أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - ماذا وراء الأكمة؟! ...














المزيد.....

ماذا وراء الأكمة؟! ...


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 14:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


■ تاريخنا الفلسطيني حافل بالمناسبات والوقائع و«التواريخ» ذات المغزى النضالي المشرف، لشعب تحدى الزمان، وتحدى الجغرافيا، وتحدى الأقوى في العالم، من الإستعمار الغربي في العشرينيات من القرن الماضي إلى الإستعمار الأميركي، وفي قلب هذا كله المشروع الصهيوني، وما زال حتى اللحظة يقاوم ويقينه أنه لا بد منتصر على أعدائه.
تاريخنا حافل بالمحطات التي لا يمكن للتاريخ أن يتخطاها أو يتجاهلها، منها على سبيل المثال لا الحصر، معركة الكرامة، ومقاومة الغزو الإسرائيلي للبنان في عدة جولات أهمها غزو 1982، فضلاً عن المئات من العمليات الفدائية الكبرى، والتي زلزلت أركان العدو، وأصابته بالذهول والارتباك، بل بالشلل، وآخرها (حتى الآن) المعركة الأسطورية المسماة «طوفان الأقصى»، انتقل من هذه المقدمة القصيرة لأعبر عن خشيتي، لا عن مستقبل القضية الفلسطينية فحسب، بل وكذلك عن «تاريخها»، أي بتعبير آخر، خشيتي أن يكتب تاريخ مزور للقضية، ينسجم مع الأجواء السائدة في الدوائر السياسية الرسمية في السلطة الفلسطينية.
فبعد الدعوة إلى تسليم سلاح المقاومة لدولة الاحتلال، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مجاناً، ودون أي مقابل، ووقف كل أشكال المقاومة «غير السلمية»، بدعوى درء الذرائع، إندلقت كميات من الحبر على صفحات الصحف، واندلقت تصريحات عديدة على شاشات الفضائيات، تكشف عن وجهها، لا تكتفي بأن تردد الدعوة إلى تلك القضيتين (السلاح والأسرى)، بل بدأت تعلن الإنحياز إلى الجانب الأميركي، وكأن ترامب أصبح هو المنقذ للحالة العربية والحالة الفلسطينية، في إستجابة لدعاو سبق وأن طرحت في زمن البترودولار، تقترح أن تُزاحم إسرائيل في التقرب من الولايات المتحدة والتحالف معها، وأن تقدم للولايات المتحدة ما يخدم مصالها، لتكون بديلاً لإسرائيل، وهكذا نكون قد رسمنا حلاً للصراع في المنطقة.
الأجواء ذاتها تعود الآن في الصحافة الفلسطينية والعربية، وعلى شاشات الفضائيات الأكثر شهرة عربياً، وبالتالي نحن نقف أمام تيار، يريد أن يرث المنطقة، بالإعتماد على نتائج الحرب في لبنان، والشروط الأميركية المطلوبة من دمشق لرفع «العقوبات» عنها، وفي رهان على سقوط خيار المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وانتصار خيار «المقاومة السلمية» وخيار التملق للولايات المتحدة، والبحث عن تقاطعات مع السياسات الإسرائيلية، خاصة الجانب الأمني ضد «الإرهاب» الفلسطيني، وضد البندقية المتمردة على شعار «سلطة واحدة – قانون واحد – بندقية واحدة» (وهذا شعار سنعرض له في مقال آخر لمناقشته).
في ظل هذه الأجواء، أتخوف أن يشمّر البعض عن ذراعيه ويدعو لـ«تنظيف» التاريخ الفلسطيني، و«تنقيته» من المحطات التي تنطبق عليها المواصفات الأميركية للإرهاب.
بعد أن بدأت وكالة «وفا» للأنباء تصف رجال المقاومة بالمسلحين، وبعد أن تحولت الحقوق الوطنية والإنسانية والمعنوية للأسرى والشهداء والجرحى وعوائلهم إلى حالات عسر شديدة تدير شؤونها هيئات محلية، مقابل تحلل السلطة الفلسطينية من واجباتها نحوها نزولاً عند الإشتراطات والضغوط الإسرائيلية والأميركية.
تحلل من الأسرى باعتبارهم أسرى إرهاب، ومن الشهداء باعتبارها شهداء إرهاب، والجرحى باعتبارهم جرحى إرهاب.
فمن الذي يضمن لي أن لا تقدم الجهات المعنية على إعادة تسمية بعض المناسبات والمحطات بغير أسمائها، منها على سبيل المثال:
• أن معركة الكرامة هي بين إسرائيل والجيش الأردني مقابل شطب أي ذكر للدور البطولي للمقاومة فيها، بما يعتم على دور بندقية المقاومة في صناعة التاريخ.
• أن يعاد تسمية «يوم الشهيد الفلسطيني» بـ«يوم الموتى» حتى لا تخدش كلمة أسير بمضمونها النضالي المعروف مشاعر واشنطن وتل أبيب.
• وأن يعاد تسمية «يوم الأسير» بـ«يوم المساجين» أو الموقوفين، وهل يكون المجلس المركزي الأخير هو آخر مجلس يشير إلى «أسرانا الأبطال».
أو ربما للتهرب من هذا «لإحراج» التوقف عن اعتبار يومي الأسير والشهيد يومين تحتفل بهما الدولة الفلسطينية وم. ت. ف.
قد يصف البعض تخوفاتي مبالغة في التقدير، لكن من كان منا يتوقع أن تطالب المقاومة بتسليم أسراها الإسرائيليين إلى العدو مجاناً.
ومن كان منا يتوقع أن تدعى المقاومة إلى تسليم سلاحها مجاناً لإسرائيل؟
ومن كان يتوقع أن يتقدم حزب فلسطيني باقتراح وقف القتال ضد إسرائيل، باعتبار أن المقاومة أصبحت عبئاً على الشعب الفلسطيني، وكيف للمجلس المركزي الأخير أن يبرر إرتداده عن قرار المجلس (31) في تأكيده على المقاومة الشعبية الشاملة بكل «أشكالها» لصالح ما يسمى بـ«المقاومة الشعبية السلمية»، خاصة وأن أصحاب هذه الدعوة الملفقة لم يقدموا لنا حتى الآن تعريفاً لمفهوم «المقاومة السلمية» وكيف تكون، وما هي خلفياتها.
علينا أن نحسب حساباتنا السياسية بدقة أكثر، وأن ندقق في الأحداث والوقائع والتصريحات بحذر أكبر، حتى لا نفاجأ، وحتى لا تداهمنا المفاجأة من حيث لا ندري.
يقولون إن وراء الأكمة ما وراءها.
وأنا أقول ما وراء الأكمة هو الهبوط إلى الحضيض ■



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين هو مشروع الحل الوطني؟!
- السقوط الأخلاقي
- حرب الاستنزاف في قطاع غزة: على جبهة تعزيز صمود الشعب وإلتحام ...
- «حرب الإبادة» في الشهر الأخير من عامها الأول
- ماذا بعد تفويت السلطة الفلسطينية؟! (1)
- كلمة السر في بكين: الإطار القيادي الموحد
- متى يتم الإعلان عن الناتو العربي - الإسرائيلي ؟! ...
- الولايات المتحدة وأونروا: السياسة الاستخدامية
- لماذا تخافون الدعوة للحوار الوطني وتشوشون عليها ؟!
- المنظومة العربية ... والنهاية المأساوية
- من نيويورك، تبدو الصورة أكثر وضوحاً
- أوسلو في ميلاده الثلاثين من أكذوبة التحول إلى دولة ... إلى ا ...
- عندما تغيب البندقية الواحدة تحضر بندقية المقاومة
- ترميم أم إصلاح أم إعادة بناء ؟!
- لجنة المتابعة بين ضرورات النجاح وخيبات الفشل
- قمة العلمين في سياقها الإقليمي
- مبادرة بايدن: صفقة قرن جديدة ؟!
- «أبراهام» و«النقب» أولاً و«حل الدولتين» لاحقاً
- ماذا تبقى لكم ؟! ...
- من أثينا إلى رام الله ... وبالعكس


المزيد.....




- غارة جوية إسرائيلية تهز جنوب بيروت وتعليق من نتنياهو وكاتس
- ما المطلوب للخروج من الدولة السلطانية إلى الدولة المدنية الح ...
- السعودية وقطر تسددان ديون سوريا للبنك الدولي وتعلنان دعم مرح ...
- صدمة في فرنسا بعد مقتل مصلٍّ مسلم تلقى 50 طعنة داخل مسجد جنو ...
- بالصور: وردة بيضاء وحيدة تزين ضريح البابا فرنسيس
- ثمانية قتلى من عائلة واحدة في قطاع غزة، وقطر تشير إلى -بعض ا ...
- لماذا تخشى أوروبا تقارب بوتين وترامب؟
- ليفربول يكتسح توتنهام بخماسية ويتوج بطلا للدوري الإنكليزي ال ...
- هجوم كشمير.. تداعيات خطيرة وشكوك بشأن دوافعه
- المنصات تسخر من حكم الكلاسيكو.. بدا -كـأب ضايع- بين أطفاله ف ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - ماذا وراء الأكمة؟! ...