أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ناجي عقراوي - العراق وطن لأمتين















المزيد.....



العراق وطن لأمتين


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 543 - 2003 / 7 / 17 - 16:38
المحور: القضية الكردية
    


                            

                                                  هولندا

      

هناك أشياء أخرى في الوجدان

   أنا لا أنسى  الموكب

             الكرد

أمة كالبت أنواع الخسف

   مد ظل العراق تجده

     جدائل من السعف

لكنهم شاركونا في هذا الوسن

         دع يستفيق

           ظلهم

          كحلهم

برؤى الشمس في هذا الوطن

     العراق جزء أمة

  ممكن أن تكون أمتين

  لكن في إطار واحد

          هو

   ما بين النهرين

 

مقتطفات من قصيدة ( ممكن أن يكون العراق أمتين ) للصديق الشاعر محمد السماوي

         

                                                 موجز تأريخي

 

يقول المستشرقون بأن العراق مشتق من آراك الأعجمية ، و المؤرخون القدامى و الجدد يشيرون  إلى  جنوب العراق بالعراق العربي ، و إلى شرق نهر دجلة بالعراق العجمي ، لذلك ذهب الطبري إلى  القول بأن نهر دجلة هو الفاصل بينهما ، و في العهود الغابرة كانت ميزوبوتاميا الكبرى تتكون من حوضي دجلة و الفرات إلى مصبهما في وادي الرافدين ، و عبر التاريخ كانت العلاقات بين العراق السامي و العراق الآري بين مد و جزر ، و الشعب الكوردي عاش في وطنه منذ فجر التاريخ و تواصل مع الشعوب العراقية من الساميين ، فالكوتيون أسلاف الكورد تصدوا للدولة الأكدية ، التي أرادت التوسع على حساب شعوب المنطقة ، و خاصة في عهد سرجون و حفيده نرام سين في القرن الرابع و العشرين قبل الميلاد . ( أنظر -  مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة لمؤلفه طه باقر ج 1 و ج 2 ، وكذلك انظر – إلى كتاب العرب و اليهود في التاريخ – و كتاب فيضانات بغداد في التاريخ ج 1  للدكتور أحمد سوسة ) 0

و قضى الكوتيون على الدولة الأكدية سنة 2212 ق م و حكموا المنطقة كلها من 2121 – 2120 ق م

، و الكيشيون أجداد الكورد لهم مساهماتهم في صنع الحضارة العراقية ، و أوصلوا الصناعات الأولية إلى المنطقة ، و هم أول من صنعوا العربات الحربية  و أول من هجن الحصان و أدخلوه إلى العراق و منها إلى الجزيرة العربية ، و قضوا على الدولة البابلية القديمة و أسسوا سلالة كيشية بقيادة زعيمهم ( كنداش ) من 1595 – 1162 ق م ، و حكم منهم 26 ملكا ، و اشتهر من بين ملوكهم ( كوري كالزو ) الذي حكم من 1345 – 1324 ق م ، فأسس هذا الملك عاصمة ثانية في موضع عقرقوف غربي بغداد – 25 كم – و أسفرت التنقيبات الأثرية التي أجريت في هذا الموقع سنة 1943- 1945 م عن كشف ثلاثة معابد وقصر ،  و الكشف عن صرح مدينة الزقورة الشاهقة القائمة إلى يومنا هذا ، و العيلاميون الكورد معروف تأريخهم في العراق و في الهضبة الإيرانية و في جبال زاغروس ، و هم أجداد الكورد الفيلية ، أما أسلاف الكورد من الميديين ، كانت بلادهم تتكون من عدة إمارات ، هاجمها ملوك الآشوريين على التوالي شلمنصر الثالث و من جاء بعده ، ثم ظهر بينهم أحد الأمراء الأشداء المدعو ( كي خسرو ) 625 – 593 ق م ، فوحد الإمارات الكردية تحت سيطرته و أسترد أقاليم شرق دجلة و استولى على مدينة نينوى بالتحالف مع البابليين سنة 612 ق م ، و منها دخل إلى شرباتو ( الشرقاط الحالية ) ، و كان حكمه يمتد إلى أرمينيا و إيران الشرقية و الجزء الأوسط الواقع بين نهري دجلة و الفرات ، ( أنظر – آ – كسينوفونت – أناباسيس  . م . ل . – 1951 ) .

 

                                              غزو أجنبي

 

لقد مر الكورد  في تأريخهم الطويل بفترات من التجزئة و الغزو الأجنبي ، أظهر فيها شعبنا قدرته و تأثيره في مجرى أحداث المنطقة ، و بأصالتهم حافظ الكورد على هويتهم في إطار خصوصيته القومية .

التفاعل بين الأمم و الشعوب أمر ضروري ، و لكن مع الأسف قام بعض العنصريين باستلاب الحضارة الكردية ن رغم كون التراث و التأريخ الكوردي يشكلان أحد المحاور المهمة لحضارة و تاريخ المنطقة و منذ ما قبل مجيء الموجات السامية من الجزيرة العربية إلى العراق  ، من المعروف بأن المسار التاريخي للشعوب متصل الحلقات لا يمكن فصل بعضه عن البعض ، لأن مسار  الشعوب جزء من التاريخ بمره و حلوه ، و كوردستان جزء من هذا العالم المترامي الأطراف ، و شعبها جزء من البشرية و قيمها و تراثها و تاريخها جزء من الحضارة الإنسانية ، و مغارات و كهوف كوردستان زاخرة بالآثار التي تعود إلى العصور الحجرية القديمة جدا ، و في كهف شاندر في كوردستان الجنوبية عثر على هيكل إنسان نياندرتال  ، و رغم التنقيبات المتواضعة التي جرت في كوردستان ن فأن بعض هذه التنقيبات دلت على وجود أقدم المواقع لقرى فلاحية  تعود إلى العصر الذي تعلم فيه الإنسان الزراعة و تدجين الحيوانات ، أي الانتقال من طور سكن الكهوف و الصيد إلى طور إنتاج القوت و زراعة الأرض .

إن تراكمات الأحداث ميزة مشتركة بشكل أو بآخر في مسيرة البشرية مرت على كل الشعوب ، فلماذا يرجعها البعض لصالح هذه الجهة دون الأخرى ؟ وفق أهوائهم و مصالحهم و لحساب من يدفع اكثر .

إن ظهور الأنبياء و الرسل و المصلحين و المفكرين بين فترات و أخرى ، هو لغرض تقويم الاعوجاج و توجيه الإنسان  نحو الحقيقة و الفضيلة ، لذلك نجد في التاريخ أن العادات و التقاليد و المفاهيم السائدة في عصر ما ، كانت إيجابية لتلك الحقبة من التاريخ ، و بتطور الحياة و حركتها نحو الأفضل أصبحت من العادات و التقاليد و المفاهيم التي لا تنسجم مع روح العصر الذي يليه ، و هذه سنة الله في خلقه .

 

                                                    إنكار الحقوق

 

هل نستطيع القول على سبيل المثال لا الحصر ، بأن مخترع الكهرباء أو مكتشف البنسلين كان لبلده فقط ؟ أم اصبح لصالح الإنسانية و منه بلده  ، و كذلك بالنسبة للمخترعات و الاستكشافات الأخرى ، هل بإمكاننا نحن الكورد مجرد أن استوت سفينة نوح عليه السلام على جبل الجودي في كوردستان المركزية أن نقول بأن الأكراد هم  اصل الشعوب ، أم أنها كانت إرادة الخالق للبشرية كلها  و هو كذلك ( و قضي الأمر واستوت على الجودي ، و قيل بعدا للقوم الظالمين ) صدق الله العظيم ، و لا نستطيع أن ننكر بأن أساطير السومريين و الآشوريين و البابليين تشير إلى الطوفان أيضا .

كانت مدينة حران في كوردستان قد اشتهرت بكونها مركزا لعبادة اله القمر ( اله السين ) الذي كان يعبده الآريون ، تقابله مدينة الحضارة و التجارة ( آشو كاني ) ( أي الطاحونة و عين الماء ) سروكاني الحالية ، و زميلتها نازي ( نوزي ) جنوب مدينة كركوك ، التي تسمى حاليا ويران شهر ، الآريون في هذه المدن كانوا يعبدون القمر ، ليس من الحكمة أن نربط عبادة أجداد الكورد في هذه المدن للقمر ، مع رسالة الإنسانية للنبي إبراهيم عليه السلام ( و كذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات و الأرض و ليكون من الموقنين ن فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي ، فلما أفل قال لا أحب الآفلين، فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي، فلما أفل  قال لئن لم يهديني ربي لأكو نن من القوم الضالين .. ) صدق الله العظيم .  

لكن البعض يأخذون كل ما هو لصالح تفكيرهم و ينكرون ما للآخرين ، منطلقين من عقلية أن شكسبير اصبح ( شيخ زبير ) لأنه شخص مشهور و إن كان إنكليزيا ، الأبيض لهم و الأسود للآخرين ، و يفتخرون بماضيهم في أحلك صفحاته سوادا ، جاعلين من الغزاة و الطغاة و مضطهدي الشعوب أبطالا ، وينكرون على الكورد تأريخهم و لغتهم و جغرافيتهم .

يقول الباحث العراقي السيد مؤيد عبد الستار ( جريدة المؤتمر عدد299 في 13- 14 /4/2002 ) بان حضارة السومريين ازدهرت وسط و جنوب العراق قبل آلاف السنين ، كما ازدهرت بجانبها حضارة أخرى و هي حضارة العيلاميين الكورد ،  و أن الجانب الشرقي من نهر دجلة كان بلاد الأكراد و كانت تمتد إلى عبدان ، و تقلصت مساحة بلادهم بسبب تهجيرهم و هجرة القبائل العربية إلى مناطقهم بعد الفتوحات الإسلامية ، إضافة إلى الضغط الفارسي من الشرق و الحملات التركية من الشمال و الغرب ، و يقول بان كلمة غود يعني الثور عند السومريين ،  و يصبح  الثور عندهم رمزا للإله ، و التسمية للإله في الكوردية و الفارسية خودا ، و يذكر أيضا بان كلمة خود في الفارسية تعني طاقية فلزية تستخدم غطاء للرأس في الحروب ، دخلت إلى العربية و أصبحت خوذة ، و عن دلالات معنى كلمة الهور ، يقول في الكوردية ( هور ) يعني غيم و غيوم ، و هوار بمعنى النجدة ، و يقول الباحث في العدد 307 من نفس الجريدة  من أن هناك مقام موسيقي كردي قديم مشهور هو مقام ( هوره ) تغنى فيه البطولات و الملاحم تقربا للإله  ( اهورمزدا  )  أي اله الخير في الزردشتية ، و يشير أيضا إلى بحث للدكتور إبراهيم الداقوقي نشر في المجلة التاريخية العربية للدراسات العثمانية – تونس عام 1992    يقول أن الكورد كانوا يعيشون في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي في الآيليات  الأربع التالية ( أيالة  هكاري و أيالة كوردستان و أيالة  الموصل و أيالة بغداد ) ، و يذكر الباحث أيضا عن حرف النون هي من بقايا اللغات القديمة ما زالت تستعمل حتى اليوم في محافظة ميسان ، فيقولون أروحن بمعنى أذهب ، و أجيبن بمعنى أجلب .....الخ .

تطرقنا إلى كل هذه الأمور لنقول بأن الشعوب على مر التاريخ تبادلت الثقافات ، و تحاربت و من ثم تعايشت ، و اختلاف اللهجات المحكية موجودة في كل اللغات ، فلماذا تتحول عند البعض من العنصريين  في الحالة الكوردية لهجاتها إلى لغات ؟ !!! فالفيلية هم كورد  عريقين  مثل الكورد الأزيديين ، ورغم ما مر بهم من اضطهاد فاليزيديون احتفظوا بلغتهم الكوردية و لم تدخل كلمة غربية على لغتهم ، لان كتابهم المقدس ( مصحف ره ش ) وطقوسهم الدينية هي باللغة الكوردية ، إن القفز على الحقائق و إنكار الواقع هي صفة الجهلاء و الأقزام و العنصريين  عبر التاريخ  ، مهما قالوا فأن قافلة الشعوب تسير إلى الأمام و لا تعرف السكون ، و خاصة قافلة الشعوب الحية كالشعب الكوردي ، الذي عصفت به المحن و المآسي و رغم ذلك بقي شامخا عالي الهمة ، و سيكون شعبنا بالنسبة لهؤلاء المعادلة الصعبة حيث يجرون وراءهم أذيال الخيبة أمام الحقائق إلى أن يموتوا بحقدهم الدفين ، فمهما خرجوا علينا ببدع و تفاهات ، محاولين إدخال هذه الترهاتات إلى مطبخ السياسة العراقية ، ليطبخوا الوجبات الفاسدة ، فشعبنا يستطيع أن يحمي نفسه ، لذا تعتبر كتاباتهم قراءات خاسرة ، و أكثريتنا الصامتة تتساءل أين كانوا هؤلاء حينما كنا نتعرض لأشرس حملة عرفها التاريخ القديم منه و الحديث ، ونتساءل أيضا ما معنى المواطنة إن لم نكن أحرارا متساويين .

الجغرافية ليست هندسة وفق الرغبات و النوازع ، بل هي طبيعة و ارض و واقع معاش ، و التاريخ ليس اختراعا وفق الأهواء ، بل آثار و اكتشافات و شعور ، أما شتم الأموات و القادة و رموز الشعوب  دلالة ضعف من هؤلاء الجبناء و دلالة على عدم توفر إمكانية الفعل عندهم ، و نقول للذين يطالبوننا عدم التكلم عن التطهير العرقي و التهجير و التعريب و الانفالات و الكيماويات ، بذريعة التسامح و بسبب المواطنة العراقية وغيرها من الحجج الواهية ، انهم يطالبوننا بجلد الذات ، لذا نقول لهم  إننا لا نفرق بينهم و بين مسببي تلك المآسي ، وان اليوم القصاص اصبح قريبا بل و قريبا جدا مهما لبسوا من لبوس و أينما كانوا .

كتب المفكر الإسلامي المصري الأستاذ فهمي هويدي قبل سنتين في مجلة ( المجلة ) مقالة بعنوان ( الأكراد شعب الله المحتار ( بالحاء و ليس بالخاء ) – كركوك سبقت كوسوفو في خطط الاقتلاع و الإبادة) و يقول : الذي يجري مع الألبان في كوسوفو ، هو ذاته الذي حدث و يحدث للأكراد في العراق و تركيا على الأقل ، استفز الحاصل في كوسوفو الضمير الإسلامي و ملأه غضبا و سخطا و بغضا للصرب و من لف لفهم و انتسب إليهم ، غير أننا لا نكاد نلمس انفعالا مماثلا في الأقطار الإسلامية إزاء الجرائم المستمرة التي لحقت بالأكراد...... إلى أن يستنكر  مجازا هذه الحالة و يقول ، أما جرائم العراقيين و الأتراك – الأنظمة أعني –  مسكوت عليها لأنها صادرة عن مسلمين بحق مسلمين آخرين ، بحسبان الأولين مغايرون لنا ، لا يقبل منهم الضيم ، أما الاخيرون فهم ( أخوتنا ) في الدين و نحن مدعوون بحسب النص القرآني لأن نكون ( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) .

 

                                             نفوس الكورد ومساحة كوردستان

 

 

الهجوم على الكورد و حصرهم في زاوية ضيقة ، كأنهم بضعة أفراد و طارئون على العراق و المنطقة ، يتجاهلون  التاريخ و الواقع  و متناسين بان نفوس الكورد يفوق أربعين  مليون ، ففي عام 1925 م قدرت عصبة الأمم ( بدون إحصاء و لأغراض استعمارية جرى تقليص نفوس الأكراد ) نفوسهم بأكثر من ثلاثة  ملايين ، نصفهم في تركيا و نصف مليون في العراق و ثلاثة أرباع المليون في إيران و ثلاثمائة ألف في سوريا ، و بعد اتفاقية آذار 1970 م قدر مارتن فون برونيسن ( و هو أحد المختصين في الشأن الكوردي) نفوس الكورد 7,5 مليون في تركيا و 5,4 في إيران و 2,5 مليون في العراق و نصف مليون في سوريا و 100 ألف في الاتحاد السوفيتي السابق ، و في بداية التسعينات من القرن الماضي قدر ديفيد ماكداول نفوس الكورد ( في إحدى مؤلفاته عن الكورد ) بحدود ثلاثين مليون نسمة منهم في تركيا 19%   من سكانه و في العراق 23% من سكانه  و في إيران 10% من نفوسها و في سوريا 8% من سكانها و في الاتحاد السوفيتي السابق مليون نسمة في الأمريكتين و أوربا 700 ألف نسمة .

وزعت قبل شهرين وكالة  الأنباء الكلدانية بيانا صادرا من أساقفة الكلدان في أمريكا، عن دور الكلدان ومكانتهم في العراق المستقبل باعتبارهم ثالث أكبر قومية في العراق ، و تطرق البيان إلى عدد سكان العراق على الشكل التالي 70 %  من العرب و 20% من الكورد و 3,5 % من الكلدان  ( أي بحدود 650 ألف نسمة )  و 1 % من السريان و 5, . % ( نصف بالمائة ) من الآشوريين و 2,5 %  من التركمان 2,5 % من بقية الأقليات .

أما الباحث الدكتور عبد الله غفور المتخصص في جغرافية كوردستان ، أجرى سنة 2000 م بحثا عن مساحة كوردستان و نفوس الشعب الكوردي ، حيث ذكر بان المساحة الإجمالية لكوردستان 536039 كم مربع ، كوردستان الشمالية ( تركيا ) 215892 كم مربع ، كوردستان الشرقية ( إيران ) 217766 كم مربع ، كوردستان الجنوبية ( العراق ) 87117 كم مربع ، كوردستان الغربية ( سوريا ) 15264 كم مربع ، و عن تعداد الكورد في كوردستان تركيا 14748000 نسمة و في كوردستان إيران 13368000 نسمة ، و في كوردستان العراق 6390000  نسمة و في كوردستان سوريا 741000 نسمة ، و الجدير بالذكر  بأن هناك عناصر أثنيه تعيش في كوردستان مثل العرب و الترك و الأذربيجانيين و الكلدان و الاثوريين و الأرمن و التركمان و غيرهم ، علما بان هناك ملايين من الكورد يعيشون خارج الحدود الجغرافية لكوردستان ، فعلى سبيل المثال هناك مليون كوردي في أوربا و عدة ملايين يعيشون في استنبول و أنقرة و أزمير و بغداد و الموصل و طهران و خرسان و روسيا الاتحادية  و في ارمينا و أذربيجان و جو رجيا و كازخستان و غيرها من الأماكن ، و تذهب تخمينات العديد من الباحثين إلى أن تعداد الكورد حاليا اكثر من 40 مليون نسمة ، و هي اكبر أثنيه في العالم لا تمتلك دولة قومية خاصة .

                                 

                              القضية الكوردية  كانت موجودة قبل تشكيل

                                      الكيان العراقي الحديث

القضية الكوردية ليست بنت يومها ،  و هي موجودة على الساحة الإقليمية منذ قرون ، و في التأريخ الحديث فعلى سبيل المثال ، في سنة 1919 م قدم الكورد و الأرمن و الآشوريين مذكرة مشتركة إلى مؤتمر باريس ، مطالبين منحهم حق تقرير المصير ، و طالبت المادة ( 62 ) من معاهدة سيفر الموقعة في أب 1920 ، بتشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء بريطاني و فرنسي و إيطالي ، يكون مقرها القسطنطينية ، واجبها وضع مشروع لحكم محلي للمناطق التي تسكنها أغلبية كوردية ، الواقعة شرق نهر فرات و جنوب حدود تركيا مع سوريا و ما بين النهرين ، وبينت المعاهدة أيضا بأن الحلفاء لا يعارضون الاتحاد الطوعي بين الدولة الكوردية المرتقبة و بين مناطق الأغلبية الكوردية في ولاية الموصل ، و جاء في المادة (16 ) من انتداب البريطاني للعراق نيسان 1920 ، لا يمانع الانتداب من تأسيس حكومة مستقلة إداريا في المقاطعات الكردية ، و المادة ( 64 ) من معاهدة سيفر يبقي على الاتحاد الطوعي لسكان  ولاية الموصل مع العراق ( ولاية بغداد و البصرة ) و هذا ما يطالب به الكورد في العراق ، أما بعد معاهدة لوزان أرسلت عصبة الأمم لجنة تحقيقية إلى ولاية الموصل ، و قد أيدت اللجنة المتكونة من سويدي و إيطالي و سويسري في تقريرها إلى عصبة الأمم في آذار 1925 سيادة الهوية الكوردية و اللغة الكوردية في الولاية .

علاقات الأطياف العراقية شابها في فترات زمنية حروب و اقتتال ، و في فترات أخرى السلام و الوئام ، و ترسخت هذه العلاقات رويدا رويدا ، إلى أن أصبحت على شكل تبادل المنافع و المصالح و العيش المشترك ، و خاصة بعد مجيء الدين الحنيف و دخول العرب إلى العراق ، و تقبل الأكثرية من  الكورد الإسلام دينا انطلاقا من رؤية ثقافية بعيدا عن الهيمنة ، و آمن الكثرة من الكورد بأن قدرهم هو أن يتواصلوا مع العرب ، و أصبحت كوردستان سدا منيعا بوجه الأخطار التي كانت تحدق بالعراق ، و الآتية من الشمال و الشرق ، بعد أن كانت كوردستان و العراق العربي ساحة صراع بين الدولة الصفوية الفارسية و العثمانية الطورانية ، مما أدت بالعلاقات بين العرب و الكورد لأن تصبح راسخة أقوى من علاقتيهما مع بقية شعوب المنطقة ، لذا نجد بان الكورد يذهبون بقيادة المرحوم الشيخ محمد الحفيد إلى جنوب العراق لنجدة إخوانهم العرب ضد الاحتلال البريطاني ، و نجد أيضا بأن المرحوم البارزاني الخالد يركز على الاخوة العربية -  الكوردية و يطالب بالديمقراطية لعموم العراق و يقدمها على الحقوق القومية للكورد في شعار الحزب الديمقراطي الكوردستاني في عهده .

لم تصبح العلاقات بين العرب و الكورد معقدة رغم ما مر بها من ظروف دامية نتيجة سياسة حكام العراق ، لذا نجد المرحوم آية الله محسن الحكيم يرفض طلب المذهبي و العنصري عبد السلام عارف بإصدار فنوى بشرعية قتل الكورد ويقول ( كيف نجيز قتل الأكراد و هم إخواننا في الدين و الوطن ) ، الكورد يضعون دائما مسافة بين العرب والذين يمارسون العنصرية منهم ، سواء كانوا يحملون المسؤوليات  أو كانوا غيرهم ، والوطنيون العراقيون لم يكونوا غافلين عن مدى قوة هذه العلاقات ، و الحريصون من الطرفين يبذلون الجهود دائما لكي لا تقترب أية مشكلة أو اختلافات  إلى نهايات  دراماتيكية ، و يتجاوزون كل ما يمكن أن يؤدي إلى خلط الأوراق لكي لا يصلوا إلى جدار مسدود يريده البعض من ضعيفي النفوس ، و هذا ما يفسره مؤخرا المرونة في الطرح الكوردي حول الشأن العراقي ، باختيارهم الاتحاد الطوعي على أساس فيدرالي في عراق واحد موحد ، و الذي استجاب له الكثيرون في الوسط العراقي العربي أحزابا و جماعات و عشائر ، من منطلق أن ذلك يحقق الأمن و الاستقرار في العراق و المنطقة ، على عكس التوقعات الأكثر تشاؤما ، الصادرة من أصحاب الذهنيات المعطوبة من المأجورين .

إن التفاهم العربي -  الكوردي و العراقي - العراقي في إطار تحصين الموقف من عراق الغد الموحد ، يوفر مستلزمات السلام و الحريات في عراق المستقبل ، و هي رسالة واضحة من أن أبناء العراق لا يسمحون بدكتاتورية أخرى و هيمنة ( النخبة ) على مقدراته ، و في نفس الوقت  رسالة  موجهة إلى بعض دول الجوار الطامعة في ارض العراق ، من أن التراب العراقي سوف يحرقهم ، و صرخة احتجاج قوية على مواقف البعض في التغطية على الاعتداءات التي تعرض لها شعبنا العراقي خلال العقود الماضية ، و تحرك سليم كي  لا  تترك المشكلة العراقية لمناورات المحتلين أو غيرهم ، أما أيتام  النظام المباد الذين تعمي الأطماع والماضي بصيرتهم ، و ما  تماديهم الوقح بوضع العراقيل أمام استقرار الأوضاع  الأمنية  و الاقتصادية في العراق ، سوف يجيدون من يتصداهم من العراقيين المخلصين .  

                                

                                   التفاهم العربي الكوردي

  

وطنيا مطلوب من العراقيين إدانة كل أشكال التجاوزات و الهيمنة التي حصلت في الماضي ، و الأكثر إلحاحا هي لغة جديدة حاسمة على تجاوز الوضع المتأزم نحو استقرار المجتمع العراقي ، و تقديم ما يلزم لإعادة العراق إلى وضعه  الطبيعي و مكانته التاريخية ، الذي عاش فيه العرب و الكورد جنبا إلى جنب منذ حوالي 1500 سنة ، و هي فترة زمنية غير هينة ، نريد العراق وطنا يتمتع فيه كل أطياف الشعب العراقي بحقوقه المشروعة .

أما بالنسبة للمستجدات فشعبنا يريد تخفيف الأعباء عنه ، و الخروج من مأزق النظام السابق نهائيا ، حيث  دفع العراقيون الكثير من وقتهم و حياتهم و من ثروتهم الوطنية و من مستقبل أجيالهم ، هذا الشعب الكريم الذي عاش المآسي  و أوضاعا  لم يشهد التاريخ مثلها دموية و ظلما إلا ما ندر ، عشنا هذا الظلم منذ عقود أمام أنظار العالم و الرأي العام ، و سكاكين القريب و البعيد كانت و ما زالت تنهش  أجسادنا .

أن محاولات البعض المعروف ماضيهم من العراقيين و غيرهم ، الذين يريدون أن يزرعوا في بعض الأوساط ، خطورة التواجد الشيعي و الكوردي في حكم مستقبل العراق ( جنبا إلى جنب مع بقية الأطياف العراقية ) ، إنما يريدون بذلك إعادة الأوضاع  إلى سابق عهدها ، و يريدون أيضا ضرب التفاهم العراقي –  العراقي  و إرجاعه إلى نقطة الصفر ، و حرمان أقوى قوتين في الساحة السياسية العراقية من مقاومة الهيمنة و الطغيان ، لذا يبذلون المساعي المحمومة لتفريغ المعادلات العراقية من مضمونها ، تحت حجج واهية و شعارات عفى عليها الزمن ، خوفا من أن تصبح ورقة ضغط لبناء عراق ديمقراطي حر و مزدهر ، و لغرض تضييق دائرة القرار مستقبلا و حصرها في النخبة و لصالح بعض القوى الإقليمية كما كان معمولا به منذ تشكيل الكيان العراقي الحديث . 

أما الأنظمة التي لها باع طويل في قمع الشعوب ، فهي أيضا في مأزق حقيقي ، ومهما تكون السيناريوهات  المقبلة فأن التغيير الحاصل في العراق لها انعكاساتها عليها  ، جراء تدخلاتها في الشأن العراقي تحت يافطات و شعارات جوفاء ، لان عناصر المطالبة بالتغيير تضم أوساط واسعة بين شعوب المنطقة ، و أن المتغيرات  قد أصبحت على سلم العد التنازلي ، و لا تستطيع أية قوة ذاتية أو موضوعية مواجهة المشروع التغييري لصيغة الحكم المعمول به منذ تشكيل الدولة العراقية الحالية ، لأن هناك وعيا تاما و رفضا عاما و شاملا لأي انعطاف لا يتلاءم مع الديمقراطية و الحريات ومع مصالح الأكثرية .

 



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب تفعيل حقوق اخوتنا الكلدان في العراق
- الكورد ليسوا ضيوفا في العراق بل شركاء في الوطن
- سندفن أطماع الطورانيين و أيتامهم في مزبلة التاريخ
- بالنقر على الدف لا تستلب معالم حضارة الشعوب
- في ضوء المناقشات الجارية في مجلس الأمن حول العراق : الشركات ...
- سيبقى البارزاني مصطفى خالدا في ذاكرة شعبه
- لا للديكتاتورية – لا للتدخل الإقليمي – لا للاحتلال
- العراق و رياح التغيير- الشجرة لا تحجب الغابة ... و الشعوب تص ...
- مؤتمر لندن و تعقيدات الواقع
- العراق في قلب العاصفة
- تحية تقدير و اعتزاز إلى حمورابي العراق الحديث
- تحية عطرة إلى موقع الحوار المتمدن
- الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بال ...
- هل تستطيع الحكومة التركية تجاوز مواريث عنصرية متراكمة ؟
- إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل
- لنحافظ جميعا و معا على أمن الوطن والمواطن وعلى وحدتنا الوطني ...
- تفعيل اتفاق الحزبين الكرديين تعزيز لوحدة العراقيين
- عراق الغد و علاقاته الإقليمية
- سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش
- تركيا وسياستها الغبية


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ناجي عقراوي - العراق وطن لأمتين