أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - متي كلو - ثروة قداسة البابا والزعيم عبدالكريم قاسم والاخرون














المزيد.....

ثروة قداسة البابا والزعيم عبدالكريم قاسم والاخرون


متي كلو
كاتب واعلامي

(Matti Kallo)


الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 08:28
المحور: المجتمع المدني
    


إن أبشع استغلال للإنسان هو إستغلاله باسم الدين لذلك يجب محاربة المشعوذين والدجالين حتى يعلم الجميع أن كرامة الإنسان هي الخط الأحمر الذي دونه الموت.
(تشي جيفارا)

عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء العراقي الاسبق والقائد العام للقواد المسلحة ومفجر ثورة 14 تموز الخالدة و وزيرا للدفاع وكالة، من 1958 لغاية 1963، وعندما تم اعدامه من قبل الطغمة البعثية لم يترك ثروة سوى 3 دنانير وربع دينار عراقي، حيث يقول السياسي المخضرم "مكرم الطالباني" في كتابه عن الحوار الذي دار بين الزعيم عبدالكريم قاسم وبين عبدالسلام عارف قبل اعدامه حيث"شمر" هذا المبلغ على الطاولة في دار الاذاعة العراقية وهذا المبلغ هو ما كان يملكه ،فهذا يعني ان راتبه كان يوزعه للفقراء والمحتاجين ولم يكن يملك دارا، بل دارا أستأجرها من مديرية الأموال المجمدة لدى اليهود العراقيون الذين اسقطت عنهم الجنسية العراقية، وكانت قيمة إيجارها 16 ديناراً وهي تقع بالقرب من ساحة الجندي المجهول (ساحة الفردوس حالياً)، وقد هدمت لاحقاً بعد انقلاب 8 شباط الاسود في محاولة لمحو أي شي عن منجزات الزعيم عبدالكريم قاسم ولكن لم يستطيع احد ان يمحي ما تركه هذا الزعيم من منجزات لا زالت حديث الاجيال التي كانت شاهدة عيان لتلك الحقية الزمنية.
وبالامس توفى البابا فرنسيس ولم يترك سوى 90 يورو ، بالرغم من انه كان رئيسا للكنيسة الكاثوليكية ذات المليار ونصف كاثوليكي في العالم وكان من الممكن ان يدر عليه راتبا يبلغ نحو 340 الف يورو سنويا منذ 2013 والعيش في احدى شقق الفاتيكان الفاخرة مثل من سبقوه ولم يركب سيارة باهضة الثمن مثل ليموزين او بي ام دبليو او غيرها من السيارات الفخمة بل اختار بيتا صغيرا بدلا من القصر الرسولي فيه مكتب وسرير ويتناول طعامه مع عمال وموظفي الفاتيكان وليس بغرفة طعام خاصة ويرتدي ملابس بسيطة دون اي زينة بل ملابس بيضاء لون الطهر وصليب من حديد وليس من ذهب!! وكانت رسالته للعالم كله :" ليس المهم ما تملكه، بل من أنت، وما تقدمه للآخرين."....
والان من حقك ان تقارن ما تركه البابا فرنسيس وما يجمعه رجال الدين الذين ينتمون الى كنيسته من اموال وعقارات وبشتى انواع الطرق، واغلبها طرق ملتوية لا تمت بالاديان بصلة، وجميع هؤلاء يتقاضون رواتب تكفي ان يعيش كل واحد منهم في رفاهية مع سيارة وراتب شهري وكذلك تسديد فواتير الكهرباء والماء والانترنيت والموبايل، ولكن هدفه ان يلهث خلف الدولار او اليورو وشراء اراضي سكنية وتشيد ليس دارا واحدا فقط بل عدد من الدور!! واقتناء افخم السيارات، بل خلال سنته الأولى، قاد حملة تطهيرٍ داخل المؤسسة الماليّة لفاتيكان والتي كانت تدور حولها شبهات فساد.
والمضحك المبكي بان عندما يمسك احدهم المنبر يتحدث عن المبادئ والقيم والاخلاق وينصح المستمعين بها ولكن هو في حياته اليومية لا يعرف عن المبادئ او القيم او الاخلاق سوى كلمات يرددها بين حين واخر ولكن يعلم جيدا انه بعيد كل البعد عن تلك التي يجب ان يتحلى بها ولكن بدلا من التحلي بها يتخلى عنها يوميا!!
سوف يودع الالاف من رجال الدين قداسة البابا، ولكن هل هؤلاء المودعيين يكون البابا مثلهم الاعلى! هل احد منهم يتوقف عن الجري خلف الدولار و تشيد الدور والمشاريع التجارية!! هل تشبه صلاتهم صلاته! وهل تشبه مبادئهم مبادئه وهل يعيشون عيشة البسطاء كما كان يعيش! هل يتكلمون عن المحبة والتسامح كما كان يفعل!! هل يخترون التواضع كما كان يفعل!!
ان جميع ابناء الكنيسة الكاثوليكة عليهم ان يكون قداسة البابا فرنسيس مثالا يقتدون به، وعلى سلطة الكنيسة ان تدرس حياته واقواله في جميع الكليات والمعاهد والمدراس لان ما يقوم به الكثير من رجال الدين ابعد من الكنيسة واصبحوا ينظرون الى الكثير من رجال الدين نظرة لا تليق برجل الدين!!
ان ما تركه عبد الكريم قاسم و قداسة البابا فرنسيس، الاول ترك الوطنية وحب الوطن و العمل من اجل الشعب، والثاني ترك قيم ومبادئ واخلاق ومحبة وتسامح وسياسة الحوار والصفح عن الاخرين، ومما تقدم لا بد ان اروي حكاية لرجل دين مسيحي، كان يعمل لخدمة ابناء جلدته في احدى مدن الاغتراب، وخصص له راتبا شهريا يودع في حسابه في احد بنوك المدينة، وبعد 17 سنة من الخدمة تم نقله الى احدى المدن في دولة اخرى، وقبل سفره بيوم قصد رئيسه الاعلى لكي يودعه،وهنا اخرج من جيبه شكا وسلمه الى رئيسه الاعلى، وهنا استفسر رئيسه عن هذا الشيك، اجاب رجل الدين قائلا:
كنتم تودعون راتبا شهريا في احد البنوك، وكنا اسحب منه ما احتاج اليه في تمشية اموري المعاشية، واترك الباقي في البنك وخلال هذه 17 سنة ، تجمع في حسابي هذا المبلغ المدون على متن الشيك، و هذا المبلغ ليس من حقي ان استلمه ولكن ارجو اعادته الى خزينة الكنيسة ربما يحتاجه رجل ديني اخر او للقيام بمشروع يخدم ابناء الرعية، واعتقد بان الرسالة وصلت!!



#متي_كلو (هاشتاغ)       Matti_Kallo#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمانية تستورد الكلب-لولو- ويصبح مشهورا في المنطقة !!
- مرة اخرى نفاق ايفان جابرو وسيدها-والتغير- !!
- -الاطاريون والبعثيون وجهان لعملة واحدة -.. وهذا الدليل!!
- عبداللطيف رشيد يكذب بدون خجل!!
- هل يتجرأ السوداني كما تجرأ الجنرال جوزيف عون!!
- ملاحظات مع ابينا البطريرك لويس ساكو المحترم !!
- لماذا لم يعالج وزير الصحة العراقي!!
- محاكمة بوتين ثم بشار الاسد!!
- -بغداهار- .. كبسل نعم .. كحول كلا!!
- الفاسد يعود الى رئاسة البرلمان!!
- كلام السيد واضح وصريح ولا يحتاج الى تفسير وتأويل !!
- صحفي ام بوق النظام!!
- نجلاء-الذهبية- وقانون-التعريج- وابن-الناقصة-
- قالها ريان بصراحة!!
- منظمة بدر بين الانتماء و الولاء و-الاجتثاث-
- لماذا حزب الدعوة حاقد على التراث العراقي !!
- قرارات محافظة نينوى والدواعش!!
- اعدام جواد سليم في قندهار العراق!!
- السوداني .. شاهد ما شافش حاجة!!
- طرد الوزيرة..! ولجنة التحقيق الهزيلة ...!!


المزيد.....




- غارديان: إدارة ترامب تعيد احتجاز عائلات المهاجرين وتفاقم معا ...
- الأمم المتحدة تعتبر أحكام قضية -التآمر- بتونس نكسة للعدالة
- هل تنفذ الدول الأعضاء بالجنائية الدولية مذكرات الاعتقال بحق ...
- تصاعد التوتر بين الهند وباكستان والأمم المتحدة تدعو لضبط الن ...
- محللون إسرائيليون: هذه أسباب تكثيف حماس نشر فيديوهات الأسرى ...
- السودان: نزوح مئات الآلاف من مخيم زمزم هربا من المجاعة نحو م ...
- وزير الخارجية السوري الجديد يظهر في الأمم المتحدة في أول زيا ...
- الأمن العام اللبناني يستأنف عمليات ترحيل النازحين السوريين ( ...
- بعد التهديد والوعيد.. الهند وباكستان تتبادلان إطلاق النار وا ...
- سوريا – اعتقال قياديين في حركة الجهاد الإسلامي: مرحلة جديدة ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - متي كلو - ثروة قداسة البابا والزعيم عبدالكريم قاسم والاخرون