أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الاستاتيكية وعلمية الماضي الغيبي - الشورى














المزيد.....

الاستاتيكية وعلمية الماضي الغيبي - الشورى


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 08:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاستاتيكية جمود وانغلاق فكري وسيكولوجي على ديانات واعتقادات أنتجتها عقائد سياسية وأخرى وثنية استقرت ثقافيا عند أدنى مستويات الوعي والإدراك ، لتتناغم حسيا ومعنويا مع الخطيئة السياسية الملبية للأهواء والرغبات الشخصية ، مخلفة كريبكائية مجتمعية متقوقعة فكرا واعتقادا حول الشيطان ولي الله ، المستحوذ على مسخرات السماء والأرض ، والمتسلط على دخل الفرد ونشاطه المعيشي ، والرافض لعواقب الخطيئة أخرويا ، والطامس لثقافة الأنبياء والرسل والكتب المنزلة ، والمضلل للحاضر بادراماتيكية تاريخية تراثية اعتقاديه توهم الفرد على أنها حياة السلف الصالح ، اتسمت أنثروبولوجيا المجتمع المكي في القرن السادس الميلادي بالتوافق السياسي بين المكونات والتعايش السلمي بين الديانات ، نطلق على تلك التركيبة الديموغرافية امة واحدة ، وتعني امة القطب الواحد دون نظير معارض ، فالقطبية الواحدة فرضت إرادتها السياسية والاقتصادية والثقافية على المجتمع دون منافس ، كالنظير الأخروي ، قال الله لو شاء الله لجعلهم امة واحدة ، ولكن متى عندما يعطل الله ديناميكية التغير العقائدي التي تحدثها دعوات الأنبياء والرسل والكتب المنزلة ، فإرادته الاخروية لن تترك المجتمعات موحدة ، بل اقتضت بشق الأمة الواحدة الى دنيويين وأخرويين ، تاركا للفرد حرية الاختيار ، ليدخل الله من يشاء في رحمته ، والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير ، ان استاتيكية التراث الديني جعلت المجتمع المكي يعتقد ، ان ما هو عليه من اعتقادات دينية تعود الى وصايا الأنبياء والرسل والكتب المنزل ، ولكن ما نقله التنزيل عنهم يتنافى مع ما ورثوه عن آبائهم ، فالعلمية الغيبية التي جاء بها محمد لا تختلف عما جاء به الأنبياء والرسل من قبله ، قال الله شرع لكم من الدين ما وصى به نوح ، والذي أوحينا إليك ، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ، الدين هو يوم القيامة ، ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعون إليه ، الله يجتبي إليه من يشاء ، ويهدي إليه من ينيب

شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ{13}

الحياة الدنيوية مسرح ميداني للعمل الإيماني يؤهل الفرد ليوم القيامة ، فالعدالة الإلهية تتطلب تنبيه وتحذير المجتمعات قبل بلوغ يوم الحساب ، أما البعد الديناميكي من نقل التنزيل لوصايا الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من الماضي الغيبي الى حاضر الدعوة القرآنية ، لتفكيك الأمة الواحدة باستقطاب الشرائح المتضررة من الاحتكار الرأسمالي والاستبداد السلطوي للزعماء ومنظري الاعتقادات الدينية ، كما ان الاستعانة بالعلمية الغيبية للماضي توعية ثقافية ساهمت في كسر استاتيكية التراث الديني المكي ، والتي من تداعياتها المجتمعية صناعة الفرقاء ، قال الله وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم ، العلم علمية الماضي الغيبي ، بغيا ، بغيا باعتداء أصحاب المصالح الدنيوية على المؤمنين بالله واليوم الأخر ، ولولا كلمة سبقت من ربك بتأجيل العذاب الأخروي الى اجل مسمى يوم القيامة ، لقضي بينهم ، بهلاك المعارضين ، وان الذين ورثوا الكتاب ، كتاب الإنجيل من بعدهم ، من بعدهم ، وتعني أسلاف الذين ورثوا الإنجيل ، لفي شك منه ، أي من القران مريب

وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ{14}

كانت مكة في القرن السادس الميلادي ، مجمع للديانات والطوائف وبالرغم من عمقها التاريخي والعقائدي ، إلا أنها فقدت عقيدة الإيمان بالله واليوم الأخر التي أرساها إبراهيم ، فلم تحضا بأي دعوة دينية من بعده ، فبعث الله محمد بشيرا ونذيرا من عواقب البعث والنشور الأخروي الذي رفضته الطبقة الرأسمالية والأسياد وأشراف مكة مستغلين شعائر الحج والموقع الجغرافي التجاري لمصالحهم السياسية والاقتصادية ، كما ان التراكم الزمني لميثولوجيا الملائكة بنات الله ، قلب موازين شعائر الحج لصالح الرأسماليين والأسياد والكهنة ومنظري الدين السياسي ، فتحول الدين الى مكاسب سياسية واقتصادية ، مما انعكس ذلك سلبا على الوعي المجتمعي المتقوقع حول استاتيكية التراث المكي الرافض للدعوة القرآنية ، ولقد قطعت الدعوة القرآنية في مكة شوطا طويلا صححت من خلالها العقائد الشركية كالشريك الكوني الملائكة بنات الله ، والشريك الربوبي كعيسى ابن الله ، والشريك الأرضي ولي الله وحجة الله ، وبالرغم م من المقاطعة المجتمعية الواسعة التي تعرض لها محمد ، إلا ان التنزيل أكد على التمسك بما انزل إليه ، قال الله فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم ، وقل أمنت بما انزل الله من كتاب ، كتاب القران الجامع للتوراة والإنجيل ، وأمرت ان اعدل بينكم في قضية شركاء الله ، الله ربنا وربكم لنا أعملنا ولكم أعمالكم ، لا حجة بيننا وبينكم ، الله يجمع بيننا واليه المصير

فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ{15}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجودية بين التراجيديا والرفاهية - فُصِّلَتْ
- النشأة التاريخية للإلحاد الوجودي - فُصِّلَتْ
- الكون بين الوجودية والدين - فُصِّلَتْ
- النشأة التاريخية للاعتقادات الكونية - فُصِّلَتْ
- دراماتيكية الشيطنة والعلوم الدينية - غافر
- المقدسات والشرك بالله - غافر
- المصير الأخروي للتبعية السياسية - غافر
- اليسار بين الوجودية واليمين الديني - غافر
- الدكتاتورية بين البراغماتية والدين السياسي – غافر
- أيديولوجيا الخطيئة والمقت السياسي - غافر
- ديالكتيكية التوبة والعقاب - غافر
- انثروبولوجيا المجتمعات والحساب الأخروي - الزمر
- كورنولوجيا الرأسمالية والمصير الأخروي - الزمر
- الإسراف الرأسمالي والبعث والنشور - الزمر
- فوبيا الوطأة وشفاعة شركاء الله - الزمر
- راديكالية المتشاكسون على شركاء الله - الزمر
- جيوبوليتيكية المهجر والردة عن الدين - الزمر
- الدين الخالص وخرافة أولياء الله - الزمر
- ميتاترون وخرافة الملأ الأعلى – ص
- الباراسيكولوجيا وخرافة الملأ الأعلى – ص


المزيد.....




- شاهد لحظة حمل نعش البابا فرنسيس وإخراجه إلى ساحة الفاتيكان أ ...
- شاهد عميد مجمع الكرادلة يترأس صلاة جنازة البابا فرنسيس في ال ...
- شاهد..قادة العالم والمسيحيون يشاركون في وداع البابا فرنسيس ...
- بدء مراسم تشييع البابا فرانشيسكو في الفاتيكان
- تشييع البابا فرنسيس إلى مثواه الأخير بحضور قادة العالم وآلاف ...
- إيهود باراك: نتنياهو يقود إسرائيل نحو الهاوية.. وحربنا في غز ...
- ماذا نعرف عن حرّاس الفاتيكان؟
- رأي.. رنا الصباغ تكتب: الأردن وجماعة الإخوان المسلمين.. هل ا ...
- الفاتيكان ينهي استعداداته لجنازة البابا فرنسيس وزعماء العالم ...
- رئيس الأساقفة لبي بي سي: البابا -كان متأثراً بمعاناة المهاجر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الاستاتيكية وعلمية الماضي الغيبي - الشورى