عقيل الخضري
باحث، روائي، كاتب، ناشط في مجال حقوق الإنسان
(Aqeel Alkhudhari)
الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 14:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فتى من خراسان، أسلم والده ثم هاجر إلى دمشق، فكان الفتى معه.. ولعل انبهارالفتى بوجود إله جديد له دفعه للبحث صفات الله..
كانت إقامة عائلته في حي النصارى بدمشق، مما جعله يتأثر بالآراء الفلسفية المسيحية وطبيعة الإله.. دام الجعد يتردّد على مجلس التابعي وهب بن منبه ويسأله عن الله وصفاته! وفي مرّة قال له وهب:
- ويلك يا جعد! تعض المسألة؟ إني لأظنك من الهالكين، يا جعد، لو لم يخبر الله تعالى في كتابه أن له عينًا ويدًا ووجهًا لما قلنا ذلك، فاتق الله.
ذاع صيت الجعد بن درهم في الأوساط العلمية والأدبية في دمشق، أُعجب الأمير محمد بن مروان به وبعقليته فاختاره ليكون معلمًا لابنه مروان بن محمد آخر خلفاء بني أميَّة.
لم يستوعب الجعد القول بتشبيه الله.. وأصرّ على نفيَّ أن يكون الله قد كلّم موسى تكليمًا أو أن يكون قد اِتَّخذَ إبراهيم خليلًا..
فطلبه بنو أميَّة، فهرب إلى الكوفة. يُعدُّ الجعد بن درهم هو أوّل من نفي صفات الله!
اٍستلم الحكم في دمشق هشام بن عبد الملك الذي عين خالد بن عبد الله القسري واليًا على الكوفة، فقبض على ابن درهم، وفي أول يوم من أيام عيد الأضحى من ذلك العام" 10 ذو الحجة 124للهجرة" قال خالد وهو يخطب خطبة العيد على منبر مسجد الكوفة، والجعد مكبل تحت المنبر:
أيُّها الناس ضحُّوا تقبّل الله ضحاياكم، فإنّي مضحٍّ بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتّخذ إبراهيم خليلًا، ولم يكلم موسى تكليمًا، ثم نزل فذبحه في أصل المنبر.
وفي البداية والنهاية لابن الأثير: وقال المدائني : أتي خالد بن عبد الله برجل تنبأ بالكوفة فقيل له : ما علامة نبوتك ؟ قال : قد أنزل عليَّ قرآن . قيل : ما هو ؟ قال : إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك ولا تجاهر، ولا تطع كل كافر وفاجر. فأمر به فصلب، فقال خالد والرجل يصلب: إنا أعطيناك العمود ، فصلِ لربك على عود، فأنا ضامن لك أن لا تعود.
لخالد القسري حسنات إنسانية ذكرها المؤرخون، كما ذكروا له أحكاما دموية.. وقد قتل يوسف بن عمر- والي الكوفة للخليفة الأموي الوليد بن يزيد- خالد القسري شر قتلة في الكوفة، بعد مقتل الجعد بن درهم بأقل من سنتين.
#عقيل_الخضري (هاشتاغ)
Aqeel_Alkhudhari#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟