لوته رورتوفت-مادسن
رئيسة الحزب الشيوعي الدنماركي
الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 15:02
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
Lotte Rørtoft-Madsen
Formand for Kommunistisk Parti
لوتّه رورتوفت-مادسن
رئيسة الحزب الشيوعي الدنماركي
انضم إلى النضال من أجل الرفاه لا السلاح
يمكن للدنمارك أن تكون دولة رائدة في السلام والدبلوماسية والاستدامة.
قد لا يؤدي ذلك إلى القضاء على الإمبريالية، وربما لن يُنهي خطر الحرب بالكامل، لكنه سيكون إشارة ملموسة وواضحة، ومساهمة حقيقية ونموذجًا يُحتذى به. سيضع ذلك الدنمارك في الجانب الصحيح من التاريخ، كما تكتب لوتّه رورتوفت-مادسن في هذه التدوينة.
"التسلّح الذي تسير عليه الحكومة حاليًا له عواقب هائلة على المستقبل.
إلى جانب كونه عبئًا ثقيلًا على المناخ والبيئة ومستهلكًا للموارد بشكل مفرط، فمن المؤكد أن الفاتورة ستُرسَل للأسفل، لا للأعلى.
الرفاه الاجتماعي يتم تقليصه بالفعل، ويتم رفع سن التقاعد. ولكن لا مشكلة في تمويل التسلّح.
وصناعة الأسلحة – تُجار الموت – تجني الأرباح الطائلة.
التسلّح لا يمنع الحرب – بل يزيد من خطر اندلاعها. فنحن نُغذي صناعة الحرب، والأسلحة لا تُنتج لتُخزَّن. وكلما تسلّحنا أكثر، أصبحنا هدفًا أكبر."
اليوم، يوزع أعضاء الحزب الشيوعي الدنماركي منشورًا صغيرًا أصفر بعنوان "الرفاه بدلًا من السلاح". والاقتباس أعلاه مأخوذ منه. وهو الرسالة التي يجب أن تحتل مركز الأولوية في عيد العمال هذا العام (1 مايو).
لطالما ارتبط هذا اليوم بنداءات مثل السلام، العمل، والاشتراكية. وهي شعارات مترابطة لا يمكن فصلها. فواقعيًا، لا يمكن تصور عالم خالٍ من الحرب دون التصدي للإمبريالية، ودون السعي إلى نظام بديل يتيح فرصًا حقيقية للعدالة الاجتماعية.
في الجانب الصحيح من التاريخ
هذا العام، النضال من أجل السلام وضد الإمبريالية يفرض نفسه بوضوح لا يمكن تجاهله.
في الحزب الشيوعي نؤمن أن هناك طريقًا آخر بدلًا من التسليح والتأهب لحروب ضد "أعداء وهميين".
أسطورة "محور الشر" وهجوم "الأنظمة الشرقية الاستبدادية" على "قيم الغرب" ليست سوى دعاية، هدفها الوحيد هو كسب التأييد لسباق التسلّح، ولتأسيس جيش أوروبي.
الدنمارك يمكن أن تكون نموذجًا للسلام، للدبلوماسية، وللاستدامة.
نعم، لن يقضي ذلك على الإمبريالية، ولا سيُنهي خطر الحرب، لكنه سيكون إشارة قوية وملموسة، ومساهمة حقيقية في بناء عالم آخر.
الحرب تُحضَّر بالهستيريا والذعر – لا بالحجج والمنطق. ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب العقلانية لتغيير المسار.
لكن ذلك يتطلب مواجهة حاسمة مع "الناتو" وخطط التسلّح والهيمنة التي يُملى علينا اتباعها. وينطبق الأمر ذاته على "الاتحاد الأوروبي" و"خطة إعادة تسليح أوروبا".
والأهم من ذلك: يجب مواجهة الخط السياسي الخطر الذي تنتهجه الحكومة وغالبية البرلمان – هذه المواجهة لن تحدث تلقائيًا.
نحو نظام عالمي جديد
اليوم، قوى الحرب تعيش في أوهام التفوق وتحتقر أي معارضة.
ففي مناظرة حديثة على قناة DR2، واجه النائب المحافظ راسموس يارلوف انتقادات شديدة، وكتب لاحقًا على فيسبوك أن مناهضي الحرب من الشيوعيين هم مجرد "أقلية من محدودي الذكاء"، وأن "الاستماع لهم يعني الاستماع للكثير من الغباء".
بدلًا من تقديم حجج، اكتفى بالسخرية، وادّعى أن الحلقة كانت "الأكثر تطرفًا" التي شارك فيها.
وقد جرى تصوير دعاة السلام – مرة أخرى – كمجموعة متطرفة، معزولة، غير عقلانية... بل وكأنهم أعداء الشعب.
هذا ليس جديدًا.
فالحرب دائمًا تُحضّر بالترويع – لا بالعقل.
لكن رغم كل ذلك، الأدلة والبراهين على ضرورة تغيير المسار موجودة وبكثرة.
نحن نعيش في لحظة تحوّل تاريخية. العالم الذي عرفناه طوال 80 عامًا ينهار، والتحالفات الإمبريالية القديمة تتفكك.
والولايات المتحدة بدأت تعي أن عليها التكيّف مع واقع عالمي جديد متعدد الأقطاب.
طريق جديد للمستقبل
أمام الدنمارك الآن خيار:
إما أن تبقى تابعة للولايات المتحدة أو تشارك في إعادة تسليح أوروبا،
أو أن تختار خطًا سياسيًا جديدًا يدافع فعليًا عن مصالح الشعب والطبقة العاملة.
الحزب الشيوعي يدعم هذا الخيار الثالث.
وفيما يلي الخطوط العريضة:
يجب على الدنمارك أن تتوقف عن لعب دور "دولة خط المواجهة" للإمبريالية، وتتبنّى سياسة خارجية مستقلة تخدم مصالح الشعب الدنماركي، مبنية على مبدأ التكافؤ بين الأمم في عالم متعدد الأقطاب.
يجب أن تكون السياسة الخارجية محايدة وتعتمد على الدبلوماسية بدلًا من العدوان والحرب.
الانخراط في "الناتو" و"الاتحاد الأوروبي" بات خطرًا واضحًا.
نقول: لا للقواعد الأمريكية في الدنمارك.
يجب أن تعمل الدنمارك من أجل حلول سلمية للنزاعات، ووقف إطلاق النار، والمفاوضات، واتفاقيات خفض التسلّح.
نرفض تمويل الحرب عبر الاقتراض المشترك أو الديون داخل الاتحاد الأوروبي.
لا لضرائب الحرب بأي شكل!
يجب وقف إنتاج الأسلحة، وإنهاء التعاون العابر للحدود في صناعة الأسلحة، وحظر تصدير المعدات العسكرية – بما في ذلك إلى أوكرانيا وإسرائيل.
لا يمكن للدنمارك، بصفتها جزءًا من حرب الناتو بالوكالة ضد روسيا، أن تشارك في أي "قوة لحفظ السلام" في أوكرانيا.
الحزب الشيوعي يدعو جميع قوى السلام للانخراط في طرح أجندة بديلة.
هل ترى نفسك جزءًا من هذا المسار؟
ربما حان وقت انضمامك وتنظيمك سياسيًا.
في الحزب الشيوعي، ستجد مجتمعًا سياسيًا، رفاقًا، نقاشات مُلهمة، وفرصًا للنشاط الجماعي.
الجميع يتمتع بالمساواة في الحقوق، وهناك ديمقراطية حقيقية داخل الحزب، تُتيح لك التأثير مباشرة على السياسة العامة.
ستصبح جزءًا من خلية حزبية محلية، تُتيح لك المساهمة بحسب قدراتك، وتلقّي الدعم في نضالك السياسي.
وقبل كل شيء: لن تكون وحدك.
عضويتك تمنحك قوة، وفرصة لإحداث فرق حقيقي – خاصة في معركة السلام.
المصدر: https://arbejderen.dk/blog/vaer-med-i-kampen-for-velfaerd-frem-for-vaaben/
#لوته_رورتوفت-مادسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟