عقيل الخضري
الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 08:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أساطير الصين "4"
"لدى كلِّ الشُّعوب أساطير وحكايات، يرى البعض أنَّ العقل البشريَّ اِبتدعها لتماشي وعي الإنسان في وقتها، ومن يرى أنَّها الحقيقة ولا بدَّ من اِحترامها ولدرجة التَّقديس.."
منذ زمن طويل كانت الثعابين والضفادع أصدقاء، إلا أن الثعابين كان لها في ذلك الوقت أربع أرجل، بينما لم يكن للضفادع أرجل، وكانت تزحف على بطونها.. الثعابين آكلة جيدة وكسولة، بينما كانت الضفادع مجتهدة للغاية، فهي تصطاد الحشرات لتأكلها الثعابين فقط، كما أنها كانت تساعد الأشخاص، لذلك كان البشر يكرهون الثعابين ويحبون الضفادع.
اكتشف الثعبان أن الناس يكرهونه، فبدأ يكره الناس، فعض البشر وأكل الحيوانات، مما جعل العالم في غاية القلق، فاشتكى إله الأرض إلى القصر السماوي، طلب الإمبراطور "اليشم" حضور الثعبان إلى القصر السماوي لإقناعه بتغيير طرقه الشريرة وفعل الخير، لكن الثعبان نطق بكلمات متعجرفة ولم تكن لديه نية للتوبة، فغضب الإمبراطور وأمر جنوده الإلهيين بقطع أرجل الثعبان الأربع لمنع إيذاء الآخرين، ومنذ ذلك الحين فقدت الأفعى أرجلها الأربع، رأى الإمبراطور اليشم أن الضفدع قد فعل شيئًا جيدًا للناس، لذلك أعطى أرجل الثعبان الأربع للضفدع.
بعد أن أصبح للضفدع أرجل، صار أكثر اجتهادًا.. بينما صَحَّح الثعبان أخطاءه وعقد العزم على إعادة تأهيل نفسه، كما بدأ يأكل الآفات ويجر جسمه الطويل، فيعمل الخير للإنسان بصمت، وتبع الثعبان التنين ليتعلّم كيفية التحكم في المياه، وأوصى بعد موته، بالتبرع بجسده للبشر كدواء لعلاج المرضى.. مما جعله الإمبراطور يحتل مرتبة خلف التنين في ترتيب الأبراج الاثني عشر.
بعد أن أصبح الثعبان من ضمن البروج، لن يقوم مرة أخرى بإيذاء الآخرين، وبمجرد أن تراوده الأفكار الشريرة، ستتحوّل الأفكار الشريرة إلى طبقة من الجلد وتتقشر ليبدأ حياة جديدة! ومع ذلك، فقد استاء من الضفدع لأنه يمتلك أرجله الأربع، لذا، حتى يومنا هذا، يعض الثعبان الضفدع فور رؤيته له، عندما يرى الضفدع الثعبان يرتعد خوفًا ويهرب مسرعًا.
#عقيل_الخضري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟