أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر علوي - الورثة المحترفون














المزيد.....


الورثة المحترفون


عمر علوي

الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 09:34
المحور: المجتمع المدني
    


مرة صاح فيور باخ: لنستعد ماضيعه أسلافنا لصالح السماء. دعوة مثل هذه تبدو ضرورية في لائحة الوجبات اليومية لكافة أطيافنا السياسية والثقافية والدينية.السماء هنا تختلف بحسب كل طرف، إذ أحيانا تتشكل في صورة مقدس خرافي لا ظل له إلافي عقول منتجيه. ومرة تتداخل لتصوغ صورة كاريزمية لشخصية حزبية يجري تأليهها في زمن أطيح فيه بعروش آلهة كثيرة.وغالبا ما تتحدد في صورة غودو الذي لن يأتي لأنه مشبع بكل مكر " ياغو" شكسبير.
في مغربنا- أحبتي- ورثة محترفون يعرفون لغة السطو على التاريخ السياسي والثقافي والديني لهذا البلد. وهم يجيدون باحترافية غير مسبوقة، صناعة المريدين والأتباع.
لاتستعرض الأحزاب العريقة عمقها بمدى كاريزمية قادتها، الذين يتألهون على قمتها. فالخبرة والتجربة ليستا كرامتين لا يحظى بهما إلا الأولياء.
عراقة الحزب في قدرته على أن يطور الفاعلين فيه، أن يصنع من طاقاته البشرية قوة دينامية تدفع به نحو استحقاق الحاضر والغد.
قوة الحزب كامنة في قدرته على صناعة القادة باستمرار، والذي لم يفهمه شيوخ أحزابنا- وهم يستطعمون وثير الكراسي ولا ينصتون لنصائح أطبائهم بخطورة الجلوس الطويل على المقاعد وحجم الضرر الذي تلحقه بمؤخراتهم المبجلة- مالم يفهموه حقيقة هوأن إصرارهم على البقاء قادة كل هذا الزمن لايعطي إلا انطباعا واحدا هو عقم أحزابهم عن أن تجود بمثلهم.
ليسأل المريدون والأتباع أما استأصل الأطباء رحمها بعد ولادة ابنها الوحيد كيف ستعامله وكيف ستحوله إلى إله، لأنها على يقين من استحالة الحصول على بديل عنه. وبنفس الفضول، لينظروا كيف تعامل أم ولود أبنائها، فإن أساء أحدهم التصرف فالآخرون ينتظرون شرف الفرصة لإثبات ذواتهم.
نفس الدرس لم يفهمه الحكام العرب على بساطته وسهولته.فليتأسى قادة أحزابنا بأستوديو2M فسوبير ستار الحزب كامن في مكان مافي فروعهم القصية المهمشة.
على أن مسؤولية الأتباع والمريدين أكبر وأعمق فداحة تاريخيا. ( فما كان الذئب ليكون ذئبا لو لم يكن الحمل حملا ) كما تقول حكايات الجدة.
للثقافة أيضا في مشهدنا الفكري ورثتها المحترفون وشيوخها النشامى، الذين يعتبرون أسمائهم صكا من صكوك الغفران ، تمنح حاملها حق الدخول إلى عتبات الفضاء الثقافي. وهم في ذلك يتقنون لغة تلميع الجلود والأحذية بالتناوب، لمواراة قذارة أقلامهم. القنطرة إلى الملعب الثقافي قد تكون أحيانا لقاء تلميع ثقافي، يقوم به كاتب مغمور أو لقاء حظوة ما وأحيانا ( ولا تستغربوا ) مقابل جسد فتي لكاتبة ناشئة، تقدم فواكهها على مائدة شيوخ الثقافة لقاء فسحة ضوء.
الدين للجميع، ومع ذلك ينصب بعض الشيوخ أنفسهم أنبياء يوزعون البركات، بل ويقدمون جسدهم خبزا مسيحيا ودمهم خمرا لعطش الحواريين.وهم وحدهم النبع الصافي، وهم وحدهم سمعوا ما همس به النبي، متناسين كلام طاغور ( إذا وضعت القنديل وراء ظهرك، لن ترى إلا ظلك ). الورثة المحترفون، يحسنون القسمة، فيستأسدون بكل شيء، لأنهم وحدهم الوريث الوحيد والأبدي.
السؤال اليوم، كيف تنبت بتلات الحداثة في تربة تبرز فيها الورثة المحترفون؟ ومن أين للشباب فسحة ضوء والأرض تغشاها ظلال الشيوخ؟ ومن ليس معنيا بالسؤال أن يكرع قهوته ويغمغم: هذا غير هبال...



#عمر_علوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية تنفذ الإعدام بمواطنين بتهمة خيانة وطنهما وحرّضا آخر ...
- هجوم ماغديبورغ: مذكرة اعتقال وتهم بالقتل موجهة للمشتبه به
- مقاومو -طولكرم وجنين- يتصدون لاقتحامات و اعتقالات الإحتلال
- اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
- الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ ...
- تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
- الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا ...
- استشهد زوجتي وإصابتي أفقدتني عيني
- مصدر فلسطيني: عودة النازحين قضية رئيسية في المفاوضات وتوجد ع ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر علوي - الورثة المحترفون