أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - الحرب في كتاب -التاريخ فكرا استراتيجيا- باسيل ليد هرت تعريب حازم طالب مشتاق














المزيد.....

الحرب في كتاب -التاريخ فكرا استراتيجيا- باسيل ليد هرت تعريب حازم طالب مشتاق


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 22:55
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الحرب في كتاب "التاريخ فكرا استراتيجيا"
باسيل ليد هرت تعريب حازم طالب مشتاق
هناك كتب تبقى مؤثرة في المجتمعات الإنسانية، ويعود ذلك لموضوعية كاتبها وحياديته، رغم أن "ليد هرت" ينتمي لدولة غارقة في خوض الحروب ومعادية للشعوب الأخرى، إلا أن الكاتب إنساني، واستطاع أن يقنعنا بما جاء في كتابه، فهو يقدم أفكارا إنسانية، عابرة للجغرافيا وللزمن، فيمكن لكل من يقرأها الاستفادة منها، من هنا جاءت ترجمة الكتاب من قبل العراقي "حازم طالب مشتاق" الذي عانى كعراقي وكعربي من الإنجليز الشيء الكثير، ويكفي أن نجد تقسيم المنطقة سياسيا، ووجود دولة الاحتلال الصهيوني الجاثمة على أرض فلسطين، كله تم بدعم الإنجليز، ومع هذا وجد المعرب قيمة معرفية وفكرية في "التاريخ فكرا استراتيجيا" يجب تقديمها للقارئ العربي حتى يستطيع التعامل مع الأحداث المستقبلية، خاصة أن المنطقة العربية من أكثر المناطق حساسية في العالم.
العمل العسكري
سأحاول تقديم شيء مما جاء في الكتاب، وذلك لأنه يعتبر من الكتب النادرة المتعلقة بالحروب وعلمها، الكتاب يقدم فكرتين عن الحروب، الأولى تقول بخوض الحرب الخاطفة والسريعة التي تستند على إيجاد ثغرات الضعف في العدو والعمل على اختراقها، وهذا ما يربك العدو ويجعله يستسلم، أو يقبل ما حصل على أرض الواقع، والثانية تقول بسحق العدو سحقا كاملا وكليا، بحيث يخضع دون قيد أو شرط، وهذا ما أطلق عليه النصر الكامل المطلق، وقد توقف الكاتب عند هذا الأمر كثيرا، مبينا أن إصرار "تشرشل" على سحق الألمان وجعلهم يخضعون للاستسلام دون قيد أو شرط، كلف الإنجليز خسارات كبيرة وكثيرة، منها خروج بريطانيا كأقوى قوة في العالم، وظهور عدو جديد "الاتحاد السوفيتي" لا يقل خطرا عن الألمان، هذا عدا الخسائر المادية والبشرية التي دفعتها بريطانيا في الحرب، فكان يمكن تقليص هذه الخسائر لو وضعت شروط أقل تشددا للألمان لإنهاء الحرب، وأنقل للقارئ ما جاء في الكتاب عن فكرة النصر المطلق والكامل: " نتعلم من التاريخ أن الانتصار الكامل المطلق لم يتوج أو يكتمل أبدا بالنتيجة النهائية القاطعة التي كان المنتصرون يتوقعونها ويتمنونها دائما، وهي السلام الحقيقي الوطيد الدائم...لأن الانتصار الكامل المطلق يولد في نفوس المهزومين نوعا عارما من الرغبة في تأكيد الذات وإثبات الوجود والانتقام من المنتصرين بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، والرجوع بالوقت على ما كان قبل أن ينتصر المنتصرون" ص160، اللافت في هذا المقطع أنه يتماثل تماما مع واقعنا كفلسطينيين في غزة، فقد أعدنا عقارب الساعة إلى بداية الاحتلال، وذلك لأنه لم يستوعب ما طرحه "ليدل هارت" آنفا، وفكرة بعقلية النصر المطلق التي دفعت الفلسطيني للاستبسال في مواجهة العدو، وتكبيده خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، وإجباره على خوض أطول حرب في تاريخ دولة الاحتلال.
الأسئلة
الكتاب الجيد هو الذي يطرح أسئلة، تحول القارئ/المتلقي من كونه مجرد وعاء إلى مفكر يستخدم عقله في الوصول للحقيقة، من هنا يطرح الكاتب هذه الأسئلة: هل يمكن أن نتصور وجود رجل عظيم من رجال الدولة دون وجود فن إدارة الدولة؟ وهل يمكن أن يكون هناك وجود للجنرال العظيم دون وجود الحرب؟ وهل يمكن أن يوجد أديب عظيم إذا لم يوجد الأدب؟" ص92، إذا ما توقفنا عند هذه الأسئلة سنجدها تنطبق تماما على المنطقة العربية، فنجد (المشير/العميد/اللواء/القائد) العظيم، رغم أننا نعيش في زمن الهزائم والخنوع والتبعية والانكسار، ونجد فخامة الرئيس، وجلالة الملك والسلطان، وسمو الأمير، مع أننا ندفع الأتوات/الجزية لأمريكيا ونحن أذلاء منكسرين/منبطحين.
"ما الفائدة إذا كنت كسبت الحرب خسرت السلام" ص149، وهذا القول ينطبق على العدو الذي يسعى لقتل وتدمير كل ما هو فلسطيني ليحقق (النصر المطلق)، لكنه لن يحصل على السلام، وسيتم مطاردة القتلة والمجرمين في الكيان حتى ولو بعد حين، فلو قبلت دولة الاحتلال بما أعاطتها منظمة التحرير لكن أحاول المنطقة غير ما تعيشه الآن، فالتجمع اليهود في فلسطين اعتمد على فكرة (أرض السمن والعسل) وليس أرض الموت والصواريخ والخوف والرعب، من هنا وجدنا الهجرة المعاكسة تتم بأعداد غير مسبوقة في دولة الكيان.
الحكم
في المقابل يقدم لنا الكاتب رؤيته لواقع الحرب، فيخرج لنا بحكم تصلح للكثير من الشعوب والأمم، منها: "إن ذروة فن الحرب هي إنزال الهزيمة بالعدو دون قتال إذا أمكن" ص52، "إن الحكمة كانت أهم أضعافا مضاعفة من الشجاعة في حسم تلك الحروب، وأن الفكر المبدع الخلاق كان أفضل وأجدى في إحراز الانتصارات الكبرى من السيف البتار والساعد المفتول" ص79، "حب السلطان مصيبة، وحب العدوان أيضا مصيبة أخرى، ولكن حب السلطان إذا ما أقرن بحب العدوان، فتلك مصيبة المصائب أو المصيبة الكبرى والقصوى" ص151، يمكن تطبيق هذه الحكمة تماما على نتنياهو وحكومته المجرمة، نتعلم من التاريخ أن الحرب تولد حرب" ص159، وعن عقم وفشل محاصرة العدو من كافة الجهات، يقول الكاتب: "فإن الوسيلة والبديلة الأفضل والأسرع والأضمن والأسلم التي تلبي حاجتك وتحقيق غايتك بأقل الخسائر والأضرار والتكاليف هي أن تترك له خطا للتراجع ومنفذ للخروج وبابا للانسحاب" ص164، وهذا أيضا ينطبق على سلوك العدو في عدوانه على غزة، فهو لا يترك أي مساحة للفلسطيني للتراجع، وما الصمود والاستبسال في القتال ـ رغم هول التضحيات ـ إلا تأكيدا على أن هناك ضحية تدافع عن نفسها حتى آخر رمق.
الكتاب من منشورات دار واسط للنشر والتوزيع، بغداد، العراق، الطبعة الأولى 1988.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجتنا إلى عبقرية لينين
- إلى أين تذهب المنطقة العربية
- عقم الثورة في رواية -قصة مدينتين- شتارلز دكنز، ترجمة صوفي عب ...
- الدبية في غار الإخلاص محمد علي ضناوي
- الإقطاع في رواية -ميميد الناحل- ياشار كمال، ترجمة إحسان سركي ...
- الجديد في كتاب -مذكرات الأرقش- ميخائيل نعيمة
- المكان والإنسان في رواية -عين التينة- صافي صافي
- المنطقة العربية في كتاب -الوحدة العربية هل لها من سبيل- منيف ...
- جمالية الشكل والمضمون في كتاب -من حديث أبي الندى- إبراهيم ال ...
- سورية الجديدة (5) وما أرسلناك إلا قاتلا للسوريين
- نقد الذات في رواية شامة سوداء أسفل العنق
- الماضي في رواية جبل التاج لمصطفى القرنة: قراءة نقدية
- التحدي في -كفاح كفاح- كفاح الخطاب
- ية والواقع في رواية -العاشق الذي ابتلعته الرواية- أسيد الحوت ...
- الإنجليز وعملائهم في مذكرات صلاح الدين الصباغ
- المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد الم ...
- فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»
- بين فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرم ...
- الشاعر في قصيدة -حملت حروفي- أحمد الخطيب
- سلاسة التقديم في بكائيات غزة ميسون حنا


المزيد.....




- البرلمان المصري ينتظر تعديلات الحكومة على قانون الإيجار القد ...
- شاهد.. طلاب أمريكيون يهتفون في وجه بن غفير: -عار عليك-
- لا عودة إلى الوطن ولا سبيل للقاء الأحبة.. التوتر يُغلق الحدو ...
- هولندا تستدعي السفير الإيراني بعد اتهام طهران بالتورط في محا ...
- -فلاديمير، توقّف!- - ترامب يهاجم بوتين بعد ضربات عنيفة على أ ...
- وزير الخارجية المصري: لن نسمح بالمساس بحصتنا من مياه النيل
- ترامب: الأمور مع إيران تسير بشكل جيد وأمامهم خياران أحدهما ل ...
- ألمانيا تنتقد الإجراءات المرافقة لمحاكمة المتهمين في قضية -ا ...
- سوريا ترحب برفع العقوبات من قبل المملكة المتحدة عن 12 كيانا ...
- ترامب: روسيا قدمت تنازلات كبيرة لتسوية الأزمة في أوكرانيا


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - الحرب في كتاب -التاريخ فكرا استراتيجيا- باسيل ليد هرت تعريب حازم طالب مشتاق