أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مؤيد عفانة - قراءة أوليّة في مشروع قانون الانتخابات المحليّة الفلسطينية 2025














المزيد.....

قراءة أوليّة في مشروع قانون الانتخابات المحليّة الفلسطينية 2025


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 13:15
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


قراءة أوليّة في مشروع قانون الانتخابات المحليّة 2025
بقلم: مؤيد عفانة
باحث في القضايا الاقتصادية والحوكمة
ناقش مجلس الوزراء الفلسطيني مشروع قرار بقانون بشأن انتخابات الهيئات المحلية، والذي خضع قبل ذلك إلى مشاورات متعددة في مرحلة الاعداد، ومن خلال قراءة أوليّة لمشروع القانون، يُلاحظ أنّ التغيير الجوهري كان في طبيعة النظام الانتخابي، وتعديلات في فرص مشاركة الشباب والنساء، وبعض إجراءات العملية الانتخابية. وبخصوص النظام الانتخابي، فقد تم تقسيم الهيئات المحلية تبعاً لتصنيفها إلى مجالس بلدية ومجالس قروية، وضمن نظاميّ انتخابات مختلفين، فالنظام الانتخابي الجديد للمجالس القروية سيعتمد نظام الأغلبية، ولكن بشكل مقيّد نسبياً، حيث يُتاح للناخب اختيار خمسة مرشحين أو أقل من أصل تسعة، الأمر الذي يتناسب وواقع المجالس القروية، ويحد من إشكاليات تطبيق النظام النسبي عليها، وفي ذات الوقت يعزز من التعددية في التمثيل، ويحدّ من سيطرة العشائر والعائلات الكبيرة على كافّة مقاعد المجلس القروي من خلال تقييد الناخب بخمسة مرشحين أو أقل، وبالتالي يتيح الفرصة لتمثيل أوسع في المجالس القروية لمختلف العائلات.
أمّا نظام الانتخابات في المجالس البلدية، فحدث به أيضا تغيير، باعتماد التمثيل النسبي، ولكن بنظام القائمة المفتوحة المقيّدة، الذي يتيح للناخب المشاركة في ترتيب مرشحي القائمة تبعاً لرغبته، ولكن لغاية خمسة مرشحين أو أقل من نفس القائمة. ممّا يوفر حرية أكبر للناخب لاختيار مرشحيه، ويستطيع الناخب حينها حجب صوته عن الفاسد أو غير الكفؤ، وسيجبر المرشحين على عدم الاطمئنان لحصولهم على مراكز متقدمة في ترتيب القائمة، وأيضا اعفاء القوائم من اشكاليات الصراع على المراكز المتقدمة، وسيدفع المرشحين إلى العمل الجدّي من أجل كسب الأصوات، وعلى الحفاظ على تاريخ حافل بالإنجازات استعدادا لذلك، كما سيوفر نظام القائمة المفتوحة فرصة أكبر للشباب للفوز، وسيسهم في انتخاب الأكثر كفاءة ومهنية، وإن كانت اتاحة الفرصة للناخب لترتيب كافّة مرشحي القائمة وليس فقط (5) كما ينص مشروع القانون، له أثر أكبر في تعظيم دور الناخب لتحديد مرشحيه.
ومن التوجهات الإيجابية في مشروع القانون الجديد تخفيض سن الترشّح لـ 23 عام، مما يتيح فرص أكبر للشباب للترشح للانتخابات المحلية، وان كان المأمول تخفيض سن الترشّح لـ 21 عام، وخاصة وأن الشباب ضمن الفئة العمرية 18-29، يشكلّون حوالي 22% من اجمالي السكان في فلسطين، وهم القوةُ الانتخابية الأولى في الانتخابات، كون نسبة الشباب تشكّل أكثر من (40%) من إجمالي الفئات العُمريّة كافّة التي يحقّ لها الاقتراع. كما أـن مشروع القانون يحمل تطوراً إيجابياً في تمثيل المرأة، حيث رفع من الكوتة النسائية (الحد الأدنى لتمثيل النساء)، ولكن بقيت محدودة، بحيث تبلغ تلك الكوتة في المجالس القروية ذات المقاعد التسعة، مقعدين بحد أدنى، أي بنسبة (22.2%)، لتصل في أقصاها الى (30.7%) في المجالس البلدية ذات المقاعد الـ (13)، وعلى الرغم من هذا التطور إلّا أنه ما زال لا يلبي نسبة الـ (30%) في كافّة المجالس القروية والبلدية تبعاً لتصنيفاتها، بل تنخفض تلك النسبة في الهيئات المحلية الكبيرة ذات الـ (15) مقعد إلى نسبة (26.6%)، وبواقع 4 مقاعد.
اما فيما يتعلق بالحوكمة، فما زالت هناك ثغرات في مشروع القانون تخالف مبادئ الحوكمة، منها عدم توفر شرط يمنع ترشح الأقارب من الدرجة الأولى في القائمة الانتخابية أو في المجلس القروي، الأمر الذي يتنافى ومبدأ منع تضارب المصالح، كما أنّ مشروع القانون لم يُلزِم لجنة الانتخابات المركزية بنشر تكاليف الحملات الانتخابية ومصادر التمويل وأوجه الصرف، الامر الذي يتنافى ومبدأ الشفافية.
أما فيما يتعلق بانتخاب الأميّين، والأشخاص من ذوي الإعاقة، فإن مشروع القانون سمح بثغرة أضحت أنموذج لمصطلح (الأميّة السياسية) في الممارسات السابقة، حيث أبقى مشروع القانون للأميّ أو الشخص من ذوي الإعاقة امكانية الاستعانة بشخص، ليؤشر على اسم القائمة أو المرشح الذي يرغب بانتخابه، وهو أمر يخالف مبدأ "سرية الاقتراع"، علما أن حل هذه الثغرة ممكن وبجهود بسيطة من خلال الرموز، والمعمول بها حالياً، بحيث يكون لكل قائمة أو مرشح في المجالس القروية رمز خاص يستطيع "الأميّ الحقيقي" أن يقترع من خلال معرفته بالرموز المعبرة عن كل قائمة أو مرشح، أما بالنسبة لاقتراع الأشخاص من ذوي الإعاقة، فيمكن تضييق الدائرة الخاصة بوجود مرافق ما أمكن، من خلال توظيف الإجراءات التيسيرية الممكنة لاقتراع الأشخاص من ذوي الإعاقة، واعتماد الممارسات الفُضلى المتبعة في دول العام، مثل استخدام صيغة بريل لذوي الإعاقة البصرية، والكتابة بخطوط كبيرة، وغيرها. كما أن الحوكمة تقتضي تقييد صلاحيات السلطة التنفيذية في اجراء الانتخابات المحلية على مراحل كما هو وارد في مشروع القانون، وانما ربط ذلك بالجهوزية الفنية للجنة الانتخابات المركزية، من اجل تعزيز مبادئ الحيادية والموضوعية في الانتخابات.
وختاماً فإن مشروع القانون يعتبر تطوراً للإطار التشريعي الناظم للانتخابات المحلية، بحاجة إلى مزيد من الحوار المجتمعي مع كافة الجهات ذات الصلة، وتعديل بعض مواده ليكون أكثر انفاذاً لمبادئ الحوكمة، ويعزز من أرادة الناخب الفلسطيني في اختيار ممثليه.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَاقِعُ الماليّة العامّة في فلسطين بعد حُزمة الدعم الأوروبية
- النقاش المجتمعي لمشروع الموازنة العامة ... خطوة هامة نحو تعز ...
- خُنْقُ الضَّفَّةِ الْغَرْبِيَّةِ اقْتِصَادِيًّا تَوْطِئَةً ل ...
- وَأَفَلُ الْعَامِ 2024... الْعَامُ الْأَصْعَبُ عَلَى الِاقْت ...
- خُطَّة اَلْحَسْمِ اَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ وَخَنْقِ اَلضَّفَّةِ ...
- قَانُونُ تَعْوِيضِ الْقَتْلَى الإسرَائِيليّين ... تَطَوُّرُ ...
- إِيرَادَات اَلْمُقَاصَّةِ . . . وَاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ اَلْإِ ...
- وَاقِعُ اَلْمُوَازَنَةِ اَلْعَامَّةِ فِي فِلَسْطِين
- اَلتَّعَثُّر اَلْمَالِيِّ لِلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ . . ...
- الْأَزْمَةِ الْمَالِيَّةِ لِلسُّلطَة الْفِلَسْطِينِيَّة وَال ...
- اَلْمَسْؤُولِيَّة اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ لِلْقِطَاعِ اَلْخَاصِّ ...
- أَمَّا اَلْفُقَرَاءُ . . . فَلَا بَوَاكِيًّ لَهُمْ
- اَلْحَوْكَمَة رَافِعَةَ اَلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِدَر ...
- أَرْبَعُ حَقَائِقَ عَنْ اَلْأَزْمَةِ اَلْمَالِيَّةِ لِلسُّلْ ...
- اَلْهَيْئَات اَلْمَحَلِّيَّةِ وَالْحَوْكَمَةِ . . . مَا بَيْ ...
- لَا تَتْرُكُوا اَلْعَامِل وَحِيدَاً...
- وَمَضَات نَقْدِيَّةٍ مِنْ سِيسِيولْوجِيا حَالَةَ اَلْحَرْبِ
- إِضَاءَة عَلَى اَلْقَرْضِ اَلْمَجْمَّعِ اَلَّذِي حَصَلَتْ عَ ...
- خَوَارِزْمِيَّات اَلْفَيْسَبُوكْ . . . وَثَقَافَةُ اَلْقَطِي ...
- عمال فلسطين والحاجة إلى حماية اجتماعية عاجلة


المزيد.....




- استطلاع: 56% من الإسرائيليين يريدون اتفاقا يُعيد الأسرى وينه ...
- ارتفاع عدد الإسرائيليين الموقّعين على عرائض تطالب بإعادة الأ ...
- اعتقالات وإقالات بجيش بوركينافاسو بعد محاولة انقلاب جديدة
- استطلاع: 56% من الإسرائيليين يريدون اتفاقا يُعيد الأسرى وينه ...
- تحت إشراف مركز الملك سلمان للإغاثة.. إجراء 83 عملية لجراحة و ...
- بعد إلغاء كلمة عراقجي خلال مؤتمر واشنطن.. ممثلية إيران لدى ا ...
- تصريحات سموتريتش تثير ضجة: إعادة الأسرى ليست الهدف الأهم!
- حماس تجدد دعوتها للتحقيق دولي في جريمة إعدام المسعفين
- مستوطنون يقتحمون الأقصى واعتقالات وهدم منازل بالضفة
- تونس: اعتقال المحامي والقاضي السابق أحمد صواب بعد انتقاده مح ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مؤيد عفانة - قراءة أوليّة في مشروع قانون الانتخابات المحليّة الفلسطينية 2025