عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 02:52
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
5.2 الحالات المناعية الذاتية
يُعد الجهاز المناعي جزءًا أساسيًا من نظام التوازن الحيوي، حيث يدافع عن الجسم ضد التهديدات الخارجية ويساهم في الحفاظ على صحة الأنسجة والأعضاء الداخلية (183). ومع ذلك، في حالات اختلال التوازن الحيوي، قد يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم نفسه، من خلال ظاهرة تُعرف باسم المناعة الذاتية (184). يمكن أن يؤدي ذلك إلى حالات مزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الذئبة الحمراء، أو التصلب المتعدد، حيث يمكن أن يتسبب الالتهاب غير المضبوط وتدمير الأنسجة في تعطيل وظائف الجسم بشكل كامل وتقويض صحته العامة (185).
لذلك، يُعد فهم اختلال التوازن الحيوي، خصوصًا الاضطرابات التي تشمل الجهاز المناعي، أمرًا بالغ الأهمية، لأنها قد تؤدي إلى حالات تهدد الحياة أو تؤدي إلى تدهور كبير في جودة الحياة. ونظرًا للتعقيد الجوهري للأنظمة الحية، فإن أسباب اختلال التوازن الحيوي، خاصة في الأمراض التي تتضمن تفاعلًا معقدًا بين العوامل الجينية والبيئية، يمكن أن تكون غامضة للغاية (186).
وبالمثل كما تجد الطب التقليدي صعوبة في تقديم إجابات واضحة لمن يعانون من أمراض المناعة الذاتية، فإن المجلات العلمية التقليدية قد تفشل أيضًا عند محاولة تحليل هذه الحالات بعمق (187). تقع المناعة الذاتية والتوازن الحيوي في منطقة وسطى بين النزعة الاختزالية وبيولوجيا النظم (وفي هذه الحالة، يتجاوز مفهوم "النظام" حدود جسم الإنسان وحده) (188).
ورغم ذلك، فإنهما يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بجميع جوانب الصحة والطب، ويجب استكشاف هذه التفاعلات على نطاق أوسع بكثير، خاصةً من خلال الدراسات التجريبية (190). وفي سبيل تعزيز استراتيجيات الصحة التكاملية، تهدف هذه الفقرة إلى أن تكون أساسًا لما تبقى من المقالة، ويتم تشجيع الجهود لتوسيع هذا الإطار بشدة (191، 192).
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟