أوربا هي الأصل

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 20:11
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

تكرر الأعتذارات مزعج ولا شك، ولكني مضطر إلى طلب الأعتذار مرة اخرى، عن خطأ قراءة الواقع والأحداث من جانبي، وتوهمي أن نزوع قادة أوربا إلى تسعير الحرب في أوربا، ناجم فقط عن ضغوط أمريكية، وليس عن ميل شبه غريزي لدى ساسة أوربا إلى تأجيج الصراعات والتناحرات والحروب.

قرائتي الخاطئة أهملت للأسف تأريخ أوربا المثقل بحروب جيوسياسية عرقية ودينية - مذهبية، ما كانت لتهدأ إلا لتندلع من جديد على مدى قرون وقرون، حروب على أرض قارة أوربا، وحروب شنها الأوربيون ضد بعضهم خارج أوربا، تنازعا إستعماريا على خيرات وثروات البلدان الأخرى. وليست أمريكا إلا إمتداداً أوربيا، واستعماراً استيطانيا إبادياً في القارات الأخرى، كما هو حال استراليا البيضاء، ونيوزيلاندا البيضاء.

النزعة الأصيلة للحرب والعدوان لدى الأوربيين فيما بينهم، أو حروبهم العدوانية ضد البلدان والشعوب الأخرى في مختلف قارات العالم، تقوم على قناعة ثابتة واعية وغير واعية بتفوق العرق الأبيض وجدارته لإدارة شكل الحياة على وجه الأرض، باستغلال كل عناصر الكوكب البيئية والبشرية، أي ان البشر والشجر والحجر في البلدان الأخرى ليسوا سوى أدوات لبناء الحضارة الأوربية، أدوات لا تعامل معاملة أنسانية، إلا حين يتطلب البناء ذلك. أي حين يتم الإستفادة منها مثلما تمت الأستفادة منها في تحقيق تراكم إقتصادي في فترات العبودية القانونية، سواء في روما القديمة أو الولايات الأوربية في أمريكا الشمالية، وبعكس ذلك فأبادة الشعوب الأصلية واستغلالها، مشروعان مثل إزالة جبل، أو الحفر تحته، لأنشاء خطوط سكك حديد.

وهذه الرؤية التي غابت عن تحليلاتي السابقة، تشمل أوربا والعقل الأوربي غربيه وشرقيه، بما فيه روسيا القيصرية وروسيا الپوتينية، كما تشمل أمتدادات أوربا في أستراليا ونيوزيلندا. وما كنت لأصحُ وأعيد النظر في رؤيتي لولا مآسي الشرق الأوسط التي أعقبت السابع من أوكتوبر عام 2023. وساعدت على إعادة القراءة كذلك سياسة ترامپ، وصفقته التساومية مع پوتين (لكم بعض أوكرانيا ولنا أ لشرق الأوسط برمته) التي قوبلت برفض أوربي، وإصرار على مواصلة الحرب. أما مظاهر الأحتجاج المحدودة، على سعتها، في بعض بلدان أوربا وامتداداتها، على جرائم الإبادة والتطهير العرقي في فلسطين والدمار والعدوان على وفي لبنان واليمن، فيمكن أعتبارها مجرد تعبير عن تأثير التغير الديمغرافي في المجتمعات الأوربية، الناجم عن حاجة تلك المجتمعات إلى معالجة التآكل السكاني، والذي سمح بوجود كتل سكانية تمتد جذورها إلى خارج قارة اوربا، وإلى استثناءات لا تلغي القاعدة، من فئات شيوعية سابقة أو يسارية اوربية، لم تترسخ في لا وعيها فكرة التفوق الأبيض.

#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات