أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الكورد والوطنية الحقيقية والفرصة التي توشك أن تضيع














المزيد.....

الكورد والوطنية الحقيقية والفرصة التي توشك أن تضيع


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 06:56
المحور: القضية الكردية
    


في لحظات التحولات الكبرى، لا يرحم التاريخ أولئك الذين عجزوا عن رؤية الإشارات حين كان بإمكانهم أن يتداركوا المسار، وعلى مفترق المصائر، لا يُقاس القادة بما كانوا يلوّحون به من شعارات، بل بما أنجزوه أو فرّطوا فيه عند الامتحان.
اليوم، تقف حكومة أحمد الشرع عند منعطف مصيري خطير، وإلى الآن لا تزال أمامها فرصة حقيقية لإنقاذ نفسها وإنقاذ سوريا برمتها، إن هي تخلّت عن خطاب الإقصاء، وتقدمت بشجاعة إلى الحوارات الوطنية الصادقة، لاكتشاف أن مطالب الحراك الكوردي لم تكن يوماً تهديداً، بل دعوة شريفة لبناء وطن يتسع للجميع.
كان يمكن، ولا يزال يمكن، لحكومة أحمد الشرع أن تؤسس لمشروع وطني عميق، يرسخ سوريا ديمقراطية، فيدرالية، لا مركزية، تعددية، متينة البنيان، لو أنها مدت يدها بإخلاص إلى الكورد وسائر المكونات السورية، لا أن تركن إلى أصوات أيتام البعث والعروبيين التكفيريين الذين هرعوا خلف الرد العنصري المشين.
الرد الأخير، الذي لا شك أملي عليه من عرّابه التركي، كشف باكراً زيف الشعارات، وأماط اللثام عن ثقافة إقصائية مريضة تتنكر لكل قيم الشراكة الوطنية، وتعيد استدعاء أبشع ممارسات الاستبداد القديم بثوب رثّ جديد، لكنه رغم فداحته، يمكن أن يكون نقطة مراجعة إن توفرت الإرادة.
لو تدرك حكومة الشرع أن الكورد، طوال مئة عام، لم يطالبوا إلا بوطن حرّ عادلٍ يحتضن الجميع، لا أن يقسم أحد، ولو تفهم أن مشروعهم القائم على الفيدرالية واللا مركزية هو طوق النجاة لسوريا لا عبء عليها، لكانت قادرة أن تبني إلى جانبهم وطنًا عصيًا على السقوط.
الاتفاق الكوردي لم يكن مؤامرة كما يحاول الجاهلون تصويره، بل مشروع خلاص لسوريا الغارقة، ومطالب الكورد ليست عبئًا على وحدة سوريا، بل صمّام أمانها الحقيقي، من يرفض هذه الحقيقة يخون مستقبل سوريا، لا الكورد فقط، ومن يغلق باب الشراكة، يغلق باب الخلاص عن الجميع.
بمثل هذه العقليات الإقصائية المهترئة، لا تُبنى أوطان، وما فشلت الأنظمة السابقة من البعث والأسدين إلى أدوات تركيا الجهادية في إدراكه، هو أن زمن الإقصاء قد ولى إلى غير رجعة، وأن الشعوب الحرة لم تعد تقبل أن تُختصر في شعار قومي أو خندق لغوي.
اليد الكوردية لا تزال ممدودة، رغم الجراح، والحراك الكوردي، رغم كل الإساءات، لا يزال يؤمن بأن الخلاص لسوريا يمر عبر العدالة للجميع، غير أن هذه اليد لن تبقى ممدودة إلى الأبد.
إن سوريا القادمة، إن كان لها من حياة، فلن تُبنى إلا بالاعتراف الصريح بحقوق الكورد، والسريان، والإيزيديين، والأرمن، والعرب، والدروز، والآشوريين، والعلويين، وكل أبنائها، دون مكيالين، ولن تقوم إلا بنظام فيدرالي لا مركزي ينهي زمن الوصاية والعنجهية القومية.
نصيحتنا لحكومة أحمد الشرع، لا تتشبثوا بأوهام الأكثرية المصطنعة، ولا تراهنوا على عنصرية اللحظة، فالتاريخ لا يرحم المتأخرين عن قاطرة التغيير.
من لا يقرأ إشارات الزمن، سيتلاشى مع دخان الانهيارات الكبرى.
وما تزال الفرصة قائمة، لمن يملك الشجاعة على مراجعة نفسه، قبل أن يقرأ عليه الفاتحة مع من سبقوه إلى مزابل التاريخ.
اليد الكوردية لا تزال ممدودة، لكنها لن تبقى كذلك إلى الأبد، فاحذروا أن تكونوا آخر من يصغي، لأن من لا يقرأ إشارات الزمن، سيكون نهايته مع ضحايا الجهل والعنصرية الذين سبقوه، ونظامي البعث والأسدين خير مثال.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
27/4/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة شكر وتهنئة بمناسبة انعقاد والإنجاز التاريخي الناجح للكو ...
- حين يصبح الإرهاب شريكًا سياسيًا نداء إلى الحراك الكوردي
- حين يصبح الكوردي سلاحًا ضد الكورد
- نداء إلى المؤتمر الوطني الكوردي
- نداء إلى الحكومة الانتقالية لا تكرّروا الخطيئة السورية 2/2
- نداء إلى الحكومة الانتقالية لا تكرّروا الخطيئة السورية 1/2
- حين يخسر الحراك الثقافي الكوردي أحد أبنائه
- مع إبراهيم محمود حين يكتب المثقف من عزلته النبيلة
- الفيدرالية ليست تهمة وكوردستان ليست مؤامرة 2/2
- الفيدرالية ليست تهمة وكوردستان ليست مؤامرة ½
- كوردستان وحدة الجغرافيا وشرخ الوعي
- قراءة في قراءة عن مقالة إبراهيم اليوسف حول (في قضايا كوردستا ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- عن حلقة إبراهيم محمود، حوار مهم يستحق المتابعة.
- في مواجهة الأقلام المتسكعة خلف الأسماء المستعارة كفى عبثًا ب ...
- حين وقفت على حافة مقبرتي وصافحت عظامي
- الجغرافيا لا تكذب، الكورد أصل الأرض قبل أن تُسمى سوريا
- هل الله جريمة؟
- أسعد الزعبي صدى البعث المُتعفّن في زمنٍ يطلب الكرامة
- زيارة الشرع إلى إسطنبول رسائل مشفّرة من واشنطن عبر أنقرة


المزيد.....




- مفوض عام الأونروا: وجودنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضرور ...
- في ورقة لـ”الضمير”: قوانين الاحتلال وتعديلات 2024 أداة لقمع ...
- وزير خارجية إسرائيل يدعو لمحاكمة الأمم المتحدة والأونروا أما ...
- الأمم المتحدة تؤكد على ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار في غ ...
- فرنسا تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط في نيس عام 20 ...
- اليمن: قصف أمريكي يضرب مركز إيواء للمهاجرين في صعدة وانتشال ...
- وول ستريت: خطة تجريبية لعملية إغاثة جنوب غزة بمشاركة شركات أ ...
- مقتل العشرات في قصف أميركي على مركز للاجئين شمال اليمن
- واشنطن: اعتقال أكثر من 100 مهاجر مخالف في كولورادو
- اعتقال سارق حقيبة وزيرة الأمن الداخلي الأميركية الفاخرة


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الكورد والوطنية الحقيقية والفرصة التي توشك أن تضيع