أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمود رشيدي - الجزائر: عاش الكفاح العمالي والشعبي؛ من أجل الحريات الديمقراطية، العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية!















المزيد.....

الجزائر: عاش الكفاح العمالي والشعبي؛ من أجل الحريات الديمقراطية، العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية!


محمود رشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 10:20
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


يحل أول ماي 2025، وهو التاريخ الأممي الذي يرمز الى الكفاح الطبقي للحركة العمالية والشعوب ضد النظام الرأسمالي في كل العالم، في ظروف تتسم بالحروب، كما هو الحال في أوكرانيا التي تشهد احتلال جزء من أراضيها من طرف روسيا وكذلك فلسطين التي تشهد حرب إبادة في غزة والضفة الغربية من طرف الكيان الصهيوني المجرم وحلفائه الغربيين وبتواطؤ من الأنظمة العربية. كما تتميز نفس الظروف بصعود أفكار اليمين المتطرف والفاشية الجديدة في اوروبا وأمريكا، نتيجة أزمة النظام الرأسمالي في صيغته المعروفة باسم “الليبرالية الجديدة”، خاصة بعد بروز قوى اقتصادية وعسكرية إمبريالية جديدة كالصين وروسيا. هذه الأوضاع، ساعدت على بروز انظمة تسلطية وسياسات محافظة تقمع الحريات الديمقراطية والنقابية وتلغي الكثير من المكاسب الاجتماعية التي تحققت بفضل نضالات الحركة العمالية العالمية منذ أكثر من قرن ونصف وكفاح الشعوب ضد القهر الاجتماعي والاستعمار والعبودية.

في نفس السياق، وفي ظل “اقتصاد السوق” و ” المنافسة الحرة” والسعي الى “الربح الرأسمالي” تفاقم استغلال ونهب الثروات الطبيعية والمواد الأولية شراسة. وهكذا، ازداد تدهور البيئة حدة وازدادت انعكاساته على كل الكائنات الحية حيث تضاعفت الكوارث “الطبيعية” المختلفة من فيضانات وحرائق وجفاف، وارتفعت حرارة المناخ لتصبح الحياة على كوكب الأرض مهدّدة أكثر من أي وقت مضى.

في الجزائر، تحل ذكرى أول ماي في ظل هذه الظروف العالمية المتأزمة الخطيرة مع استمرار سياسة النظام القمعية المتواصلة منذ الحراك الثوري الشعبي والمتزامنة مع فرض التوجه الاقتصادي الليبرالي-الرأسمالي وانعكاساته الاجتماعية الكارثية على العمال والمتقاعدين والبطالين والشباب وكل الشرائح الشعبية.

ففي الوقت الذي تبرز فيه ضغوطات القوى الامبريالية على بلدنا من أجل مساومة النظام وابتزازه لفرض مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية، مما أدى إلى إضعافه على المستوى الإقليمي والدولي، يواصل النظام داخليا سياسة قمع كل الاحتجاجات السياسية والاجتماعية باللجوء للاعتقالات التعسفية وإلغاء الحريات الديمقراطية والنقابية والتضييق على الممارسة السياسية والجمعوية وحقوق الانسان.

وهكذا، يعمق النظام انعزاله عن الشرعية الشعبية كما تجلى ذلك بوضوح خلال مهازل الانتخابات الشكلية المختلفة، لا سيما في رئاسيات سبتمبر الماضي. فخطابه الشعبوي المتكرر حول تدعيم “الجبهة الداخلية” للتصدي للقوى والمؤامرات الخارجية متناقض تماما مع ممارساته التسلطية التي تقوض السيادة الشعبية والحريات في بلدنا. لكن، هذا الاختيار، كما سبق لنا الاشارة اليه، يخدم ورقة طريق اقتصادية تتمحور أساسا على مواصلة نفس النهج الليبرالي الذي يكرسه النظام منذ عقود و الذي أدى الى تحطيم القاعدة الصناعية، التي برزت خلال سبعينات القرن الماضي بفضل تشييد اقتصاد تصنيعي يرتكز على القطاع العام والصناعات الثقيلة والذي قام النظام بتحطيمه منذ سياسات الانفتاح البائسة وإعادة الهيكلة المدمرة التي فرضها صندوق النقد الدولي و الذي لازال الى اليوم يحث على تطبيقها بتشجيع القطاع الخاص والاكتفاء بالصناعات الصغيرة وخوصصة ما تبقى من القطاع العام.

هذا النهج الليبرالي الرأسمالي المتواصل، الذي يزعم تنمية البلاد عن طريق القطاع الخاص وتنويع الاقتصاد وتوسيع التصدير والخروج من التبعية للمحروقات، لم يحقق التنمية الاقتصادية منذ عقود ولم يلب طموحات الشعب الاجتماعية. عكس ذلك، تفاقمت البطالة، تعممت هشاشة علاقة العمل عبر عقود العمل القصيرة المدة، تدهورت القدرة الشرائية وارتفعت الاسعار، كما تراجع مستوى المعيشة للطبقة العاملة وكل الشرائح المتوسطة والشعبية. أكثر من ذلك، أصبح القطاع الخاص المحلي، وحتى الأجنبي، يسيطر على اقتصادنا ويفرض ظروف عمل أقرب من عبودية القرن التاسع عشر، ضاربا عرض الحائط حقوق العمال المكرسة في القوانين ومن أهمها الحق النقابي والضمان الاجتماعي ومستوى الأجور، الخ. السلطة القائمة تقوم بدعمه في هذه الممارسات اللا قانونية بما أنها لا تتدخل لتوقيف وردع هذه المخالفات. أكثر من ذلك، فهي تسن القوانين التحفيزية التي تمنح أرباب العمل الخواص الاعفاءات الضريبية والتسهيلات المالية وتفتح لهم الخزينة العمومية. كما تواصل السلطة خوصصة القطاع العام حيث توسعت اليوم لتشمل قطاعات استراتيجية مثل البنوك العمومية والمناجم وغيرها. وفي نفس السياق، بعد ما قامت السلطة بفرض قوانين قمعية تكبل الحريات السياسية، فرضت منذ 2023 قوانين جديدة تحد من الحق النقابي وحق الاضراب مؤكدة بذلك أنها حليفة لأرباب العمل وليس للعمالل.

المقاومة متواصلة ولن تتوقف

وأمام هذه الأوضاع الكارثية على المستويين العالمي والوطني، يقوم العمال والشبان والنساء والشعوب في مناطق متعددة من العالم بالتعبئة والتجند ضد هذا الانحطاط المدمر للإنسانية وللطبقة العاملة والشرائح الشعبية.

فالمقاومة الفلسطينية فرضت ديناميكية جديدة بفضل حملة تضامن شعبية عالمية بمشاركة الملايين التي لازالت مستمرة ضد حرب الإبادة في غزة وفلسطين وضد الكيان الصهيوني وحلفائه في أمريكا وأوروبا.

كما ان خروج مئات الآلاف من المتظاهرين، وخاصة الشباب، في كل مدن الولايات المتحدة الأمريكية في 05 أبريل الماضي، ضد سياسات ترامب الفاشية والمهددة للسلام والحريات والمكاسب الاجتماعية، هي بمثابة استفاقة للشعب الأمريكي ضد سياسة ترامب والاوليغارشيا التي تدعمه.

الاضرابات العمالية المتعددة والتعبئة الشعبية خلال الأشهر الأخيرة في تركيا وألمانيا كما في كوريا الجنوبية وصربيا واليونان وغيرها تعبر عن رفض العمال والشعوب لهذا النظام الرأسمالي الامبريالي العنصري والمتوحش.

في الجزائر كذلك، ورغم القمع وحظر الحريات الديمقراطية والنقابية، وتجميد أحزاب سياسية عمالية وديمقراطية، كحزب العمال الاشتراكي PST والحركة الديمقراطية الاجتماعية MDS، وكذلك جمعيات شبابية وحقوقية مثل راج والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، لم تتوقف النضالات والاضرابات في قطاعات مختلفة گإضراب الأطباء المقيمين، اضراب اساتذة وعمال التربية، الإضرابات العديدة لعمال البناء، اضرابات عمال الشركات الاجنبية في الجنوب مثل اضراب عمال الشركة الصينية CRCC وغيرها. كما لم تتوقف حملة التضامن مع مئات المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، لاسيما عبر الفايسبوك والشبكات الاجتماعية. من جهة أخرى، عبر المحامين، والذين يواصل العديد منهم تطوعهم النبيل للدفاع عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الراي، عبروا من خلال نقاباتهم أيضا عن رفضهم للتعديلات المزمع إدخالها على قانون الاجراءات الجزائية والتي تمس بحق الدفاع وتعزز السلطة التنفيذية عن طريق النيابة العامة وتقوض المحاكمة العادلة. كل هذه الحركات الاجتماعية العمالية والديمقراطية تصب في نفس الاتجاه من أجل مطالبة النظام بتغيير سياسته الليبرالية الرأسمالية التي أفقرت أغلبية الشعب رغم الرخاء والاحتياطات المالية الكبيرة من جهة، ومن أجل توقيف القمع والمسار الأمني التسلطي وإعادة تكريس الحريات والحقوق الديمقراطية من جهة أخرى.

لذلك، ينبغي توحيد النضالات والهياكل النقابية والعمل على بناء النقابة الموحدة لكل القطاعات بدل التشتت والانقسام، نقابة مركزية ديمقراطية، مستقلة ومكافحة، تدعم وتقود النضالات العمالية.

كما ينبغي العمل من أجل توحيد صفوف المعارضة السياسية العمالية والديمقراطية في جبهة واحدة ضد القمع والانحراف التسلطي للنظام وفرض احترام الحريات الديمقراطية.

ففي هذه الظروف الإقليمية والدولية الصعبة والتهديدات الخطيرة التي تحدق ببلادنا فإنه يتوجب على النظام ان يغير مساره القمعي وان يتخذ عاجلا الاجراءات السياسية الضرورية لرفع كل القيود عن الممارسة الفعلية للحريات والحقوق الديمقراطية والنقابية. كما يتوجب اعتماد سياسة اقتصادية تنموية وطنية شاملة ترتكز عن القطاع العام لتعيد بعث حقيقي للصناعة الوطنية وتطور الزراعة والخدمات المختلفة. سياسة توفر مناصب الشغل لملايين العاطلين عن العمل وتلبي الحاجيات الاجتماعية لشعبنا وليس سياسة تخدم مصالح أقلية من أرباب العمل والأوليغارشيا الجديدة والشركات متعددة الجنسيات.

إن الدفاع عن الوطن واستقلاله وسيادته يقتضي سيادة وحرية شعبه. فالشعب، وقبل كل شيء، هو السد المنيع في وجه كل الاطماع والتهديدات الخارجية.

لذا يجب ان نطالب ونناضل من أجل المطالب السياسية والاجتماعية التالية:

إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين والنقابيين ومعتقلي الرأي!
تكريس الحريات الديمقراطية والنقابية كاملة واحترام حقوق الانسان!
احترام حريات التعبير والتظاهر والتنظيم وحق الاضراب!
إلغاء القوانين والأحكام والاجراءات التعسفية المعادية للحريات الديمقراطية!
رفع الحظر عن الأحزاب السياسية والجمعيات المحظورة بصفة تعسفية بسبب مشاركتها في الحراك الشعبي!
رفع القيود عن حرية الصحافة والصحافيين وفتح وسائل الاعلام العمومية أمام حرية الرأي وحرية التعبير لكل المواطنين والمواطنات!
رفع الأجور لاسيما في القطاع الاقتصادي!
رفع منح التقاعد والمنح الاجتماعية!
رفع الحد الأدنى للأجور SNMG الى000 دج!
ترسيم كل العمال المتعاقدين في مناصبهم!
عاش التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الصهيونية المجرمة وحلفائها الامبرياليين!



عاش التضامن العمالي والشعبي الاممي المقاوم للإمبريالية والرأسمالية العالمية!



محمود رشيدي؛ (مناضل سياسي -الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي الموقوف عن النشاط منذ 3 سنوات)



#محمود_رشيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهمجية التي تتربّص بالإنسانية تتغذى من الضائقة الاجتماعية و ...


المزيد.....




- مليونير العراق.. صرف 25 مليون دينار لجميع الموظفين والمتقاعد ...
- بناء ملاعب كأس العالم بالسعودية: تحذيرات من مخاطر وانتهاكات ...
- اشتباكات ليبيا.. أمن طرابلس يدعو الموظفين إلى العودة لأعماله ...
- محمد عادل يعود للإضراب عن الطعام بعد حرمانه للمرة الثانية من ...
- “15.000 د.ج“ www.anem.dz تجديد منحة البطالة 2025 بالجزائر وا ...
- طريقة الاستعلام عن رواتب المتقاعدين بالعراق يونيو 2025
- بيان اتحاد النقابات العالمي بمناسبة الذكرى 77 لنكبة فلسطين
- بسبب ارتفاع الأسعار..نقابة أصحاب الملاحم توقف ذبح وبيع لحم ا ...
- الحكومة الكويتية تُعلن صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين قبل عي ...
- منظمة الصحة تسرح مدراء بمقرها مع خفض التمويل الأميركي


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمود رشيدي - الجزائر: عاش الكفاح العمالي والشعبي؛ من أجل الحريات الديمقراطية، العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية!