أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أحمد رباص - سقوط الأطفال في الآبار: أين مشروع قانون حفر الآبار المنتظر في البرلمان؟














المزيد.....

سقوط الأطفال في الآبار: أين مشروع قانون حفر الآبار المنتظر في البرلمان؟


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 18:47
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كان من المفترض أن تشكل الذكرى المؤلمة لريان، الطفل البالغ من العمر خمس سنوات والذي توفي في قاع بئر في فبراير 2022، صدمة وطنية. ولم يكن الأمر كذلك. وبعد مرور عامين ونيف، يتكرر التاريخ، بنفس الطريقة تقريبا.
من الصعب أن نبقى غير مبالين بالمآسي التي تهز البادية المغربية بانتظام. مؤخرا، غرق طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات في بئر مكشوف على بعد خطوات من منزله في بلدة العوامرة ضواحي مدينة العرائش.
بعد طفل العوامرة الذي لقي نفس مصير ريان، تناقلت وسائل الإعلام خبر سقوط طفل في بئر وسط أحد حقول جماعة مديونة. البئر مهجورة منذ سنوات، مالك الأرض التي تقع وسطها اكتفى، لغلق فيها، باستعمال قماش بلاستيكي وقطعة قزدير نخرها الصدأ وأهال عليهما التراب. لسنا أمام بئر محكمة الإغلاق، بل أمام مصيدة وكأنها منصوبة لاصطياد الأعداء. طبيعي، والحالة هاته، أن تكون القزديرة والقماش، تحت ثقل التراب، آئلتين للانهيار، وحدها وطأة جسد طفل صغير من شأنها إنجاز الباقي. لكن تشاء الأقدار أن ينجو بحياته بعد إصابته بكسور وتجرعه لآلام.
التحقيق المفتوح، كما هو الحال دائما، سيهدف إلى "تحديد المسؤوليات"، وكأنها لم تكن معروفة بالفعل. وكأن هذا لا يشكل دليلا إضافيا على فشل الدولة المغربية في ضمان الأمن الأساسي لمواطنيها الأكثر هشاشة.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه المآسي ليست حالات معزولة. وتتحدث الصحافة المحلية كل شهر تقريبا عن حوادث مماثلة. يختفي الأطفال، تتفكك الأسر، وتُقطع الأرواح في صمت سياسي مخيف.
لكن قضية رايان جذبت انتباه البلاد وخارجها. حبس العالم أجمع أنفاسه لمدة خمسة أيام. الجرافات، رجال الإنقاذ، المروحيات... المغرب قدم عرضا للعالم، معرضا للإنسانية والتعبئة. ولكن هذه التعبئة، رغم صدقها من حيث الشكل، لم تؤد إلى إحداث تغيير هيكلي. وبعد أن تم إيقاف الكاميرات ونسيان الهاشتاغات، بقيت الآبار مفتوحة، فاغرة أفواهها، جاهزة لابتلاع المزيد من أمثال رايان.
الإفلات من العقاب الإداري وضعف الدولة في مناطقنا القروية يعكسان ازدواجية الحكم. نخبة حضرية محمية، ومطلعة، ومتصلة... ومغرب هامشي، منسي، مهجور، حيث يكون حفر بئر غير مؤمن في بعض الأحيان الخيار الوحيد للبقاء على قيد الحياة في مواجهة الجفاف. ولكن من هو المسؤول إذا تحولت هذه الآبار، مع مرور السنين، إلى مصائد موت؟ هل تعود المسؤولية إلى العائلات التي ليس لديها موارد؟ أم إلى لفلاحين الذين هم بلا موارد؟ أم إلى السلطة المركزية التي سمحت، من خلال التقاعس والإهمال، بوقوع هذه الأحداث المأساوية.
لكن الدولة المغربية لديها الإمكانيات التقنية والبشرية والمالية اللازمة لتجنب هذه المآسي. وبإمكانها فرض معايير سلامة صارمة على كافة عمليات الحفر. ويمكنها تنظيم إحصاء واسع النطاق للآبار المفتوحة تمهيدا لإغلاقها أو ردمها نهائيا. ومن الممكن، قبل كل شيء، أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوعي بين سكان البادية، وخاصة الأسر، بشأن حفر الموت هذه.
لنا أن نتساءل: أين ذهبت وعود التنظيم بعد مأساة 2022؟ أين مشروع قانون حفر الآبار المنتظر في البرلمان؟ متى ننتقل من سيناريو إنقاذ الأرواح في عمليات كبيرة ومذهلة تحت الأضواء إلى حماية الحياة واحترامها، حتى في أكثر مناطقنا نأيا.
أصبح ريان اسما منقوشا في ذاكرتنا الجماعية. لكن سوف تضاف أسماء أخرى إلى قائمة الضحايا
ما دامت الآبار مفتوحة، وما دامت القوانين مجرد حبر على ورق.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمارة: ندوة دولية حول موضوع: اليسار العالمي والمحلي وآفاق إع ...
- الإصلاح الجديد المرتقب لأنظمة التقاعد: استطلاع آراء بعض المو ...
- البيان الختامي للمجلس الوطني لقطاع التعليم المنضوي تحت لواء ...
- الرباط-الجزائر-باريس: مثلث الاضطرابات
- وقائع الندوة الفكرية الأولى ضمن فعاليات المجلس الوطني لقطاع ...
- ارتفاع نسبة الطلاق خطر حقيقي يهدد الأسرة المغربية
- بوزنيقة: هل ستطال حملة تحرير الملك العمومي المخالفين للقانون ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- وفاة معلمة ومؤطر تربوي بعد الاعتداء عليهما يقلص فرح أستاذات ...
- الحراك التعليمي في المغرب: مقاربة سوسيولوجية
- عندما هدد ظهير بشكل مباشر عرش الحسن الثاني
- الأساتذة المقصيون من الترقية إلى خارج السلم يرفضون الجواب ال ...
- الهجمات الإلكترونية: جبهة جديدة في التنافس بين المغرب والجزا ...
- المغرب: دراسة سوسيولوجية للحراك التعليمي الذي عكس أزمة عميقة
- لقاء نتنياهو بترامب: مفاوضات دبلوماسية مع إيران وتركيا
- خالد مونا*: هل نحتاج إلى منظور جديد لمقاربة الحراك في المغرب ...
- وزارة الداخلية تدعو الأحزاب والجمعيات إلى الاستفادة من -صندو ...
- تنسيقية ونقابة تدعوان إلى إضراب وطني احتجاجا على تهميش -أسات ...
- الحوار الاجتماعي: الاتحاد المغربي للشغل يشعر بخيبة الأمل، ود ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...


المزيد.....




- الاحتلال يصعد عدوانه في طولكرم: اقتحامات واعتقالات وإغلاق لل ...
- الأمم المتحدة: سوريا جاهزة لجذب الاستثمار الأجنبي ورفع العقو ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام مواطنين في مكة وتكشف ما ...
- الأغذية العالمي: انعدام الأمن الغذائي يهدد ملايين الإثيوبيين ...
- لأول مرة.. اعتقال قياديين فلسطينيين في دمشق
- اعتقالات في صفوف حركة الجهاد بدمشق.. رسائل تتجاوز حدود الأمن ...
- سوريا: القبض على أبرز ضباط المخابرات الجوية لارتكابه جرائم ح ...
- الأونروا تتهم الاحتلال باستخدام المساعدات كسلاح حرب في غزة
- تونس.. ما تأثير تفكيك مخيمات المهاجرين على أصحاب حقول الزيتو ...
- مبعوثة الأمم المتحدة: المؤسسات الليبية فقدت شرعيتها


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أحمد رباص - سقوط الأطفال في الآبار: أين مشروع قانون حفر الآبار المنتظر في البرلمان؟