أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبوبكر المساوي - لا تسألوا














المزيد.....

لا تسألوا


أبوبكر المساوي
...

(Aboubakr El Moussaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 00:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأزمات تخلق الرجال وتنحتهم نحتا مع مرور الزمن، لكن إذا زادت جرعة هذه الأزمات تحول الرجال إلى قطاع طرق ورواد سجون، أو إلى مدمنين على أبشع أنواع المخدرات، أو إلى مجانين ومرضى نفسيين. أما إذا صاحب الدين الأزمات فيتحول الناس إلى دراويش ومساكين وبؤساء، يرضون بحياة ذليلة حقيرة ينتظرون الوهم، السراب، ينتظرون نهاية العالم ليأكلوا ما لذ وطاب وينعموا بكل ما يوفره لهم خيالهم الواسع الذي تطفو عليه كل أشكال الكبت الجنسي والحرمان من أبسط مستلزمات الحياة من أكل وشرب ولباس، هذا الخيال الذي ينم عن قصور واضح في الملكات العقلية وعن حجم الخلل النفسي الذي يعانون منه.
ترى من يستفيد من دروشة الناس؟
من يستفيد من توجيه عقول الناس البسطاء للخوض في عالم الخرافة؟
ألم تتساءل أيها الدرويش لماذا يعطيك الحاكم الدين كله ويحميه لأجلك؟ ولماذا يزين لك المعابد ويتفنن في تصميمها ويترك المدارس خرابا؟ وماذا يأخذ منك في المقابل؟ هل تظن أنه ينتظر الجزاء بعد الموت كما تنتظر أنت الغوص في اللذات بعد الرحيل إلى عالم القبور؟ أم أنه عاشق هائم في سواد عيونك؟
أيها الدرويش، هل تحسب نفسك أذكى وأكثر علما من الحكام والوزراء ورجال الأعمال وأصحاب الثروات وكل المحتالين بكل تسمياتهم ومناصبهم؟
فق أيها الأبله فإنهم يعرفون جيدا حجم الموجودات هناك، أو بالأحرى حجم المعدومات، ولذلك ينعمون ويتمتعون طولا وعرضا بخيرات الحياة، خيرات تسميها أنت محرمات، ما تعرف وما لا تعرف، ما لا عينك رأت ولا أذنك سمعت بالمعنى الحقيقي.
أخرج من دروشتك وانظر إليها وإلى نفسك من الخارج، وإلى العالم من زوايا مختلفة وبعيون أخرى، أطلق العنان للسؤال، تمرد ولو للحظات، اسأل عن الممنوع والمحرم وخض في المقدس، حرك كتلة المخ التي في رأسك لعلك تستفيق من حالة الغيبوبة التي تغوص فيها، حلل وناقش واستنتج، اسأل والتمس الجواب من كل الأطراف واعمل على غربلة ونقد ما يتقاذف إليك من كل جانب سواء كان فكرا أو خبرا أو قضية من القضايا، ولا تبلع كل شيء حتى لا تصير حاوية أزبال تزكم روائحها الأنوف أينما حلت وارتحلت...
واسأل على الدوام ولا تتوقف عند الخطوط الحمراء، فقد تجد ضالتك مباشرة بعد ذلك الخط الأحمر بخطوة أو بسؤال واحد فقط، وحتى إن افترضنا أن السؤال خطيئة أو سيئة، أتبع السيئة الحسنة تمحها.
ليس بالعواطف فقط ولا بالشعارات ومراكمة الأمنيات يتحسن العالم ويتطور، ولا بالاتكال على قوى ميتافيزيقية خارقة تختص بنقل الإنسان من حال إلى حال بمعجزة أو بعد تلاوة دعاء، قبل أن يرتد إليه طرفه كما يعتقد أغلب البؤساء. إن التطور والانتقال من حالة سيئة إلى حالة أحسن منها يقتضي العمل وسهر الليالي وكثيرا من التعب والعرق والتعرض باستمرار لحالات من الاكتئاب الحاد بسبب السقوط لمرات كثيرة، كما يجب أن يكون كل هذا مصاحبا بالالتزام وكثير من الإصرار على تحقيق الحلم، الهدف، التغيير.
كم من فكر وحلم مجنون تعرض للسخرية وواجه حربا ضروسا ومحاولة وأد في المهد ثم إبادة بعد أن ترعرع ونمى، كم من حالم مفكر عامل مجتهد مصر على تحقيق حلمه تعرض للمطاردة والاغتيال والصلب والتمثيل بجثته بسبب جرأته على قول أو فعل ما لم يسمح بقوله ولا بفعله في زمنه، هؤلاء الذين مكنوا الإنسانية من تجاوز المشكلات وتحسين العالم، فخلدهم التاريخ، في حين طوى النسيان كل من التزموا بحدود المسموح به من قول وفعل وفكر.

الإلهام

إذا احتقن الإلهام عندك،
أو انقطع الوحي عنك،
أو أحسست بالملل،
فاقرأ ما يستفز عقلك، أو مارس الرياضة التي تحب،
أو اجلس وحيدا في مكان خال من الأغبياء ومن الضجيج، أو ألق بنفسك في أحضان الطبيعة،
أو استمع للموسيقى أو مارس اليوغا.
هذا بالنسبة للظرفاء المحترمين والمتفائلين جدا وأصحاب النظارات الوردية، وأصحاب الطاقة الإيجابية والذين رضوا عن الحياة ورضيت عنهم.
...
وإليكم الوصفة الخاصة بكم أيها الزنادقة والمتشائمون وأصحاب النظارات السوداء والحالمون أكثر من اللزوم.
أحضر خطبة جمعة لإمام تعرف أنه منافق متسلق وصولي ولص محتال، كل همه اغتصاب العقول وكل ما يسعى إليه هو مراكمة الدرهم بكل الوسائل وملء البطن وإشباع الغرائز الجنسية.
أو تجول في السوق الأسبوعي يوم يكون الشعب جائعا قبل أن يسمح له بالإفطار، أنصحكم بالتجربة في موسم الجوع الجماعي الإجباري.
أو استمع لسياسي يخطب في القطيع أيام الحملة الانتخابية قبل أن يتمكن من مقعده في البرلمان.
أو استمع لعبد من عبيد الحاكم وهو يمدح الوضع وما وصلت إليه البلاد بفضل التوجيهات السامية، والذي لولاه لآلت الأوضاع إلى ما هو أسوأ.
أو دخن بعض شقوف الكيف البلدي الأصيل إن استطعت إليها سبيلا، لأنها لم تعد في متناول الشعب بعدما احتكرت بذورها من طرف ملاك البلاد ومن عليها والمتحكمين في كل الجمادات والأحياء.
يقال إن آخر الدواء الكي،
أظن أن صاحب هذه المقولة نسي حرف الفاء في الأخير، فالكيف هو أول الدواء وآخر الدواء ومن قال غير هذا فهو مجنون ولا يملك ذرة عقل.
...
ومن لم تؤثر فيه كل هذه الوصفات، فليعلم بأنه ميت ولا يجب أن يبقى بين الأحياء، وآخر دعوانا له أن خسئت، وأن اذهب لأقرب وأعلى مبنى أو جرف،
واقفز في الخواء، فهذا أفضل وأزكى لك وللأحياء.



#أبوبكر_المساوي (هاشتاغ)       Aboubakr_El_Moussaoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع مع الذات
- العلم عندنا
- الانتماء
- خفيف الظل
- شخصية السِّي مّوح المحترم
- الزحام
- خاطرة
- الرغبة واللذة
- الخوف
- الشيزوفرينية
- الحرية
- مثل ديك على حبل
- الغثيان والاشمئزاز والتقزز
- أجيال في الوحل
- جلد الذات
- عقدة الذنب عندنا
- -النحن- و -الأنا- و الفعل و رد الفعل
- الزوايا المظلمة من تاريخ الإنسانية
- التبن والشعير والحمير


المزيد.....




- تنزيل أحدث تردد قناة طيور الجنة 2025 DOWNLOAD TOYOUR EL-JAN ...
- ’إيهود باراك’ يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى والكيان من ’ ...
- ما قصة الحرس السويسري ذي الملابس الغريبة؟ وكيف وصل إلى الفات ...
- اغتيال بن لادن وحرب النجوم أبرز محطات أسبوع مايو الأول
- بعدما نشر صورته بزي بابا الفاتيكان.. هكذا جاءات الانتقادات ل ...
- حقوق الاسير بين القيم الاسلامية والمنظومة الغربية
- خامنئي: لو توحد المسلمون لما ضاعت فلسطين ونزفَت غزة
- لوموند تحذر من المعايير المزدوجة حول الإسلام بفرنسا
- استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر الأقمار الصناعي لتسلي ...
- قائد الثورة: لو توحّدت الأمّة الاسلامية لما وقعت مأساة فلسطي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبوبكر المساوي - لا تسألوا