أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - أزمة التغيير في سورية














المزيد.....

أزمة التغيير في سورية


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 11:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن أزمة التغيير في سورية مطروحة بحدة واستمرار على أجندة المعارضة والنظام على حد سواء لكن كل من موقع مختلف عن الآخر, وضمن سياقات متباينة الثابت فيها هو سلوك النظام القمعي وإنفراده بالسلطة المطلقة واستمراره على صيغته الأمنية المعروفة من إلغاء دور الشعب ومصادرة حريته وحصره في خطابه الغوغائي الذي غيب الشعب والدولة وحشرهما في أفق مسدود على كافة المستويات, والمتحرك فيها هو المعارضة السورية ولو بشكل بطيء لايشكل ردا ً كاملا ً على سلوك النظام على المستوى الوطني والقومي ولايتجاوب مع سرعة الأحداث المنحدرة من سيء إلى أسوأ في المنطقة ولعوامل كثيرة مؤشرة ومعروفة من كافة فصائل المعارضة السورية .
وخيار النظام السوري أصبح واضحا ً تماما ً من خلال طريقة تعامله مع الوضع الداخلي والإقليمي والدولي والذي يتميز بثوابته الأمنية بعلاقته مع الشعب وافتقاره إلى أي مشروع للإصلاح والتطوير في بنية الدولة والمجتمع , بل على العكس يستمر في عملية تآكل ماتبقى من محددات الدولة وبروز ظاهرة الدولة – الأسرة , من قبل فئة زادت تسلطها على مقدرات الدولة والمجتمع بدون رقيب ولاحسيب .
وخيار الشعب لازال إلى حد بعيد أسير آلة النظام القمعية من جهة والفاسدة من جهة أخرى يضاف إلى حالة الخوف المزمنة لدى الشعب التي أنتجها تاريخ طويل من حملات التصفية والتهميش ومصادرة الحريات وخنق كل الأصوات المطالبة بالإصلاح والتغيير , حتى تلك التي ترى في إمكانية أن يكون التغيير محمولا ً على النظام الحالي أسلم الطرق وأقصرها وأقلها كلفة على الشعب في هذه الظروف الإقليمية والدولية التي بدورها أنتجت موقفا ً سلبيا ً لدى الشعب غذاه ويغذيه النظام على أرضية مايحدث في العراق من صراعات مذهبية تمزقه وتبعد استقراره, وعليه نجح النظام إلى حد ما في ربط عملية التغيير بهذه الصورة العراقية القاتمة والإلتفاف على مشروع الإصلاح والتغيير معا ً, وأصبح موضوع التغييرشعبيا ً قابل للمقايضة مع متطلبات الأمن والأمان وخاصة في رؤى تغيير لم تتضح أبعاده بعد.
وخيار المعارضة السورية لازال بين بين , بين ظروف المعارضة الذاتية وبين وضع إقليمي متفجر بعنف وتسلسل مربكين , وبموقف عربي لم يحدد خياراته بعد بين النظام والتغيير , وبين قوى إقليمية متناقضة مع رؤى المعارضة السورية في التغيير بحكم استراتيجياتها المتناقضة هي الأخرى مع مصلحة الشعب السوري والشعوب العربية , أضاف عليها غياب الإستراتيجية العربية وعجز النظام العربي الرسمي عن أداء دوره مزيدا ً من الإرباك ينعكس سلبا ً على مشروع المعارضة للتغيير في سورية , وبموقف دولي لازال غامضا ً تحكمه عوامل كثيرة بعدم تبني رؤية المعارضة السورية للتغيير وبالتالي استمرار وقوفه متفرجا ً على مايعيشه الشعب السوري من قمع وتهميش وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان , في هذا الخليط من المواقف السياسية والصراع الدموي الدائر على الساحة العربية تجد المعارضة السورية تفسها ملزمةً وطنيا ً بتبني مشروع التغيير الديموقراطي السلمي في سورية .
لقد واجهت المعارضة السورية الوطنية (ونصر على ضرورة التسمية بدلالاتها الفكرية والسياسية والتاريخية ) صراعا ً على مستويين اثنين :
الأول – سياسي حول مشروع التغيير وقد نجحت قوى المعارضة وبظاهرتيها الأساسيتين جبهة الخلاص الوطني وإعلان دمشق بالنجاح في حسم الموضوع ولو نظريا ً بتبني الديموقراطية التعددية كإطار حكم للمستقبل وهذا ماعبر عنه المشروع الوطني للتغيير السلمي الذي طرحته جبهة الخلاص الوطني في مؤتمرها التأسيسي وأيضا ً في وثيقة إعلان دمشق .
الثاني – إجرائي عملي متعلق بشكل وآلية التغيير في سورية , وفي هذا الشأن لاتزال المعارضة السورية تشق طريقها نحو تحديد آلية التغيير في كم هائل من الصعوبات الذاتية الداخلية والخارجية على حد سواء.
وفي مقاربات كثيرة من قبل أطراف المعارضة السورية التي اتخذت موقف التغيير الجذري الشامل وتبنت بشكل واضح القطع مع النظام , لازالت هذه المقاربات لم تستطع عمليا ً من خلق الحاضنة الشعبية السياسية الداخلية والخارجية لمشروع التغيير , وغلب عليها التكرار حينا ً ورد الفعل على سياسات النظام القمعية تجاه نشطاء الرأي والكتاب والمثقفين في معظم الأحيان ,وبشكل عام بقيت في دائرة النظام القمعية ولم تستطع إلى الآن من التصرف على أرضية من الإستقلالية في الفعل السياسي الذي يفرضه مشروعها الوطني الديموقراطي للتغيير .
ورغم أن المعارضة والنظام يراهن كل منهما على الزمن , طبعا ً لكل زمنه ومحتواه واشتقاقاته على مستوى سورية والمستوى الإقليمي والدولي , ورغم الإختلاف في مستوى المراهنة بين النظام والمعارضة بمعنى أن النظام يراهن كليا ً على الوقت الذي إن استمر بمروره بشكله الحالي داخليا ً وإقليميا ً ودوليا ً هو في صالح النظام لأنه يمثل في أحد جوانبه الأساسية التي تهم الخارج نظام يخدم مصلحته وركيزة عملية له في منطقة فقدت كل ركائزها , على الطرف الآخر إن مراهنة المعارضة على الوقت هو يمثل أحد العوامل التي يمكن إذا استطاعت أن تلعب المراهنة بنشاط وحركية أن يكون عاملا ً يصب في مساعدتها بعملية التغيير لكن رهانها الأساسي هو على الداخل السوري نفسه وعلى قدرة المعارضة الخارجية والداخلية من إيجاد الصيغة العملية الواحدة لتحركها على الأرض والبدء العملي بمشروع التغيير في سورية , أي أن المراهنة هنا تأخذ بعد مشروع أهم خطوة فيه هو تحديد آليته وحوامله الداخلية بشكل أساسي وهذا سيكون موضوع الجزء الثاني.
د.نصر حسن
20 – 01 - 2007



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري ..على مفترق طرق الإستراتيجية الأمريكية والإيرا ...
- وأخيرا ً أعلن بشار أسد برنامجه الإصلاحي !
- أين ستكون نهاية الشارع اللبناني ؟
- على ماذا الحوار : السوري الأمريكي ؟!(2)
- خطاب حسن نصرالله
- تقرير : بيكر - هاملتون .. والتدحرج على الفوضى !
- استعصاء النظام السوري في الصفقات وافتعال الأزمات
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت (2)
- صفقات سورية على طريق دمشق - بغداد - بيروت..!
- شرعية المحكمة الدولية بين لاشرعيتين!
- النظام السوري ..وانتظار تمديد الدور !
- النظام السوري وطاولة الحوار
- أي سيناريو ينتظر سورية ؟
- إرادة التجديد في الخطاب الفكري والسياسي السوري
- المعارضة السورية بين إشكالية التجديد وضرورة التغيير
- إلى متى تبقى بعض أطراف المعارضة تدور في فلك الإستبداد؟
- أين دور المثقفين السوريين
- سورية والإرهاب .نظام ودور ..اللعبة الخطرة
- حالة الضياع هل هي أزمة ثقافة أم أزمة سياسة؟


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - أزمة التغيير في سورية