أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - عِبادَة التِّنِّين














المزيد.....

عِبادَة التِّنِّين


عقيل الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أساطير الصين "2"
"لدى كلِّ الشُّعوب أساطير وحكايات، يرى البعض أنَّ العقل البشريَّ اِبتدعها لتماشي وعي الإنسان في وقتها، ومن يرى أنَّها الحقيقة ولا بدَّ من اِحترامها ولدرجة التَّقديس.."

التنين حيوان في الأساطير الصينية القديمة، وهو أحد رموز الأمة الصينية. وفقًا للأسطورة: يمكن للتنين أن يطير، وهو جيد في التغيير، ويمكنه استدعاء الرياح والمطر، وما إلى ذلك من الظواهر الطبيعة. يعتبر التنين رمزًا ميمونًا إلى جانب طائر الفينيق ووحيد القرن. في العصور القديمة، كان يرمز بشكلٍ أساسي إلى القوة الإمبراطورية.
إن صورة التنين في اللوحات القديمة هي رأس حصان وذيل ثعبان، وقالوا، إنه ثعبان وله أقدام مع عروق متداخلة.
ويعتقد دونغ يو، وهو رسام في عهد أسرة سونغ: أن التنين لديه قرون مثل الغزلان، ورأس مثل الثور، وعينان مثل الجمبري، وفم مثل الحمار، وبطن مثل الثعبان، وقشور مثل السمكة، وأقدام مثل طائر الفينيق، وشوارب مثل الإنسان، وأذنان مثل الفيل.
منذ العصور القديمة، كان التنين رمزًا للخير في التقاليد الصينية، وهناك من يقول: إن التنين ليس حيوانًا أسطوريًا، ولكنه نجم حقيقي يمر فوق رؤوس الناس كل يوم!
يقول المختصون في علم الميثولوجيا الصينية: إن عادة "رقصة التنين" ورثت تقليد "التضحية إلى الجنة" من أسرتي يين وتشو، ووفقا للحكايات التاريخية التي تقبلها الخيال الجمعي، فإن رقصة التنين هي رقصة تقليدية نشأت في الصين، وكانت في العصور القديمة مهرجانات واسعة النطاق على مدار العام، منذ أسرة هان "205 - 219 قبل الميلاد"، كالصلاة من أجل المطر! فالناس يرتدون ملابس ملوًّنة ويرقصون على شكل تنانين مختلفة. منذ ذلك الوقت، أصبحت "رقصة التنين" شكلًا لا بد منه للناس، للتعبير عن أمنياتهم الطيبة والصلاة من أجل حياة مزدهرة.
تقول الأسطورة: إن التنين هو تجسيد للإمبراطور الأصفر "سلف الأمة الصينية وإله أسطوري"، وفي رواية: أن الإمبراطور الأصفر والشعب استخرجوا مناجم النحاس في جبل شوشان، وقاموا بصب النحاس المستخرّج في حامل ثلاثي القوائم نحاسي كبير، ووضعوه عند سفح جبل جينغشان، وعلق التنين من لحيته للترحيب بالإمبراطور الأصفر أثناء صعوده إلى السماء، فركب الإمبراطور على ظهر التنين، وصعد بعده الوزراء وزوجاتهم وأطفالهم واحدًا تلو الآخر، وكان هناك أكثر من سبعين شخصًا على ظهر التنين عندما صعد إلى السماء، وكانوا جميعًا متمسكين بلحية التنين! لم تستطع لحية التنين تحمل الوزن الثقيل فانكسرت، ولم يكن بإمكان المسؤولين سوى الإمساك بلحية التنين والانحناء والبكاء.. بعد أن صعد الإمبراطور الأصفر إلى السماء، أصبح إمبراطور السماء.
يقال: إن التنانين في العصور القديمة لم يكن لها قرون، وكانت التنانين في ذلك الوقت تعيش على الأرض، ولأنه قوي وقادر على الطيران ويجيد السباحة، فإنه جدَّ ليكون حيوان البروج وملك الوحوش، ليحل محل النمر، ونتيجة لذلك، كان هناك قتال بين التنين والنمر في عالم الإنسان، ولم تحسم النتيجة لأي منهما- أخيرًا- شعر الإمبراطور اليشم أن قتالهم كان شنيعًا للغاية، فأمرهم بالحضور إلى القصر السماوي، وقبل المغادرة، اعتقد التنين أنه على الرغم من طوله، إلا أنه ليس مهيبًا مثل النمر، وكان خائفًا من ذلك! فالإمبراطور اليشم سيقلل من شأنه ولن يتمكّن من أن يكون ملك الوحوش في ترتيب البروج. في هذا الوقت، جاء شقيق التنين الصغير "الحريش" بفكرة، فقال: الديك لديه زوج من القرون الجميلة، يمكنك استعارتها وارتداؤها، سيضيف هذا- بالتأكيد- بعض الهيبة!
فرح التنين كثيرًا عندما سمع ذلك، فذهب هو وأخيه الصغير إلى الديك ليستعير عرفيه.
عندما سمع الديك أن التنين يريد أن يستعير عرفه، رفض، فقلق التنين وأقسم بالله قائلًا: إذا لم أستعر عرفك، سأموت عندما أعود إلى الأرض! فوافق الديك على إعارة عرفيه للتنين.
عندما وصل التنين والنمر إلى القصر السماوي، رأى الإمبراطور اليشم أن كلاً من التنين والنمر مهيبان للغاية، فأمر التنين والنمر بأن يكونا ملكا الوحوش، النمر يكون ملك الوحوش على الأرض، و التنين يكون ملك الوحوش في السماء.
كان كل من التنين والنمر في غاية السعادة، فودعا الإمبراطور اليشم وعادا إلى العالم الأرضي، وبعد العودة، فكر التنين مع نفسه، إذا أعدت العرف إلى الديك، فكيف يمكن لقبيلة الماء أن تطيعني؟ فقرر ألا يعيد عرفي الديك، فغطس في الماء.
عندما رأى الديك أن التنين لم يرد عرفيه، تحول وجهه إلى اللون الأحمر من الغضب، ووجه غضبه أيضًا إلى أخ التنين الأصغر الحريش، وإلى اليوم لا يزال وجه الديك أحمر اللون، ويصرخ دائمًا: يا أخي لونج، أعد لي عرفي؟!
على الرغم من أن التنين حيوان خيالي ، إلا أن الشعب الصيني يحترمه ويخافه، ومكانة التنين عالية جدًا بحيث لا يمكن لأي حيوان آخر أن يقارن به، وفي قلوب الشعب الصيني، أنه يستطيع تحريك الريح والمطر، وهو مخلوق إلهي يحَلِّق في السحاب ويركب على الضباب.
ادعى الإمبراطور أنه التنين الحقيقي، وان الناس أنفسهم من نسل التنين! استخدم الناس خيالهم اللامتناهي لوصف التنانين بأنها سحرية وعظيمة، ودمجت صور الحيوانات المختلفة في جسد واحد، مع قوة الوحوش، وفهم البشر، وروحانية الآلهة، كما خلقوا العديد من الأساطير حول التنانين، مع تصاعد احترام الناس وحبهم للتنانين تحوَّل إلى نوعٍ من العبادة.
*" أبراج الحيوانات الاثني عشر التي أختارها الإمبراطور اليشم (Jade Emperor)- حاكم الجنة وجميع نواحي الوجود بالأسفل، بما في ذلك البشر والجحيم، وفقًا للأساطير الطاوية، والذي يهيمن على الكون ويتحكَّم في التغيرات الطبيعية، مثل الشمس والقمر والرياح والمطر، وكذلك مصير الإنسان مثل المصائب والأحوال والحياة والموت وطول العمر- ليتناولوا الحراسة في قصره السماوي.



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما اشتكى الخروف والخنزير إلى الله من الذبح..
- قصة الخلق في الأساطير الصينية
- خالد بن الوليد المخزومي ومالك بن نويرة التميمي..
- الصين.. دولة عظيمة وشعبٌ جميل بلا نَخوَّة
- الجاينيّة، دِّيانة العفَّة والسَّلام واللاعنف..
- بوذا..هَجَرَ زَوجتَه المُراهقَة الجميلة ورَضيعه العَليل، وهج ...
- اليين واليانغ في الفلسفة الطاوية
- الهِنْد.. بلد المُعتَقدات الغريَّبة، ومآسِي الفَتَيات
- مذابح المسلمين في بورما.. تاريخٌ وحيثيَّات
- العلويُّون مرَّة أخرى.. بين الرَّحمن والشَّيطان
- إبادة الطائفة العلويَّة ..
- مآسِي المَسيحيَّة في باكستان..
- التشريب طعام أهل الجنّة..
- عائشة إبراهيم دوهولو
- دعاء خليل أسود
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (1)
- سارة الجميلة...من يعيدها؟
- الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات


المزيد.....




- حزب الله اللبناني ناعيا بابا الفاتيكان: آمن بالسلام ودعا إلى ...
- شيخ الأزهر ينعى البابا فرنسيس
- من الأزمات الإنسانية إلى الملفات الحساسة في الفاتيكان: قراءة ...
- طقوس وتقاليد اختيار بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية
-  السوداني يقدم التعازي بوفاة بابا الفاتيكان ويستذكر زيارته ا ...
- البابا فرنسيس... محطات في حياة بابا الفاتيكان
- محطات كسر فيها البابا فرانسيس القواعد والصور النمطية (فيديو ...
- مصر.. شيخ الأزهر ينعى البابا فرنسيس: حرص على توطيد العلاقات ...
- تعليقات مصرية على دعوات إسرائيلية لحرق المسجد الأقصى
- الأردن.. مطالبات بحل حزب جبهة العمل الإسلامي -لارتباطه بالإخ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - عِبادَة التِّنِّين