أنت ما تأكله

محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق
(Mohamed Ibrahim Bassyouni)

الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 09:42
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

أنت ما تأكله” حرفيًا تعني أن مكونات جسمك، من خلايا وهرمونات وحتى حالتك المزاجية، تتأثر فعليًا بما تضعه في فمك. جسمك يُعيد بناء نفسه باستمرار من المواد التي توفرها له البروتينات، الدهون، الفيتامينات، المعادن وكل هذا يأتي من طعامك. يعني إذا كنت تأكل طعامًا نظيفًا، متوازنًا، طبيعيًا قدر الإمكان، فأنت تبني جسدًا سليمًا، عقلاً أوضح، ونفسية أهدأ. أما لو كان الطعام ملوّثًا أو غير صحي، فأنت حرفيًا تزوّد جسدك بمواد تضعفه بمرور الوقت
من الناحية الجسدية الطعام يؤثر في كل شيء: من مناعة الجسم إلى جودة النوم، من التركيز إلى طاقتك اليومية. حتى الحالة النفسية تتأثر بالميكروبيوم في الأمعاء، الذي يتشكل بحسب ما نأكله. كثير من الدراسات الحديثة تربط بين الغذاء والاكتئاب أو القلق. فمثلًا:
• الدهون الصناعية تؤثر سلبًا على الذاكرة.
• السكر الزائد يعطّل التوازن الهرموني.
• الصيام والتغذية البسيطة تحسّن من وظائف الدماغ.
أما من الناحية المعنوية أو الروحية فما تأكله لا يصنع جسدك فقط، بل يدل على شخصيتك واختياراتك، وربما قيمك.
• الأكل الحلال مثلاً لا يُطهِّر المعدة فقط، بل يُنقّي القلب.
• الطعام الذي يأتي من مال طيب يزيد القرب من الله، أما الخبيث فيحجب الدعاء.
• والبذخ أو اللهفة على الطعام قد تكشف شهوةً في النفس أو غفلة عن المعاني الأعلى.
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل “يُطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب. ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنى يُستجاب له؟”. هذا تجلٍّ لمعنى “أنتَ ما تأكله” في بعده الإيماني.

#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل