وذكائه ودرجة حساسيته المرتفعة؟ وقد رافق بؤس حياتي وفقرها نقطة بعد نقطة, هو الذي دلّني إلى معظم المواقع التي أتعامل معها اليوم, ويعلّمني بصبر كيفية التعامل مع الكمبيوتر والأنترنيت, ويتفهّم أكثر من أناي العليا حاجتي لصديقة أو حبيبة متخيّلة, خارج مفردات وعبارات الخيانة, تلك التي زرعتها أنظمة الموت وثقافة الموت..... حتى في الهواء, وفي جملتي العصبية وفي سائر كلمات اللغة العربية!؟
أشرب كأسي... وحيدا أكثر من مسمار, وفارغا حتى من الفراغ. اشرب الكأس وأتبعه بآخر وآخر...لا توجد امرأة تحبني كما أريد وأحتاج وأشتهي, ولا توجد امرأة أحبها كفاية, إلى الدرجة التي لا أنتظر منها شيئا ولا يزعجني شيء تريده أو تقوله أو تفعله.
الكتابة آخر ما يتبقّى... ضعفك ومجونك, تعفّفك ونزاهتك, بلاهتك وغبائك....أكتب وكأنك سقطت من طيارة في صحراء, لا أحد سيقرؤك ولا أحد سيصله كلامك.
أكثر ما يخيفني, أن تكون مخاوفي صحيحة.
أشرب كأسي الأخير, ولا أعرف ماذا تعني عبارة كأسي الأخير أو الكأس الأخير..........
سأشرب, لأقول ما أريد قوله بالضبط, وسأشرب ما دام هنا وهناك, كأس وصديق نوّدعه أو نستقبله بمودّة, وما دامت هناك امرأة أحبها بدون....لماذا وكيف ومتى....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعادة الجزء-ثرثرة
- قلق الصباح_ثرثرة
- ملعون أبو الزمان_ثرثرة
- جرح الكلام_ثرثرة
- كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة
- طاولة مستديرة_ثرثرة
- هل يقرأ السوريون والعرب الدرس العراقي....ثرثرة
- استعاد
- ضوء في آخر النفق_ثرثرة
- مسقط رأس_ثرثرة
- لأدوار المهملة_ثرثرة
- عام جديد سعيد _ثرثرة
- رسائل جانبية_ثرثرة
- بيت في ساقية بسنادا_ثرثرة
- عودوا إلى شرب الشاي ....يا اصدقائي_ثرثرة
- مركب في الرمل_ثرثرة
- مرام في هونغ كونغ_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة خامسة
- اسم قديم للموت_ ثرثرة
- الموضوعية في (النظر والتفكير والسلوك) _ثرثرة


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - في وداع صديق جميل_ثرثرة