أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله أمام عبيده الضالين














المزيد.....

الله أمام عبيده الضالين


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 12:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طبيعة الناس منذ بدء الخليقة على الأرض الكروية ونشأة المجتمعات الصغيرة من عائلات وقبائل تأكل وتشرب وتقتنص وتصطاد ما ‏يعجبها حسب قدرتها العضلية، ويعيشون حياتهم حتى يغشاهم المساء فإذا كان الجو حاراً أستلقوا على الرمال او الحشائش، اما اذا كان ‏الجو بارداً يدخل إلى خيمته التى صنعها مع أفراد عائلته ليهرب من برودة الطقس، وكانت الأرض غير مزدحمة كما نراها اليوم لكن ‏الإنسان كان يمتاز بالفطرية والبدائية والفوضى والعشوائية أى الجهل التام عن أى شئ يدور حوله على الأرض.‏

وتدور الأيام والأزمنة لتخرج لنا الأديان من عباءة التاريخ ويفرض علينا رجالها طقوس العبادة من صوم وصلاة وطهارة ونجاسة، لكنهم ‏لم يكتفوا بذلك لأن تلك الآلهة أو من أسس لتلك الأديان البشرية وضع لها تعاليم بدائية تصلح فقط لزمان أنتشار تلك الأديان، لأن ‏الشعوب فى تلك الأزمنة كانت فى بداية أتصالها مع العالم من حولها وكانت تجهل الكثير مما تحتاج أن تتعلمه لتفهم أوامر الألهة، ورغم ‏مرور اكثر من أكثر من ثلاثة آلاف سنة منذ نشأة اليهودية التى خلقت لنا إلهاً يحب ذبح الكباش وذبح البشر العاصين أوامره.‏

وتمضى الأيام لنجد انفسنا تجاوزنا مرحلة التخلف البدائى ودخلنا فى عصر الحضارات والذكاء الصناعى وعلوم الارض والفضاء والبحث ‏عن مخلوقات اخرى تعيش مثلنا على كواكب اخرى، وخلال تلك الآلاف من السنين مات ملايين البشر فى الدفاع عن عقائدهم وعن إلههم ‏فى حروب ومذابح يخجل منها الآلهة مهما كان شكلها، لكن عبيد الله الضالين والمنافقين الأشرار بطبعهم وقلوبهم وعقولهم ميتة والتى ‏ينسبون أفعالهم إلى إلههم مثل بنى أسرائيل وما نراه فى غزة خير مثال على الكراهية العنصرية ضد الآخر وأمتلاء قلوبهم بالحقد والغيرة، ‏وهذه مشاعر مرضية لأنهم يشعرون بالدونية التى أصابتهم بعقدة التفوق على بقية شعوب الأرض مما جعلنا نسئ فهم صفات إلههم ‏القاسي الذى يرضى عن قتل مئات ولآلاف البشر، رغم أن إله بنى أسرائيل تتبناه وتعترف وتؤمن به بقية الأديان السماوية لأن الله هو ‏إله واحد!!!‏

الآن وصلنا إلى عصرنا الحاضر لكن المؤمنين بتلك الاديان وعقائدها هم عبيد الله كما يطلقون على أنفسهم واعطوا لأنفسهم حق الأنتقام ‏ضد غيرهم من البشر لأنهم مختلفين عنهم فى المعتقد بل وفضلهم الله فى القرآن على العالمين رغم قساوة قلوبهم أى بنى أسرائيل، وفى ‏نصوص أخرى أنعم الله أيضاً على شعب أخر وقال لهم أيضاً فى نص القرآن أنكم خير امة أخرجت للناس، رغم أختلاف المفسرين فى أن ‏ذلك التفضيل يرجع إلى بنى أسرائيل لكنها ليست قضيتنا، الشئ المهم والخطير هو شعور بعض أتباع الاديان بأن لهم الحق فى أرتكاب ‏المعصية والخروج على كلام الله بأرتكاب الشر بأن أباحوا لأنفسهم القتل فى حق من يختلفون عنهم ولا يعترفون بدينهم ويفعلون بهم من ‏الأساءات التى لا يرضى عنها إله عاقل فى عصرنا هذا!!!‏

هنا أتوقف عند تعريف بسيط هو أننا بشر ناقصين ضالين وبعيدين عن الحقيقة عن الله لمجرد أننا عبيد لسنا بكامل أهليتنا العقلية ولم ‏تصلنا رسالة الله الصحيحة، لأن العالم بوسائل الأتصال والتكنولوجيا العلمية جعلتنا نبدو امام تلك الأجهزة كالمرضى الذين يحتاجون إلى ‏علاج ودواء يفتح بصيرتهم لمعرفة المشيئة الصالحة وكيفية التعايش معها، بدلاً من أستخدام نفس أساليب وطرق القرون الأولى لظهور ‏الاديان وأقصد أستخدام المؤمنين للعنف والصراع معهم وأعتبارهم أعداء لا أشقاء فى الإنسانية التى خلقنا الله جميعاً متساويين فى كل ‏شئ.‏

لكن الكثيرين من الناس يتجاهلون تعاليم الإله العادل الصالح المحب الغفور الرحوم وفى لحظة غضب ينفعل المؤمن ويتم تجييش ‏عواطف ومشاعر آخرين ليغضبوا معهم على هؤلاء المختلفين عنه فى العقيدة رغم تأكيد الإله على مسالمة الجميع إلا من أظهر عداوة ‏والتى تخضع عقوبتها لقانون الدولة التى يعيشون فيها، لأن هذه هى الإنسانية التى نرى الله فى سلوكيات المؤمنين به وحتى لا نشوه ‏صورته فيلعنوه فى داخل نفوسهم، وبذلك نكون قد أرتكتبنا الخطأ ضد إلهنا لأننا حرضنا بشراً آخرين على عدم قبوله بل تشويه صورته ‏من جانبنا، فالأفضل تربية سلوكيات إيماننا بالصفات الإيجابية التى تجذب الاعداء قبل الأصدقاء للإله الذى نحبه ونتواصل معه روحياً ‏بالتعبد إليه ونعكس صورته البديعة كخالق الكون والنور الحقيقى الذى يشرق على حياة البشر لتكون لهم حياة أفضل.‏

كلمة أخيرة:‏

فى أوقاتنا الحاصرة التى أنتجت مجتمعات عصرية جداً وغنية جداً وسعيدة جداً يتمتع أبناءها بالحياة ويقولون لك أنه لا توجد لديهم ‏مشاكل نهائياً بل المشاكل تعشعش فى المجتمعات النامية فى العالم الثالث، حيث تهيمن على مشاعرهم بطولات ورجالات الدين ويعيشون ‏على تراثهم وعلى ثقافتهم التى تجاوزتها مجتمعات اليوم بسنوات ضوئية، لكن المشكلة أن المؤمن يحتاج إلى التواضع والشعور بالحاجة ‏إلى التفكير المنطقى الذى يساعده فى أكتشاف أساليب وطرق جديد للنجاج والأنتصار على التخلف والجهل وكل الأفكار العتيقة التى لا ‏منفعمة منها، إذن علينا التعلم من خالقنا الذى خلق كل شئ كاملاً وفى احسن تكوين ونصنع مثله ولا نفعل العكس كالمجرمين الذين ‏يعيثون فى الارض خراباً صارخين بأن الله معنا ولا يحب غير المؤمنين بل يريد هلاكهم، لكن الحقيقة أنها أفكار بشعة تخرج من عالم ‏الشيطان الذى تؤمنون به والذى تركه الله ولم يؤذيه وأعطاه فرصة أخرى ليرجع عن فكره الشرير، لكن الشيطان مازال يغوى ويقتل الناس ‏بأفكاره ويفرح بأنه أستطاع أن يجعلهم عبيده المطيعين له الضالين عن طريق الله!!‏



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثالية الله والإنسان
- الله وأحتلال البشر بأسمه
- عقاب الله لكاليفورنيا أو غزة؟
- الله: السلام عليكم يا عرب
- الله: فى عيون التخلف
- الله لكنى أشكر الإنسانية
- الله والصفر العربى
- الله يا فيروز التسعون ربيعاً
- الله ماركة مسجلة للأديان
- الله وهلوسات البشر
- الله يتحدث معى ومعكم؟
- الله وثدى الأنثى
- الله وتصور البشر له
- مصير الله مع البشر
- أيادى الله ودماء البشر ‏
- الله والآلهة الحقيقية
- الله منبع الكراهية
- الله وأطلال الإمبريالية
- إله الكفر وإله الإيمان‏
- جبناء التكفير إجراميين


المزيد.....




- بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر: ما أكبر التحديات التي ...
- تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات والعرب لضحك الأطف ...
- مستوطن إسرائيلي يحاول إدخال قربان إلى المسجد الأقصى
- أطفالك هيتسلوا بأحلى الأغاني.. استقبل تردد قناة طيور الجنة ا ...
- بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر يعقد أول مؤتمر صحفي له منذ تنص ...
- الأزهر يبارك والصحفيون يتحفظون.. قانون الفتوى يثير الجدل في ...
- اضبط الآن بجودة عالية.. تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد على ...
- استقبلوا الفرح في بيوتكم.. ثبت دلوقتي تردد قناة طيور الجنة ا ...
- بابا الفاتيكان يناشد العالم وقف الحرب على غزة
- إلام دعا البابا ليو الرابع عشر خلال أول قداس له بصفته رأس ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله أمام عبيده الضالين