عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 22:19
المحور:
القضية الفلسطينية
بعد مرور أقل من شهر على العدوان الصهيوني الجديد على قطاع غزة :الاحتلال يغرق في رمال غزة
بقلم عليان عليان
ذهب بعض المحللين العسكرييين العرب وغيرهم من المتساوقين مع أهداف نتنياهو في عدوانه الجديد على قطاع غزة منذ 18 مارس( آذار ) الماضي ، إلى تفسير عدم قيام المقاومة بعمليات فدائية على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع، بأن المقاومة انهارت وفقدت قدرتها على مزاولة عملياتها ، ضد قوات الاحتلال التي دخلت المنطقة العازلة وتوسعت فيها لتشمل مدينة رفح بالكامل ولتشمل منطقة ( موراغ) الفاصلة بين مدينتي رفح وخان يونس، وأنه لم يعد لديها الإمكانات من الذخائر والأسلحة لموصلة القتال ،وأن أزمة الجوع والإبادة اليومية لأبناء القطاع أثرت على حالتها المعنوية .
وراح الذباب الإلكتروني للسلطة ولأطراف من النظام العربي الرسمي ، يرددون شرط نتنياهو لوقف الحرب على غزة ، ممثلاً بأن تقوم المقاومة بتسليم ما تبقى لديها من أسلحة وأن تغادر غزة على النحو الذي غادرت فيه المقاومة العاصمة بيروت عام 1982 .
وكان جيش الاحتلال قد زج بفرقه العسكرية في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، في حين قال وزير الحرب الصهيوني "يسرائيل كاتس" إنه من المقرر السيطرة على مساحات واسعة من القطاع، وضمها إلى المناطق الأمنية الإسرائيلية".
واللافت للنظر أن هؤلاء المحللين المشبوهين ، لم يقرأوا واقع المقاومة جيداً في القطاع ، أو أنهم تغافلوا عن قراءة الواقع ، بهدف شن حرب نفسية على المقاومة، وحاضنتها الشعبية العظيمة ، في تكامل مع خطاب نتنياهو حول "النصر المطلق" ، الذي بات محل مسخرة وسائل الإعلام الصهيونية ، ولعل الحضور العسكري الهائل والمنظم لكوادر وعناصر المقاومة في مهرجانات تبادل الأسرى ، كان رسالة واضحة بأن المقاومة في كامل ألقها وجهوزيتها القتالية لمواجهة أي عدوان جديد ، لا سيما وأن هذا الحضور العسكري شكل رافعة معنوية لجماهير شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والمناطق ، وشكل عامل انكسار واحباط لقوات الاحتلال وللقيادة السياسية والعسكرية الصهيونية ولجموع المستوطنين في الكيان الصهيوني.
لم يطول الانتظار ، حيث جاءت عمليات المقاومة المتلاحقة لتصب الماء البارد على رؤوس أولئك الذين تشدقوا بانهيار المقاومة ، ولتدفعهم إلى بلع ألسنتهم ، لا سيما وأن الإعلام الصهيوني ، بات يعلن عن عمليات المقاومة وخسائر قوات الاحتلال، قبل أن تزف فصائل المقاومة عبر فيديوهات النصر عملياتها النوعية والمركبة.
1-بتاريخ 16 نيسان الجاري أعلنت كتائب القسام استهداف 3 دبابات من طراز "ميركافا 4″ بقذائف "الياسين 105" خلال توغلها شرقي حي التفاح في الساعات الـ24 الماضية، وكذلك أعلنت القسام تمكّن مقاتليها من تنفيذ كمين مركب ضد قوة إسرائيلية متوغلة في منطقة جبل الصوراني شرق حي التفاح، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
2-كما أعلنت "كتائب عز الدين القسام" في بيان لها، بتاريخ 18 نيسان (إبريل) الجاري، أنها استهدفت في يومين 5 جرافات إسرائيلية ،وأوقعت أفراد قوة إسرائيية بين قتيل وجريح ،بعد استدراجهم لنفق في خان يونس ، مبينةً أن مقاتليها استهدفوا بتاريخ 17 نيسان (إبريل) الجاري ثلاث جرافات عسكرية إسرائيلية في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما فجروا ثلاث 3 عبوات ناسفة في جرافتين عسكريتين إسرائيليتين بتاريخ 16 نيسان (إبريل )الجاري في نفس المنطقة.
3-بتاريخ 18 نيسان ( ابريل) الجاري، بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ، مشاهد من قصف مقاتليها جنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته المتوغلة في رفح بعدد من قذائف الهاون وصواريخ "107" قصيرة المدى، وكذلك قصفها مقر قيادة وسيطرة تابعا لجيش الاحتلال بمخيم يبنا جنوبي رفح، في 12 أبريل/نيسان الجاري ، حيث وثقت المشاهد قصف تمركز جنود الاحتلال وآلياته، في منطقة موراغ الفاصلة بين مدينتي رفح وخان يونس، ويبلغ طولها 12 كيلومترا من البحر الأبيض المتوسط غربا حتى الحدود الشرقية مع غلاف غزة.
4- بتاريخ 20 نيسان ( إبريل) الجاري أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، ، تنفيذها كمين "كسر السيف" المركب، يوم 18 نيسان الجاري ،شرق بيت حانون شمالي قطاع غزة ، وأوضحت الكتائب أنّ مجاهديها استهدفوا بقذيفة مضادة للدروع جيب عسكري من نوع "storm" تابع لقيادة كتيبة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة، موقعةً إصابات محققة...وأضافت أنّه فور وصول قوة الإسناد الإسرائيلية، التي هرعت للإنقاذ، تم استهدافها بعبوة مضادة للأفراد، ما أدى إلى وقوع أفرادها بين قتيل وجريح ، وكعادته ام يعترف العدو بعدد القتلى والجرحى في حين أفادت القناة 7 الإسرائيلية ببتر ساقي مجندتين أصيبتا في كمين حماس قرب بيت حانون.
كما أكدت كتائب القسام استهدافهاً موقعاً مستحدثاً لقوات الاحتلال في المنطقة الكمين بـ4 قذائف "RPG"، واستهدفته بعدد من قذائف "الهاون".
5- في اليوم الـ35 من استئناف العدوان على غزة، قال قيادي بكتائب عز الدين القسام للحزيرة أن مقاتلي الحركة استدرجوا قوة هندسية صهيونية لعين نفق مفخخة مسبقا، وتم تفجيرها مما أوقع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح شرق حي التفاح شرق مدينة غزة.
العدو يغرق مجدداً في رمال غزة
لقد جاءت هذه العمليات النوعية المتلاحقة والمبهرة لفصائل المقاومة ، لتقلب الطاولة على توقعات العدو وأدواته في الإقليم ، ولتؤكد أن المقاومة بخير ، وأنها جاهزة لمواصلة التصدي للعدوان الجديد وإفشاله ، من خلال عملياتها المدروسة والمخطط لها جيداً ، وأنها هي التي تحدد الساعة لبدء عملياتها من المسافة صفر.
لقد أربكت هذه العمليات الكيان الصهيوني وعمقت من أزمته السياسية والأمنية ، وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي :
1-اعتراف قيادات عسكرية سابقة بفشل العدوان الجديد في تحقيق أهدافه:
قال اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك في مقال له في صحيفة معاريف بتاريخ 21 نيسان الجاري، إن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز عسكري يذكر في حربه الجديدة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، معتبراً أنها ألحقت هزيمة عسكرية ومؤلمة بجيش (إسرائيل) ستترك آثارا عميقة ، مؤكداً مؤكدا أنه "فشل في تحقيق أي من أهداف الحرب، وعلى رأسها هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن.
1-تأكيد رئيس جهاز "أمان" الأسبق، عاموس مالكا، في حديث إلى "القناة 12" الإسرائيلية، أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "خائف" ، لافتاً إلى أنّ الأخير تراجع عن مفهوم "النصر المطلق"، في بيانه بتاريخ 18 نيسان الجاري ،حيث كرّر استخدام مصطلح "عدم الخضوع" لشروط المقاومة ولضغوط المعارضين للحرب، بدلاً من " النصر المطلق (7) مرات، معتبراً أنّ هذا الأمر يمثّل "محاولةً منه لتخفيف الضغط الذي يتعرّض له"
2-محلل ومعلق الشؤون السياسية والأمنية في صحيفة "معاريف" "الإسرائيلية ، "بن كَسبيت قال إنّ نتنياهو "أوقع (إسرائيل) كلها في الفخ مرةً أخرى، كما أكدت صحيفة "معاريف" ا ، في مقال لمراسل الشؤون العسكرية، "آفي أشكنازي"، أنّ حركة حماس "بلورت مؤخراً تكتيكاً قاتلاً، وحوّلت دونيتها العسكرية إلى ميزة تكتيكية، وتعمل على إفقاد الجيش الإسرائيلي توازنه".
3صحيفة هآرتس الإسرائيلية أشارت في تقرير لها بتاريخ 22 نيسان (إبريل)الجاري أن عناصر الجيش النظامي في الحرب الحالية على قطاع غزة باتوا يعانون من إرهاق شديد ، في حين صرح رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي " يائير غولان" لا بد من وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
5-رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي اللواء احتياط "يسرائيل زيف" قال في تصريح له بتاريخ 18 نيسان (إبريل) الجاري : "إن حركة حماس تتقن الاختباء دون حاجة إلى قتالنا والوضع ينقلب ضدنا"، مضيفًا "لم نعد نمتلك أي نقاط ضعف لدى حماس يمكن استغلالها" مؤكداً "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منفصل عن الواقع المتمثل في الرسائل المتراكمة، المطالبة باستعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء الحرب.
شعار أوقفوا الحرب بدأ يتبلور في الشارع الإسرائيلي
أن صمود المقاومة على مدى (17) شهرً ، وعودتها الظافرة للرد على العدوان الجديد ،رغم ما ألم بشعبها من جراح جراء حرب الإبادة الجماعية، عمق من الأزمة الأمنية للكيان الصهيوني ، وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي :
1-آخر استطلاع للرأي بشأن الحرب كشف أن 56 في المائة من المستطلعة آرائهم في الكيان الصهيوني يطالبون بوقف الحرب على قطاع غزة وإنجاز صفقة لتبادل الأسرى.
2- أن 60 في المائة من قوات الاحتياط استنكفت عن المشاركة في العدوان الجديد على قطاع غزة جراء الإحباط الناجم عن صعوبة مواجهة فصائل المقاومة والخسائر البشرية الهائلة في صفوف قوات الاحتلال.
3- أن نتنياهو حاول تعويض عملية استنكاف قوات الاحتياط للمشاركة في الحرب بإرسال آلاف الجنود للمعركة قبل أن يستكملوا تدريبهم العسكري.
4- هنالك نقص هائل في القوى البشرية لجيش الاحتلال ، ولم ينضم من " الحريديم " على مطالبة وزارة الحرب لهم بالانخراط في صفوف الجيش سوى 180 فرداً .
5- أن رقعة المعارضة لاستمرار الحرب قد اتسعت لتشمل المؤسسات الأمنية في "إسرائيل" إذ طالت وحدات عسكرية من قوات الاحتياط والمتقاعدين، فوقّع 1600 من قدامى الجنود في لواءي المظليين والمشاة على بيانٍ يطالب بإعطاء الأولوية لإعادة الأسرى، كما وقّع 100 طبيب عسكري في الاحتياط على بيانٍ مماثل يدعو إلى وقف القتال، وكان نحو ألف من عناصر سلاح الجو الإسرائيلي قد بعثوا في وقتٍ سابق برسالة للمطالبة بوقف الحرب، ولاحقاً انضم إليهم جنودٌ في الاحتياط من الوحدة "8200" التابعة للاستخبارات.
كما توالت التوقيعات من المؤسسات الجامعية والمدنية والنقابية التي ترفع شعار "أوقفوا الحرب وأعيدوا الأسرى" ، ووصلت إلى حدود (150) ألف توقيع ، ما أربك رئيس الأركان الجديد وبات يتصرف بعصبية مطلقة.
ورقعة المطالبة بوقف الحرب بدأت تتحرج ككرة الثلج ، حيث تشير التوقعات بأن شعار " أوقفوا الحرب" سيصبح الشعار الناظم والرئيسي في الكيان الصهيوني ، على النحو الذي حدث في فيتنام، بعد الخسائر البشرية الهائلة في صفوف الجيش الأمريكي التي تجاوزت أل (50) أف قتيل.
نتنياهو في نظر مساحة واسعة جداً من الشارع الإسرائيلي ، بات يخوض حربه الشخصية وحرب ائتلافه الحاكم ، وليس حرب (إسرائيل) ، غير آبه بحياة الأسرى ، سيضطر لاحقاً للنزول من أعلى الشجرة ، في ضوء الانقسام غير المسبوق في الكيان والقبول بالصفقة التي وقع عليها المفاوض الإسرائيلي في يناير ( كانون ثاني) الماضي، بعد أن بات شبح الحرب الأهلية يهدد الكيان الصهيوني وبعد أن بات الكيان على مقربة من عصيان مدني وعسكري شامل.
وأخيراً : وفي مقابل ما تقدم في الشارع الصهيوني ، نشير إلى أن المقاومة صامدة وظافرة في الميدان ، رغم حرب الإبادة الجماعية ، واستشهاد ما يزيد عن 1890 وإصابة ما يزيد عن 4950 منذ العدوان الصهيوني الجديد بتاريخ 18 مارس (آذار) الماضي ، ورغم أن حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وصلت إلى 51266 شهيداً و116,991 جريحاً ، ورغم إغلاق المعابر وانقطاع المساعدات الغذائية والطبية منذ الثاني من ( مارس) آذار الماضي ، ورغم حرب التجويع ، فهذا الصمود والظفر للمقاومة، يقوي من شكيمة المفاوض الفلسطيني في التمسك بشروطه، لإبرام أي صفقة ، متمثلةً بوقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة ، وإيصال كافة أوجه المساعدات ، وإعادة إعمار غزة وإبرام صفقة تبادل عادلة للأسرى ، ورفض أية خطة لا تلبي هذه الشروط.
انتهى
#عليان_عليان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟