أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - المياه الجوفية واهميتها لتجاوز محنة العراق المائية















المزيد.....

المياه الجوفية واهميتها لتجاوز محنة العراق المائية


عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 11:28
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


تعد المياه الجوفية في العراق مورد استراتيجي بالغ الأهمية خاصة في ظل تزايد حالات الجفاف ونقص المياه السطحية الناتج عن سياسات دول التشارك المائي مع العراق وتأثيرات التغير المناخي وسوء ادارة المياه داخل البلاد وتداعيات الضغوط الاقتصادية والسياسية. وقد أكدت العديد من الدراسات والمقالات والبحوث على أن استخدام هذا المورد بشكل مفرط وغير منظم قد يؤدي إلى استنزافه وتدهور نوعيته مما يشكل خطرا كبيرا على الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واليوم وفي ظل السياسات الاقتصادية والسياسية الراهنة يواجه العراق تحديات خطيرة مرتبطة بالإجراءات الخارجية على المياه السطحية بسبب ظروف جيوسياسية مع دول المنبع مثل تركيا وإيران مما يدعوا ذلك لجعل استخدام المياه الجوفية امرا لابد منه لضمان استمرار عمليات الري وتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب. كما يستدعى ذلك لإعادة النظر في استراتيجيات التنمية الزراعية والحد من الهدر وتحقيق الكفاءة في استخدام المياه
ان المياه الجوفية تشكل مورداً من موارد الثروة الطبيعية في بلدنا وشريان الحياة ولاسيما في المناطق الجافة وشبة الجافة كون بلدنا يقع ضمن هذه المناطق فقد واجهت المياه السطحية في العراق كثيراً من التهديدات والعديد من الأضرار وخصوصاً بعد النصف الثاني من القرن العشرين الماضي مما وجهت انظار السكان نحو المياه الجوفية لإرواء مزارعهم وحيواناتهم على الرغم من التقلص في كميات المياه السطحية الداخلة الى العراق من دول الجوار والتي تقع اغلب منابع هذه الأنهار فيها لذلك فان موضوع المياه الجوفية اليوم يعتبر بالغ الاهمية وأخذ يشغل اهتمام الكثير من دول العالم لسد النقص الحاصل في المياه السطحية التي لا تكفي لتلبية احتياجات التنمية المتسارعة في بعض دول العالم .
ان المياه مورد طبيعي لا يمكن العيش بدونه او الاستغناء عنه وقد اصبحت اليوم بسبب ظروف العجز المائي بالعراق للمياه الجوفية اهمية كبيرة و بات من الضروري المحافظة عليها من الاستخدام الجائر والغير عقلاني فان الكثير من الخبراء والمختصين يقولون ان العراق يحتوي على كنوز هائلة من المياه الجوفية حتى بالمناطق الجافه وان هذه المياه تعتبر غير فعاله بسبب عدم توفر الاليات والامكانيات لاستخراجها وان العراق اليوم بحاجة ماسه لمسح جيولوجي حديث متطور وان يتم دائما تنشيط وصيانة الابار ويتطلب أيضا استخدام طرق جديده في تغذية الخزين المائي الجوفي للإبار باستخدام المياه السطحية المتوفرة في اوقات الوفرة لتعزيز الخزانات الجوفية
ففي هذه الايام بدأت حاجة الانسان بالمنطقة للمياه تزداد بصوره اكبر واكثر من الكميه التي توفرها له الطبيعة مما خلق ذلك ازمة حقيقيه للمياه احدثت فجوه كبيره تزداد اتساعا بمرور الزمن . لقد قدرت كثير من الدراسات وبينت ان منطقة الشرق الاوسط عموما سوف تتعرض الى الجفاف والتصحر وستكون الصورة واضحه للعيان بعد 2025 وها هو بلدنا العراق قد دخل فعلا في مرحلة الازمة المائية فالمياه الجوفية خزين استراتيجي مهم للعراق يجب الحفاظ عليه
لقد بدأ يزداد استعمال المياه الجوفية يوما بعد يوم في الكثير من البلاد التي بدأ عليها زحف الجفاف ويشكل استعمال هذه المياه لأغراض الري اكثر من نسبة 75%من مجموع المياه الجوفية المستخرجة والبقيه منها يستعمل لأغراض اخرى (صناعه وبلديات)لذا اصبح من الضروري جدا تطوير وحماية المياه الجوفية لضمان استمرار تواجد هذه المياه كمصدر طبيعي للمياه وبسبب ندرة المياه الطبيعية اصبح من الضرورة الحفاظ على المياه الجوفية وترشيد استخدامها حفاظا عليها للأجيال القادمة بسبب ما يعانيه اليوم العراق من الجفاف وابتزاز دول الجوار فيما يتعلق بالموارد المائية السطحية
ان المياه الجوفية بالعراق خزين استراتيجي يجب التعامل معه بحكمة وعلمية (((الـمـاء ثـروة عـظـيـمـة يـجـب الـحـفـاظ عـلـيـهـا فنـعـمـة الـمـاء أعـظـم واجـل نـعـمـة فبـها نـحـيـا وبدونها نــمـــوت ))) ففي أجزاء كثيرة من العراق اليوم تلعب المياه الجوفية دورا مهمًا في الزراعة وإمدادات المياه والصحة. على الرغم من أن لدى العراق حاليا المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة ففي بعض مناطق شمال العراق تعتبر المياه الجوفية هي المورد الوحيد حيث يتم استغلال المياه الجوفية ببضعة آلاف من الآبار بعمق يتراوح من 100 إلى 200 متر وفي بعض التلال بالشمال تستخدم مياه الينابيع والعيون
لقد استمرت الزراعة بالعراق تهدر وتستنزف الخزانات الاستراتيجية الطبيعية والصناعية و الجوفية علما اننا نرى اليوم استهلاك مفرط وغير علمي للمياه الجوفية وبصوره عشوائية (وهي الاحتياطي الاستراتيجي للأجيال القادمة ) وكل هذه الامور تتم امام انظار الحكومات وبلا أي رادع حيث يتم سحب المياه منها بمعدلات اكثر من معدل تغذية الخزانات الجوفية مما ادى ذلك لحصول عجز كبير بالمخزون الجوفي وتغير نوعية المياه فيه ومع ازدياد الطلب على المياه نتيجة لخطط التنمية وتخلف الزراعة بالري فإنه من المتوقع أن يستمر العجز المائي و التدهور النوعي للمياه السطحية والجوفية وتدهور الاراضي إلى الحد الذي يجعل العراق يعيش ازمات العطش بين فترة واخرى
لذلك فمن الناحية الاقتصادية نرى انه يمكن استخدام تقنيات حديثة لعمل الممسوحات الجيولوجية المتطورة واستخدام نظم الرصد المباشرة لضمان استغلال علمي وفعال ومستدام للمياه الجوفية مما يوفر دعم للتنمية الاقتصادية والريفية ويسد جزء كبير من العجز المائي
كما انه يجب تبني سياسات وطنية قائمة على أسس علمية وتشريعات صارمة تنظم عملية الاستغلال العلمي والأمن للمياه الجوفية كما يجب استخدام تقنيات حديثة ومتطورة كالطاقة الشمسية في ادارة المياه الجوفية وفي تغذية الخزانات الجوفية.
وقد بات من الضرورة الحفاظ على المياه الجوفية كجزء من الهوية الوطنية والنظام البيئي و ضرورة تعزيز الثقافة المائية لدى المجتمع العراقي عبر التعليم بكل مراحله والتوعية والإعلام والارشاد الديني وعبر منظمات المجتمع المدني .
أن الحفاظ على المياه الجوفية وإدارتها بشكل علمي ومستدام يشكل حجر الأساس لتجاوز محنة العراق المائية مع ضرورة الدمج بين التقنيات الحديثة والتعليم والتوعية السياسية لضمان أمن المياه للأجيال القادمة.


المهندس الاستشاري
24-4-2025



#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شحة المياه في العراق وسبل مواجهتها
- اسباب عطش العراق
- مشاريع الري التركية والإيرانية ودورها بتعطيش العراق
- مشاريع المياه والسدود بدول التشارك المائي ودورها بأزمة الميا ...
- الري الحديث ودوره بتجاوز شحة المياه في العراق
- ظاهرة الجفاف بالعراق وكيفية مواجهتها
- البصمة المائية ودورها بتجاوز محنة الشحة المائية في العراق
- ادارة المياه بالعراق ودورها بتجاوز الشحة
- تركيا وسياستها المائية مع العراق
- السدود ودورها بأزمة المياه بالعراق
- ما هو الحل لمشكلة المياه المتناقصة بمنطقة الشرق الاوسط والعر ...
- تعطيش العرب وحروب القرن المستقبلية
- واقع الحال المائي بالمنطقة العربية ينذر بالخطر
- المياه والتنمية
- اثيوبيا والمياه العربية
- المياه العربية والأطماع الصهيونية
- المياه سلاح لتعطيش وتجويع و تركيع الشعوب
- السدود الكبيرة ودورها في احتكار المياه
- سياسات البنك الدولي الترويجية لمشاريع الاستثمار في المياه وخ ...
- تعطيش العراق مخطط واضح المعالم


المزيد.....




- أول طاهية في أمريكا تحصل على ثلاث نجوم ميشلان.. ما قصتها؟
- بوتين يغيب عن محادثات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول التي وصل ...
- بعد مواجهة عسكرية عنيفة... الهند وباكستان تتبادلان المطالبة ...
- مشاهد تظهر لحظة وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى الإمار ...
- -حاملة الورود- وتفاعله مع الرقصة الشعبية.. أبرز مشاهد استقبا ...
- ترامب: سأكون فخورًا بتدخل أمريكي في غزة يُحوّلها إلى -منطقة ...
- ترامب: قريبون من اتفاق بشأن برنامج إيران النووي وطهران تبدو ...
- - لن نرحل-.. هتافات ومفاتيح العودة في شوارع رام الله بمناسبة ...
- -القاتل الصامت-.. أسباب وطرق علاج ارتفاع ضغط الدم!
- -بوند- - مبادرة مصرية تتصدى للتحرش الجنسي بالأطفال ذوي الإعا ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - المياه الجوفية واهميتها لتجاوز محنة العراق المائية