أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لبيب سلطان - فهم حضارة العالم المعاصر-2















المزيد.....



فهم حضارة العالم المعاصر-2


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 16:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نتناول في هذا الجزء بعض الظواهر والتحديات الهامة التي تواجهها الحضارة المعاصرة اليوم في استعراض القسم الثاني من كتاب " فهم حضارة العالم المعاصر".
في فصل خاص معنون " فهم العولمة " يتم تناول هذا المصطلح الذي يشير لظاهرة اقتصادية جديدة بدأت واقعا في التطبيق منذ التسعينات لتحرير وفتح الاسواق وتسهيل حركة الاستثمارات في العالم . وتتعرض العولمة اليوم لانتقادات كثيرة خصوصا من اليمين القومي في اميركا اليوم ( كما يمثله ترامب ) واليمين القومي المتطرف في الدول الغربية ، وبوتين في روسيا ، اضافة للماركسيين العرب ( ولا احد يعرف كيف يمكن تفسير اجتماعهم هذا ولكن من المفيد ذكر اجتماعهم على محاربة مفاهيم الليبرالية السياسية ومنه فليس امرا فريدا) ، ولكن بخصوص العولمة فهي بقيت اما شبه مسكوتا عنها او مرحبا بها في مجموعة من الدول النامية المستفيدة منها ، فلا تنتقدها دولا كالهند والصين وكوريا والبرازيل والمكسيك امثلة كونها مستفيدة منها. ويرتبط هذا المصطلح ايضا بتيار ومنهج اقتصادي يدعى النيوليبرالية " الليبرالية الجديدة" اانطلق في التسعينات وتحديدا بعد الحرب الباردة داعيا لبدء مرحلة جديدة للعلاقات الاقتصادية في العالم بفتح الاسواق وحرية حركة الاستثمارات وازالة الحواجز التي اقامتها الدول اثناء الصراع الايديولوجي خلال الحرب الباردة ، ان "النيوليبرالية" توجه اقتصادي بحت ولا علاقة له بتجديد فكر الليبرالية السياسية ، تحمل اسمها باستعارته للاشارة الى تحرير التجارة وحركة الاستثمارات في الاقتصاد العالمي الجديد بازالة الحواجز امامها. وفي الواقع العملي تم ترجمة العولمة في انجح تجربة لها بنقل التصنيع الى الدول النامية لرخص الايدي العاملة فيها وادى لبروز وصعود مجموعة منها وتحولها الى مصاف الدول الصناعية الهامة اليوم ( كالصين والهند وكوريا والبرازيل امثلة ) بعدما كانت ذات اقتصاد اغلبه زراعي او صناعي شبه يدوي متخلف في مجتمعات مكتظة بالسكان ببطالة عالية وحتى حصول مجاعات فيها، واستطاعت ان تتحويل من دول فقيرة الى متوسطة الدخل بزيادة منتوجها القومي بعشرات الاضعاف ومنه قضت على المجاعات والتخلف الاقتصادي، تم هذا بفضل العولمة، بالمقابل حصدت الشركات الدولية على ارباح كبيرة ، ودولها على خفض التضخم نتيجة رخص اسعار السلع المصنعة في هذه البلدان النامية ، فالفوائد مشتركة للطرفين . على ان فهم دعوة العولمة هي اوسع من مجرد حصرها بنقل التصنيع في بلدان العالم الثالث كونها تساهم واقعا بردم الهوة الاقتصادية والمعيشية الواسعة بين الشمال والجنوب في العالم. ولابد للقارئ ان يعلم ان طرح العولمة قد تم منذ السبعينات من رئيس الوزراء السويدي الراحل اولف بالمة كحل لردم الهوة بين الشمال الصناعي الغني القليل السكان والجنوب الفقير ذو الكثافة السكانية العالية مقترحا نقل التصنيع من الشمال للجنوب لمصلحة الطرفين كما مبين اعلاه. وواقعا تم تحقيقها بنجاح في كوريا الجنوبية وسنغافورة والبرازيل وانتقلت العدوى للصين ( بقبولها لنموذج كيسنجر بنقل التصنيع الاميركي للصين ) وتم انفتاحها ومعها البلدان ذات الكثافة السكانية العالية كالهند والمكسيك وماليزيا واندونيسيا وساهمت بتطورها تدريجيا وتحولت لبلدان صناعية هامة في العالم ، وجرى كل ذلك خلال عقدين الى ثلاثة عقود منذ انطلاق العولمة.
وفي الوقت الذي تلقفت فيه هذه البلدان الوطنية النامية ، هذه الفرصة النادرة وطرحت المبادرات والحوافز وصاغت القوانين المشجعة للاستثمارات "للهجرة الصناعية " موفرة بيئة قانونية ومالية مشجعة ومستقرة لنقل التصنيع اليها، نرى ان "العولمة " مرت مرور الكرام على بلداننا العربية وكأنها لاتوجد كظاهرة وفرصة عظيمة توفرت لتصنيع بلداننا منذ ثمانينات القرن الماضي. ولاغرابة في ذلك ، فالنظم العربية الديكتاتورية مشغولة بالقمع الداخلي وبالحروب الصدامية ، اما اليسار العربي فانبرى بالتنظير ضد العولمة لاسباب ايديولوجية تخصه اغلبها موروث من السوفيت "بالوقوف ضد توسع الرأسمالية". هذا مثال جيد كيف ان الديكتاتوريات والايديولوجيا معا عزلت منطقتنا عن العالم فكريا واقتصاديا وحضاريا. ولوقارنا بين تبني نموذج العولمة في الصين منذ الثمانينات لفهمنا الفرق بين التوجه الوطني المفيد ، وبين طروحات محاربة العولمة من الماركسيين العرب ، وهم دون شك ليسوا اكثر فهما من الحزب الشيوعي الصيني مثلا الذي اقرها منهجا لتطور الصين وضرورة انفتاحها على العالم لتطوير اقتصادها، والفارق هنا واضحا بين السير وفق مقولات ايديولوجية او تقييم المصالح الوطنية. ان نقل الخبرة ورؤوس الاموال للمنطقة لتنهض صناعيا واقتصاديا ، اضافة لخلق فرص العمل وزيادة الناتج القومي وصقل الخبرة الفنية والادارية المحلية من خلالها كان ممكنا في المنطقة حيث ان بلدانا مثل مصر وسوريا والعراق هي اساسا مهيأة للانتقال للتصنيع ولاتقل عن كوريا الجنوبية حتى في السبعينات من القرن الماضي . وهكذا مرت فرصة "العولمة " مرور الكرام ، والناس لم تسمع عنها غير طقطقات ايديولوجية فارغة.
ان عكس العولمة هي " الانعزالية الاقتصادية" ولها انصارها اليوم في الولايات المتحدة اليوم ، البلد الذي منه واقعا انطلقت الشركات والاستثمارات الصناعية الضخمة لبلدان جنوب شرق اسيا والصين والمكسيك .وتتهم العولمة اليوم انها كانت وراء تراجع الانتاج الصناعي في اميركا ، ويمثل ترامب هذا الطرح واضحا ، ويشاركه تقريبا بنفس الطروحات اليمين القومي الاوربي،اما بوتين فيعادي العولمة لاسباب ايديولوجية كونه اعتبرها اداة للغرب لتوسيع نفوذه الاقتصادي خصوصا في بلدان اوربا الشرقية والجمهوريات السوفياتية سابقا متهما اياه انه يجلب لها الاستثمارات تمهيدا لنقلها الى النظم الليبرالية السياسية على حساب روسيا التي لاتستطيع منافسة الغرب اقتصاديا.
ان نموذج العولمة لازال خيارا امام بلداننا لتشجيع نقل التصنيع والاستثمارات اليها، وذلك مرهونا باصلاحات سياسية تؤدي للاستقرار ( اساسا تبني نظم الديمقراطية والحريات ) ، وانهاء الفساد الحكومي ( مرتبط بانهاء النفوذ الاقتصادي لها ) والتحول لاقتصاد السوق الحر و الانفتاح الاقتصادي على العالم ، جميعها تحولات ايجابية تعمل على جذب الاستثمارات والخبرة ونقل التصنيع لبلداننا خصوصا الكبيرة منها مثل العراق ومصر وسوريا والمغرب والجزائر والسودان. ، ولابد لليسار من انهاء شعوذته الايديولوجية فبدون مجيئ الشركات الدولية للاستثمار والتصنيع في بلداننا لن تتحول مجتمعاتنا الى صناعية انتاجية وتبقى ريعية استهلاكية متخلفة، ولن تنشأ طبقة صناعية رأسمالية وطنية مثلما نراها اليوم في كوريا والبرازيل والصين والمكسيك وجميعها كانت قبل عقود قليلة لاغير مثل بلداننا العربية.
يتناول فصل خاص من الكتاب فهم ظاهرة المناداة بالقطبية. ، حيث نسمع ونقرأ غالبا " ان عالما متعدد الاقطاب هو خيرا من عالم يحكم من قطب واحد " ويقصد بالقطب الواحد هنا هو الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة بداية التسعينات. والواقع ان هذا الطرح " المتعدد القطبيات " قد اتى اساسا من الرئيس بوتين الذي يريد جعل روسيا "قطبا "منافسا لها واسترجاع دورها وعظمتها من نفوذ الاتحاد السوفياتي كقطب قائد في العالم.
ويتم طرح الخيار الاخر" عالم خال من القطبيات " ، المناقض ، انه الافضل للعالم ولمنطقتنا تحديدا ان يكون العالم صفر القطبيات. ويعود التفضيل لمفهوم تعدد القطبيات نفسها ، التي تشكلها القوى العظمى على شكل ايديولوجيات او تقاسم النفوذ والمصالح جيوسياسيا ، لتقود مجموعة من الدول تدور في فلكها ، وتخضع لارادة " القطب الامبراطوري القائد". ولو اخذنا تجربة الحرب الباردة لرأينا ان كلا القطبين قام بدعم انظمة ديكتاتوربة في العالم الثلث تدور في فلكه ، واختفت هذه النظم تدريجيا وتحولت الى نظم ديمقراطية بعد انحلال القطبية بانتهاء الحرب الباردة واختفاء الصراع الايديولوجي بين الاقطاب.
ان من بين السلبيات الكثيرة لعالم تعدد الاقطاب هو ان صراعها الساخن يجري واقعا على ارض الدول النامية ويكون اما على شكل حروب اهلية داخلية او انقلابات عسكرية ينظمها ويدعمها احد الاقطاب ضد الاخر. هذا ماشهده العالم خلال الحرب الباردة "الساخنة في العالم الثالث" جرت في معظم بلدان العالم الثالث واستمرت معظم القرن الماضي ودمرت هذه البلدان من نظم ديكتاتورية موالية لاحد القطبين ، وحروبا داخلية دعم كل قطب طرفا منهما وسقط مئات الالاف من الضحايا كما في كوريا وفيتنام امثلة، بينما لم يتبادل القطبان رصاصة واحدة ، وما شهده العالم من انقلابات خصوصا في البلدان العربية الاشتراكية التقدمية كما اسموها الديكتاتورية القمعية في الواقع.
ويتخذ طرح القطبية اليوم شكلا اخرا غير الصراع الايديولوجي ، بل عكسه ، شكل اتفاق لاقامة تعدد القطبيات على اسس جيوسياسية بين الدول الكبرى . بدأ هذا الطرح الرئيس بوتين في مسعاه لجعل روسيا لتكون قطبا دوليا كالاتحاد السوفياتي، ولكن بعقيدة قومية داخلية وطرح جيوسياسي لتقاسم النفوذ في العالم، ومنه ترات يتحالف عقائديا مع اليمين القومي الاوربي المتطرف، ومع مثيله في اميركا مع ترامب وحركة ماغا ، ويعمل هؤلاء ، وفق منطلق محاربة الليبرالية ، على تفكيز الاتحاد الاوربي الى دول قومية صغيرة واعادة الهيمنة والتقسيم بين اقطاب تتفاهم مع بعضها لاقامة امبراطوريات قومية كبيرة ( وفق بوتين على الاقل استرجاع جمهوريات الاتحاد السوفياتي والباقي لفرنسا والمانيا). والواقع ان العالم اليوم يشهد صراعا ايديولوجيا جديدا بين القومية والليبرالية الاجتماعية السياسية، يقوده التوجه القومي اليميني بشعارات شعبوية تقول بارجاع عظمة الامبراطوريات القومية " بوضع مصالح الأمة اولا " يسمعه الناس مرفوعا اليوم في اميركا وروسيا واحزاب اليمين القومي المتطرف الاوربي في فرنسا والمانيا. ولو انتصر هذا المعسكر الشعبوي على النظم الليرالية فيجري عمليا اعادة ولادة الامبراطوريات وارجاع العالم الى القرن التاسع عشر، حيث تكون كل امبراطورية قطبا تستولي او تدور في فلكها دولا اصغر يتم تنصيب قادتها من الاقطاب وتعتبر منطقة نفوذها جزء من مصالحها القومية وامنها القومية، وان رفضت ، تدبر انقلابات او يتم غزوها تحت حجج جاهزة منها الدفاع عن الامن القومي مثلا (كما مارسها واقعا بوتين في غزوه لاوكرانيا ،او تهديد ترامب الاخير لبنما ولكندا امثلة). وعموما فالعالم مرشحا للانقسام الى ستة اقطاب لو تمكن القوميون من الوصول للحكم في المانيا وفرنسا ، ومع الصين واليابان سيتقسم العالم لستة اقطاب،ولكل منها منطقة نفوذ ودولا تابعة تدور في فلكها. وفي عالمنا العربي ايضا تجد من يدافع متطوعا عن تعدد القطبيات واغلبهم من ورثة السوفيات الفكرية الدعائية ، تبنوا بنفس السهولة طروحات البوتينية كأنهم مصابين بمرض الناستيليحيا السوفياتية، فلا امرا مفيدا لشعوبنا من تعدد القطبيات وهي الضعيفة المغلوبة على امرها مما سيجعلها فريسة سهلة ، خصوصا لتركيا وايران، وهذه بدورها يبتلعها بسهولة ترامب وبوتين ، اي نكون نحن في اسفل السلسلة تدرجا في عالم القطبيات. ويقيم هذا الفصل ان مشروع تعدد الاقطاب البوتيني سيفشل ويذكر ضمن العوامل لفشله هو ضعف روسيا اقتصاديا ، وتخلف نموذجه السياسي للحكم الفردي القمعي ، فلاشيئ يفخر به لكسب حتى شعبه فكيف بشعوب مستقلة ، ولا يمتلك بوتين قوة العقيدة السوفياتية مثلا، اضافة لفشله في غزوه لاوكرانيا التي لو نجح في اخضاعها لاعلن اقامة امبراطوريته " روسيا العظمى " وتحقيق حلمه بتتويجه قيصرا محررا عظيما لها ، وعموما فالدول الديمقراطية في العالم اليوم لها القوة والوزن ولن تقبل بالقطبية من اية جهة كانت ، وجعجة ترامب وبوتين واليمين القومي الاوربي لن تنجح بتكون قطبيات و دول تدور في افلاكها ،فالشعوب اليوم تشبعت بروح العيش بحرية ولم تعد تستهويها الايديولوجيات العقائدية خصوصا اليمينية، حتى لو تمكنت من خداعها الشعبوي لبرهة، ولكن امرها سيكشف لها عاجلا ام اجلا ، فتلفظه مع القطبية جملة وتفصيلا .
يتم تناول " فهم ظاهرة الترامبية " في فصل خاص من الكتاب ويقدم قراءة موضوعية لها ( وتجدر الاشارة رغم ان هذا الفصل قد تمت كتابته قبل انتخاب ترامب باكثر من نصف عام الا ان طروحاته اثبتها الواقع اليوم بعد وصول ترامب للسلطة في اميركا) . ويرجع البحث الترامبية الى جذرين تقوم عليها اولها عقائدي لليمين القومي والديني المتطرف القائم على محاربة الليبرالية السياسية كعدو ايديولوجي داخل وخارج اميركا ، ومحاربة العولمة الاقتصادية في العالم ( وكلاهما يعني واقعا محاربة الاسس التي اقامت اميركا عليها امبراطوريتها تاريخيا وخصوصا بعد الحرب الثانية). ويرجع البحث جذور محاربة العولمة الى اصولها التاريخية لطروحات اليمين القومي الاميركي " الانعزالية الاميركية " التي سادت حتى الى منتصف القرن الماضي، وجاء شعار الترامبية "اميركا اولا " بمعناه الحقيقي في الانعزال والتعامل مع العالم على اساس مصالح اميركا كدولة قومية لاتنظر الا لمصالحها وليس لديها عقائد ديمقراطية ،كالديمقراطيين مثلا ، ترى من مصالحها نشرها في العالم ولا حلفاء اوربيين ولا في شرق اسيا او اميركا اللاتينية فهؤلاء حتى لو كانوا انظمة ديكتاتورية هو خيرا لها ، فترامب يطرح ان النظم الديمقلااطية اصبحت عبئا على اميركا، ولكن التحليل يشير عكس ذلك، فخسارة اميركا لحلفائها وتأثيرنفوذها ستخسربه الكثير سياسيا واقتصاديا ،ولعل اهمها ان يفقد الدولار المعوم مكانته العالمية بفقدان اميركا لمركزها وانعدام الثقة فيها والالتزام بالسوق الحر ساعد على تعويم الدولار ومنه استفادت اميركا كثيرا بجعلها المركز المالي للعالم وتوجت لها الاموال من كل العالم من خلال التعاملات التجارية او الاستثمارية ، ولو فقدت او ضعف مركزها المالي هذا سيتم الحاق ضرر بالغ باقتصادها ، فهبرالتي اسست البنوك الدولية ومنظمة التجارة الدولية لصياغة تكامل اقتصادها مع اقتصاد العالم،وها هي اليوم بقيادة ترامب تكسر قوانينها بنفسها بفرض التعاريف الكمركية لتسير بمبدأ الانعزالية الاميركية ومنه سينجم التقلص والانكماش ، مثلما يتوقعه ويراه المحللون ، وسينقلب شعار ترامب وحركته من ماغا الى ماوا Make America Old Again” بالرجوع للانعزالية من جديد. ويرجع البحث ان الترامبية تأتي في سياق صعود التيار الشعبوي اليميني القومي في اوربا وبوتين في روسيا وجميعها تلتقي بتفس الطروحات القومية في السياسات تقريبا في محاربة الليبرالية السياسية والعولمة الاقتصادية، وجميعها ايضا تتبنى خطاب شعبوي بأرجاع مجد الامبراطوريات القومية تجده واضحا لدى ترامب وبوتين ولوبان في فرنسا والبديل في المانيا. واذا كانت الثلاثة الاخيرة قد اندثرت، ويطرح محاولة احياؤها ، فما بال ترامب وامبراطوريته قائمة ولازالت قوية؟ هل هو جذر عقادي ايديولوجي يميني للرجوع للانعزالية الاميركية، ام تقف وراءه مصالح شخصية وطموحات سيكولوجية ( منها النرجسية كالبوتينية فترامب يحلم ان يكون قيصرا او ملكا عظيما او مسيحا مخلصا منقذا لامته ودينها من شر الليبرالية) ، ومنه يتوج رئيسا عظيما يهابه الرؤساء والاتباع والاعداء معا، انه حلمه الشخصي المريض ان يصبح امبراطور لكل العالم وليس فقط لاميركا ، يخضع لقراراته الجميع وهم صاغرون.
واضافة لاعلاه ، يرى البعض انه يسعى لازالة البرامج الحكومية الفيدرالية ليخفض الضرائب على الاوليغارخية المليارديرية ، واخرون يرون فيه انه يمثل اعادة عقيدة سيطرة العنصر الذكوري الابيض على المجتمع الاميركي وورثه من حركة " كو كلاكس كلان " بداية القرن الماضي وها هو يعيدها من جديد في حملته على المهاجرين اللاتين مثلا بدل السود . الواقع ان جميع هذه الاطروحات اعلاه صحيحة وتمثل ترامب واقعا، وتراها في سياساته اليوم تطبيقا لها واضحا وهو في السلطة خلال 3 أشهر من رئاسته لاغير .فهو شن حربا داخلية تجاه المهاجرين خصوصا اللاتين والفلسطينيين ومحاربتهم تماما كما حارب هتلر اليهود في المانيا، ومحاربة الاتحاد الاوربي ذو الدستور الليبرالي مشتركا مع بوتين بهدف اضعافه او حتى لانحلاله ، وفرض التعريفات الكمركية لمحاربة العولمة.

ويتم ارجاع صعود ترامب واليمين القومي المتطرف في اوربا على حساب الاحزاب الليبرالية الى اسباب اجتماعية واقتصادية كردة فعل على تجاهل الديمقراطيين والليبراليين في اوربا واميركا للتغييرات في الرأي العام تجاه سياسة الانفتاح الثقافي وفتح الابواب للهجرة الواسعة واستغلها اليمين شعبويا لاثارة المشاعر القومية ( ان ثقافتهم القومية في خطر ماحق وان اندثارها قادم لامحالة نتيجة لتدفق المهاجرين". كما وواجه تمسك الليبراليين بالعولمة خصوصا بنقل التصنيع للجنوب على حساب الشمال، جعلت طبقتها العاملة والمدن الصناعية فقيرة وتحول واقعا للتصويت لصالح اليمين القومي بعد ان كانت تصوت لليسار الليبرالي . وهناك سببا اخر هاما ايضا ، هو توجه الدول في الشمال للتركيز على التكنولوجيا والتحول الى المجتمعات "مابعد الصناعية " وادى ذلك لتوسيع الهوة في الدخل بين الطبقة العاملة الفقيرة والمتوسطة التكنولوجية الصاعدة ذات المداخيل العالية ( تفوقها ثلاثة اضعاف في المتوسط في اميركا ) ، مما جعل الطبقة العاملة فقيرة ومدنها مهمشة بعد ان كانت حتى الثمانينات اقرب في مستوى معيشتها للطبقة المتوسطة ، خلق هذا التراجع تذمرا واسعا ساد المدن الصناعية خاصة التي رأت ان سياسات الديمقراطيين والليبراليين لا تتجاوب مع مصالحهم فانخرطت لدعم اليمين الشعبوي بدعوى ارجاع التصنيع لمدنهم و الى اميركا ، وهي خدعة محسوبة جيدا من اليمين ويمارسها اليوم ترامب في اميركا ، فالسبب هو ليس نقل التصنيع للجنوب ، بل ادخال التكنولوجيا الروبوتية في الانتاح الصناعي ( وصل نسبة 90% في انتاج السيارات مثلا ) . وعموما فهناك تحديا وقضية حقيقية تواجهها المجتمعات اليوم في اوربا واميركا ، وخصوصا في المدن الصناعية، جراء انتقال هذه الدول من الصناعة الى التكنولوجيا ، وساهمت في اضعاف وزن الطبقة العاملة ودورها ، بالتحول لاقتصاد يركز على التكنولوجيا في التصنيع ، اضافة لسياسات حماية البيئة ، التي يتبناها مع العولمة الليبراليون في دعم التكنولوجيا والمناخ على حساب الصناعة. هذه الظاهرة بحد ذاتها تشكل احدى التحديات الاجتماعية السياسية التي تواجه الحضارة المعاصرة بتقليص دور العمل اليدوي والصناعي وتحوله الى التكنولوجيا وحتى الطموح بنقل الانتاج الفكري الى نظم الذكاء الاصطناعي ، ومنه اضمحلال دور الانسان تدريجيا في الانتاج اليدوي والفكري، لو سارت الحضارة على منهجها الحالي، وهو امرا جديدا لم يعطه الليبراليون الاهمية اللازمة اجتماعيا فاستغله اليمين شعبويا منه صعد ترامب .
ويتم مناقشة الهجرة الواسعة من الجنوب الى الشمال كأحدى الظواهر والتحديات بان واحد. وهناك صنفان منها احدها لاسباب اقتصادية هروبا من الفقر ، والاخرى سياسية هروبا من القمع، ولو قمنا بتحليل اعمق لوجدنا ان مصدرها واحد ، كلا الفقر والقمع في التحليل النهائي مصدرهما النظم الديكتاتورية في العالم. والواقع لا تجد هجرات من بلدان مكتظة بالسكان تحولت باقتصادها للصناعة ونظمها للديمقراطية كالهند واندونيسيا وكوريا والبرازيل امثلة، بينما تراها من بلدان صغيرة مقارنة بها سادتها الديكتاتوريات مثل سوريا والعراق والسودان وايران وعدد كبير من الدول الافريقية وفنزويلا وغواتيمالا خصوصا من اميركا اللاتيتية. يجادل الليبراليون ان لا وسيلة لوقف الهجرة منها غيراقامة نظم ديمقراطية في هذه البلدان واستخدام نموذج العولمة لنقل التصنيع اليها ، وهو بلا شك حلاجذريا و جيدا ولكن تحقيقه ليس سهلا ولا متيسرا امام دعم بوتين للنظم الديكتاتورية ، اضافة لحركات الاصولية الدينية التي ترفض حلول الغرب كما في بلداننا العربية.
ان طرح هذا الحل لهذه الظاهرة يقودنا الى ضرورة القيام باصلاحات في النظام العالمي تؤدي لاقرا قانون دولي من الامم المتحدة "بتحريم وتجريم النظم الديكتاتورية " ، شبيها بقوانين مماثلة تم اقرارها سابقا مثل تحريم الاستعمار ، وقانون وتجريم نظم الابارتهيد الذين اقرتهما الامم المتحدة كون النظم الديكتاتورية تشكل خطرا على العالم والمصدر للهجرات. وهذه اولى الخطوات لادخال التصنيع والانتاج لردم الهوة الهائلة في المستوى المعاشي بين الجنوب والشمال ومنها دعم العولمة لتشجيع الاستثمارات الصناعية والانتاجية في العالم النامي الفقيرلخلق فرص العمل والتشغيل ومنها رفع المستوى المعاشي وتقليص الهجرة الاقتصادية . ان التجارب الناجحة للعولمة في كوريا والصين واندونيسيا وماليزيا والهند والبرازيل تسند ذلك . فردم الهوة بين الشمال والجنوب تبقى احدى اهم التحديات التي تواجه الحضارة المعاصرة . ولايمكن القضاء على الفقر والقمع تحت مسمى احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الذي تتبناه اليوم الامم المتحدة ويستخدم للحفاظ على النظم القمعية داخليا، فلايمكن للعالم ان يسكت ويغمض اعينه على اجرام وقمع النظم الديكتاتورية تحت غطاء السيادة الوطنية، كون هذه النظم هي مصدر هجرة الملايين من شعوبها الى دول اخرى تخلق فيها ظروفا مقلقة اجتماعيا.
ولاقرار هكذا قانون ، يتطلب اصلاح للامم المتحدة. لقد حان الوقت لاقرار قانون تحريم وتجريم النظم الديكتاتورية ولو تم اصدار هكذا قانون ما استطاع بشار الاسد او صدام قتل وتهجير ملايين السوريين والعراقيين مثلا. اضافة يشكل هذا الاصلاح ضرورة لانهاء مايدعى حق الفيتو من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن " أي الحاكم الفعلي للعالم " والتي تخرق مواثيق وقرارات الامم المتحدة علانية ( مثل غزو روسيا البوتيتية لاوكرانيا والفيتو الاميركي ضد اجبار اسرائيل على تطبيق قرارات صادرة من نفس الامم المتحدة باقامة دولة فلسطينية امثلة ) وغيرها من وسائل الدجل الذي تمارسه هذه الدول والتي قوضت النظام والقانون الدولي ، يشكل هذا الاصلاح احدى التحديات التي تواجه العالم المعاصر. لقد حان الوقت لاصلاحها اليوم لتتناسب مع دورها ومواجهة التحديات ولمنع خرق قوانينها وميثاقها ضمانا لاستقرار العالم وسحب ورقة الفيتو التي غالبا تستخدم لمنع تطبيق ميثاقها وقوانينها.
والتحدي الاخر هو قضية المناخ والتلوث البيئي كاحدى التحديات الهامة التي تواجه الانسانية اليوم فالحضارة المعاصرة قد ادخلت عناصر جديدة ساهمت بالاخلال البيؤي ( مثل تعاظم انبعاث غازات الكربون من تعاظم اعداد السيارات والاستخدام الواسع للوقود الاحفوري والبلاستيك ومنتحات غير صديقة بل وعدوة للبيئة ) وهي تشكل خطرا كبيرا على كوكب الارض ،ويمتلك العالم اليوم من الوسائل لوقف هذا التلوث انقاذا للحياة وللحضارة نفسها وللشعوب من التعرض للكوارث التي مصدرها التلوث البيئي.
ويمثل "التحول التكنولوجي" الذي ناقشتاه اعلاه احدى التحديات امام الحضارة كي لا يتم تقليص دورالانسان في العملية الانتاجية المادية والفكرية والتي تحاول التكنولوجيا مصادرتها منه تحت قانون احادي الابعاد بتعظيم الربحية للشركات على حساب وجود الانسان نفسه المرتبط بالعمل اليدوي والابداع الفكري ولاتصادر منه نتيجة لتطور التكنولوجيا لتحقيق ارباحا اكثر الهدف البراغماتي الذي سيقوض معنى التحضر نفسه. فلا بد من منع التحول لما يمكن تسميته " ديكتاتورية التكنولوجيا " على الانسان وتقمعه بابعاده عن الانتاج مقابل تحقيق ارباح اكبر ، ولو ترك لها الحبل فهي مستقبلا ستحيط برقبة الانسان وخنقه معنويا بعزله عن الانتاج المادي والفكري و جعله مجرد مستهلك وليس منتجا ، حتى لو تم توفر الثروات.
وهناك الكثير من التحديات التي تجابه الحضارة الانسانية اليوم ولكن ماتم فرزه اعلاه هي من بين الاهم منها.
وعموما فان هذه الحضارة قادرة على اصلاح نفسها ان بقيت ملتزمة باسس الفكر العقلي الحقوقي الذي قامت عليه نفس هذه الحضارة منذ عصر التنوير، فهو الذي وقف وراء ولادتها ،ووراء نموها المتصاعد السريع، ووراء انتصاراتها على مجموعة من التحديات والتجارب المريرة التي مرت بها الانسانية ، خصوصا عندما تخلت عنها تحت تجارب نظم القمع الايديولوجية الديكتاتورية التي سادت في النصف الاول من القرن العشرين واليوم انقرضت تقريبا .خرجت منتصرة بالتمسك باسسها. واليوم هي قادرة مواجهة التحديات اعلاه مادامت تسير وتأخذ بنفس الاسس الحقوقية التي قامت عليها، " وضع الانسان بحقوقه وحرياته ومصالحه اساسا للتطور"، وحان وقت تعميمه دوليا للقضاء على نظم الديكتاتورية المعشعشة في دول الجنوب خاصة ، وهذا يمثل بحد ذاته تحد كبير للحضارة المعاصرة . فهل ستتمكن منه ؟ الجواب نعم . لو سارت الحضارة على منهجها دوما بوضع الحقوق والحريات ومصلحة الانسان فوق اي اعتبار اخر في مسيرتها لقيادة التوجه الحضاري المعاصر والمستقبلي في حل القضايا والتحديات التي تواجه الانسانية مثل قضايا الهجرة والمناخ والديكتاتوريات والفقر والتكنولوجيا ، فلا بد للحضارة من حلها على هذه الاسس. ان عملية التحضرلن تتوقف ، قانونا اثبته التاريخ بوقعائه ، خصوصا المعاصرة ( ويكفي للدلالة على صحته ان عدد الديكتاتوريات في العالم اصبح معدودا بالاصابع وربما اهم معاقله في المنطقة العربية والشريط الصحراوي جنوبها في افريقيا وكوريا وايران وروسيا)، وعموما فلا يصح للعالم غير السير بتحضره جماعيا، وليس انانيا ، كما يراه ويطرحه اليمين القومي في اوربا واميركا اليوم، فالتحضر صفة جماعية للانسانية لايمكن حصره بحاجز الدين او القومية او الايديولوجيا، معوقات تغلبت طالما تغلبت عليها عملية التحضر وعلى كافة المستويات.
د. لبيب سلطان
17/4/2025



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهم حضارة العالم المعاصر-1
- أين يلتقي الماركسيون العرب ‏والسلفية الاسلاموية
- هل ستقود بريطانيا انقاذ العالم مجددا من الفاشية
- حلول الريفيرا والمناجم وخيال السريالية الفاشية
- شهادة بولادة محور ترامب - بوتين
- قراءة الغرائز السياسية في ترامب شو
- مطالعة في نشأة الديانات الابراهيمية
- عرس لبنان ودلالاته الكثيرة
- دستور جولاني
- أرفع راسك فوق انت سوري حر*
- صورتين للصين
- مداولة في وقائع اسقاط نظام الاسد
- ظاهرة هوكشتاين
- مخطط ترامب للانقلاب
- الولائية مشروع لاجهاض حل الدولة العلمانية ( تشريح محور المقا ...
- بحث في دهس الولائية على الوطنية (تشريح محور المقاومة ـ2)
- تشريح محور الممانعة والمقاومة
- حول كتابين في معرض بغداد الدولي
- تحليل بوتين
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي-2


المزيد.....




- قبل حفل زفافه.. عبارة -لا مكان لبيزوس- معروضة بالليزر على مب ...
- دب يقتحم مدرج مطار في اليابان ويوقف عددًا من الرحلات الجوية. ...
- أبرز إطلالات المشاهير في حفل استقبال جيف بيزوس بالبندقية
- حصريا.. رأي رجال دين بأكبر حوزة شيعية بإيران على الضربات الأ ...
- ترامب يطالب بطرد صحفيين كتبوا عن فشل تدمير منشآت إيران النوو ...
- جنود الاحتلال يعترفون بتلقي أوامر لإطلاق النار على طالبي الم ...
- بعد استثمار -ميتا-.. شركة -سكيل إيه آي- تخسر عملاءها
- ثلث سكان توفالو يتقدمون للحصول على تأشيرة المناخ في أستراليا ...
- -عملية الزفاف الأحمر-.. تفاصيل الضربة الإسرائيلية على طهران ...
- الفطير المشلتت بالفرن البلدي..هكذا يُحضر بطريقة الأجداد في م ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لبيب سلطان - فهم حضارة العالم المعاصر-2