أسامة الأطلسي
الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 08:20
المحور:
القضية الفلسطينية
في قلب المعاناة اليومية التي يعيشها سكان قطاع غزة، ترتفع المطالب بوقف فوري لإطلاق النار كخطوة أولى لا بد منها للنجاة. في ظل الدمار الواسع، والانهيار الكامل للبنية التحتية، وفقدان الآلاف لمنازلهم وأحبّائهم، بات وقف الحرب ضرورة إنسانية ملحّة لا يمكن تأجيلها.
يقول كثير من سكان غزة إنهم لم يعودوا يملكون القدرة على التحمل، فالخوف، والجوع، والتشريد أصبحوا أركانًا ثابتة في حياتهم. ومن مدرسة تحوّلت إلى ملجأ مؤقت، تحدثت أم محمد، وهي أم لأربعة أطفال، قائلة: "نحن لا نطلب سوى الأمان. تعبنا من الدمار والموت. نريد أن نربي أبناءنا في سلام، لا أن نخاف في كل لحظة أن نفقدهم".
هذا الشعور باليأس والخوف يرافقه وعي متزايد بأن أي أفق لحل سياسي حقيقي يجب أن ينطلق من وقف فوري وشامل لإطلاق النار، وتثبيت تهدئة تضمن حماية المدنيين وفتح المجال أمام جهود الإغاثة وإعادة الإعمار. بدون ذلك، يبقى الحديث عن السلام أو المصالحة مجرد كلمات فارغة أمام مأساة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.
تؤكد منظمات حقوق الإنسان أن استمرار القصف وتدمير المرافق الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء، لا يترك مجالًا للحياة الكريمة، بل يحكم على السكان بمزيد من الفقر والمعاناة. وتطالب هذه الجهات بضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بوصول المساعدات وتسهيل عمليات الإجلاء الطبي.
ومع صمت معظم العواصم العالمية، يتساءل الناس في غزة: "أين الضمير العالمي؟ أين الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟" إنهم لا يطلبون دعمًا سياسيًا أو اصطفافًا أيديولوجيًا، بل أبسط الحقوق: وقف القتل، وبدء مسار حقيقي للحياة.
وقف إطلاق النار لن يكون نهاية الطريق، لكنه البداية الوحيدة الممكنة نحو النجاة... نحو حياة تستحق أن تُعاش.
#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟