أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - خليل الوزير (أبو جهاد)… رَجُلٌ مِن زمنٍ لم يَبلُغ رام الله.














المزيد.....

خليل الوزير (أبو جهاد)… رَجُلٌ مِن زمنٍ لم يَبلُغ رام الله.


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 13:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


في نيسانٍ من هذا الزمن الثقيل،

يمرُّ طيفُ خليل الوزير من بين الأزقّة التي باعها الحُرّاسُ للسّمسار،

ويمرُّ كما تمرُّ الحكاياتُ في مخيمٍ جفّت فيه الذاكرةُ من شدّة القهر…

يمرُّ ولا أحد في رام الله يُنصت،

ولا أحد يُعيد ترتيب الكرامة.



في بيتٍ أبيض على شاطئ سيدي بوسعيد، أُطفِئت روحٌ كانت تُشعل الأرض نوراً.

خليل الوزير، الرجل الذي لم يترك حجراً دون أن يسأله: “هل مرّت من هنا رصاصة فلسطينية؟”،

الرجل الذي قرأ التاريخ في عيون الفقراء، وكتب للثورة نشيدها الأول من زنازين العتمة…

خليل لم يُقتل فقط،

بل اغتيل مراراً بعد موته…



اغتيل حين صافحت الأيدي ذاتها التي قتلته،

واغتيل حين أُخضعت الضفة، التي أحبها، لبنادق الأمن الوقائي.

اغتيل حين صار المستوطن يمشي على الأرض التي سقاها "أبو جهاد" بعرقه،

وصار المقاوِم يُطارد، لا من عدوّه، بل من "سلطةِ وطنه".



هل كان يعلم حين قال: "الثورة ليست شعاراً، بل روحٌ لا تموت"،

أن من سيحكم غداً سيحوّلها إلى وظيفة؟

أن من كانوا بالأمس يتعلمون الهتاف في مهرجانات فتح، سيُغلقون اليوم بوابات الجامعة في وجه العلم،

وسيتحالفون مع جلّادنا باسم "التنسيق الأمني المُقدّس"؟



هل خطر له، ولو لوهلة، أن "رام الله"،

ستُغلق أبوابها في وجه جنين؟

وأن الأجهزة التي حملت اسم "أمننا الوطني"،

ستُشهر سلاحها في وجه الصبي الذي رفع راية القدس؟



أبو جهاد،

يا من مات واقفاً على شرفة الحلم،

ماذا تقول الآن لرفاقك تحت التراب؟

هل تخبرهم أن بعضاً من شعبنا صار يعتاد العيش في أقفاص الخيبة؟

هل تبوح لهم أنَّ "أوسلو" سرقت من الثورة قلبها،

وأنَّ الفصائل التي قاتلت معك، تنقسم اليوم في الفضائيات،

وتتوزع ولاءها على عواصم لا تعرف فلسطين إلا في خطابات الزيف؟



يا شهيدنا النقي،

ليتك ترى غزة التي ما تزال تُكمل المسير…

تُرَقّع أحلامها تحت الركام،

وتُربّي جيلاً لا يُشبه هذا القهر في شيء.



ليتك ترى وجوه الصغار في المخيم،

وهم يرسمون ملامحك على الجدران،

ويكتبون: "خليل لم يمت، بل أنجبنا".



في حضرة غيابك، يا أبا جهاد،

لا شيء يُشبهك…

ولا شيء يشبه هذه الأيام.

فالسلاح صار مرهوناً،

والقرار بيد من نسوا أن الثورة لا تُدار بمكاتب مُكيّفة.

وغزة تُحاصر من البرّ والبحر…

ورام الله تُحاصِر نفسها، خشية أن تصحو الضفة على وجعها الحقيقي.



نم قرير العين يا أبا جهاد،

فما زال فينا من يشبهك،

وما زالت الحجارة تعرف أسماءنا،

وما زال في الجرح متّسعٌ لصوتٍ يشبهك،

يعيد ترتيب الحكاية… من أولِ طلقة،

لا من أولِ خيبة.



[محمود كلّم] كاتب فلسطيني يكتُبُ في الشَّأنينِ السِّياسيِّ والوجدانيِّ، وَيُعنَى بقضايا الانتماءِ والهُويَّةِ الفلسطينيَّةِ. يرى في الكلمةِ امتداداً للصَّوتِ الحُرِّ، وفي المقالِ ساحةً من ساحاتِ النِّضالِ.



المصادر المعتمدة: شهاداتٌ تاريخيّة، تقاريرٌ حقوقيّة، وكتبٌ موثَّقةٌ عن خليل الوزير ومسار الثورة الفلسطينيّة.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسر عرفات(أبو عمار): حين خانتهُ البنادقُ التي ربّاها
- عبد القادر الحسيني: بطلُ القسطل ورمزُ الفداءِ في تاريخِ فلسط ...
- الذين خذلونا… هُناك، حيث يُدفَنُ الوطنُ في حضرةِ الفسادِ
- خان يونس: زُهورُ الطفولةِ التي احترقت نائمةً
- ذاكرةُ الدم: حينَ يكونُ الصمتُ شريكاً في القتل
- الأَسدُ لا يُفاوِضُ على قُوتهِ
- لا تَنسَ يا أَحمد... فذاكرتُكَ تفضحُهُم
- وداعاً أَبا أَحمد: حين تغادرُنا الطُّيُورُ الأَصيلةُ بلا ودا ...
- هذه ليلتُها... وغزَّة تَصحو على خُذلانٍ بلا فجرٍ
- حينَ تفرَّقَ الأَصحابُ وضاعَتِ الخُطى: حِكايةٌ من مُخيَّمٍ ف ...
- عيسى أَحوش ودار بيسان: صوتُ فلسطين الذي لا يمُوتُ
- من فِيتنام إلى غزّة: أَمريكا في مَسَارِ الهزائمِ والخيباتِ
- الاستسلامُ ليس خياراً: دُروسٌ من بيروت إلى غزَّة
- الدكتور صالح الشيباني... من تُرابِ فلسطين تَكَوَّنَت رُوحُهُ
- أَحمد الشُّقيري... رجُلٌ صَنَعَ الثَّورة فخذلتهُ!
- نوح الفلسطيني: بين طوفانِ الخذلانِ وسفينةِ الصُّمودِ
- فرحان السعدي: الشَّيخ الذي صامَ عن الحياةِ وارتوى بالمجدِ
- اليمن: أَصلُ العروبة وَشُمُوخُ الجبالِ
- نافع محمد: من القامشلي إِلى فلسطين.. حكايةُ عشقٍ لا تنتهِي!
- الشَّهِيدُ مرعي الحسين: نَسرٌ حَلَّقَ في سماءِ المجدِ ولم يه ...


المزيد.....




- مسلسل -فرانكلين- على نتفلكس.. عودة اضطرارية للماضي
- باكستان تعلن تعليق التجارة مع الهند وإغلاق المجال الجوي وسحب ...
- شاهد رد فعل إمام مسجد وطلابه أثناء زلزال إسطنبول
- عراقجي يعلن استعداده لزيارة فرنسا وبريطانيا وألمانيا في إطار ...
- حزام ناري في شمال قطاع غزة بعد تعرض قوة إسرائيلية لكمين (فيد ...
- العمليات الجراحية بتقنية -الهولوغرام-
- هجوم روسي واسع على كييف وزيلينسكي يرفض التنازل عن القرم
- -قتل رحيم أم مذبحة مروعة؟!.. هجوم عالمي على أستراليا بعد إعد ...
- -صنع في ألمانيا-... ضبط شحنة مخدرات مموهة في سوريا (صور)
- تحذير من FDA الأمريكية.. دواء شائع لتساقط الشعر يسبب مشاكل ج ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - خليل الوزير (أبو جهاد)… رَجُلٌ مِن زمنٍ لم يَبلُغ رام الله.