أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي محيي الدين - القاضي زهير كاظم عبود كفاحه العلمي ونزاهته في القضاء














المزيد.....

القاضي زهير كاظم عبود كفاحه العلمي ونزاهته في القضاء


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 18:48
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تسلمت قبل أيام على سبيل الإهداء آخر ما صدر للقاضي زهير كاظم عبود، وهو كتابه (مهنتي قاضي) الصادر عن دار الفرات للثقافة والأعلام في الحلة في بداية هذا العام، والكتاب يقدم تجربة لكفاح مرير، ومواجهة قاسية مع المصاعب التي تواجه الانسان في حياته من أجل الوصول الى ما تصبو اليه نفسه، ويهفو له فؤاده، في رسم مستقبل وضاء.
يُعد القاضي زهير كاظم عبود من الشخصيات البارزة في مجال القضاء العراقي، حيث عُرف بنزاهته واستقامته وسعيه الدؤوب لتحقيق العدالة. لم يكن طريقه نحو النجاح سهلًا، فقد واجه العديد من التحديات في سبيل حصوله على الشهادة الجامعية ومن ثم شق طريقه في المجال القضائي. ومن خلال مسيرته الحافلة، قدّم نموذجًا مشرفًا للقاضي النزيه الذي يضع العدل فوق كل اعتبار.
وُلد زهير كاظم عبود في مدينة الديوانية وعاش في بيئة متواضعة، حيث لم تكن الظروف الاقتصادية والاجتماعية في صالحه، لكنه ذلك لم يكن عائقًا أمام طموحاته. منذ صغره، أدرك أن العلم هو السلاح الأقوى للنجاح، فحرص على متابعة دراسته رغم العقبات التي واجهها. عمل في وظائف متعددة لدعم نفسه ماديًا خلال دراسته الجامعية، متحليًا بالإصرار والعزيمة حتى تخرج في كلية القانون، ثم رشح في المعهد القضائي لتأهيله للعمل في المحاكم.
لم يكن حصوله على الشهادة مجرد إنجاز شخصي، بل كان خطوة أساسية في رحلته نحو تحقيق العدالة وخدمة المجتمع. اجتهاده ومثابرته جعلته قدوة للشباب الطامحين في تحقيق أحلامهم رغم الظروف الصعبة.
بعد تخرجه، طريقه في سلك القضاء، حيث عمل بجد وإخلاص ليكون نموذجًا للقاضي العادل. كانت نزاهته من أبرز صفاته، إذ لم يكن يقبل بأي شكل من أشكال الفساد أو المحسوبية. آمن بأن القضاء يجب أن يكون حصنًا للحق والعدل، فحرص على تطبيق القوانين بنزاهة تامة بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية.
تميز بأسلوبه الحكيم في إدارة القضايا وإصدار الأحكام، حيث كان يستند إلى الأدلة والحقائق دون أي تحيز. لم يخضع لأي ضغوط سياسية أو اجتماعية، ما جعله يحظى باحترام واسع في الأوساط القانونية والشعبية. وكانت قراراته تمثل العدالة الحقيقية، ما جعله رمزًا يُحتذى به في النزاهة القضائية، يضاف لذلك لغته القانونية وسلامتها اللغوية في تحرير القرارات، ما جعلها تمر بانسيابية في محاكم التمييز .
وقد توفرت فيه كافة الصفات التي تؤهله للنجاح في السلك القضائي، ولقد تمتع بمجموعة من الصفات والشروط الأساسية، ومن أبرزها:
-النزاهة والاستقامة: فهو بعيد عن أي شكل من أشكال الفساد أو المحسوبية، وكان ينظر القضايا بموضوعية وحذر لتكون أحكامه صائبة غير قابلة للطعن وبعيدة عن التحيز.
-الكفاءة العلمية: كان ملمًا بالقوانين والتشريعات، وقادرًا على تحليل القضايا بشكل دقيق، لما يمتلك من خبرة في هذا المجال بحكم عمله في المحاكم قبل دخوله السلك القضائي، وما يتمتع به من قدرة على التحليل والتمحيص في الحوادث الجنائية، لاهتمامه المسبق بقراءة القصص والروايات البوليسية التي تعنى بالجرائم وطرائق كشفها وكيفية الوصول الى النتائج الصائبة في كشف الجريمة .
-القدرة على اتخاذ القرار: وكان حاسمًا في إصدار الأحكام ومستندًا إلى الأدلة والبراهين، لتكون أحكامه بعيدة عن المطاعن، لاكتمالها من كافة النواحي القانونية والجنائية .
-الصبر والحكمة: وكان يتعامل مع القضايا المختلفة بصبر وحكمة لتجنب أي قرارات متسرعة، لا تكون في مصلحة الحكم أو فيها ثغرات يمكن الطعن بها، أو الاعتراض عليها .
-الحياد والموضوعية: وهو موضوعي في نظرته للقضايا، وألّا يتأثر بأي اعتبارات شخصية أو خارجية، بل يعتمد القانون فيصلاً في أحكامه، والوقائع طريقاً للحكم، مع مراعاة الجانب الانساني وظروف المتهم، والابتعاد عن الجمود في تطبيق القوانين.
-التواصل الجيد: ويمتلك القدرة على التواصل بوضوح مع المتقاضين والمحامين، وهو ما يسهم في تحقيق العدالة بطريقة أكثر فاعلية، ترضي جميع الأطراف لاعتمادها على الوقائع التي لا يمكن دحضها أو الطعن فيها.
-الالتزام بالأخلاقيات المهنية: وكان يتحلى بأخلاقيات عالية تعزز من مكانته واحترامه في المجتمع، معتمداً في ذلك على خبرته القانونية والتربوية التي أكتسبها بمرور الأعوام بحكم تعامله معها في أطوار مختلفة من عمله في هذا المجال.
لكل ما تقدم يعتبر القاضي زهير كاظم عبود مثالًا يُحتذى به في المثابرة والنزاهة، حيث أثبت أن العدل ليس مجرد وظيفة، بل رسالة سامية تتطلب جهدًا وتفانيًا، ومسيرته تبرز أهمية القيم الأخلاقية والمهنية في مجال القضاء، وتشكل مصدر إلهام لكل من يسعى ليكون جزءًا من منظومة العدالة الحقيقية، وسيبقى اسمه علامة مضيئة في تاريخ القضاء العراقي، ودليلًا على أن النجاح الحقيقي يتحقق بالاجتهاد والنزاهة.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد علي حسن... واعادة تشكيل الوعي السردي
- المجموعة القصصية وجه أزرق بين التكثيف والايحاء الرمزي
- ذو النون أيوب يدافع عـــــــن الرصافــي
- رحلة الشرق الأوسط
- الناقد باقر جاسم محمد وآراؤه النقدية
- العتابا والأبوذية الجذور والفروق وأسبقية الظهور
- الشاعرة وداد الواسطي اصالة في الشعر وفرادة في التعبير
- الشاعر العراقي جبار الكواز شاعر متجدد
- الشاعر سعد الشلاه شاعرية متأخرة لم تأخذ طريقها للبروز
- الشاعر حميد يحيى السراب: مسيرة إبداعية ناضجة
- الشاعرة حسينة بنيان.. تنوع في الاداء والأسلوب
- محطات من مسيرة الفقيد سامي عبد الرزاق (ابو عادل)
- انطلوجيا القصة البابلية
- الدارمي والصراع الطبقي
- ذكريات عن قادة الحزب الخالدين
- ناهض الخياط تجربة شعرية متألقة
- زهير ناهي رحلة طويلة في طريق النضال
- فلاح الرهيمي مناضل من طراز خاص
- كفاح الظاهر
- عبد الرزاق كميل شاعــــرا ومنـــاضـــــلا


المزيد.....




- الجامعة المغربية بين الإهمال والتفكيك الممنهج
- الصين تحذر الفلبين من -انتهاك سيادتها- على شعاب في بحر الصين ...
- ترامب يقرر الاعتراف بيوم كولومبوس فقط ويرفض الاعتراف بيوم ال ...
- الكويت.. حبس عراقيين ومصريين في شبكة تحويلات غير شرعية
- بنكيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية في المغرب لولاية جد ...
- غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية
- موسكو وواشنطن.. تفاهمات نحو التسوية
- الخارجية الروسية: لافروف وروبيو تحدثا هاتفيا واتفقا على مواص ...
- عودة صناعة النسيج تواجه تحديات الطاقة والعقوبات في حلب
- هل يلبي تعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس طموحات الفلسطينيين؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي محيي الدين - القاضي زهير كاظم عبود كفاحه العلمي ونزاهته في القضاء