أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زياد الرحباني - الرأس المعطَّل














المزيد.....

الرأس المعطَّل


زياد الرحباني

الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 11:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إلى متى سنظلّ ننتظر قمعاً ما فوق الطبيعة لنعود إلى رشدنا؟ نحن اللبنانيين يا شعب لبنان العظيم والفهيم. إلى متى سنظلّ نتسلّى بالترحّم على أيام الاحتلال التركي مرة والانتداب الفرنسي مرتين؟ وماذا سنفعل إن علمنا أن الدولتين المذكورتين لن تعيدا التجربة حتى لو مُلّكتا مال الدنيا؟ وقتها ما العمل؟ أسأل وأنا شبه متيقّنٍ ويا «للأسف المدنيّ»، أننا لن نعود إلى رشدنا إلاّ عسكرياً. سنعيد ترتيب الرشّدِ في ظلّ حالةِ طوارئ محمومة مطبقة، عنوانُها منع التجوّل. ناهيك بالأحكام العرفية «آ» والله. متى سنتخلّى عن «عين الصواب الخاطئ» التي نتشبّث بها، وكلٌّ على حدة؟
أعزائي وُجد المصعد الكهربائي لينقل الإنسان عمودياً وبسرعة أكبر وتعب أقلَّ إلى الطابق الذي يريد. فهو يوفّر عليه وعلينا، وحتى عن اللبنانيين، عناء السلالم الكثيرة دائرياً وصعوداً، كما يوفّر علينا الإرهاق الجسدي الكبير والشعور بالدوران. وقد اعتُمدَ في جميع أنحاء العالم الرأسمالي والاشتراكي حيث كان ذلك ممكناً. لا بل إنه أصبح حقاً بدائيّاً بسيطاً لجميع الناس من كل الأصناف والأعمار. حق مرافقٌ لسكناهم وعملهم، فما المشكلة؟ إن المصعد، عادة، يحلّ المشكلة. ما المشكلة؟ إن المشكلة ليست في المصعد. يدخل اللبناني من الشارع إلى الطابق الأرضي ويتّجه كباقي البشر نحو المصعد. يَشْتُم انتظاره ووصوله، سيّان. يصل المصعد فيدخله ويضغط على الزر وينتظر. المصعد لا يعمل! هل هو حظه، حظنا؟ كلا. يضغط مجدّداً ويعيد ويكثّف الضغط إلى درجةٍ تقارب مشروعاً للتكسير. شيء واحدٌ يشفع في هذه الأثناء بالمصعد وهو وجود مرآة داخله، فهو يستطيع أن ينظر من خلالها إلى نفسه بانتظار الانتظار، فهو سيطول ولا مجال فالمصعد معطّل. المصعد فاشل، وكل مصعدٍ في الأرض فاشل، حتى الاختراع مشكوكٌ في أمره. وهل كان جدودنا مخطئين وقد عاشوا وماتوا دونه؟
أعزائي، رحم الله الجدود وأطال في عمر أحفادهم والمصعد غير معطّل. إن الضغط على زر الطابق الأرضي، يُستعمل عندما يكون المرء، وحتى اللبناني، في الطوابق الأخرى. ولا يعني بشيء للمصعد أن تضغط على زر الطابق الذي أنت فيه. إنه لا يقدّم ولا يؤخّر وفي حالته لا يُنزّل ولا يُطلّع. إن إصراركم على الضغط على زر الطابق الأرضي وأنتم فيه لن يؤتى ثماره ولا الخضار ولا عصير البرتقال. إن هذا العناد وهذه العنجهية، إن هذا الجهل السحيق المرفق بعزّة نفس نادرة وقد سُحبت من التداول، إن هذه المرآة التي في المصعد والتي تزيد الإباء إباءً لن تأخذ بنا إلى مكان، لا بل إن هذا كلّه سيمكّن أيّ زائرٍ للمبنى من أن يطلب المصعد من أيّ طابقٍ يريد فيأتيه واللبناني فيه، وهو لا يزال رافضاً لأبسط القواعد والبديهيات ولا يركع! وهو لن يصعد أبداً إلى أيّ طابق لأنه موجود في الطابق الأرضيّ ويصرّ على طلبه. إنه يطلب نفسه، والمرآة هنا ليرى لا شيء سواها. قد يكون ذلك مأموناً في بناية مهجورة إلاّ من هذا اللبنانيّ، لكننا لسنا وحيدين في المبنى لسوء الحظ، وسنُطلَبُ أو نُسحَب إلى الطوابق التي يطلبها الآخرون. قد نكون محظوظين إذا كان الطابق الأرضي هو الطابق الأدنى ولا طوابق تحته. وإلاّ لكنّا سنُطلَبُ أيضاً من تحت الأرض في وقتٍ ربما نفكر فيه في الصعود إلى الطابق الأخير ونسينا. قد يطلبنا أحدهم من الطابق الثاني تحت الأرض ويغيّر فكره ويغادر لطول انتظاره، فنحن في المصعد ونضغط على الزر نفسه. فينزل بنا المصعد طابقين ونبقى هناك. عندها وعندها فقط، قد يفيد إصرارنا على كبس الطابق الأرضي، فهو في أحسن الأحوال سيعيدنا، إن شاء الله، إلى الطابق الأرضي، سيعيدنا «أرض ـــ أرض» حيث كنّا. هكذا تتميّز الشعوب وتبرز، هكذا ترتقي الأوطان ويشعّ المستقبل والرأس المعطّل.




#زياد_الرحباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهورية B صفر
- الجمهورية ب صفر
- عاجل [4] تابع
- في مبنى الكونكورد
- رسالة زياد الرحباني الى حمامة السلام سعد الحريري
- الإعلان 3
- انا مش كافر


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زياد الرحباني - الرأس المعطَّل