أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - ارتفاع الأسعار بين الأسباب والنتائج














المزيد.....

ارتفاع الأسعار بين الأسباب والنتائج


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:21
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


طالعتنا الصحف المحلية يوم الثلاثاء الماضي بأخبار اجتماع حكومي استثنائي لبحث ارتفاع الأسعار والتصدي له، وما تمخض أولياً عن هذا الاجتماع هو الإطاحة بمدير توزيع الغاز، مع وعود بدراسة زيادات على الأجور، ومحاولة البحث عن أسباب ارتفاع الأسعار.
الغريب أن كل النقاش الذي عرضته الصحافة والذي جرى في مجلس الوزراء حول هذا الموضوع، يوحي بأن الحكومة تبحث عن أسباب الظاهرة والمسببين، وكأنما لا علاقة لها ولسياساتها بما يحدث.
المطلعون والاختصاصيون نبهوا منذ فترة إلى أخطار الوزمة التضخمية القادمة قبل وصولها، ولكن آذان الحكومة كانت مسدودة، ولم تصدق إلا عندما وقع (الفاس بالراس)، وعندما اقتنعت أخيراً أن هنالك ارتفاعات في الأسعار، رغم أنها غير جديدة، بل إن ملامحها الواضحة بدأت تظهر منذ أوائل العام الفائت، تبين أن معالجاتها جاءت متأخرة وقاصرة.
متأخرة لأن العمل القيادي في مجال الاقتصاد وفي كل المجالات يتطلب التوقع والتنبؤ، وليس اللحاق بالظاهرة بعد استفحالها واكتشافها والاعتراف بها بعد تحولها إلى أمر واقع.
وقاصرة، لأن معالجة ارتفاع الأسعار من زاوية الأسعار فقط أو من زاوية تحميل المسؤولية لباعة المفرّق كما فعل أحدهم، هو تحليل لا يرقى إلى مستوى التحليل الكلي الذي يجب أن يرى أسباب الظاهرة بشكل شامل.
فما يعني ارتفاع الأسعار من وجهة نظر الدلالة الاقتصادية ـ السياسية؟
إنه يعنى شيئاً واحداً فقط... وهو استمرار إعادة توزيع الدخل بين الأجور والأرباح لصالح الأرباح.
فالأجور بثباتها، تتناقص قوتها الشرائية بارتفاع الأسعار، وبالتالي تنخفض حصتها من الدخل الوطني. أما الأرباح التي هي عادة صاحبة الأسعار، فتزداد حصتها على المستوى الكلي، وارتفاع السعر عند بائع المفرق ما هو إلا المظهر الخارجي والشكل النهائي الذي يعبّر فيه السعر الجديد عن نفسه، والذي تذهب مكوناته الرئيسية إلى أصحاب الأرباح الكبيرة من وكلاء ومستوردين وتجار جملة وموظفين كبار فاسدين.
إذن، إن كان ارتفاع الأسعار هو هكذا من وجهة نظر الدلالة الاقتصادية ـ السياسية، فمن المسؤول عن ذلك؟
إن المسؤول أولاً وأخيراً هو السياسات الكلية الاقتصادية الانفتاحية التي مارستها الحكومة الحالية باستعجال، والحكومات التي سبقتها بسرعات مختلفة منذ أواسط التسعينات.
أحدهم كان يقول: «أنا أذكى من أن أتعلم من تجاربي، بل أفضّل أن أتعلم من تجارب غيري».
وغيرنا ممن سبقونا على طريق السياسات الانفتاحية، وخاصة في أمريكا اللاتينية، يغيرون اتجاه السير، ويعيدون الاعتبار للسياسات الاجتماعية التي تعتمد على دور كبير للدولة في التحكم بالموارد المالية والمادية. وما استعادة الملكيات الكبيرة إلى الدولة التي أعلنت عنها فنزويلا إلا دليل على ذلك (تأميم قطاع الاتصالات والكهرباء والنفط)...
إن ما نراه اليوم من ارتفاعات للأسعار، وهبوط حر لمستوى معيشة المواطن لا يمكن حله بالترقيع عبر رفع جزئي للأجور، إذا لم يُقض على الأسباب العميقة للظاهرة، مع أننا نؤيد أي رفع للأجور من مصادر حقيقية أي على حساب الأرباح تحديداً، بل حله الجذري يتم عبر إعادة النظر بالسياسات الاقتصادية العامة وتغيير اتجاه سيرها، وفي ذلك ضمانة لكرامة الوطن والمواطن.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومي واليساري التوبة على الطريقة الدينية
- عقارات «أملاك الدولة»..نافذة واسعة للنهب والفساد والإثراء ال ...
- الجامعة على طريق الخصخصة؟
- ابنة «غيفارا» في سورية.. وأبوها في قلوب جميع الثائرين
- عام 2006 من الدفاع إلى الهجوم المعاكس
- التهريب.. التزوير.. التضليل.. ثالوث يسبق إلغاء الدعم قصة الم ...
- أصوات مشبوهة تدعو جهاراً للعودة عن التأميم الهجوم على «التأم ...
- جيلبيرتو ريفاس يطلق من بيروت معركة الأفكار ضد الإمبريالية
- الأمريكية أنجيلا ديفيس:ما زلت شيوعية وينبغي إسقاط العنصرية و ...
- المخرج من أزمة البنى السياسية السورية
- الخصخصة.. سلاح تدمير شامل...
- حاصر حصارك
- منير الحمش في حوار مع «قاسيون» :الحكومة مؤتمنة على القطاع ال ...
- التلوث البيئي والاقتصادي في سورية.. جهل في التشخيص.. وأوهام ...
- في الذكرى الثانية والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري منظم ...
- الأكراد، والشيوعيون، وأمريكا..
- سورية في المرحلة الحرجة: التحديات والفرص
- مشروع موازنة 2007 ورق... وأرقام... وأحلام...
- أمام هذا الخراب فصل من سيناريو طويل!!
- ابراهيم اللوزة:لماذا يجري الترويج المجاني ل «فضائل» الاستثما ...


المزيد.....




- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - ارتفاع الأسعار بين الأسباب والنتائج