أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - صحغيو فلسطين آهداف عسكرية!














المزيد.....

صحغيو فلسطين آهداف عسكرية!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 09:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


سئلتُ عن أسباب اغتيال 211 صحفيا فلسطينا خلال عملية الإبادة العنصرية في غزة حتى يوم 22-4-2025م فأجبتُ، إن هذا الاغتيال المقصود هو استراتيجية إعلامية صهيونية، لأن السبب يعود إلى أن الحركة الصهيونية هي حركة إعلامية بالدرجة الأولى، فتيودور هرتسل مؤسسها الأول هو إعلاميٌ أدرك منذ بداية تأسيس الحركة الصهيونية، أن الركن الرئيس لنجاح أي حركة أو فكرة هو الإعلام، وقد أثبتت التجارب في ألفيتنا الثالثة أن الإعلام لم يعد في المرتبة الرابعة وفق تصنيف، توماس كارليل الفيلسوف الاسكتلندي عام 1841م، فهو اليوم في المرتبة الأولى، ولم يعد يقع بعد السلطة التنفيذية وبعد السلطة التشريعية وبعد السلطة القضائية، ثم السلطة الإعلامية، أصبح الإعلام اليوم هو السلطة الأولى بلا منازع!
فقد كان هرتسل صحفيا نمساويا قبل أن ينفذ مشروعه الأول في المؤتمر الصهيوني الأول 1897م في مدينة بازل السويسرية، وشهد في زمنه أول حادثة أثَّرتْ في حياته، وهي قضية الضابط اليهودي الفرنسي، ألفريد درايفوس المتهم بأنه عميلٌ ألماني، فجُرِّد من رتبته العسكرية ونُفي خارج فرنسا قبل المؤتمر الصهيوني الأول بثلاث سنوات عام 1894م، لأنه يهودي، ظل هرتسل يتابع هذا الحدث إلى أن تمكن من جمع لوبي فرنسي من المفكرين والكتاب، على رأسهم الكاتب الفرنسي الشهير، إميل زولا لإثبات براءة هذا الضابط، من هنا بدأت مسيرة الحركة الصهيونية الإعلامية، وشرعت قيادات اليهود في كل مكان في امتلاك وسائل الإعلام بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، لإحداث التأثير المطلوب!
من المعروف أن الجاليات اليهودية في العالم اقتبست نظرية هرتسل الإعلامية، وشكلت لوبيات إعلامية عديدة في العالم قبل تأسيس إسرائيل، فقد صدرت صحيفة هآرتس عام 1919، أما صحيفة يديعوت أحرونوت صدرت عام 1939 وصدرت صحيفة دافار عام 1925، وصحيفة معاريف عام 1948، وتعددت الصحف الحزبية الإسرائيلية، أصدر حزب، المفدال حزب المتدينين الوطنيين صحيفة "هتسوفيه" أما حزب، مبام حزب العمال الموحد فقد أصدر صحيفة علهامشمار التي أقفلت في شهر مارس 1995، وأصدرت الحركة الشيوعية الإسرائيلية صحيفة كول هاعام التي أغلقت عام 1975م، كما أن صحف إسرائيل تحولت من صحف مدعومة من الدولة إلى صحف تُشارك في النشاط التجاري الإسرائيلي، فأصبح الدخل السنوي لصحيفة، يديعوت أحرونوت التي تملكها عائلة موزس يبلغ مئات ملايين الدولارات، وكذلك صحيفة معاريف، وصحيفة هارتس، وصحيفة إسرائيل هايوم!
إن ما تملكه إسرائيل من وسائل إعلام ومن صحف إسرائيلية، لها تأثير كبير على المؤسسات الحكومية في إسرائيل فهي الأكثر تأثيرا، وما تملكه إسرائيل من كوكتيل لغات العالم جعلها سلطات إعلامية كبيرة، هكذا صار الإعلام أشد تأثيرا من نظريات السياسيين، فالإعلام يوجههم ويقودهم، لذلك فإن شراء هذه الوسائل الإعلامية أصبح طموحا لكل سياسيي إسرائيل!
ولا يجب أن ننسى أن التهم الأربعة الموجهة لنتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل، منها تهمتان إعلاميتان، الأولى تهمة رقم مائتين، وهي تهمة الاستحواذ على صحيفة يديعوت أحرونوت، وهي مكالمة هاتفية مع أرنون موزس رئيس تحرير الصحيفة، تهدف لوقف توزيع صحيفة إسرائيل ها يوم مجانا في إسرائيل، وتهمة رقم أربعمئة للاستحواذ على موقع واللا الإخباري!
كذلك استخدم قادة إسرائيل نظاما فرضوه على الإعلام لتحقيق الأهداف الإعلامية، وهو نظام الالتزام بالرقابة العسكرية، من رؤساء تحرير الصحف، وهو القانون الذي أُقِرَّ عام 1949م بعد تأسيس إسرائيل بعام واحد، ينص هذا القانون على منع نشر معلومات تساعد الأعداء، وتنص على التعاون بين الجيش ورؤساء التحرير، مع الالتزام بعدم نشر المواد السرية
إذن، ليس من المبالغة القول إن كل رؤساء حكومات إسرائيل هم إعلاميون ورثوا هذه التكنلوجيا الإعلامية من قادتهم القدماء، كان مفروضا علينا أن نعي هذه الحقائق، ولا سيما أن للفلسطينيين تراثا إعلاميا مميزا يتمثل في عدد الكفاءات الإعلامية، كما أن فلسطين تفتخر بأن إذاعتها الأولى انطلقت عام 1936م أي قبل تأسيس إسرائيل، وأن عددا كبيرا من إعلاميي فلسطين ومصر ولبنان وسوريا كان لهم دورٌ كبير في تأسيس منظومات إعلامية كبرى في العالم!
أما عن سبب اغتيال هذا العدد الكبير من الصحفيين الفلسطينيين في فلسطين فإنه يعود إلى نجاحهم في التغطية الصحيفة الحرة غير الخاضعة للتأثيرات، فهم جنود الميدان الأكْفاء ممن ينافسون الرواية الإسرائيلية الإعلامية، لذلك فإنهم أعداءُ للمؤسسة الإعلامية الاحتلالية.
هذه السياسة لم تبدأ منذ الحرب العنصرية الجارية منذ السابع من أكتوبر عام 2003م، بل تعود إلى القرن العشرين، ففي سبعينيات القرن الماضي جرى اغتيال، وائل زعيتر السفير والصحفي الفلسطيني، في روما، واغتيال، محمود الهمشري في باريس، وكمال عدوان وأبو يوسف النجار، وكمال ناصر، وكمال عدوان، وفي الثمانينيات اغتيل، الصحفي ماجد أبو شرار، كما أن اغتيال، غسان كنفاني مثلا في السبعينات ليس لأنه شارك في عمليات إرهابية ضد إسرائيل، بل لأنه أديبٌ وإعلامي وصحفي بارز!
كثيرا ما كنتُ أجيب عن سبب تفوق وإبداع الإعلاميين الفلسطينيين والعرب عندما يعملون خارج فلسطين مع قنوات أجنبية، بينما لا ينجح هؤلاء في وطنهم العربي والفلسطيني، كنتُ أجيب على ذلك بأننا للأسف ما زال نعتبر الإعلام وظيفة حكومية مدعومة من أنظمة الحكم، ونعتبر الإعلاميين موظفين مملوكين لأنظمتهم الحاكمة، عليهم أن يثبتوا لها الولاء دائما، فإعلاميونا ينجحون إذا اغتربوا، لإنهم يحسون بالحرية، فهم ينجحون بسبب نجاح مؤسساتهم وشركاتهم الإعلامية التي تتمتع بالحرية والديموقراطية في الأوطان التي تحترم حرية الصحافة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى المبدع جمال حمدان!
- أين اختفى اليساريون الإسرائيليون؟!
- قصتان عالميتان عن مرض الحزبية!
- مخطط إسرائيل للسلطة!
- ماذا بعد اغتصاب الضفة العربية؟
- ما مخططهم لغزة؟
- احتفالاتهم، واحتفالاتنا!
- غزة وفندق الكمبردور!
- مباحثات نتنياهو وترامب!
- حزب الذبابة!
- نحلة طالبان اليهودية!
- نزوح بسبب قنبلة!
- من هي جان دارك دونالد ترامب؟!
- قصة جاري الحمار!
- شمال إسرائيل، أم جنوب لبنان؟
- طاحونة والدي!
- لماذا اختارت الحكومة العميقة ترامب؟
- جنازتان لم أحضرهما!
- لا تحولوا إعلام الكوارث إلى إعلام تسلية!
- كاوبوي البورصات، وأبطال الصناعات!


المزيد.....




- يتقدمهم كريستيانو رونالدو.. مبلغ مالي قد يصدمك مقابل كل دعاي ...
- استحداث منصب نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية
- العالقون في حميميم: عائلات سورية علوية تخشى أن يتم التخلي عن ...
- من هو الكاردينال إردو أبرز الأسماء المتداولة لخلافة البابا ف ...
- -رويترز-: أوروبا تعارض في المحادثات مع الأمريكيين الاعتراف ب ...
- بعدما استدعته الخارجية.. السفير الإيراني في لبنان يعتذر عن ا ...
- لأول مرة.. تداول مشاهد جديدة لاغتيال السادات بالصوت والصورة ...
- أسير أوكراني يدمر طائرة مسيرة كانت تستهدفه مع جندي روسي
- تحليل إسرائيلي حول سر توجه الجيش المصري نحو روسيا والصين
- محمد صلاح يتدخل لإنقاذ قريته من أزمة


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - صحغيو فلسطين آهداف عسكرية!