أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الخالدي - الصراع السني-الشيعي...إلى متى؟















المزيد.....

الصراع السني-الشيعي...إلى متى؟


محمد الخالدي
كاتب وباحث مغربي

(Mohammed El Khaldi)


الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تاريخ طويل من الكراهية المبنية في جزء كبير منها على الجهل، وعلى صراع المصالح بين قوى سياسية و اجتماعية جعلت الدين مطية أغراضها و أهوائها، وقوى أجنبية تتلاعب بتناقضاتها.
نخب دينية لا تسطيع أن تتجاوز انتماءاتها الدينية الضيقة، وذلك لأسباب عديدة أبرزها أن الإنفتاح على الآخر يتطلب معرفة عميقة باختياراته و مرتكزاته و رؤيته للأمور، وهو ما يتطلب بحثا جديا و تدقيقا علميا رصينا، وهي أمور لم تكن ميسرة في ظل أنظمة سياسية لا تقبل بمخالفيها، فكيف بداول كتبهم و أرائهم و أفكارهم.
هذا إلى جانب البعد الذاتي الذي لا يمكن تجاوزه، خصوصا عندما يتعلق الأمر بنخب دينية تعتقد أنها تمتلك الحقيقة المطلقة، و بأن نهجها هو القويم، و أن الطائفةالتي تنتمي إليها هي الطائفةالناجية المنصورة .
إن التمذهب الديني خلق قوى اجتماعية و سياسية ترتبط وجاهتها بل و مشروعية وجودها بالمذهب الذي تنتمي إليه و تحتل فيه الزعامة، قوى لا تسطيع ان تراجع اختياراتها، ولا حتى القبول بشرعية المخالفين لها ، لأنها تقدم نفسها كحامية للحق و معبرة عنه ، فلا المشايخ السنة قادرون على تقديم الشيعة كإخوة في الدين ، لهم حجتهم و أدلتهم الشرعية ،و ليس كمبتدعة مفارقين لأهل السنة و الجماعة،لأن في ذلك فتح لإمكانية تأثر المتدينين السنة بالفكر الشيعة في الدين و السياسة ، ولا يمكن للمراجع الشيعة تقديم السنة كإخوة في الدين لهم حجتهم و أدلتهم الشرعية ، وليس كعوام هجروا نهج آل البيت فتاهت بهم السبل،لأن في ذلك امكانية لتؤثر اللمتدينين الشيعة بالفكر السني في الدين و السياسة.
و يمكن أن نلاحظ توجس نخب كلا الفريقين بوضوح من خلال الإتهامات المتبادلة بمحاولة هذا الفريق أو ذاك لاستقطاب مكونات الفريق الآخر، حتى وصل الأمر في بعض البلدان إلى اعلان اتفاق شرف يقضي بعدم نشرالتشيع في صفوف السنة وعدم نشرالتسنن بين الشيعة، و كأن الإنسان المسلم قاصر محجور عليه لا يملك القدرة عى التمييز، ولذلك نصب المشايخ و المراجع أنفسهم أوصياء عليه، يختارون له ما يصلح له و يبعدونه عما يضره.
وهناك عامل يتدخل ايضا في هذا الصراع ، مستغلا التناقضات الموجودة بين الفريقين ، وهو العنصر الأجنبي، خصوصا في الظرفية التاريخية التي نعيشها الآن .
إن العامل الأجنبي يتضح بجلاء في كل من العراق و لبنان، حيث تستغل القوى القوى الإستعمارية الجديدة الخلافات المذهبية لتقسيم هذين البلدين جغرافيا و سياسيا.
إن الصراع في لبنان ، كما يراه كل ذي عين بصيرة، صراع بين مشروعين سياسيين، مشروع يراهن على المقاومة و الصمود والدفاع عن لبنان و اللبنانيين لتحقيق حياة كريمة ،و مشروع يراهن على الإرتباط بالخارج وجعل لبنان بوابة لمشروع استعماري جديد.
لكن الأجنبي و بعض القوى الداخلية المرتبطة به مصلحيا، يحاول أن يجعل الصراع مذهبيا ، و هو الأمر الذي يتضح بوضوح من خلال الأزمة السياسية الحالية ، فالمعارضة تضم حزب الله و أمل من الشيعة ، و المردة و التيار الوطني الحر من المسيحيين،و تيار كبير من الدروز ، و تيار كبير أيضا من السنة على رأسهم كرامي و الصلح و فتحي يكن ،إلى جانب التيار الشيوعي و السوري الإجتماعي و الاتحاد العمالي .. لكن يتم اختزالها في حزب الله الشيعي، كما يتم اختزال السلطة في شخص رئيسها السني ،فؤاد السنيورة، رغم أن هذه الحكومة تضم السنة و المسيحيون و الدروز.. و ذلك حتى يبدوا الصراع بين السنة و الشيعة ، خصوصا بعد ما بذلته قوى شيعية و سنية من مجهودات جبارة لتوحيد المسلمين خاصة و اللبنانيين عامة و تجاوز كل خلاف مذهبي مقيت.
أما في العراق فالمصيبة أعظم ، فالحكومة الموالية للاحتلال تضم قوى مختلفة من مكونات الشعب العراقي ،شيعةو سنةوعربا وأكرادا و تركمانا...و المقاومة تضم أيضا كل القوى، لكن الصورة الرسمية التي تروج هي أن السنة و الشيعة يتقاتلون ، ولا أحد ينتبه مثلا إلى أن الأكراد الموالين للأمريكيين و للحكومة هم سنة، و رئيس البرلمان عربي سني، و قوى شيعية تقاوم إلى جانب قوى و طنية ديمقراطية تضم مختلف المذاهب.
لكن الأضواء مسلطة على القاعدة و على القوى الشيعية الطائفية الموجودة في الحكومة.
كل ما يريده الإحتلال من الشيعة و السنة،أن يبيد أحدهم الأخر، أما حكومة الإحتلال فكل ما تتمناه بقائها في السلطة ولو على حساب جماجم العراقيين و العراقيات.
إلى متى نظل لعبة هذا المستبد الوطني و ذلك العميل و تلك القوى الأجنبية ؟
هل شعوبنا غبية حتى تخضع لصراعات و همية مصطنعة و تهمل معاركها الحقيقية ؟
إن الصراع الحقيقي هو صراعنا ضد الظلم ، السياسي و الإقتصادي، و ضد التخلف و الجهل ، و ضد تحكم الأجنبي فينا
إن الرهان ليس أن ينتصر السنة على الشيعة أو الشيعة عل السنة، بل الرهان هو بناء دول ديموقراطية عادلة، حرة و ذات سيادة ، لمواطنين أحرار و أسياد.
أول خطوة ،أظنها ضرورية، هي الإنفتاح على الأخر، و هم متوفر الآن في ظل التقدم التكنولوجي الذي يقرب كل بعيد، إلى جانب بروز مفكرين متنورين و شخصيات قيادية يحاولون تجاوز انتماءاتهم المذهبية.
لنحارب الجهل ،ولنتحرر من عقلية الخضوع للمشايخ و المراجع و الحكام كما لو كانوا أنبياء يتنزل عليهم الوحي صباح مساء .
لنعلم بأن الله يحاسب الناس أفرادا ، لذاعلى كل واحد أن يختار طريقه تبعا لقناعاته و ليس تبعا لقناعات الأخرين، حتى إذا سأله ربه على قول قاله أو فعل قام به كان عنده الجواب و البرهان ، لا أن يقول : قلدت فلانا واتبعت فلانا ، فهذه سنة عباد الأوثان ، و ليست سنة المؤمنين الذين يصفهم الله بأنهم أولو الألباب.
وعلينا ألا ننسى أعداءنا الحقيقيين، العدو الصهيوني و كل القوى الإستعمارية الجديدة و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية .
ولنملأ قلوبنا أملا ، فامكانية الانتصار موجودة ، و لمن يشك عليه أن يتذكر انتصار المقاومة اللبنانية خلال حرب تموز الأخيرة.
و لمن لا يؤمن بالغد، لينظر إلى أمريكا اللاتينية ، بعد انتصار القوى الوطنية و الشعبية في فينزويلا و بوليفيا ، هاهي الإكوادورتنضم لموكب الحرية و الإنعتاق من سيطرة الأجنبي .



#محمد_الخالدي (هاشتاغ)       Mohammed_El_Khaldi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية شهيدة - إلى روح الشهيدة سعيدة المنبهي-
- الشباب المغربي: بين الواقع المرير و الآمال المنزعة من أفواه ...


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الخالدي - الصراع السني-الشيعي...إلى متى؟