أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سامح عوده - طفوله ماسوره واحلام مبتوره















المزيد.....

طفوله ماسوره واحلام مبتوره


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 11:59
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



الأطفال الفلسطينيون تحت قهر الاحتلال الإسرائيلي
العام 2006 م شهد انتهاكات صارخة لحقوق الأطفال الفلسطينيين

على ارض الرسالات السماوية فلسطين طفولة بريئة ، تنتهك حقوقها عيون تبكى ، وافواه تصرخ المًا ، انتهاكات متتالية على مرآى دعاة حقوق الإنسان ومسامعهم ، طفولة مبتورة ، واحتلال مستمر ، أيدٍ احتلالية قذرة تعبث بمستقل أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيو الهوية ، طفولة مع وقف التنفيذ تدعو الله أن يغير الحال ، تنظر لغدٍ مشرقٍ علها تجد فيه خيط أمل ، يعيد لها الحياة من جديد .
على الرغم من كل ما يقال وما قد قيل وما قد يقال عن حقوق الطفل الإنسان في العالم كله ، الا انه ما زال في كل مكان يعاني جراء عدم استيعاب أحقية تلك القوانين التي نصت عليها كل الاتفاقيات المتعلقة بحقوقه . سواء على المستوى المحلي في الدول التي تحترم قوانينها وقوانين حقوق الإنسان العامة أم على المستوى الدولي العالمي ، الذي مازال عاجزاً عن حماية الأطفال في كثير من بقاع الأرض ، وبنسب متفاوته . ويبدو من خلال العرض الآتي أن حقوق الأطفال في كل مكان لها خصوصية والحديث عنها في فلسطين لها خصوصية مختلفة إذ هي على الدوام مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته اللانسانية واللاخلاقية تجاه هذه الطفولة وحقوقها .
ففي السنوات العشر الماضية شهدت الأراضي الفلسطينية كثيراً من الخروقات المتعلقة بحقوق الإنسان بشكل عام ، وبحقوق الطفل بشكل خاص ، على الرغم من أن الأطفال هم الأجدر بالحماية من قبل المجتمعات البشرية ، وان الخروقات الصارخة لحقوق الطفل رافقت وصاحبت الاحتلال والأعمال الحربية التي مارستها ، وبما أن السنوات الست الماضية ، وبسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على التجمعات السكانية الفلسطينية دون أن يستثني من عملياته الحربية أي مكان ، ولم يمنح لأي مؤسسه او منشأة أي قدسيه ، فطال المدارس والمستشفيات ورياض الأطفال والمساجد وبيوت السكن ، والأكثر فظاعة هو ممارسه أبشع الجرائم من قتل وتقطيع للآدميين ، وهدم لأحلام الأطفال المتمثلة بقتل الأم او الأب أو الأخ أو حتى الزميل على مقعد الدراسة ، كل ذلك كان يتم أمام أعين الأطفال ، وفي أماكن تواجدهم ، وهذا بدوره ترك كثيراً من المعاناة للأطفال الفلسطينيين في الجانب الجسدي والنفسي وحرمهم الحق في الحياة كباقي أطفال العالم .
في نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 وولادة القانون الدولي المعاصر ظهرت كثير من الاتفاقيات الدولية ، والاقليميه ، والثنائية ، التي أعطت الطفل نصيب كبير من الاهتمام ، كون الأطفال مخلوقات ضعيفة ، تحتاج من الحماية والرعاية ما هو كثير ، ومن أهم هذه الاتفاقيات ( اتفاقية حقوق الطفل الدولية بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 44/25 في 20 تشرين ثاني 1989 بذلك يكون قد مضى على اعتمادها وعرضها للتوقيع سبعة عشر عاما، وتمتاز اتفاقية حقوق الطفل عن غيرها من الاتفاقيات الدولية بسرعة اعتمادها وتوقيعها وتصديقها، فقد بلغ عدد الدول التي وقعت عليها 191 دولة باستثناء الولايات المتحدة والصومال، وبتوقيع الدول على هذه الاتفاقية تكون قد وضعت مجموعة من المعايير والالتزامات التي تشكل حجر الزاوية للعمل من أجل الأطفال ومعهم . المحامي جمال ابتلي ، محامي نادي الأسير الفلسطيني ، مقابلة شخصية ، 6-1-2007 م )
دخلت اتفاقية حقوق الطفل الدولية حيز التنفيذ في إسرائيل في تشرين ثاني 1991، اي بعد حوالي ربع قرن من الاحتلال الإسرائيلي المتواصل للضفة الغربية وقطاع غزة. وبالرغم من ان المادة الثانية من الاتفاقية تلزم الدول الأطراف "باحترام وضمان الحقوق الموضحة في الاتفاقية لكل طفل يخضع لولايتها دون تمييز" فان إسرائيل تحاول باستمرار التنصل من مسؤولياتها تجاه الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، من خلال الادعاء أن إسرائيل بعد اتفاقيات اوسلو نقلت للسلطة الفلسطينية الصلاحيات المدنية على السكان الفلسطينيين فيما يتعلق بالقضايا التي تعالجها اتفاقية حقوق الطفل الدولية، ولكن الواقع يشير الى ان إسرائيل لم تتخل عن سيطرتها المطلقة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، فلا زالت إسرائيل تتدخل في القضايا المدنية المنوطة بالسلطة الفلسطينية، كما لا زالت تسيطر بشكل مطلق على الدخول والخروج من المناطق الفلسطينية المحتلة، علاوة على ذلك نظام الأوامر العسكرية الإسرائيلي المطبق على المواطنين وهنا لا بد من أن نستذكر الرأي القانوني القائل بان حكومة الاحتلال الإسرائيلي ما زالت هي الدولة المحتلة والتي تتحمل المسؤوليات القانونية وتبعاتها في الأراضي الفلسطينية وهذا أيضا موقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر .
وقد تمثلت انتهاكات حقوق الطفل الفلسطيني في كل كما يأتي :
أولا : أعمال القتل بحق الأطفال والقصر الفلسطينيين
وقد تمثل ذلك من خلال أعمال القتل التي تمارسها إسرائيل بحق الأطفال الفلسطينيين ، وهو الأقرب الى الاباده الجماعية الجزئية ، فمنذ بداية انتفاضة الأقصى الثانية 9-2000 وقع مئات الأطفال الفلسطينيين ضحية للعنف الإسرائيلي المتصاعد ، المتمثل في سلب حياتهم بشكل ممنهج ووفق استراتيجيات بشعة ، جراء الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوه الحربية ، واستخدام أسلحه يحظر استخدامها ، في أمكان مأهولة او مخصص للمدنين واستخدام أسلحه محرمه دوليا وغياب محاكمه ومسائله مرتكبي أعمال القتل والشدة ضد الفلسطنين من قبل حكومة الاحتلال :
( رغم وضوح النصوص في اتفاقيه جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنين ، وعلى وجه الخصوص الأطفال ، فان إسرائيل تمارس خرقاً واضحاً لهذه النصوص ، وأيضاً ضرباً عرض الحائط للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية ، والسياسية . المحامي جمال ابتلي ، محامي نادي الأسير الفلسطيني مقابلة ، 6 – 1 – 2007 م )
ما تزال إسرائيل تمارس جنون آلتها العسكرية بحق المواطن والأرض الفلسطينيين ، ويبدو أن حمى العنجهية الإسرائيلية لم يسلم منها أحد فقد أثبتت التجربة الفلسطينية منذ احتلال فلسطين أن الأطفال لم يسلموا من بطش الاحتلال وجنون أسلحته ( منذ بداية انتفاضة الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي في أيلول 2000 تم استهداف الأطفال بصورة غير مسبوقة في الفترة الممتدة من 29 أيلول الى نهاية العام 2005 . قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتل ( 728 ) طفلا فلسطينيا . ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى للأطفال الشهداء على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال – خمس سنوات منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في العام 1967 م . المصدر : احتلال مستمر وأحلام مبتورة ، الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين ، ص 21 )
ولم يكن العام 2006 م أفضل حالا . فقد مارست قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسلوب الهمجي نفسه بحق الأطفال الفلسطينيين ( وقال تقرير مركز "بتسيلم" لحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت العام الماضي 2006 م 660 فلسطينيا، بينهم 141 قاصرا. المصدر مركز بتسيلم ، عن: الجزيرة السبت الموافق30/12/2006 )
الطفلة الشهيدة ايمان حجو نموذجاً صارخاً على جرائم الاحتلال بحق الاطفال الفلسطينيين :

ومن الأمثلة الراسخة على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الأطفال الفلسطينيين استشهاد الطفلة الرضيعة إيمان حجو (الجريمة الصهيونية البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الطفلة الرضيعة ايمان احمد حجو التي تبلغ 4 شهور فقط في مدينة خان يونس ظهر الاثنين 7 ابريل تؤكد الى أي مدى وصل الاستهتار بحياة الاطفال الفلسطينيين وتبلد الضمير العالمي واذا كان العالم كله قد شهد جريمة قتل الطفل محمد الدرة فان آخر "أنة" أطلقتها الرضيعة ايمان تتصل بآخر صرخة استجداء من الشهيد الدرة .
فقد خطفت قذيفة دبابة صهيونية ايمان من أحضان أمها سوزان حجو قبل ان تكتمل فرحتها بمولودتها البكر التي انتظرتها عام ونصف بشوق, وبدل ان تفرح الام سوزان في عرس ابنة عمتها الذي قدمت من دير البلح حيث تسكن وزوجها أحمد لحضوره تحولت الى قسم العناية المركزة في مستشفى ناصر في خان يونس بعد ان أصيبت بجروح خطيرة هي وأخوتها الأطفال محمود البالغ عامان ودنيا 6 أعوام وأمها . عن الموقع الالكتروني http://www.pcac.net/details/eman.htm (
ثانيا : الاعتقال التعسفي للأطفال القصر ممن هم دون السن القانونية
تمارس قوات الاحتلال الإسرائيلي أعمال الاعتقال التعسفي بحق الأطفال والُقصر الفلسطينيين الذين لم يبلغوا سن الرشد ، في ظروف اعتقال مأساوية صعبة ، وتمارس بحقهم أقسى أساليب التعذيب ، فهي تتصرف بشكل كامل خارج القانون الدولي الانساني في تعاملها مع الأطفال الفلسطينيين ، ووفق الأرقام المتوفرة ( خلال السنوات الخمس التي أعقبت اندلاع الانتفاضة الثانية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد على ( 4500 ) طفلا فلسطينيا . وخلال العام 2005 م اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ( 700 ) طفلا منهم من لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر.
إحتلال مستمر وأحلام مبتورة ، الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين ، ص 21 )
ولم تتوقف الانتهاكات الاسرائيليه لحقوق الأطفال الفلسطينيين عند هذا الحد فقد شهد العام 2006 م سلسلة اعتقالات شملت الأطفال تضاف الى سجل الاعتقالات السابقة :
(ووفقا للإحصائيات المتوافرة لدى مؤسسة "مانديلا" فإن عدد الأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية بلغ حتى نهاية عام 2006 حوالي 10600 أسير من بينهم 112 أسيرة وحوالي 383 أسيرا طفلا ( تحت السن القانوني ) وما يزيد عن 700 أسير رهن الاعتقال الإداري وحوالي 117 أسيرا يخضعون لسياسة العزل الانفرادي والجماعي،
المصدر صحيفة الحياة الجديدة ، 28 – 12 -2006 ، العدد 4023)
( يذكر المحامي جمال ابتلي ,محامي نادي الأسير أن المعايير الدولية لتعريف الطفل تنص أن الطفل هو كل شخص لم يتم (18) من عمره وهذا بدوره يؤكد أن عدد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين لدى حكومة الاحتلال يزيد عن (2000) معتقل ) دون مراعاة ظروف احتجازهم بوصفهم أطفالاً ودونما عزلهم عن البالغين .
المصدر : جمال ابتلي ، مصدر سابق )

تمارس سلطات السجون الإسرائيلية أقسى أشكال العنف تجاه الأطفال المعتقلين في سجونها فهي تستمر في استغلال الأطفال وتعرضهم للتعذيب والقمع البشع ، وانتزاع اعترافات منهم تحت التهديد...الذي أعطي شرعيه قانونيه وقحة من قبل محكمه العدل العليا الاسرائيليه وهذا لم يحدث في أي دوله من دول العالم . ويتمثل الخرق الإسرائيلي في معاير التعامل القاسي واللانساني ، والحاط للكرامة الإنسانية للأسرى والمعتقلين ، لا سيما في معسكرات التوقيف والتحقيق التي ابتكرت حديثا لانتزاع اعتراف بأسرع وقت ممكن من المعتقلين ، كمعسكرات حوارة وقدوميم وعتصيون وسالم وعوفر ومعظم مراكز التحقيق الإسرائيلية الأخرى .
ولا تقتصر اعتقالات الأطفال على الذكور منهم ، فهناك العديد من الأسيرات ممن هن في عمر الطفولة يخضعن للاعتقال والتنكيل في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، ( ككل القاصرين الفلسطينيين في السجون الاسرائيليه ، زجت زينب مع البالغين في زنزانة واحده كغيرها من القاصرات الأخريات ولكن هذا الأمر غير ثابت ومتغير في اغلب الأحيان
المصدر: مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ، التقرير السنوي 2001-2002 ص 103 )

وتمعن السلطات الاسرائيليه في ابتكار أساليب وفنون للتعذيب ومن الأساليب والوسائل التي تستخدمها أجهزة الأمن الإسرائيلية في تعذيبها للأسرى : سياسة العزل الانفرادي في زنزانة ضيقة لفترات طويلة ، وحرمان الأسير من مقابلة محاميه ، الشبح المتواصل ، والحرمان من النوم، تكبيل اليدين والرجلين وبشكل مؤلم وقاسٍ ، تعريض الأسير لتيارات الهواء الباردة والأمطار الغزيرة أو الساخنة وحرمانه من استخدام المرحاض لفترات طويلة، الضرب المتكرر على أجزاء حساسة في الجسم واستخدام أسلوب الهز العنيف، التعذيب النفسي وإساءة المعاملة ، والسب والشتم ، والتهديد بالمس بأحد أفراد العائلة ، زج الأسير في غرف العملاء ( العصافير ) .
ثالثا : الضغط النفسي الناجم عن الإجراءات الاحتلالية القمعية
منذ قيام إسرائيل وهي تمارس أقسى أشكال العنف بحق الشعب الفلسطيني ، وقد تمثل ذلك في الاجتياحات المتكررة للمدن والبلدات الفلسطينية ، وأعمال القصف الهمجي والوحشي للبيوت والمنشآت الفلسطينية ، وسياسة الخنق والحصار التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني ، والتي كان آخرها جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل حيث حول حياة الفلسطينيين الى جحيم ، فالأطفال من أكثر الفئات الاجتماعية عرضه لإحداث صدمة ، وهم يتأثرون سلبا بالعنف الممارس بحقهم ، الأمر الذي يسبب لهم أعراضاً نفسية ، تتمثل بالشعور بالخوف والتبول اللاإرادي والأعراض النفسية الأخرى التي تهدد حياتهم النفسية ومستقبلهم :
( وبين مركز بتسيلم في تقريره لأحداث العام المنصرم أنه في إطار التصعيد العسكري، هدمت قوات الاحتلال 292 بيتا، كان يسكن فيها 1769 مواطنا، إضافة إلى نشر حوالي 66 حاجزا ثابتا ومعززا بالجنود طيلة الوقت في أنحاء الضفة الغربية
المصدر مركز بتسيلم ، عن: الجزيرة السبت الموافق30/12/2006)
ومن اشد ما يترك آثاراً سلبية في نفسيه الأطفال هو دهم المنازل التي يقطنون بها وتدميرها والعبث بمحتوياتها ومنها مقتنياتهم وإغراضهم وثيابهم الشخصية ، وعادةً ما يحدث ذلك في ساعات الليل ( تم اقتحام منازل الفلسطينيين وهم نائمون في ساعات متأخرة من الليل أو في ساعات الفجر المبكرة حيث اشار ستة مبحوثين لذلك فقد قال احدهم _ أي يوم بالضبط دخلوا على الدار بس قبل ما ينسحبوا باسبوع حوالي الساعة خمسة الصبح الا وهالباب بطبل عليه – وقال آخر الساعة عشره ونص المسا حاصر الجيش العمارة بعد ما تمركزوا بلشو ينادوا بمكبر الصوت كل الشباب في العمارة من سن 15 الى 45 ينزل . المصدر : بانوراما 2004 ، الانتهاكات الإسرائيلية في اقتحام البيوت وتفتيش منازل المواطنين ، احمد ابو حليمة ، ص 7 )
فجيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم منازل المدنيين عشوائياً ، دون فهم الأسباب او المبررات وأيضا الاعتداء على ذويهم ، فان ذلك يسبب حاله من الفزع التي يشعر الطفل معها أن ذويه المكلفين بحمايته والدفاع عنه أصبحوا عاجزين عن حماية أنفسهم او منازلهم او حتى أطفالهم .
( تبين ذلك من خلال الدراسة التي طبقتها على 91 من الأطفال المتعرضين لقصف بيوتهم بالصواريخ وتدميرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، حيث أصبح الأطفال يعانون من أعراض عاطفية وانفعالية عالية مقارنة مع الأطفال من المجموعة الضابطة التي لم يتعرضوا للأحداث ذاتها . في حين تبين في دراسة على الأطفال من عمر 6 – 16 عاما في المجتمع الفلسطيني ان 54% من الأطفال الذين تعرضوا للقصف الصاروخي ظهرت عليهم أعراض ما بعد الصدمة بشكل شديد ، تمثلت بالانعزال ( avoidance) وسهولة الاختراق واحتمال التأثير على العالم الداخلي للطفل ، ما يجعله أكثر عرضه للشعور بالخوف ، وعدم الشعور بالأمان .
الأعراض النفسية الناجمة جراء التعرض لجدار الضم والتوسع العنصري ، المركز الفلسطيني للإرشاد 2005، ص 11 )
لقد أكدت هذه النتيجة العديد من الدراسات التي أجريت مؤخراً في المجتمع الفلسطيني ، وخاصة بعد إقامة جدار الفصل العنصري ، فالأطفال وبحكم تركيبهم الفسيولوجي والنفسي وكونهم لا يزالوا يمرون في مرحلة النمو هم الأكثر تأثيراً بالأعراض المختلفة الناتجة عن تعرضهم للصدمة النفسية الناتجة عن الأحداث والمواقف الصادمة التي يمرون بها ، ويبقى الموضوع الأخطر والاهم معالجة الآثار التالية للصدمة النفسية طوية الأمد ، ففي الوقت الذي يمكن فيه معالجة الآثار المباشرة للصدمة النفسية يصعب التعامل مع ردود الأفعال طويلة الأمد التي من الممكن ان تبقى راسخة في ذاكرتهم مدى الحياة .
إن مظاهر العنف التي نراها اليوم في أوساط أطفالنا ما هي الا انعكاس لثقافة العنف التي تمارس عليهم من قِبل جيش الاحتلال وآلته العسكرية المجنونة ، وهي كذلك جزء من الضغوط التي يتعرضون لها على الحاجز او نتيجة لإقامة جدار الفصل العنصري تلقى لها متنفساً من خلال السلوك العنيف تبعاً لقانون نيوتن الشهير لكل فعل رد فعل مساوي له في القدرة ومعاكس له في الاتجاه .
إن جسامه الخروقات والاعتداءات الاسرائيليه بحق الأطفال الفلسطينيين ، والتي أصبحت تأخذ شكل المنهجية والتواتر ، والتواصل ، وهذا يستوجب من المؤسسات الحقوقية والدولية العمل وبأسرع وقت ممكن على ردع حكومة الاحتلال ، ليتسنى للأطفال الفلسطينيين العيش أسوه بباقي أطفال العالم .
فالأطفال الفلسطينيون لهم أحلام وطموحات ، ولهم الحق في حياه سعيدة دون منغصات تعكر أجوائهم ، من حقهم أن يسكنوا منزلاً آمناً ، وان يذهبوا الى مدارسهم بأمان وبدون قيود ، وهم لا ينشدون الكثير فهم يحلمون بالسلام والأمن الذي إفتقدموه طويلا ، من حقهم لعب الكره في شوارعهم وبلداتهم بأمان دون أن تقصفهم الطائرات ، من حقهم أن يناموا نوما هادئا دون أن يقتحم الإرهاب الصهيوني غرف نومهم وأحلامهم ، فلا يستفيقوا مفزوعين من أصوات الانفجارات ، فهذه مسؤولياتكم وجزء من عملكم ونضالكم أصحاب القلوب الرحيمة .. والمدافعين عن حقوق الإنسان فهل ستجيبون صرخات الأطفال الفلسطينيين التي تنتظر تقديم يد العون لهم ؟.



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال الذاكره
- ليلة شتاء مجنونة
- الدكتور !!!
- لعن الله الفتنة !!
- نقطة ضوء ....... أمريكيا والإرهاب
- كل عام والوطن بالف خير
- عندما يكون من الموت فلسفة
- حرب المهزومين


المزيد.....




- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سامح عوده - طفوله ماسوره واحلام مبتوره