أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعد السعيدي - نفاق المفوضية الاوروبية ووضاعتها














المزيد.....

نفاق المفوضية الاوروبية ووضاعتها


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 17:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


في آذار الماضي كنا قد نشرنا مقالة بعنوان النفاق الدولي بشأن احداث غزة. فيها ذكرنا باصدار دول ثلاث هي المانيا وفرنسا وبريطانيا بيانا مشتركا ذكر فيه بدعوة وزراء خارجية هذه الدول اسرائيل إلى إعادة إنفاذ المساعدات الإنسانية بما في ذلك الماء والكهرباء وضمان توفير الرعاية الطبية والإجلاء الطبي المؤقت. وان وزراء هذه الدول يشعرون بالفزع إزاء الخسائر في صفوف المدنيين ويدعون بشكل عاجل إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار. يمكن الاطلاع على كامل البيان من على مقالتنا تلك.

ايضا ذكرنا بانه توازيا مع هذا البيان لا يمكن تجاهل تورط بنوكا دولية من تلك البلدان وهي دويتشة بنك وبي ان بي باريبا وباركليز بضمان سندات الحكومة الاسرائيلية لعملائها بعد شرائها. فهذه البنوك ومن خلال ضمان السندات هذه قد قدمت دعما ماليا هائلا لا تقدمه ابدا الى اية دولة في العالم. وقد قامت هذه البنوك بهذا الامر مع معرفتها المسبقة بان هدف اطلاق السندات اصلا هو تمويل الحرب الجارية على غزة. لذلك فاننا نعتقد بان اطلاق هذا البيان المشترك من قبل تلك البلدان هو محاولة بائسة للتغطية على افتضاح امر هذا التواطؤ مع دولة القتلة. وإن امر اطلاق دعوة سياسية لوقف اطلاق النار مع الاستمرار بالدعم المالي هو ليس إلا نفاق. ثم في نهاية المقالة كنا قد طالبنا تلك الدول الثلاث إن كانت تريد فعلا ان نصدق توافرها على المصداقية في حرصها على ايقاف ازهاق الارواح في غزة العمل على ايقاف هذا الدعم المالي المخزي. وسنحكم لاحقا على النتائج.

بعد اسبوع من نشرنا لمقالتنا تلك لاحظنا توقف الدول الثلاث الآنفة تماما عن اصدار اي بيان آخر بشأن غزة سواء كان مشتركا او على حدة في الاعلام. لكن لم نرى بالمقابل اي خبر يشير الى ايقافهم نشاط بنوكهم تلك الخاصة فيما يتعلق بالسندات الاسرائيلية. ولاحظنا ايضا انهم قد تركوا الميدان للمفوضية الاوروبية لتتقيأ بالنفاق اللازم بشأن غزة والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليها وعلى اهلها.

بشأن المفوضية الاوروبية موضوع هذه المقالة نقول لها بانه بدلا من المطالبات الفارغة فان عليها العمل على ايقاف تمويل الكيان اولا. إذ انها بغضها النظر عن اعمال اعضائها الآنفين في دعم دولة الكيان ماليا فانها تشجع ما يحدث من انتهاكات في فلسطين وغزة المحتلتين. وهو إن لم يكن نفاقا فيكون عين الوضاعة.

ويدعي الاتحاد الاوروبي الذي تمثله هذه المفوضية تأكيد دعمه الثابت للشعب الفلسطيني والتزامه بتحقيق سلام دائم ومستدام قائم على اساس حل الدولتين. بيد انه مع كل هذا الكلام فانه يؤكد ايضا التزامه بامن اسرائيل، وهذا تناقض. فماذا سيتبقى من دعمه للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة وهو يدعم دولة الكيان الصهيوني حتى على حساب قيام الدولة الفلسطينية ؟ انه يكون بهذا اتحاد كاذب ومنافق. كذلك فقد طولب هذا الاتحاد مرارا وتكرارا من قبل الناشطين ومنظمات اوروبية لحقوق الانسان بالغاء الشراكة مع اسرائيل او حتى تجميدها. وعدم قيامه بهذا يعتبر تواطؤا مع الاخيرة وتشجيعا لها على التمادي في جرائمها بحق الفلسطينيين حتى ولو قام بتجديد دعوته هذه الايام الى اتاحة الوصول الكامل للمساعدات الى قطاع غزة، وان القطاع يواجه مجاعة ولا يمكن قبول ذلك. وإلا فيكون هذا كذب ونفاق اضافيان.

لقد كنا نتوقع من الاتحاد الاوروبي لو كان يريدنا فعلا تقبل اثبات مصداقيته ان يقوم ليس فقط بايقاف اعمال بنوك البلدان الثلاثة الآنفة، بل وحتى ايقاف كل اشكال الدعم للكيان الصهيوني لاجباره على ايقاف حربه العدوانية على القطاع الصامد، لكنه لا يفعل. فقط على سبيل المقارنة فقد وصلت حزم العقوبات الاوروبية التجارية وغير التجارية على روسيا الى 16 حزمة منذ بدئها للحرب على اوكرانيا. فلما لا نرى بشأن غزة إلا بيانات فارغة مع قدرته على القيام باكثر منها مثلما يفعل مع الروس، يكون هذا نفاق اضافي وانحياز واضح للمعتدين الصهاينة.

اننا نطالب الاتحاد الاوروبي ومفوضيته بالقيام بعمل ذو مصداقية لضمان عدم استمرار تعرض سكان غزة الى المزيد من الانتهاكات لحقهم في الحياة. بخلاف هذا سيعتبر الاتحاد ساندا ضامنا لما يحصل من جرائم التجويع في غزة ومشاركا بالتالي في جرائم الحرب الصهيونية ضد هذا القطاع. وانه لابد من مقاضاته اسوة بقادة الكيان نفسهم والامريكيين.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات دول الخليج للحصول على التزام عراقي باتفاقية خور عبدا ...
- مرة اخرى حول خرق المادة (47) من الدستور
- رأينا بشأن ظاهرة المتسولين في العراق والطريقة لمعالجتها
- هل العراق ديمقراطية ام دكتاتورية عسكرية ؟
- الاكتتاب وطرح اسهم الشركات العامة للبيع
- نطالب بانشاء شركة حكومية حقيقية لا شكلية للهاتف النقال
- قانون الحشد الجديد الذي يراد تمريره في مجلس النواب
- النفاق الدولي بشأن احداث غزة الاخيرة
- بلينكات
- المزاعم الامريكية بشأن الرحلات الى القمر كاذبة
- اهداف ترامب في التهديد بملف اموال المساعدات للعراق
- هكذا يكون الرد على التهديدات الامريكية بفرض العقوبات على الع ...
- اليكم إحدى طرق ايقاف تمرير القوانين خلافا للدستور
- رئيس الجمهورية وراتبه
- رئيس الجمهورية والالتزام بالدستور
- نطالب باحالة وزير النفط ورئيسه الى القضاء لحنثهم باليمين وخر ...
- لخرقه الدستور واستغلاله لبلدنا بالضد من مصلحته نطالب بحل الح ...
- لابد من طرد السوداني ورهطه الاسلامي الفاسد المتخلف
- عقد الطائرات الكورية يمهد للتطبيع مع الكيان الصهيوني
- ما حقيقة مزاعم الغالبية الشيعية في العراق ؟


المزيد.....




- لماذا يعتبر استخدام ترامب لطائرة فاخرة هدية من قطر أمر -غير ...
- قبّعة الأمير هاري تخطف الأنظار في حفل بيونسيه
- بعد بيان مشترك نادر لهما.. إليكم ما نعرفه عن اتفاقية التعريف ...
- -هدية مجانية-.. أول تعليق من البيت الأبيض على الطائرة القطري ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: زيارة ترامب.. جائزة -العبور- إلى طهران ...
- السعودية تنتظر زيارة ترامب وسوريا تعلق عليها آمالا كبيرة.. ل ...
- روسيا: أطلقنا صاروخًا من طراز إسكندر - إم لتدمير منظومة هايم ...
- وثيقة للاتحاد الأوروبي: أمن أوروبا من أمن سوريا
- محكمة كيشيناو تمدد إقامة رئيسة غاغاوزيا الجبرية
- قاليباف: حصر العمل في النظام الحكومي يؤدي إلى الفشل ونحتاج ل ...


المزيد.....

- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعد السعيدي - نفاق المفوضية الاوروبية ووضاعتها