يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1807 - 2007 / 1 / 26 - 05:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حجراً على حجرٍ سينهض مرةً أخرى
عراقاً للجميع
تزور فيه "حلبجة"ُ "الأهوارَ"
و"النجفُ" "الرمادي"
لا يضيم ولا يضامْ
حجراً على حجرٍ سينهض
هازئاً بالمستحيل
مُبشّراً بغدٍ على سعة المنى
وأنا سأولد من جديدٍ
فاتحاً للعشب أحداقي
وقلبي للمسرّةِ
والربابةَللهوى النشوان من كأس الوئامْ
متفائلٌ رغم الحرائق والمراثي
واجتياح السلّ والطاعونِ
والقهر المبرمجِ
رغم هذا الليل والكابوسِ
والموت الزؤامْ
متفائل أن الغد الآتي سيشهد
من يعيد الماء للناعورِ
والناعورَ للبستانِ
والبستانَ للكف التي حرثت
وأن حبيبتي بغداد
سوف تعود ثانيةً كما كانت تسمّى
في قواميس المدائن والهوى
دار السلامْ
متفائلٌ أنّ الرصافة
سوف ترسي للمها جسراً من الصلوات
والعشّاق ذات غدٍ سيصطبحون بالبشرى
ويغتبقون من كأس الأمان
ويطلقون سراح أشواقٍ مكبّلةٍ
ويشفى ليل دجلة
من "فدائيي ابن صبحة "
والفرات من الجذامْ
والقادة الغلمانِ حراس العشيرة
والدمى الوزراء
والمُستأجرين
الماسحين ب"لحية النسك المؤقت "
باب هولاكو الجديد...
وبائعي عَلَف"ابن صبحةَ "
في حوانيت الكلامْ
فإلى الأمام ...الى الأمامِ
جياع دجلة والفرات الى الأمامْ
زحفاًعلى كهف "ابن صبحة"
بالحجارة و" القنادر"
بالبنادق والحسامْ
لأكاد أبصر جنّةً أرضيةً
وأرى " السماوة" و"الجبايش"
و"الدجيل"
تقوم من تحت الركامْ
فإلى الأمام...إلى الأمامِ
أليس من طبع الأصيل من الخيول
إذا كبا
شدّ الضلوع إلى قوائمه وقامْْ ؟
النخل أبقى من بريق الصولجانِ
ومن يواقيت الأباطرةِ اللئامْ
سأنام مغتبطاً على ريش الأماني
حالماً بحديقةٍ أزهارها الأطفالُ
تزحمها أراجيحٌ ملوّنةٌ
وأسراب الحمامْ
***
اذار 1991
من ديوان" الأفق نافذتي "
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟