أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد أنور - الصحراء الغربية هل وصلت خط النهاية؟















المزيد.....

الصحراء الغربية هل وصلت خط النهاية؟


أحمد أنور

الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 08:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة مغلقة لمتابعة الوضع بالصحراء الغربية بناء على تقريري، كل من رئيس بعثة قوات المينورسو والممثل الخاص للأمين العام ألكسندر إيفانكو حول الالتزام باحترام الاطراف باتفاق وقف إطلاق النار،والثاني تقرير/إحاطة المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية ستافان دي ميستورا . عكس كلا التقريرين التحول الجوهري لصالح الأطروحة الرسمية للنظام المغربي والسير نحو إقبار نهائي لمطلب حق حق تقرير المصير عبر الاستفثاء الدي تدافع عنه «الجبهة الديمقراطية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب» اختصارا البوليساريو وبدعم قوي من النظام الجزائري.

الواقع الميداني
أكد تقرير بعثة المينورسو أمرين بالغي الأهمية والدلالة ولهما مستتبعاث سياسية. يتعلق الأول بالوقع العملي لقرار استثناف الحرب المعلن من طرف جبهة البوليساريو مند نونبر2020 حيث قلل التقرير من تأثيره على الوضع العام بالمنطقة. دلالة تلك الخلاصة واضحة جدا أي أن الجيش المغربي احتوى ردة فعل جبهة البوليساريو ردا على إحكامه السيطرة على معبر الكركرات، ودليل عجز البوليساريو على إثارة عدم استقرار أمني كورقة ضغط على الأمم المتحدة ودفعها لإعادة الوضع لسابق عهده بإدانة ما اعتبرته خرقا مغربيا لاتفاقية وقف اطلاق النار باقتحامه المنطقة العازلة. بالمقابل أقر التقرير بتعاون قوات الجيش المغربي وضبط النفس في التعامل مع الأحداث العسكرية العابرة على عكس التضييق على تحركات فرقها شرق الجدار العسكري.
المشاورات لإيجاد حل سياسي
يمثل التقرير الدي قدمه ستافان دي ميستورا انعطافاً صريحاً وغير مسبوق في الأدبيات الصادرة عن بعثة الأمم المتحدة مند انتدابها لحل الصراع. عبر التقرير صراحة على أن الحل السياسي المتوافق عليه بات يقصد به الحكم الذاتي، و أن النقاش القادم سيتمحور حول آليات جعله جاداً ومفصلاً وأن يحضى باتفاق الطرف الاخر.
الدعم الامبريالي يلقي بثقله
قام تقرير ستافان دي ميستورا ب «تسليط الضوء على تطورين اثنين حديثين للغاية يمكن أن تكون لهما آثار مهمة على الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات في المنطقة، والمساعدة في التوصل إلى نتيجة متفق عليها بشأن الصحراء الغربية»، «بيان نُشر من قبل وزير الخارجية الأمريكي روبيرو في سياق تأكيد واضح لإعلان الرئيس ترامب عام 2020، أعاد الوزير الأمريكي تأكيد التزام حكومته بمبادرة “الحكم الذاتي الجاد”، والثاني «استقبلت السلطات الجزائرية وزير الخارجية الفرنسي ستيفان بارو في 6 أبريل. وقد أُعلنت هذه الزيارة عقب مكالمة هاتفية بين الرئيس تبون والرئيس ماكرون.» ما بعد توثر للعلاقة بين البلدين جراء إعلان الرئيس فرانسوا ماكرون اعتبار حاضر ومستقبل الصحراء الغربية وأن الدولة الفرنسية ستترجم موقفها المعلن بمشاركة في الاستثمار الاقتصادي بالصحراء والدفاع عن موقفها في المنظمات القارية والدولية.
يعكس الخطاب الجديد في هيئات الأمم المتحدة حسم القوي الامبريالية الأساسية خيارها بإنهاء الصراع في إقليم الصحراء الغربية، وبدعم مقترح الحكم الذاتي والعمل على فرضه إن فشلت المدة المحدودة المتاحة للمفاوضات.
البوليساريو والجزائر حُشِرا في الزاوية
يجتاز النظام الجزائري لحظات عصيبة. انتهت محاولاته المتكررة للضغط على دول عديدة لتغيير موقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي إلى فشل مذل. فبعد ردة فعل غاضبة ضد إسبانيا وتعليق اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بينهما وسحب السفير، عادت أدراجها دون أن تراجع اسبانيا موقفها، نفس التصرف كررته ردا على موقف فرنسوا ماكرون وتولدت عنه سلسلة أزمات غير مسبوقة بين البلدين مند الاستقلال سنة 1962. وبعد الصخب أعلن الرئيس الجزائري أن سبب الصدام ليس موقفها من قضية الصحراء الغربية تمهيدا للتراجع بعد استعراض ضعف مجاني.
لكن أخطر ما يهدد الجزائر هو التوثرات في حدودها الجنوبية مع دولة مالي والنيجر وحليفهما بوركينافاسو، بسبب اتهامها بدعم حركات مسلحة في شمال مالي واقدامها على اسقاط طائرة مسيرة مالية. علاقة الجزائر الراهنة مع أغلب بلدان الجوار أمر خطير يضعها تحت ضغط شديد. بالاضافة للأوضاع الداخلية التي لم يستطع الحراك الشعبي 2019 حلها باقامة بديل ديمقراطي حقيقي، بل عاد ت شدة القمع ومركزة الجيش للسلطة بواجهة مدنية والامساك بمفاصل الحكم. لكن قوة الحراك الشعبي هزت النظام وتسببت في تعميق تناقضاته وتنخره صراعات لا تنتهي، وعجزه مزمن عن حل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تنخر البلد. ويشكل منحى انخفاظ أسعار المحروقات كابوساً مخيفا سيغدي عوامل تفجر الوضع الداخلي بأفق يصعب توقع مألاته.
يتعرض النظام الجزائري لضغوط لا تترك له مجالا‘ الا الإستسلام لقرار الامبرياليات بانهاء نزاع الصحراء الغربية. تلوح الدول النافدة في مجلس الأمن بسلسلة قرارات ضغط من قبيل تقليص بعثة المينورسو وتغيير مهمتها واسمها، والتهديد بتصنيف البوليساريو منظمة ارهابية بما يستتبعه من ادراج الدول الداعمة في لائحة دعم الإرهاب الدولي وتداعياته الخطيرة سياسيا واقتصاديا على البلد.
وضعت الولاية المتحدة الأمريكية سقفا زمنيا لا يتعدي أشهر قليلة لإنهاء الملف قبل إقدامها على وضع التهديدات السالف ذكرها موضع التطبيق.
وراء الموقف الامبريالي مصالح جمة تدخل في حمى التنافس بين القوى الرأسمالية على مناطق النفود وخصوصا تقاسم نهب قارتنا الافريقية.» إن الاستراتيجية الامبريالية في إفريقيا أملت خيارها بتسوية قضية الصحراء الغربية لصالح النظام المغربي، الحليف العسكري/الأمني، والاقتصادي والسياسي. استراتيجية تحكم في منطقة مفصلية بين الصحراء والساحل وغرب إفريقيا وشمالها وفي نقطة محورية للمحاور البحرية الرئيسية الأطلسية والمتوسطية»
خيانة طموح رعيل التحرير الوطني
تأكد بما لاشك فيه أن انجرافاً حصل في مواقف الدول نحو مساندة مقترح الحكم الذاتي حلاً وحيداً لقضية الصحراء الغربية. فأغلب دول الاتحاد الافريقي باتث داعمة للاطروحة المغربية والدي كانت أروقته معقلا لداعمي البوليساريو، نفس الشيئ لأغلب دول الاتحاد الأوروبي. لكن الجديد هو اندفاع بلدان دائمة العضوية لانهاء عملي للصراع واخراجه من أروقة الامم المتحدة، وهذا ما تعمل عليه الحكومة الأمريكية الحالية والفرنسية.
يحاول النظام الجزائري معاكسة فاشلة للضغوط الجديدة، ثارة باعلانه قرارات اقتصادية وديبلوماسية ضد بعض الدول لكنها انتهت بالفشل، وثارة محاولات اغراء الامبريالية الامريكية بتمكينها من الثروات الطبيعية (المعادن النادرة-المحروقات-الطاقة المتجددة)، وابرام صفقات ضخمة لإقتناء السلاح الأمريكي، واعادة نظر في موقفها من قضايا عالمية. انه أسوء الخيارات الممكنة لأنه لن يغير من جوهر الموقف الإمبريالي من قضية الصحراء الغربية لكنه سيعزز خسائر النظام السياسية بتضييع ثروة استراتيجية على مدبح التنافس الاقليمي.
كان بإمكان النظاميين، بغض النظر عن طبيعتهما، إبرام اتفاقا إقليميا يندرج فيه حل قضية الصحراء الغربية، ويرسي تكاملاً اقليمياً في منطقة المغرب الكبير، ويتيح لبلدان المنطقة مخاطبة الإمبريالية كَكُثلة واحدة والمساهمة في دعم دول الساحل والصحراء، وتوجيه الإمكانيات والجهود لنهضة اقتصادية تكاملية لتنمية حقيقية لمنطقتنا. لكن روابط التبعية الراسخة، والطبيعة المضادة لتحرر شعوب المنطقة هي ما يفسر درجة العمى المخيف الحائل دون فهم للتحولات العميقة وللمنافسة الشرسة بين الإمبرياليات على مناطق النفود الاستعماري الجديد. لا يحتاج الواقع لشعارات مخادعة لإخفاء الحقائق فأنظمة الحكم خاضعة للتوزيعة الامبريالية الجاري ارساؤها.
خانت الأنظمة الحاكمة طموحات رعيل معركة التحرير الوطني وبالثالي انتقلت مهام النضال ضد الغزو الاستعماري الجديد ولأجل وحدة مغاربية ديمقراطية تلبي حاجيات الشعوب، انتقلت، إلى القوة العمالية والشعبية الوحيدة ذات المصلحة في القضاء على التبعية والتخلف والديكتاتورية والحواجز المصطنعة بين شعوبنا.



#أحمد_أنور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- ذكرى يوم الأرض وانفجار تناقضات الكيان الصهيوني
- السّودان: صراعُ الجنرالات من خضّات الثورة المُضادة
- الجزائر: انتخابات العسكر على محك الرفض الشعبي العارم، ما الت ...
- مصر: بوادر استئناف السيرورة الثورية
- مات محمد مرسي تحيا ثورة 25 يناير المجيدة
- السودان: الشعب يستأنف السيرورة الثورية


المزيد.....




- -نيويورك البحر الأبيض المتوسط-.. بلدة صيد صغيرة في إسبانيا ت ...
- تحدث عن -خيانة أمريكا-.. رئيس وزراء كندا: ترامب يحاول كسرنا ...
- فيديو متداول للحظة سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر.. هذه حق ...
- الأسير المحرر أسامة الأشقر: قصة حبي مع منار انتصار للأمل (في ...
- أمنستي تهاجم سياسات ترامب وتتهم إسرائيل بارتكاب -إبادة جماعي ...
- -تعتيم الشمس- لمكافحة تغير المناخ.. حل مثير للجدل!
- عباس ينوي حضور احتفالات روسيا بالذكرى الـ80 للنصر على النازي ...
- موتورولا تكشف عن أفضل هواتفها القابلة للطي (فيديو)
- منتجات للحد من مرض الوردية الجلدي
- صحة عيون الشباب في خطر!.. فما العمل؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد أنور - الصحراء الغربية هل وصلت خط النهاية؟