أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟














المزيد.....

ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 10:02
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كثر الحديث عن احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة الركود التضخمي بعد ان فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضرائب على البضائع المستوردة .
ما معناه ؟
نمو الاقتصاد الأمريكي عبر سنين طويلة ليس خطا مستقيما , وانما بخط متعرج يشبه الى حدا كبير حركة الثعبان وهي تتحرك , او صعودا ونزولا . ترافق مرحلة الصعود زيادة الإنتاج وزيادة الطلب على اليد العاملة وارتفاع في الأسعار , فيما ان مرحلة النزول ترافقها انخفاض في الإنتاج وزيادة في عدد العاطلين عن العمل مع انخفاض عام في الأسعار .
عندما تتصاعد معدلات الاسعار في الاقتصاد المحلي , تدعى هذه مرحلة ب " التضخم المالي" وقد تكون الأسباب داخلية او خارجية او الاثنين , ويحارب التضخم عن طريق رفع نسبة الضرائب على المواطنين والاعمال او تقليص المصاريف الحكومية او الاثنين معا عندما تتجاوز نسبته حدا معين .
بينما تظهر علائم الركود الاقتصادي عندما يتراجع إنتاج السلع والخدمات في البلاد يصاحبه زيادة في عدد العاطلين عن العمل . تحارب هذه المرحلة اما بتخفيض الضرائب على أبناء البلد والاعمال او بزيادة المصاريف الحكومية او الاثنين معا . فترة الركود الاقتصادي قد تكون قصيرة , نصف عام , او قد تكون طويلة اكثر من عامين مثل الركود الاقتصادي العظيم الذي ضرب الاقتصاد الأمريكي في أواخر عام 2007 ولم ينتهي الا أوائل عام 2009.
ان تكرار ظهور مرحلة التضخم المالي والركود الاقتصادي على انفراد أدى الى الاستنتاج بوجود علاقة سالبة بين نسبة الأسعار و نسبة العاطلين عن العمل . أي عندما تنخفض نسبة العاطلين عن العمل تتصاعد نسبة الأسعار , وعندما تتصاعد نسبة العاطلين عن العمل تنخفض نسبة الأسعار.
في بعض الأوقات تخرق القاعدة ويظهر صعود في نسبة العاطلين عن العمل مع ارتفاع في نسبة معدل الأسعار في وقت واحد . أي عدم قدرة الاقتصاد الوطني على استيعاب اعداد العاطلين عن العمل وبنفس الوقت ارتفاع في أسعار السلع والخدمات, وهذا ما يسمى بالركود التضخمي. بكلام اخر, يخسر العامل عمله وبنفس الوقت يتكوى من حرار الأسعار في السوق.
من عاش في العراق في زمن الحصار الاقتصادي تذوق مرارته , حيث الارتفاع الفاحش في معدل الأسعار وارتفاع عدد العاطلين عن العمل . كما وان هذه الحالة تصيب اقتصاديات العالم بدون حصار اقتصادي او حروب وبدرجات متفاوتة . اكثر من نصف دول العالم تعاني من ارتفاع في الأسعار وزيادة في عدد العاطلين عن العمل , ومن هذه الدول تركيا , ايران , لبنان , الأردن , مصر , تونس , و المغرب .
الاقتصاديون الامريكان يخافون من دخول اقتصادهم مرحلة الركود التضخمي لان الضرائب التي فرضها الرئيس ترامب على الاستيرادات قد تؤدي الى ارتفاع عام في الأسعار , الامر الذي يؤدي الى تقليص رغبة المواطنين على شراء ما يحتاجه من سلع وخدمات والتي تؤدي بدورها الى تقلص الإنتاج المحلي وتسريح سريع للعمال . مثال على ذلك , فرض ضرائب على أجزاء السيارات المستوردة تؤدي الى ارتفاع كلفة انتاج سيارات كاملة الصنع في أمريكا , الامر الذي يؤدي الى ارتفاع أسعارها في السوق و تقليص الطلب الداخلي عليها ,وتؤدي بشركة صناعة السيارات الى تقليص انتاجها وتسريح اعداد كبيرة من عمالها .
ما العمل لمنع دخول الاقتصاد الأمريكي في مرحلة الركود التضخمي ؟
امام الرئيس ترامب طريق واحد لتجنب البلاد الى الركود التضخمي وهو التعاون وليس اعلان الحرب ضد البنك الاحتياطي ( البنك المركزي) , والتفاهم وليس التهديد مع شركاءه التجاريين. على الرئيس ترامب عدم التدخل في شؤون إدارة السياسة النقدية والتي هي من صلب وظيفة رئيس البنك الاحتياطي فهو ادرى بشعاب مكة . الاقتصاد الأمريكي ما زال يعاني من التضخم وليس هناك طريقة لتخفيض التضخم غير رفع نسبة الفوائد , بالوقت الذي يطالب ترامب البنك بتخفيضها كما تفعل بنوك اوروبا. الامر الثاني هو تراجع ترامب عن الحرب التجارية الاحادية الجانب والدخول في محادثات مع شركائه التجاريين . لم يخرق أي من شركائه القواعد التجارية , وبدلا من ذلك عليه زيادة الإنتاجية في البلد لتستطيع البضائع الامريكية الوقوف امام المنافسة الأجنبية .
ان من اول قواعد النظام الرأسمالي او السوق هو عدم تدخل الدولة في شؤونه , وان فرض الرئيس ترامب ضرائب على شركائه يعد خرقا للقواعد الرأسمالية , حيث ان السوق لا يتحمل خلط السياسة بالاقتصاد . لان خلطها تشكل خسارة للجميع .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم
- هل ستعود أوروبا صاغرة الى الحضن الأمريكي ؟
- العرب لا يستحقون كل هذا الذل
- فتنة ملعب كرة القدم الأردني
- وقاية الامراض الخطرة بالمناطق الخضراء
- خطاب حالة الامة العراقية
- تطبيع على الطريقة الامريكية
- يريدون عراقا مقطوع الراس
- لقد اختفى الهلال الشيعي , فاين القمر السني؟
- رسالة الى العرب من مواليد 2050
- الاعلام العربي لم يكن منصفا مع مذبحة العلويين
- سوريا .. تغير النظام وبقى الاعلام !
- لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان


المزيد.....




- ليفربول لحسم اللقب الـ20 على حساب توتنهام.. التشكيلة -الذهبي ...
- السعودية وقطر ستسويان متأخرات سوريا لدى البنك الدولي
- من أرض الزيتون إلى الخيام.. حلم مزارعي إدلب بالعودة يتأجل
- هل تُصنع السلع الغربية الفاخرة في الصين حقا؟ أم يستغل تجار ا ...
- باكستان تطلب زيادة قيمة اتفاق تبادل عملات مع الصين 10 مليارا ...
- تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الأحد
- غزة.. شلل اقتصادي وارتفاع أسعار السلع بأكثر من 500%
- انطلاق اعمال المؤتمر الثالث للتعاون الاقتصادي بين إيران وأفر ...
- الغرفة التجارية بغزة: شلل اقتصادي وارتفاع أسعار السلع بأكثر ...
- شركات بريطانية تلوّح بالانسحاب من السوق الأميركية بسبب رسوم ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟