أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محسن عقيلان - تفجير ميناء رجائي الرسائل النارية و الحروب الرمادية














المزيد.....

تفجير ميناء رجائي الرسائل النارية و الحروب الرمادية


محسن عقيلان

الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 16:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مقالة / تفجير ميناء رجائي: الرسائل النارية و
الحرب الرمادية



الكاتب / د. محسن عقيلان
حادث تفجير ميناء رجائي في إيران اليوم السبت ليس مجرد حادث عرضي في خضم التوترات الإقليمية، بل تمثل حلقة جديدة في سلسلة العمليات الرمادية التي تتصاعد بين إيران وخصومها لذلك توقيت التفجير بالتزامن مع مفاوضات إيرانية أمريكية في مسقط يفتح الباب أمام عدة تساؤلات حاسمة:
هل كان التفجير بهدف الانتقام لضربة الحوثيين على ميناء حيفا؟ أم استهداف مواد حساسة مرتبطة بصناعة الصواريخ والأسلحة الإيرانية؟ أم بعثرة أوراق المفاوضات الجارية في مسقط؟ أم سباق مع الزمن في محاولة لتدمير ما أمكن من المنشآت الاستراتيجية الإيرانية قبل توقيع اتفاق نووي جديد؟ أم ببساطة تنفيذ لسياسة ترامب القائمة على "التفاوض تحت الضغط و التهديد"؟

مهما كان الجواب، فإن الحادثة ليست عرضية أو معزولة، بل تشكل حلقة متقدمة من لعبة إقليمية معقدة تحكمها قواعد الحرب الرمادية.
كما حدث في مرفأ بيروت ٢٠٢٠ و التشابه الغريب في كليهما بدأ
بحريق محدود لجذب أقل قدر ممكن من الانتباه، أعقبه انفجار ضخم أحدث دماراً واسعاً.
تكرار هذا النمط يوحي بأن العملية كانت محسوبة بدقة، و هذا
الميناء لم يكن هدفاً جديداً في معادلة الصراع الخفي؛ فقد تعرض عام 2020 لهجوم سيبراني نسب إلى إسرائيل تسبب بشلل في عملياته.
لذلك ما جرى اليوم يعيد التأكيد أن الميناء يشكل حلقة مركزية في استهداف العصب الاقتصادي واللوجستي الإيراني.

اذن

أحد السيناريوهات الأكثر ترجيحاً أن إسرائيل نفذت هذه العملية بالتوازي مع سير المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط.
بهدف بعثرة الأوراق وإرباك المفاوض الإيراني
لكن لا يمكن إغفال الدور الأمريكي:

سياسة ترامب التفاوضية تقوم على الضغط المباشر وغير المباشر، وبالتالي من غير المستبعد أن تكون واشنطن قد أعطت الضوء الأخضر تحت الطاولة لإسرائيل لتنفيذ هذه الضربة.
بذلك تكون العملية تخدم هدفين معاً:

ضغط تفاوضي لإرغام إيران على تقديم تنازلات.

و إبقاء إيران في موقف دفاعي مرتبك.

و لا يمكن تجاهل أن التفجير جاء بعد أيام قليلة من الضربة الحوثية التي استهدفت ميناء حيفا الاستراتيجي في إسرائيل.
في هذا السياق، قد يُفهم ضرب ميناء رجائي كرسالة إسرائيلية صريحة:
استهداف موانئنا سيقابل باستهداف موانئكم.

محاولة لتدمير المواد الحساسة؟

فرضية أخرى تقول إن التفجير لم يكن مجرد استعراض قوة أو رسالة سياسية، بل عملية عسكرية خفية تهدف إلى تدمير مواد حساسة، مثل مكونات تصنيع الصواريخ والأسلحة الإيرانية التي قد تكون مخزنة في الميناء أو في منشآت قريبة منه.
هذه الفرضية تكتسب ثقلاً خاصة مع وجود مؤشرات سابقة على استخدام الموانئ الإيرانية كمراكز لوجستية عسكرية.

هل نقترب من اتفاق نووي... بالقوة؟

توقيت العملية يتزامن مع الحديث عن تقدم نسبي في المفاوضات غير المباشرة لإحياء الاتفاق النووي.
بالتالي، قد يكون التفجير جزءاً من استراتيجية تهدف إلى تدمير أو تعطيل البنية التحتية الإيرانية قبل التوصل إلى اتفاق، بما يحد لاحقاً من قدرة طهران على الاستفادة الاقتصادية أو التسليحية من رفع العقوبات.

الرواية الإيرانية: استمرار سياسة الإنكار الصامت

كما حدث في حوادث سابقة، تبنت السلطات الإيرانية رواية تقول إن الحادث ناجم عن سوء تخزين مواد قابلة للاشتعال.
يأتي هذا في سياق الاستراتيجية الإيرانية المعروفة التي تقوم على التكتم و امتصاص الهجمات الرمادية و لكي لا تقع تحت ضغوط الشارع بالرد العسكري هذا من الجهة الإيرانية لكن

لماذا سارعت إسرائيل إلى النفي؟

بسرعة لافتة، أعلنت إسرائيل عدم مسؤوليتها عن الانفجار.
هذا النفي يدخل في إطار سياستها التقليدية "الغموض و الانكار"، لكنه قد يعكس أيضاً خشية إسرائيلية من أن تستغل إيران الحادث لتحسين موقعها التفاوضي، عبر الظهور بمظهر الضحية أمام الوسطاء الدوليين.

الخلاصة

تفجير ميناء رجائي لم يكن مجرد حادث عرضي أو تسرب مواد خطرة.
بل هو رسالة معقدة تشترك فيها عدة أطراف، وتحمل أبعاداً سياسية وعسكرية واقتصادية، هدفها الرئيسي إعادة صياغة معادلة القوة قبيل لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة.

وفي ظل تسارع الأحداث، يبدو أن الشرق الأوسط دخل رسمياً مرحلة الحرب الرمادية المفتوحة، حيث تُدار المعارك بالتفجيرات الصامتة أكثر من التصريحات الصاخبة.
لذلك سوف نسمع و نرى أكثر من حادث أو تفجير في المنطقة بهذه الشاكلة و نحن نعرف أن الفاعل المجهول معلوم

الكاتب / باحث في العلاقات الدولية



#محسن_عقيلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسات الترامبية تجر أمريكا و العالم إلى المجهول
- جنون الرد الاسرائيلي و التسلل النووي الايراني
- ميناء غزة بين الادعاءات الانسانية و الترتيبات الاستراتيجية
- انتخابات تركيا اليوم بين التقديرات الاستخبارية و استطلاعات ا ...
- ضرب الكرملين بين الغموض الاستراتيجي و التفاهمات الكونية
- ناتو عربي بين ترتيبات امريكية ونوايا اسرائيلية
- العملية العسكرية وملامح نظام مالي دولي جديد
- تركيا - مصر ..عودة العلاقات ام اعادة رسم السياسات
- امريكا ... الصين و سيناريو الابتزاز
- مفاجآت النظام الدولى الجديد
- كورونا القاتل ضحية
- الرد الايرانى والخيارات الصعبة
- صيحة الفجر واستخلاص العبر
- نبع السلام وتحريك الملفات الساخنة
- اسرائيل الهجوم الهادف وحزب الله الدفاع المدروس
- اسرائيل تقصف العراق جوا وتقترب من ايران بحرا
- بريطانيا ومصر وقف الرحلات أثار التساؤلات
- رسائل بحر عمان المتفجرة
- زكى مبارك ضحية خلافات تركية اماراتية
- فى تركيا تحالف الجمهور الرابح و قائده فى تراجع


المزيد.....




- الجيش المصري يؤكد حرصه على تنويع مصادر سلاحه.. وقدرته على -م ...
- خامنئي يأمر بتحقيق في انفجار ميناء -الشهيد رجائي- مع زيادة ع ...
- البيت الأبيض ينشر صورة ميلانيا ترامب أمام الأهرامات المصرية. ...
- لافروف: ندعم الحلول التوافقية للتسوية
- ماسك: الروبوتات الجراحية ستحل محل الأطباء خلال خمس سنوات
- القضاء العراقي يبرئ الحلبوسي
- اليمن.. مصدر طبي يعلن مقتل 8 أشخاص بينهم نساء وأطفال إثر قصف ...
- خامنئي يأمر بتحقيق في انفجار ميناء رجائي
- جثث على الكراسي.. مشاهد تدمي القلب لضحايا قصف إسرائيلي استهد ...
- متحدثًا عن اغتيال نصر الله ومستقبل حماس في غزة.. نتنياهو: سن ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محسن عقيلان - تفجير ميناء رجائي الرسائل النارية و الحروب الرمادية