أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم خليل العلاف - أنطونيو غرامشي والمثقف العضوي الحقيقي














المزيد.....

أنطونيو غرامشي والمثقف العضوي الحقيقي


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 17:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
لا اعتقد اننا ، ومنذ نصف قرن ، نردد اسم مفكر ، وفيلسوف اكثر مما نردد اسم ( غرامشي) المفكر والفيلسوف الايطالي انطونيو غرامشي 1891-1937.
وما نردده قوله عن المثقف العضوي الذي يلتزم بقضايا وطنه وشعبه وامته والانسانية . وغرامشي ترك تأثيرا على كثيرين ممن يكتبون في مجال الفكر والثقافة وابرزهم ميشيل فوكو ، ونعوم تشومسكي ، وادورد سعيد ، وهوارد زين .هؤلاء كتبوا وركزوا على الدور المهم والايجابي الذي يلعبه المثقف في مجتمعه ، وهو دور البناء ، وزرع الامل بالقدرة على النهوض ، وانا كاتب هذه السطور مؤمن بما قاله غرامشي ؛ فالمثقف إن لم يكن ملتزما ، ومتفائلا ، وبناءا ، وتنويريا ، وتقدميا فلا قيمة لما يكتب .
وغرامشي ، يقينا ، قد تأثر بآراء كارل ماركس .ولد بعد وفاة كارل ماركس بنحو ثماني سنوات، ومات بعد 13 سنة من وفاة لينين.. وقضى من سنوات عمره الست والأربعين عشرة أعوام في السجن كانت هي سنوات إنتاجه الفكري الاكثر رقيا .كان عضوا في الحزب الشيوعي الايطالي منذ تأسيسه سنة 1921 ، وهو نفسه كان له دور كبير في تأسيس الحزب ، ويعد من آباءه المؤسسين ومن قيادييه . وكان يعمل ضمن الدولية الاشتراكية.. كان مناضلا ، ومثقفا ومن حسن الحظ فإن كتاباته وافكاره وصلت الينا مترجمة الى اللغة العربية .
كان غرامشي يصدر مجلة مع بالميرو تولياتي في سنة 1917 اسمها ( النظام الجديدOrdine Nuovo ) بالايطالية .ويقينا انه واجه الاعتقالات والعنت من الحكومات الايطالية الرجعية بسبب افكاره .كان غرامشي في كتاباته يمزج بين التاريخ ، والفلسفة ، والاقتصاد . ومن حسن الحظ ان استاذي في علم الاجتماع قبل 50 سنة في كلية التربية - جامعة بغداد المرحوم الاستاذ الدكتور حاتم الكعبي كان يفعل ذلك ، وانا متأثر به ، أمين على افكاره ، وهناك من يسمي هذه التوليفة الفكرية البراكسيس .
كان غرامشي يؤكد ان مهمة المثقف - كما يقول ماركس - هي ليست وصف الاوضاع بل تغييرها ، واقامة نظام اجتماعي جديد بعد هدم النظام الاجتماعي القديم المتخلف ؛ هذه هي مهمة المثقف خلق الوعي بأهمية التغيير ، ويشبه دور المثقف بالاسمنت الذي يربط البنية الاجتماعية بالبنية الفوقية مما يتيح خلق كتلة تاريخية واعدة وقادرة على البناء وعبر حزب حديدي ثوري مناضل يقود الصراع المستقبلي ويرفض ان يكون تابعا للسلطة بل مناوئا لها .
كان غرامشي يؤكد مفهوم " الهيمنة على الثقافة وسيلة للمواجهة مع السلطة في ظل نظام رأسمالي امبريالي " .
ويبدو ان ظروف سيطرة الفاشست وموسوليني على الاوضاع في ايطاليا ، هي من دفعته لهذا التوجه ، وقد اعتقلوه ، وحكموا عليه بالسجن ، واهانوه واصيب بنزيف في الدماغ ادى وفاته في المستشفى في نيسان -ابريل 1937 .
من الكتب المهمة التي صدرت عن غرامشي سنة 1977 كتاب عن فكره وفلسفته ترجمه سمير كرم وترون صورة غلافه الى جانب هذه السطور .ومن كتب غرامشي كتاب (قضايا المادية التاريخية) وقد ترجمه الى العربية فواز طرابلسي .ولغرامشي كتاب جميل بعنوان (دفاتر السجن ) ترون غلافه الى جانب هذه السطور ومترجم الى اللغة العربية https://www.instagram.com/lgzlllkt/p/DCybUFCMXS9/ وهذا الكتاب ، يضمّ مختارات من (دفاتر السجن) للمفكر أنطونيو غرامشي وقد ترجمته الشاعرة السورية صبا قاسم. و دفاتر السجن سلسلة من المقالات كتبها بين سنتي 1929 و 1935.انتهى منها قبل وفاته بسنتين فقط ، وتعد (دفاتر السجن ) من ادب السجون الرائعة .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور علي عباس علوان 1938-2013 الناقد والاكاديمي العراقي ا ...
- الكاتبة والروائية والمترجمة الاستاذة ناصرة السعدون 1946-2020 ...
- آل بطي ودورهم الصحفي والثقافي 1929-2016
- السياسي والمناضل والوزير العراقي الكردي الاستاذ محسن دزه ئي ...
- الروائية الاستاذة حليمة ملا خضر سنجاري
- بيان ( روانكه) العراقي الكردي 1970 (القومية والحياة)
- أنا وجان جاك روسو .......................الثورة والحرية والح ...
- الدكتور محمد عبد اللطيف مطلب 1921-1998 استاذ الفيزياء والكات ...
- بدرية أنور (1903 - 1965) المطربة العراقية الكبيرة .......... ...
- الفن التشكيلي في العراق ونقده .............................. ...
- الاستاذ الدكتور فاروق عبد الرزاق حسين الالوسي استاذ التاريخ ...
- مجرد حرب ..............مجموعة قصصية للقاص ناظم علاوي
- الفكر الاشتراكي في الادب العراقي 1918-1958
- الشاعر العراقي الكبير الاستاذ موفق محمد ...........شاعر الشع ...
- ذكريات وأحداث عراقية عاصفة ..........كتاب المرحوم الاستاذ صل ...
- بياض الثلج ............صلابة الجبل .......دراسات ومقالات عن ...
- اللواء الركن سيد حميد سيد حسين الحصونة قائد الفرقة الأولى 19 ...
- أنيس منصور 1925-2011 والثقافة العربية المعاصرة
- ميثاق جبهة الاتحاد الوطني في العراق ..................وثيقة ...
- (ذكريات خلف ابواب منسية) ............رواية جديدة للاستاذ محم ...


المزيد.....




- قرابة 300,000 شخص ألقوا نظرة الوداع الأخيرة على نعش البابا ف ...
- بالصور: فتح أبواب كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري أمام الجمهور ...
- لقاء ترامب وزيلينسكي في الفاتيكان.. لمن كان الكرسي الثالث؟
- ساكو بشأن -الترشيح- لمنصب البابا الجديد: تكهنات.. وعلى الكني ...
- السلطات الأردنية تعتقل قياديا بارزا بجماعة الإخوان المسلمين ...
- نتنياهو: رفض الاعتراف بالدولة اليهودية هو سبب النزاع القائم ...
- نتنياهو: الحاجز الأكبر أمام تحقيق السلام هو رفض الفلسطينيين ...
- آلاف الكاثوليك يتجمعون في ساحة القديس بطرس حدادا على البابا ...
- -يأسر القلوب-.. محمد صلاح يلتقط صورة -سلفي ذهبية- بهاتف فتاة ...
- -إقصاء ماكرون رسالة واضحة-.. نائب فرنسي يكشف معنى بادرة ترام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم خليل العلاف - أنطونيو غرامشي والمثقف العضوي الحقيقي