أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - نداء إلى المؤتمر الوطني الكوردي














المزيد.....

نداء إلى المؤتمر الوطني الكوردي


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 21:23
المحور: القضية الكردية
    


نحو عقد كوردي ـ سوري جديد
يعوّل الشعب الكوردي على المؤتمر الوطني الكوردي في غربي كوردستان بوصفه لحظة مفصلية، لا لمجرد جمع الفاعلين الكورد في قاعة واحدة، بل لتأسيس إرادة سياسية حقيقية تمثّل صوت الأمة الكوردية وتعبّر عن تطلعاتها، لا كفصيل بين فصائل، بل كشعبٍ أصيلٍ في جغرافيا ما تزال حتى اللحظة تُدار من فوق، وتُختزل في الولاءات لا في الحقوق.
إننا لا ننتظر من المؤتمر أن يكون هيئة شكلية تفاوض باسمنا على الهامش، أو تستجدي حوارًا من نظامٍ لم يعترف بعد بوجودنا، بل ننتظره أن يكون منصة لصياغة مرتكزات استراتيجية راسخة، تُكتب على أرضية واضحة لا لبس فيها:
الفيدرالية والنظام اللامركزي ليسا ترفًا تفاوضيًا، بل خيار وجود لا مساومة فيه.
هذا المطلب، بكل صراحته ووضوحه، يجب أن يكون الركيزة الأساسية للدستور السوري القادم، لا مجرد ورقة خلاف أو ملف تفاوض، فالإصرار على الصيغ المركزية البالية، هو تكرار حرفي للجريمة التي أوصلت سوريا إلى الهاوية، وهجّرت شعبها، وأغرقتها في مستنقع الصراع الخارجي.
إن انعقاد المؤتمر في 26 نيسان 2025 في مدينة قامشلو، لا يجب أن يكون حدثًا بروتوكوليًا أو استعراضيًا، بل مناسبة لإعادة ترتيب العلاقة مع الدولة السورية على أساس الاعتراف بالشعب الكوردي كشعب، وبتاريخه، وبدمائه التي سالت دفاعًا عن سوريا، لا عن نظامها.
نحن لا نطالب بالكثير، بل نطالب بالمنطق.
ليس من المعقول أن يُناط بمؤتمر يضمّ 340 عضوًا حوارٌ حقيقيّ، أو إعداد ملفات سياسية وتشريعية خلال ساعات معدودة. ومن الواضح أن البيان الختامي، والبنود المطروحة للنقاش، تم الاتفاق عليها مسبقًا، وجميعنا يعلم أن تأجيل المؤتمر كان لتسوية النقاط الخلافية بين الطرفين المهيمنين، بينما تم تجميع الحضور بهدف منح الشرعية لهيئة تقررت خلف الكواليس.
الأخطر من ذلك، أن مطلب الفيدرالية بدأ يتوارى شيئًا فشيئًا عن الخطاب العلني للمجلس الوطني الكوردي وبعض قوى الإدارة الذاتية، باستثناء إشارات عابرة تُستحضر للتغطية فقط، وهذا ما يثير القلق من محاولة خفض سقف المطالب تحت ذرائع "الواقعية" أو "المرحلية".
ولا غرابة إن تم تقديم بيان مُعدّ سلفًا ليملى على أعضاء المؤتمر، كما حدث في "مؤتمر الحوار الوطني السوري" حين حُشد أكثر من 1200 مشارك للتصفيق لنتائج كُتبت قبل أن تُرسل الدعوات.
وعلى ضوء ما سبق، نطالب بـ:
1. أن تكون الهيئات المتشكلة تخصصية دائمة تنبثق عن المؤتمر، وليست متشكلة على أسس الانتماءات الحزبية أو المحاصصة بين الطرفين، تتولى صياغة الملف الكوردي التفاوضي، وتحمّل الحكومة الانتقالية مسؤولية التعامل معه كجزء من المسار الدستوري، لا كمجرد قضية أمنية أو إدارية.
2. الاعتراف الفوري والصريح بأن فيدرالية غربي كوردستان هي مطلب جوهري، لا بندًا تفاوضيًا مؤجلًا. فالفيدرالية لا تضمن فقط حقوق الكورد، بل تقدم إطارًا حقيقيًا لإنقاذ سوريا من التفكك والانهيار.
3. رفض قاطع لأي صيغة حكم ديني راديكالي أو إقصائي في المناطق الكوردية، لا يمكن القبول بإعادة تدوير هيئة تحرير الشام بلبوس سياسي، أو فرض نموذج إداري قائم على الإكراه العقائدي.
4. منع أي اختراق للفكر الظلامي أو الشخصيات التي قاتلت تحت راية التنظيمات المتطرفة من دخول بنية الحوار الوطني أو التأثير في مستقبل الإدارة، إن كانت تحت أسم المحافظ أو مدراء المناطق أو ما شابه، فمن حمل السلاح مع هيئة تحرير الشام لا يمكن أن يكون شريكًا في سوريا المستقبل.
5. ترسيخ الحضور السياسي والدبلوماسي للحراك الكوردي في الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لا بوصفها سلطة أمر واقع، بل كقوة شرعية حمَت المنطقة من داعش وقدمت آلاف الشهداء دفاعًا عن سوريا علمانية، ديمقراطية، عادلة، تتسع لكل مكوناتها دون تمييز.
وليُدرك الجميع، في الداخل والخارج، أن الحراك الكوردي اليوم ليس في موقع التوسل، بل في موقع الفعل والتأثير، صوته مسموع دوليًا، وقضيته عادلة، ومطالبه منطقية، ومتماسكة.
وأي محاولة لإفراغ المؤتمر من مضمونه، أو تحويله إلى تمرين إقليمي لتصفية التناقضات، لن تكون مجرد إخفاق سياسي، بل ستكون طعنة عميقة في صميم القضية الكوردية ومصير شعبها.
نثمّن انعقاد المؤتمر وندعو لنجاحه.
لكننا نذكّر:
النجاح لا يُقاس بعدد الصور، ولا بطول التصفيق،
بل بما سيُكتب في الدستور،
وبما ستقرّره الإرادة الكوردية كركيزة لا يجوز القفز فوقها.
فلا دولة سورية عادلة من دون الكورد،
ولا سوريا موحدة من دون فيدرالية تضمن الشراكة،
ولا ديمقراطية تُولد من رحم الإقصاء.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
22/4/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى الحكومة الانتقالية لا تكرّروا الخطيئة السورية 2/2
- نداء إلى الحكومة الانتقالية لا تكرّروا الخطيئة السورية 1/2
- حين يخسر الحراك الثقافي الكوردي أحد أبنائه
- مع إبراهيم محمود حين يكتب المثقف من عزلته النبيلة
- الفيدرالية ليست تهمة وكوردستان ليست مؤامرة 2/2
- الفيدرالية ليست تهمة وكوردستان ليست مؤامرة ½
- كوردستان وحدة الجغرافيا وشرخ الوعي
- قراءة في قراءة عن مقالة إبراهيم اليوسف حول (في قضايا كوردستا ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- عن حلقة إبراهيم محمود، حوار مهم يستحق المتابعة.
- في مواجهة الأقلام المتسكعة خلف الأسماء المستعارة كفى عبثًا ب ...
- حين وقفت على حافة مقبرتي وصافحت عظامي
- الجغرافيا لا تكذب، الكورد أصل الأرض قبل أن تُسمى سوريا
- هل الله جريمة؟
- أسعد الزعبي صدى البعث المُتعفّن في زمنٍ يطلب الكرامة
- زيارة الشرع إلى إسطنبول رسائل مشفّرة من واشنطن عبر أنقرة
- تسليم الساحل السوري لقوات قسد خطوة إنقاذ لسوريا من التقسيم
- في حضرة الغياب الإلهي مجازر شنكال وسوريا بين التكفير ورايات ...
- الكورد والثورة السورية تحذير من تكرار الخطيئة الإيرانية
- نوروژ بين الدين والقومية، بين الثورة والطمس


المزيد.....




- كيف أضعف قطع المعونات الأميركية التحقيق بجرائم الحرب في سوري ...
- توتر في البوسنة بعد محاولة اعتقال زعيم الصرب دوديك
- نائب جزائري يطالب بإعدام مغتصبي الأطفال والمتحولين جنسيا في ...
- وزير الخارجية اللبناني: مستعدون للتعاون مع دمشق لإعادة الناز ...
- الداخلية السعودية تنفذ الإعدام بحق يمني وتكشف كيف قتل مواطنا ...
- الجامعة العربية: إسرائيل تسعى للتطهير العرقي وتهدد استقرار ا ...
- عائلات فنزويلية تتظاهر في كاراكاس ضد مقترح السلفادور تبادل ا ...
- تقرير يكشف دور هولندا في تعذيب الفلسطينيين بواسطة الكلاب
- نائب جزائري يطالب بإعدام مغتصبي الأطفال والمتحولين جنسيا في ...
- وزير الخارجية اللبناني: مستعدون للتعاون مع دمشق لإعادة الناز ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - نداء إلى المؤتمر الوطني الكوردي