أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل تومي - البابا فرنسيس رجل الشجاعة والقوة














المزيد.....

البابا فرنسيس رجل الشجاعة والقوة


نبيل تومي
(Nabil Tomi)


الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 20:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صدُم العالم بخبر رحيل نصير الفقراء الصادق والمدافع عنهم والذي أدهش الغالبية العظمى من من يديرون المؤسسات الدينية لجميع الأديان السماوية وغيرهـا ... أني على علم اليقين بأنه بعد رحيله الأبدي ستشحذ الأقلام وتختلق الروايات وتكتب السيناريوهات عنه وعن حياته وسيرته وستمتلئ صفحات الجرائد والمجلات بالمقالات وكذلك مسطحات المواقع الأليكترونية كلاٍ محاولة الترويج لبضاعتها وزيادة مبيعاتهـا أو متابعيهـا ، وعله من يرى في موت البابا فرصة لصعوده وأبراز نجمه من خلال قلمه ليقدم بضاعته عله يحصل على مكانة يعتاش منهـا ويسترزق .
في حقيقة الأمر أن الغالبية العظمى لمن يكتبون عن شخصية البابا فرنسيس لم يكتبوا عن فكره وعن كفاحه أو معاناته الحقيقية منذ كان شابا يافعـا لمى ابتلى به من أمراض الرئة وضعف الكلوي وغيرهـا لغاية أستخدامه الكرسي المتحرك .
في الحقيقة ما كان يشغل الراحل الكبير هو العالم أجمع وما عليه من أحياء من البشر ووالشجر والحيوانات ولهذا في أول أستلامه لكرسي البابوية وهو أرفع منصب لرجل دين يقود أكثر من مليار ونصف من المؤمنين كان قد طرح نهجه الأصلاحي وتبنيه فكر متجدد مما سميّ بالثورة الأصلاحية في الكنيسة ومؤسسات التابعة لهـا وبالأخص حين فتح صندوق فضائح الفاتيكان وكم كان البابا متألمـا لما وجد فيه من فساد قاد ثورة الأصلاح والتجديد بقوة وإرادة واجهت الطرف المتشدد من رجال الدين المتحكمين حيث قام بتشكيل مجلس أستشاري متكون من ثمانية كرادلة ومهمته مراجعة إدارة الكوريا الرومانية ( تعريف بالكوريا الرومانية منقول من الويكيبيديا )
[الكوريا الرومانية هي الجهاز الإداري والتنفيذي والاستشاري الذي يساعد البابا في الفاتيكان على إدارة مهامه المختلفة، ويعتبر البابا نفسه رئيسًا للكوريا، وهو من يعيّن أعضائها ويعفيهم حسب مصلحة الكنيسة. كانت الكوريّا تتألف من سبعين كاردينالاً فقط غير أنه مع تزايد عدد أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم وكذلك اتساع رقعة انتشارهم، قام البابوات يوحنا الثالث والعشرون و‌بولس السادس و‌يوحنا بولس الثاني بتوسعة العدد حتى استقر على 120 كاردينالاً ناخبًا، أي أقل من الثمانين من العمر، وحاليًا إلى جانب الكرادلة، هناك عدد من الأساقفة والقسس من ذوي لقب «خور أسقف» يخدمون في بعض أجهزة الكوريا الصغيرة] من يرغب في المزيد يعود إلى الويكيبيديـا .
وهنا أوجز بعض ما ميز أبو الفقراء ، البابا فرنسيس يتمتع بشجاعة غير مسبوقة وقلمـا تمتع بها رجل دين وهو الذي يحكم مؤسسة دينية غنية جدا وعتيقة تعتبرالأقوى تنظيمـا تاريخيا ... فهو لم يتوانى عن الأفصاح عن رغباته في قول الحقيقة والتعامل بصدق وسط عتاة الكرادلة المتمرسين مع الأداررات المتجذرة فيهـا البيروقراطية والأرستقراطية اليمينية الممنهجة ... فكان بكل شجاعة يطرح كل ما يخص الشأن الأنساني والخاص بالغالبية العظمى من البشر الفقراء والمعدمين والمستضعفين وحقهم بالوجود والعيش الكريم عل الأرض و هو الذي كشف الأنتهاكات الأخلاقية التي مورست ضد أطفال . نعم كان البابا قد وقف بكل جدية وأيجابية مع موضوع المهاجرين والمهجرين عنوة كاشفا عن جرائم تجار البشر ومجرمي الحروب ....و داعيا بقوة للسلام وأيقاف الحروب . كان جريئ في طرح أرائهُ وأفكاره في إحداث التغير والتجديد في الكنيسة الكاثوليكية . ومن الجانب الأخر كان سياسيا متميزا منحازا للفقراء العالم مناديا بالعدالة الأجتماعية . الراحل كان داعمـا ونصيرا للمرأة في العالم ولم يمانع من حصولهـا على المناصب الدينية الرفيعة . نصيرا قويا للعلمانيين ومدنية الحياة العامة ... وكذلك منفتحا بقوة للأخر المختلف معه دينيا ومذهبيا وعلى نطاق العالم بأسره ( والجميع يتذكر لقاءاته بالمراجع الأسلامية المختلفة )، جاهد بحزم وبصدق في مكافحة الفساد والفاسدين وأعلن عنهـا بجرأة ومقدرة . أمـا تواضعه الجم وزهده المتميز فلا لبس فيه في حياته العامة والخاصة ... وجاهد بقوة في أعطاء كل ذي حق حقه . لقد أراد البابا فرنسيس توثيق مراحل حياته بمرهـا وحلوهـا وجائت اصدارات له حيث أصدرالعديد من الكتب منهـأ قصتي عبر التأريخ ، رحلة الأمل ، ولنحلم... والذي ضمّ نأملاته وأفكاره وأراءه في التجديد .. وأمور في السيرة الذاتية لرجل كافح وبقوة من أجل الأنسانية في مختلف مراحل عمره . في يوم وداعه في السادس والعشرين من أبريل 2025 دخل التاريخ من واسع أبوابه وسيذكره العالم بأسره لخصاله وتفانيه وعدالته وداعـا ... بوركت أيهـا القديس أبو الفقراء
الخلاصة القول والدروس : - هل سيتعض من يدعون بأنهم رجال الدين والمؤمنين من سيرة هذا الرجل ... كل ما أتمناه أن يراجع رجال الدين في عالمنا الشرق أوسطي الأسلامي والمسيحي ذاتهم ويعيدوا حساباتهم عله يخفر لهم شعوبهم والله من بعدهم ذنوبهم وخطاياهم وما أقترفوه ... هلسيحتذون بأخلاق وتواضع وأنسانية وزهد اللامتناهي للبابا الراحل .. والذي تارك الوجاهة والمال وفخامة العيش والتكبر والتعالي على الأخرين من أجل أن يكون ملتزمـا بمبادئ وأفكار ووصايا يسوع المسيح عليه السلام .
أغلبنـا شهود على ما يجري في أوطاننـا المبتلاة بوقائع مرة ومحزنة من ممارسات أغلب رجال الدين المتحكمين المتسلطين المتكبرين المتعالين والمستحوذين على الدنيا وملذاتهـا لاهثين خلف الكراسي والمناصب والثروة والمال والوجاهة مستخدمين سلطاتهم في السيطرة على المستضعفين والفقراء البائسين بتعبئة عقولهم بكل أنواع الخرافات والخزعبلات و زرع الكراهية والأحقاد بين الناس وتعميق التخلف في عقولهم ويبقون هم يعبثون في الأرض فسادا وظلمـا وبؤسا . .. سلامـا لمن يتعض .





#نبيل_تومي (هاشتاغ)       Nabil_Tomi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 46 عاما على الغدر
- عشرين سؤال وجواب ( تكملة )
- عشرين سؤال وجواب
- سقوط المعارضة العراقية مع سقوط النظام الفاشي
- التحقيروالحظوة ... بين لاجئي الشرق والغرب
- شطحة خيال مع الكورونا فايروس
- سلامـاً للكادحين والفقراء في ميلاد حزبهم الـ 86
- صعقتم رؤسنـا بالسيادة يا قمامة
- حكومة متطوعين
- في أنتظار قرع الطبول
- في مقتل خمسين إيزيدية
- رسالة إلى الرئيس العراقي الجديد
- حيا على الصلاة
- ثلاثة أشهر طول المسرحية
- إلى من غادرنا مبكرا وأصبح نجما منيرا
- هل نحن على خطأ
- هل سيعود الأرهاب بخسارة الذئاب
- موضوع الأنتخابات العراقية القادمة
- هل لمجلس النواب أية فائدة
- 8 – شباط 1963 بدء أنتكاس العراق


المزيد.....




- فوق السلطة: يهود سيقتلون اليهود والإكثار من أكل البطيخ يدخل ...
- مصر.. شاب يحاول إلقاء نفسه من أعلى الجامع الأزهر
- وزير الخارجية السوري: بعض اليهود السوريين عادوا إلى بلدهم وت ...
- مجلة سويسرية: البابا فرنسيس جعل الكنيسة الكاثوليكية صوتا للس ...
- في ثاني زيارة.. توجه نحو 600 رجل دين درزي من سوريا إلى إسرائ ...
- مشاهد لتدافع المشيعين عند الفاتيكان لإلقاء النظرة الأخيرة عل ...
- جموع من الزوار أمام الفاتيكان لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على ...
- في مزاد علني.. رسالة تاريخية من نابليون تتعلق باعتقال بابا ا ...
- قاض لبناني: التواصل مستمر مع عمان حول -خلية الإخوان-
- مشاهد فوضوية خارج الفاتيكان مع تدفق المؤمنين لتوديع البابا ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل تومي - البابا فرنسيس رجل الشجاعة والقوة