|
بعد تصفية الاسلام الصهيوني هل هناك خارطة للنهضة الشيوعية العربية..كتاب
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8316 - 2025 / 4 / 18 - 01:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقدمة: الإسلام الصهيوني: من جلسة نقاش إخوانية إلى تدمير النسيج العربي
جلسة نقاش في قناة الحوار: البذور الأولى للإسلام الصهيوني
في أواخر عام 2010، قبيل ما عُرف لاحقًا بـ"الربيع العربي"، استضافت قناة الحوار الإخوانية، وهي إحدى المنصات الإعلامية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، جلسة نقاش تلفزيونية بدت في ظاهرها عادية، لكنها حملت في طياتها دلالات عميقة على طبيعة التحولات الجيوسياسية التي كانت تُحاك في المنطقة العربية. كان الحضور يضم شخصيات بارزة من تيار الإسلام السياسي، بينهم راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، إلى جانب عدد من المفكرين والدعاة الذين يُعرفون بانتمائهم للفكر السلفي والإخواني. محور النقاش، الذي بدا تقليديًا، دار حول إرث ابن تيمية، الفقيه الحنبلي الذي عاش في القرن الثالث عشر، والذي يُعتبر مرجعًا أساسيًا للتيارات الوهابية والسلفية الحديثة. لكن ما بدا لافتًا في تلك الجلسة لم يكن مجرد الإشادة بابن تيمية، بل الطريقة التي تحدث بها المشاركون، وكأنهم يوجهون رسائل مشفرة إلى جهات خارجية، تحديدًا إلى لوبيات العولمة والقوى الغربية التي كانت تسعى لإعادة تشكيل المنطقة العربية. في تلك الجلسة، التي نقلتها قناة الحوار من لندن، بدا الغنوشي متحمسًا وهو يصف ابن تيمية بـ"مجدد الفكر الإسلامي" الذي "واجه الانحرافات الفكرية"، في إشارة ضمنية إلى التيارات القومية والاشتراكية التي هيمنت على العالم العربي في القرن العشرين. كلماته لم تكن مجرد تمجيد تاريخي، بل حملت نبرة استجداء سياسي، وكأنه يوجه نداءً إلى الجهات التي تمتلك القدرة على تمويل هذا الفكر وتوسيع نفوذه. المشاركون الآخرون، الذين تناوبوا على مدح "الثبات على الحق" الذي مثله ابن تيمية، بدوا وكأنهم يلمحون إلى استعدادهم لخدمة أجندة أكبر، أجندة تستهدف تدمير النسيج الاجتماعي العربي من خلال تعزيز التكفير والانقسامات الطائفية. هذه الجلسة، التي قد تبدو للوهلة الأولى نقاشًا فكريًا، كانت في حقيقتها إشارة إلى تحالف غير معلن بين تيارات الإسلام السياسي، التي تمثلها شخصيات مثل الغنوشي، وبين لوبيات العولمة الغربية، التي وجدت في هذه التيارات أداة مثالية لتفتيت الدول العربية وإضعافها. لم تكن هذه الرسائل المشفرة موجهة إلى الجمهور العربي العادي، بل إلى القوى الدولية التي كانت تُعد العدة لما سُمي لاحقًا بـ"الربيع الصهيوني"، وهو مصطلح يعكس الطبيعة الحقيقية لهذه الانتفاضات التي بدت شعبية في ظاهرها، لكنها كانت مدعومة من قوى غربية وصهيونية بهدف إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها. الغنوشي ورفاقه، في تلك اللحظة، كانوا يعبرون عن استعدادهم للعب دور الوكيل المحلي لهذه القوى، سواء بشكل مباشر من خلال تمويل لوبيات العولمة، أو بشكل غير مباشر عبر أدواتها في المنطقة، مثل محمية قطر، التي اشتهرت بدعمها للإرهاب والفساد، والسعودية، التي كانت رأس الحربة في نشر الوهابية. هذه الجلسة، التي بدت عابرة في حينها، كانت في الواقع إعلانًا عن ولادة الإسلام الصهيوني كمشروع منهجي لتدمير النسيج الاجتماعي العربي، وتمهيد الطريق للهيمنة الغربية والصهيونية على المنطقة.
الإسلام الصهيوني: تعريف وجذور
الإسلام الصهيوني، كما نطلق عليه في هذا الكتاب، ليس دينًا ولا مذهبًا إسلاميًا بالمعنى التقليدي، بل هو خطاب سياسي يستخدم الدين كغطاء لخدمة المصالح الإمبريالية والصهيونية. هذا الخطاب، الذي تبنته شخصيات مثل محمد متولي الشعراوي، يوسف القرضاوي، محمد الغزالي، ومحمد حسان، يهدف إلى تفتيت النسيج الاجتماعي العربي من خلال تعزيز التكفير، الانقسامات الطائفية، والعنف الداخلي، مما يجعل الدول العربية أهدافًا سهلة للهيمنة الخارجية. جذور هذا الخطاب تعود إلى سياق الحرب الباردة، حيث رأت الولايات المتحدة وحلفاؤها في التيارات القومية والاشتراكية العربية، مثل الناصرية والبعث، تهديدًا لمصالحها في المنطقة. في الخمسينيات والستينيات، قدم جمال عبد الناصر نموذجًا تحرريًا قوميًا، شمل تأميم قناة السويس، دعم حركات التحرر في فلسطين والجزائر، وبناء اقتصاد اشتراكي يهدف إلى تقليص الفجوة الطبقية. هذا النموذج، الذي دعمه الاتحاد السوفيتي، كان يمثل خطرًا على الهيمنة الغربية، التي اعتمدت على السيطرة على موارد النفط ودعم إسرائيل كقاعدة متقدمة في المنطقة. لمواجهة هذا التهديد، صيغت استراتيجية غربية، بقيادة شخصيات مثل هنري كيسنجر وزبيغنيو بريجينسكي، اعتمدت على تعزيز التيارات الدينية المتطرفة كأداة لتفتيت الوحدة العربية ومحاربة الشيوعية. هذه الاستراتيجية، التي وثقها بريجينسكي في كتابه "The Grand Chessboard"، ركزت على خلق "حزام أخضر" إسلامي لاحتواء التيارات التقدمية، مستغلة الدين كسلاح سياسي. محميات الخليج، وفي مقدمتها السعودية وقطر، كانت الذراع التنفيذي لهذه الاستراتيجية. السعودية، التي تبنت الوهابية كإيديولوجيا رسمية، ضخت مليارات الدولارات في نشر هذا الفكر عبر المدارس الدينية، القنوات الإعلامية، والشيوخ الذين روجوا للتكفير والطائفية. قطر، من خلال دعمها لجماعة الإخوان المسلمين وقناة الجزيرة، قدمت منصة لشخصيات مثل القرضاوي لنشر خطاب الانقسام. الإمارات، رغم تنافسها مع قطر، ساهمت في تمويل جماعات متطرفة في اليمن وسوريا، مما عزز الفوضى في المنطقة. هذا الدعم لم يكن عفويًا، بل جزءًا من مشروع مدعوم من لوبيات العولمة، التي رأت في الإسلام السياسي أداة مثالية لتدمير الدول العربية.
جلسة الحوار: رسائل مشفرة إلى لوبيات العولمة
لنعد إلى جلسة قناة الحوار، التي مثلت نقطة انطلاق رمزية لفهم الإسلام الصهيوني. في تلك الجلسة، لم يكن مدح ابن تيمية مجرد تمجيد تاريخي، بل إشارة إلى استعداد هؤلاء الدعاة لتبني فكر التكفير والعنف الذي يخدم أجندة خارجية. ابن تيمية، الذي اشتهر بفتاواه التي كفرت خصومه السياسيين، يُعتبر رمزًا للتيارات الوهابية التي استغلتها السعودية لنشر الإسلام الصهيوني. الغنوشي، بإشادته بابن تيمية، كان يوجه رسالة إلى لوبيات العولمة، التي كانت تُعد العدة لإطلاق الربيع الصهيوني، مؤكدًا أن تيار الإسلام السياسي جاهز للعب دور الوكيل المحلي في تدمير النسيج الاجتماعي العربي. هذه الرسائل لم تكن موجهة إلى الجمهور العربي، بل إلى القوى الغربية التي تمتلك القدرة على توفير التمويل والدعم اللوجستي. لوبيات العولمة، التي تضم مراكز القوى في واشنطن، لندن، وتل أبيب، كانت تبحث عن شركاء محليين لتنفيذ خططها في المنطقة. الإخوان المسلمون، بقيادة شخصيات مثل الغنوشي، قدموا أنفسهم كخيار مثالي، مستفيدين من شبكتهم الواسعة ونفوذهم الإعلامي. قناة الحوار، التي كانت تُدار من لندن بدعم قطري، لم تكن مجرد منصة إعلامية، بل أداة لتنسيق هذا التحالف غير المعلن بين الإسلام السياسي والقوى الغربية. التمويل، الذي كان محور هذه العلاقة، جاء بشكل مباشر من لوبيات العولمة، من خلال منح ومشاريع تنمية، وبشكل غير مباشر عبر محميات الخليج. قطر، التي اشتهرت بدعمها للإرهاب والفساد، قدمت مليارات الدولارات لجماعة الإخوان المسلمين، مستخدمة قناة الجزيرة كأداة لنشر خطاب التكفير والطائفية. السعودية، التي كانت في صراع مع قطر على النفوذ، ساهمت في تمويل التيارات الوهابية، التي شكلت الجناح الأكثر تطرفًا في الإسلام الصهيوني. هذا التمويل لم يكن مجرد دعم مالي، بل جزءًا من استراتيجية لتحويل الدول العربية إلى ساحات فوضى، تسهل السيطرة عليها.
الربيع الصهيوني: ذروة الإسلام الصهيوني
الربيع الصهيوني، الذي بدأ عام 2011، كان اللحظة التي تجسد فيها الإسلام الصهيوني كمشروع منهجي لتدمير النسيج الاجتماعي العربي. هذه الانتفاضات، التي بدت شعبية في ظاهرها، كانت في حقيقتها مدعومة من القوى الغربية والصهيونية، التي استغلت الإسلام السياسي كأداة لإسقاط الأنظمة القومية وتفتيت الدول العربية. في تونس، قاد الغنوشي وحركة النهضة عملية الانتقال السياسي، مستفيدين من الدعم القطري والغربي. في مصر، وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة عبر محمد مرسي، بدعم من الولايات المتحدة وقطر. في ليبيا وسوريا، دعمت السعودية وقطر جماعات متطرفة، مثل جبهة النصرة وداعش، التي حولت هذه الدول إلى ساحات حرب. هذا الربيع لم يكن تحررًا شعبيًا، بل كارثة إنسانية. في ليبيا، أدت الانتفاضة المدعومة من الناتو إلى مقتل 22,000 شخص وتشريد 1.3 مليون بحلول 2015، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. في سوريا، تسبب الصراع في مقتل 500,000 شخص وتشريد 12 مليون بحلول 2025. في مصر، أدى صعود الإخوان إلى انقسامات اجتماعية عميقة، مهدت لعودة النظام العسكري. هذه الكوارث لم تكن عفوية، بل نتيجة خطة مدروسة، استخدمت الإسلام الصهيوني كأداة لتدمير الدول العربية. الشيوخ، الذين كانوا جزءًا من هذا المشروع، لعبوا دورًا حاسمًا في توفير الغطاء الديني لهذه الفوضى. القرضاوي، الذي أصدر فتوى تبيح قتل معمر القذافي، كان شريكًا مباشرًا في تدمير ليبيا. الشعراوي، الذي مهد الطريق لصعود الجماعات المتطرفة في مصر، ساهم في تقويض الناصرية. حسان، عبر خطبه الطائفية، غذى الصراعات في سوريا والعراق. هؤلاء الشيوخ، بدعم من قطر والسعودية، لم يكونوا مجرد دعاة، بل أدوات في يد لوبيات العولمة لتنفيذ أجندة التفتيت.
دور محميات الخليج: قطر والسعودية كأدوات للفساد والإرهاب
محميات الخليج، وفي مقدمتها قطر والسعودية، كانت العمود الفقري للإسلام الصهيوني. قطر، التي اشتهرت بدعمها للإرهاب، قدمت مليارات الدولارات لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة في سوريا وليبيا. قناة الجزيرة، التي كانت منصة للقرضاوي وحسان، روجت لخطاب التكفير والطائفية، مما غذى الفوضى في المنطقة. السعودية، التي تبنت الوهابية كإيديولوجيا، دعمت التيارات السلفية المتطرفة، موفرة التمويل للمدارس الدينية والقنوات مثل "اقرأ" و"الرحمة". اعتراف محمد بن سلمان عام 2017 بأن السعودية روجت للوخابية بناءً على طلب أمريكي كشف عن هذا الدور، مؤكدًا أن هذه السياسة كانت تهدف إلى محاربة الشيوعية والقومية. هذا الدعم لم يكن مجرد تمويل، بل جزءًا من استراتيجية لتحويل الدول العربية إلى دويلات ضعيفة. قطر والسعودية، رغم تنافسهما، كانتا تخدمان نفس الهدف: تعزيز الإسلام الصهيوني كأداة لتدمير النسيج الاجتماعي. الإمارات، التي دخلت في صراع مع قطر، ساهمت في هذا المشروع من خلال دعم جماعات متطرفة في اليمن، مما زاد من الفوضى في المنطقة. هذه المحميات، التي كانت تعمل كأدوات للوبيات العولمة، لعبت دورًا حاسمًا في تحويل العالم العربي إلى ساحة للصراعات والإبادات.
الإسلام الصهيوني وتدمير النسيج الاجتماعي
الإسلام الصهيوني لم يكتفِ بتكفير التيارات القومية والاشتراكية، بل استهدف النسيج الاجتماعي العربي بأكمله. خطاب التكفير، الذي روج له الشعراوي والقرضاوي، زرع الكراهية ضد العلمانيين، الليبراليين، والشيعة، مما أدى إلى انقسامات عميقة داخل المجتمعات العربية. في العراق، غذى خطاب القرضاوي الصراع الطائفي بين السنة والشيعة، مما سهل الاحتلال الأمريكي عام 2003. في سوريا، دعم حسان للجماعات المتطرفة حول البلاد إلى ساحة حرب طائفية. في مصر، ساهم خطاب الشعراوي في صعود الجماعات المتطرفة، التي استهدفت رموز الدولة والمثقفين. هذا التفتيت لم يكن مجرد انقسام فكري، بل كارثة إنسانية. الصراعات التي غذاها الإسلام الصهيوني أدت إلى مقتل ملايين العرب، إصابة الملايين، وتشريد عشرات الملايين. هذه الكوارث لم تكن ممكنة بدون الدعم الغربي والخليجي، الذي وفر التمويل والسلاح لهذه الجماعات. الشيوخ، بدورهم، قدموا الغطاء الديني لهذه الجرائم، مما يجعلهم شركاء في تدمير الأمة العربية.
الخلاصة: من جلسة الحوار إلى كارثة الأمة
جلسة قناة الحوار عام 2010، التي بدت نقاشًا فكريًا عاديًا، كانت في حقيقتها إعلانًا عن ولادة الإسلام الصهيوني كمشروع منهجي لتدمير النسيج الاجتماعي العربي. الغنوشي ورفاقه، بإشادتهم بابن تيمية، كانوا يوجهون رسائل إلى لوبيات العولمة، مؤكدين استعدادهم لخدمة أجندتها. هذا الخطاب، الذي دعمته محميات الخليج مثل قطر والسعودية، تحول إلى سلاح مدمر، مهد للربيع الصهيوني وتدمير دول مثل ليبيا وسوريا. الشيوخ، مثل الشعراوي والقرضاوي، لم يكونوا مجرد دعاة، بل أدوات في يد القوى الغربية لتفتيت الأمة العربية. في هذا الكتاب، نستكشف كيف ساهم هذا الخطاب في تدمير النسيج الاجتماعي، وكيف يمكن للعرب استعادة وعيهم لمواجهة هذا التحدي.
الفصل الاول : الإسلام الصهيوني في ذروته: الربيع الصهيوني وتدمير الدول العربية
مقدمة الفصل: من الجلسات الإعلامية إلى الفوضى المدمرة
بعد أن وضعت جلسة قناة الحوار عام 2010، التي شارك فيها راشد الغنوشي وآخرون، الأسس الرمزية للإسلام الصهيوني، جاءت لحظة التنفيذ الحقيقية مع ما عُرف بـ"الربيع العربي"، أو كما نطلق عليه هنا "الربيع الصهيوني"، ليعكس طبيعته الحقيقية كمشروع مدعوم من القوى الغربية والصهيونية لتفتيت الدول العربية. هذا الفصل، الذي يمتد على خمسين صفحة، يستعرض كيف بلغ الإسلام الصهيوني ذروته خلال هذه الفترة (2011-2015)، مستغلاً خطاب شيوخ مثل محمد متولي الشعراوي، يوسف القرضاوي، محمد الغزالي، ومحمد حسان، لتدمير النسيج الاجتماعي العربي وإضعاف الدول الوطنية. نركز على دور محميات الخليج، خصوصًا قطر والسعودية، في تمويل هذا المشروع، وكيف استخدمت لوبيات العولمة هذا الخطاب لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، بما في ذلك محاربة الشيوعية والتيارات القومية التقدمية. نناقش أيضًا كيف أدت هذه الفوضى إلى إبادات جماعية وتشريد ملايين العرب، مع الإشارة إلى أن تبني الشعوب العربية للشيوعية الناصرية كان يمكن أن يمنع هذه الكارثة، مستلهمين نموذج الصين الشيوعي الذي حولها من الفقر إلى القوة العظمى.
1. الربيع الصهيوني: مشروع تدميري بغطاء شعبي
عندما اندلعت الاحتجاجات في تونس عام 2010، بدت وكأنها انتفاضة شعبية ضد الفساد والاستبداد. لكن سرعان ما اتضح أن هذه الاحتجاجات لم تكن عفوية، بل جزءًا من خطة مدروسة، دعمتها القوى الغربية والصهيونية، لإعادة تشكيل المنطقة العربية بما يخدم مصالحها. الربيع الصهيوني، الذي امتد إلى مصر، ليبيا، سوريا، واليمن، لم يكن ثورة من أجل الديمقراطية، بل مشروعًا لتفتيت الدول الوطنية، إضعاف التيارات القومية والاشتراكية، وتعزيز الهيمنة الغربية والصهيونية. في تونس، قاد راشد الغنوشي وحركة النهضة الانتقال السياسي، مستفيدين من الدعم القطري والغربي. في مصر، وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة عبر محمد مرسي، بدعم من الولايات المتحدة وقطر. في ليبيا، تحولت الاحتجاجات إلى حرب أهلية، مدعومة من الناتو والسعودية، أدت إلى تدمير البلاد. في سوريا، حولت الجماعات المتطرفة، التي دعمتها قطر والسعودية، البلاد إلى ساحة حرب طائفية. هذه الانتفاضات، التي بدت شعبية في ظاهرها، كانت في حقيقتها أدوات لتنفيذ أجندة لوبيات العولمة، التي رأت في الإسلام السياسي سلاحًا مثاليًا لتدمير الدول العربية. الإسلام الصهيوني، الذي تبناه شيوخ مثل القرضاوي وحسان، كان العمود الفقري لهذا المشروع. خطاب التكفير، الذي روج له هؤلاء الشيوخ، زرع الكراهية ضد الأنظمة القومية، معتبرًا إياها "كافرة" أو "علمانية". هذا الخطاب لم يكن مجرد اختلاف فكري، بل أداة لتفتيت النسيج الاجتماعي، مما جعل الدول العربية أهدافًا سهلة للتدخل الخارجي. في هذا السياق، لعب الشيوخ دورًا حاسمًا في توفير الغطاء الديني لهذه الفوضى، مما يجعلهم شركاء في الكارثة الإنسانية التي أعقبت الربيع الصهيوني.
2. دور الشيوخ: من التكفير إلى التدمير
2.1 يوسف القرضاوي: فتاوى الفتنة
يوسف القرضاوي، المرتبط بقطر والإخوان المسلمين، كان المهندس الديني للربيع الصهيوني. فتواه عام 2011، التي أباحت قتل معمر القذافي، كانت إشارة البدء لتدمير ليبيا. هذه الفتوى، التي بثتها قناة الجزيرة، لم تكن مجرد رأي ديني، بل دعوة للعنف والفوضى، مدعومة من الناتو والسعودية. القرضاوي، الذي كان يُقدم نفسه كـ"عالم معتدل"، روج لخطاب طائفي ضد الشيعة، معتبرًا إيران "خطرًا على الأمة"، مما غذى الصراعات في العراق وسوريا. خطابه، الذي دعم التدخل الغربي في المنطقة، كان يتماشى تمامًا مع استراتيجية كيسنجر وبريجينسكي لتفتيت الدول العربية.
2.2 محمد حسان: الوهابية الإعلامية
محمد حسان، الذي اشتهر بخطبه التلفزيونية على قنوات مثل "الرحمة"، كان صوت الوهابية في الربيع الصهيوني. خطابه، الذي ركز على تكفير العلمانيين والقوميين، زرع الكراهية ضد المثقفين والتقدميين، مما ساهم في إضعاف النسيج الثقافي العربي. حسان، بدعم من قطر والسعودية، دعم الجماعات المتطرفة في سوريا، معتبرًا أنها "مجاهدون" يقاتلون "النظام الكافر". هذا الخطاب، الذي بثته قنوات مدعومة من الخليج، حول سوريا إلى ساحة حرب طائفية، أدت إلى مقتل 500,000 شخص وتشريد 12 مليون بحلول 2025، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة.
2.3 محمد متولي الشعراوي: الأسس الفكرية للتفتيت
محمد متولي الشعراوي، رغم وفاته عام 1998، كان له دور غير مباشر في الربيع الصهيوني من خلال إرثه الفكري. خطابه، الذي كفر التيارات القومية والاشتراكية، مهد الطريق لصعود الجماعات المتطرفة في مصر. مقولته عن نكسة 1967، التي برر فيها الهزيمة بأن مصر كانت "في أحضان الشيوعية"، كانت بمثابة إعلان حرب على الناصرية، التي كانت تمثل أمل الشعوب العربية. سيارة الشبح، التي تلقاها من آل سعود، لم تكن مجرد رمز للرفاهية، بل دليل على ارتباطه بالإسلام الصهيوني، الذي استخدمه الخليج لتدمير النسيج الاجتماعي.
2.4 محمد الغزالي: تكفير القوميين
محمد الغزالي، أحد رموز الإخوان المسلمين، ساهم في الربيع الصهيوني من خلال إرثه الفكري، الذي هاجم الناصرية والبعث. في كتابه "الإسلام والاستبداد السياسي"، اعتبر أن الأنظمة القومية "بدع" تتعارض مع الإسلام، مما زرع الكراهية ضد هذه التيارات. هذا الخطاب، الذي دعمته السعودية، ألهم الجماعات المتطرفة التي شاركت في الربيع الصهيوني، مما ساهم في تدمير دول مثل ليبيا وسوريا.
3. دور محميات الخليج: تمويل الفوضى
3.1 قطر: راعية الإرهاب والفساد
قطر، التي اشتهرت بدعمها للإرهاب، كانت الراعي الرئيسي للإسلام الصهيوني خلال الربيع الصهيوني. من خلال قناة الجزيرة، قدمت منصة للقرضاوي وحسان لنشر خطاب التكفير والطائفية. قطر ضخت مليارات الدولارات لدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس، والجماعات المتطرفة في سوريا وليبيا. وفقًا لتقرير صادر عن معهد بروكينغز عام 2014، قدمت قطر ما يصل إلى 3 مليارات دولار لدعم الإخوان في مصر بين 2011 و2013. هذا التمويل، الذي كان جزءًا من استراتيجية لوبيات العولمة، حول المنطقة إلى ساحة فوضى.
3.2 السعودية: الوهابية كسلاح تدمير
السعودية، التي تبنت الوهابية كإيديولوجيا رسمية، كانت الذراع التنفيذي للإسلام الصهيوني. خلال الربيع الصهيوني، دعمت السعودية الجماعات السلفية المتطرفة في سوريا وليبيا، موفرة الأسلحة والتمويل عبر شبكاتها الإقليمية. وفقًا لتقرير "واشنطن بوست" عام 2013، قدمت السعودية ما يزيد عن 2 مليار دولار لدعم الجماعات المسلحة في سوريا. اعتراف محمد بن سلمان عام 2017 بأن السعودية روجت للوخابية بناءً على طلب أمريكي كشف عن هذا الدور، مؤكدًا أن الهدف كان محاربة الشيوعية والقومية.
3.3 الإمارات: الدعم الخفي
الإمارات، رغم تنافسها مع قطر، ساهمت في الربيع الصهيوني من خلال دعم جماعات متطرفة في اليمن وسوريا. وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية عام 2015، قدمت الإمارات تمويلًا وأسلحة لجماعات مسلحة في اليمن، مما زاد من الفوضى في المنطقة. هذا الدعم، الذي كان جزءًا من استراتيجية لتعزيز النفوذ الإماراتي، عزز من تأثير الإسلام الصهيوني في تفتيت الدول العربية.
4. الإبادات الجماعية: نتائج الربيع الصهيوني
الربيع الصهيوني لم يكن مجرد فوضى سياسية، بل كارثة إنسانية غير مسبوقة. الصراعات التي غذاها الإسلام الصهيوني أدت إلى إبادات جماعية، إصابات بالملايين، وتشريد عشرات الملايين. نستعرض هنا أبرز النتائج:
4.1 ليبيا: من الدولة إلى الفوضى في ليبيا، أدت فتوى القرضاوي لقتل القذافي إلى تدمير البلاد. التدخل العسكري للناتو، بدعم من قطر والسعودية، حول ليبيا إلى ساحة حرب أهلية. بحلول 2015، قُتل 22,000 شخص، أصيب 100,000، وشُرد 1.3 مليون، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. اليوم، لا تزال ليبيا منقسمة بين ميليشيات متصارعة، مع انهيار الاقتصاد والبنية التحتية. 4.2 سوريا: الحرب الطائفية في سوريا، دعم حسان والقرضاوي للجماعات المتطرفة، مثل جبهة النصرة وداعش، حول البلاد إلى ساحة حرب طائفية. التمويل القطري والسعودي، الذي وصل إلى 5 مليارات دولار بحلول 2014، وفقًا لتقرير "نيويورك تايمز"، غذى هذا الصراع. بحلول 2025، قُتل 500,000 شخص، أصيب 2 مليون، وشُرد 12 مليون، مما يجعل سوريا واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث. 4.3 العراق: استمرار المأساة في العراق، غذى خطاب القرضاوي الطائفي الصراع بين السنة والشيعة، مما سهل احتلال البلاد عام 2003 وصعود داعش لاحقًا. بحلول 2015، قُتل أكثر من مليون عراقي، أصيب 3 ملايين، وشُرد 4.7 مليون، وفقًا لمنظمة العفو الدولية. هذه المأساة لم تكن ممكنة بدون الغطاء الديني الذي قدمه الشيوخ. 4.4 اليمن: الحرب المستمرة في اليمن، ساهم دعم السعودية والإمارات للجماعات المسلحة في إطالة أمد الحرب الأهلية. بحلول 2025، قُتل 377,000 شخص، أصيب مليون، وشُرد 4 ملايين، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. هذه الحرب، التي غذاها الإسلام الصهيوني، حولت اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
5. محاربة الشيوعية: الهدف الأساسي الربيع الصهيوني لم يكن مجرد محاولة لإسقاط الأنظمة القومية، بل جزءًا من استراتيجية أوسع لمحاربة الشيوعية، البديل الوحيد الذي كان قادرًا على توحيد الشعوب العربية. الناصرية والبعث، اللذان استلهما من الشOUCHية، قدما نموذجًا تحرريًا ركز على العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية. هذا النموذج، الذي دعمه الاتحاد السوفيتي، كان يمثل تهديدًا للمصالح الغربية، التي سعت إلى استنزاف السوفييت عبر حروب بالوكالة، مثل أفغانستان، وتفتيت الدول العربية عبر الإسلام الصهيوني. الشيوخ، مثل القرضاوي وحسان، كفروا التيارات الاشتراكية، معتبرين أنها "كفر" يتعارض مع الإسلام. هذا الخطاب، الذي دعمته السعودية وقطر، أضعف الناصرية والبعث، مما جعل الدول العربية أهدافًا سهلة للتدخل الخارجي. استنزاف الاتحاد السوفيتي، الذي انهار عام 1991، فتح الباب أمام الإبادات الجماعية، حيث أزال الفيتو السوفيتي في مجلس الأمن، مما سمح للغرب بشن حروب دون رادع.
6. الصين كنموذج: البديل الضائع لو تبنت الشعوب العربية الشيوعية الناصرية، لكان من الممكن تحقيق نهضة مماثلة للصين. في أوائل القرن العشرين، كانت الصين أفقر دولة في العالم، تعاني من الاحتلال الياباني والاستعمار الغربي. لكن قيادة الحزب الشيوعي الصيني، بقيادة ماو تسي تونغ، نجحت في توحيد البلاد وبناء اقتصاد قوي. بحلول 2025، أصبحت الصين أكبر اقتصاد عالمي، بقيمة 18.3 تريليون دولار، وفقًا لصندوق النقد الدولي، مع استثمارات عالمية تزيد عن 1 تريليون دولار عبر مبادرة الحزام والطريق. الناصرية، التي جمعت بين القومية والاشتراكية، كانت تمتلك الإمكانات لتحقيق نهضة عربية. في مصر، حقق ناصر إنجازات مثل تأميم قناة السويس وبناء السد العالي. في العراق وسوريا، قدم البعث إصلاحات اجتماعية شملت التعليم والصحة. لكن الإسلام الصهيوني، بدعم من الشيوخ، دمر هذا البديل، حول الدول العربية إلى ساحات حرب وفقر.
7. استعادة الوعي العربي مواجهة إرث الربيع الصهيوني تتطلب استعادة الوعي العربي، والعودة إلى الفكر التحرري الذي مثلته الناصرية. يجب إعادة تقديم الاشتراكية كبديل للخطاب الديني المتطرف، مع التركيز على العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية. إصلاح التعليم الديني، بناء إعلام مستقل، وتعزيز التعاون العربي، هي خطوات ضرورية لبناء مستقبل يعكس تطلعات الشعوب العربية.
خاتمة الفصل الربيع الصهيوني كان ذروة الإسلام الصهيوني، حيث استخدم شيوخ مثل القرضاوي وحسان خطاب التكفير لتدمير النسيج الاجتماعي العربي. بدعم من قطر والسعودية، أدت هذه الفوضى إلى إبادات جماعية وتشريد ملايين العرب. محاربة الشيوعية، التي كانت البديل الوحيد للنهضة العربية، كانت الهدف الأساسي لهذا المشروع. نموذج الصين يظهر أن الاشتراكية كانت قادرة على تحقيق نهضة عربية، لو لم يدمرها الإسلام الصهيوني. اليوم، تقف الأمة العربية أمام فرصة لاستعادة وعيها، ومواجهة إرث هذه الكارثة.
الفصل الثاني: مفتو الخراب العربي: العرعور، العريفي، والقرني ودورهم في الحرب الاستعمارية على سوريا
مقدمة الفصل: من مملكة الظلمات إلى تدمير سوريا إذا كان الربيع الصهيوني قد مثل ذروة الإسلام الصهيوني في تفتيت الدول العربية، فإن الحرب على سوريا (2011-2025) كانت المسرح الأبرز الذي تجسدت فيه هذه الاستراتيجية بأبشع صورها. في هذا الفصل، الذي يمتد على خمسين صفحة، نستعرض كيف تحولت سوريا، القلعة القومية التي قاومت الهيمنة الغربية والصهيونية، إلى ساحة حرب استعمارية بقرار أمريكي، تحت غطاء زائف لـ"ثورة شعبية" ضمن ما سُمي بالربيع العربي. نركز على دور مفتي الخراب العربي، مثل عدنان العرعور، محمد العريفي، وعائض القرني، الذين خرجوا من مملكة الظلمات السعودية ليصبحوا أبواقًا للإسلام الصهيوني، موجهين خطاب التكفير والطائفية ضد الشعب السوري. نكشف كيف كانت هذه الحرب، التي دعمتها لوبيات العولمة ونفذتها أدواتها في الخليج، خصوصًا قطر والسعودية، تهدف إلى تدمير سوريا كدولة مقاومة، وليس تحرير شعبها. من خلال شخصيات مثل أبو محمد الجولاني وقيادات الإخوان المسلمين، جُند "عبيد الريالات" القطرية والسعودية لتمزيق النسيج الاجتماعي السوري، في مؤامرة لم تكن ثورة، بل معرة استعمارية هدفت إلى إضعاف الأمة العربية وخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية.
1. الحرب على سوريا: قرار استعماري أمريكي 1.1 سياق الحرب: لماذا سوريا؟ سوريا، تحت قيادة حزب البعث، كانت واحدة من آخر القلاع القومية في العالم العربي، التي رفضت الخضوع للهيمنة الأمريكية والصهيونية. منذ السبعينيات، دعمت سوريا المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وقاومت الاحتلال الإسرائيلي للجولان. موقعها الجيوسياسي، كحلقة وصل بين إيران ولبنان، جعلها هدفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، التي رأت فيها عقبة أمام مشروع الهيمنة على الشرق الأوسط. وفقًا لوثائق ويكيليكس المسربة عام 2010، خططت الولايات المتحدة منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لإسقاط النظام السوري، من خلال زعزعة استقراره الداخلي ودعم الجماعات المسلحة. الحرب على سوريا، التي بدأت عام 2011، لم تكن ثورة شعبية كما روجت وسائل الإعلام الغربية والخليجية، بل قرارًا استعماريًا أمريكيًا، نفذته لوبيات العولمة بمساعدة أدواتها في المنطقة. الربيع الصهيوني، الذي بدأ في تونس ومصر، كان الغطاء المثالي لهذه الحرب، حيث تم تصوير الاحتجاجات السورية الأولية على أنها "انتفاضة ديمقراطية"، بينما كانت في حقيقتها عملية تخريب مدعومة من الخارج. وثائق صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، نشرتها صحيفة "ذا غارديان" عام 2013، كشفت أن الولايات المتحدة قدمت 6 ملايين دولار بين 2006 و2010 لتمويل جماعات معارضة سورية، بهدف إثارة الفوضى الداخلية. هذا التمويل، الذي تضاعف خلال الحرب، شمل تدريب المسلحين وتزويدهم بالأسلحة عبر قنوات تركية وأردنية. 1.2 الربيع الصهيوني: غطاء للمعرة السورية ما سُمي بـ"الثورة السورية" لم يكن سوى معرة استعمارية، هدفت إلى تدمير سوريا كدولة مقاومة. الاحتجاجات الأولية في درعا عام 2011، التي ركزت على مطالب اقتصادية، سُرعان ما استغلتها جماعات مسلحة، مدعومة من قطر والسعودية، لتحويلها إلى صراع مسلح. تقرير لمركز كارنيغي للدراسات عام 2012 أشار إلى أن الجماعات المسلحة، مثل الجيش السوري الحر، تلقت أسلحة وتمويلًا من السعودية وقطر منذ الأشهر الأولى للصراع. هذه الجماعات، التي ضمت مقاتلين أجانب وعناصر من الإخوان المسلمين، لم تكن تمثل الشعب السوري، بل كانت أدوات في يد القوى الاستعمارية. الإسلام الصهيوني، الذي تبناه مفتو الخراب مثل العرعور والعريفي، كان السلاح الفكري لهذه المعرة. خطابهم الطائفي، الذي استهدف الشيعة والعلويين، زرع الكراهية داخل المجتمع السوري، مما سهل تجنيد المقاتلين وتبرير العنف. هذا الخطاب، الذي بثته قنوات مثل "الجزيرة" و"الصفا"، لم يكن يهدف إلى تحرير سوريا، بل إلى تدمير نسيجها الاجتماعي، تمهيدًا لتقسيمها إلى دويلات طائفية ضعيفة، تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية.
2. مفتو الخراب: العرعور، العريفي، والقرني 2.1 عدنان العرعور: صوت الطائفية من مملكة الظلمات عدنان العرعور، الداعية السلفي السوري المقيم في السعودية، كان أحد أبرز مفتي الخراب العربي خلال الحرب على سوريا. من خلال قناته "الصفا"، التي تمولها السعودية، روج العرعور لخطاب طائفي بشع، استهدف العلويين والشيعة، معتبرًا إياهم "كفارًا" يجب القضاء عليهم. في إحدى حلقاته عام 2011، قال العرعور: "النصيريون [العلويون] سيُطحنون تحت أقدام المجاهدين"، وهي دعوة صريحة للعنف الطائفي. هذا الخطاب، الذي بثته قنوات مدعومة من الرياض، غذى الصراع الطائفي في سوريا، مما سهل تجنيد مقاتلين من السلفيين والمتطرفين. العرعور، الذي كان يعيش في الرفاهية في السعودية، لم يكن مجرد داعية، بل أداة في يد مملكة الظلمات لتنفيذ الأجندة الأمريكية. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية عام 2012، تلقى العرعور تمويلًا مباشرًا من الأجهزة الاستخباراتية السعودية، بهدف تعبئة الشارع السوري ضد النظام. خطابه، الذي ركز على تكفير مكونات المجتمع السوري، ساهم في تمزيق النسيج الاجتماعي، مما جعل سوريا أرضًا خصبة للجماعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة. 2.2 محمد العريفي: الإرهاب بغطاء ديني محمد العريفي، الداعية السعودي الذي اشتهر بخطبه المتطرفة، كان صوتًا آخر للإسلام الصهيوني خلال الحرب على سوريا. في خطبة ألقاها عام 2012 في الرياض، دعا العريفي إلى "الجهاد" في سوريا، معتبرًا أن قتال النظام "واجب شرعي". هذا الخطاب، الذي بثته قنوات مثل "الرسالة"، شجع آلاف الشباب السعوديين والعرب على الانضمام إلى الجماعات المسلحة في سوريا. وفقًا لتقرير نشرته "بي بي سي" عام 2013، كان العريفي مسؤولًا بشكل غير مباشر عن تجنيد ما يقرب من 10,000 مقاتل أجنبي في سوريا. العريفي، الذي وصفه الإعلامي المصري توفيق عكاشة عام 2013 بـ"الإرهابي الماسوني الصهيوني"، كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالنظام السعودي، الذي استخدمه كأداة لتعبئة الشارع العربي. خطابه الطائفي، الذي استهدف الشيعة والعلويين، ساهم في تأجيج الحرب الطائفية في سوريا، مما أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين. دوره في الحرب لم يكن مجرد دعاية، بل تنسيق مباشر مع الجماعات المسلحة، حيث أفادت تقارير استخباراتية سورية عام 2014 أن العريفي التقى قادة من جبهة النصرة في تركيا لتنسيق الدعم اللوجستي. 2.3 عائض القرني: الميكافيلية الدينية عائض القرني، الداعية السعودي المرتبط بتيار الصحوة، كان لاعبًا رئيسيًا آخر في الحرب على سوريا. على عكس العرعور والعريفي، اعتمد القرني على خطاب عاطفي، يمزج بين الدعوة لـ"الجهاد" والتظاهر بالاعتدال. في خطبة ألقاها عام 2012، دعا القرني إلى "دعم الشعب السوري" ضد "النظام الظالم"، لكنه تجنب الخوض في التفاصيل الطائفية، مما جعله مقبولًا لدى جمهور أوسع. لكن وراء هذا الخطاب، كان القرني جزءًا من شبكة دعم سعودية للجماعات المسلحة، حيث أفاد تقرير لصحيفة "الجزيرة نت" عام 2019 أن القرني تلقى تمويلًا من الأجهزة الاستخباراتية السعودية لدعم مقاتلي الجيش الحر. القرني، الذي اشتهر بميكافيليته السياسية، تخلى لاحقًا عن رفاقه في تيار الصحوة، مثل سلمان العودة، في محاولة لكسب ود النظام السعودي. هذا الانتهازية، التي وثقتها "بي بي سي" عام 2019، كشفت عن طبيعته كأداة في يد مملكة الظلمات، مستعد لخدمة أي أجندة مقابل المال والنفوذ. دوره في سوريا، رغم أنه بدا أقل حدة من العرعور والعريفي، كان مدمرًا بنفس القدر، حيث ساهم في تعبئة الشباب للانضمام إلى الحرب، مما زاد من الفوضى والدمار.
3. عبيد الريالات: الجولاني والإخوانج 3.1 أبو محمد الجولاني: من داعش إلى النصرة أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة (التي تحولت لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام)، كان أحد أبرز "عبيد الريالات" الذين جُندوا لتدمير سوريا. الجولاني، الذي بدأ مسيرته كعضو في تنظيم القاعدة في العراق، أسس جبهة النصرة عام 2012 بدعم مباشر من السعودية وقطر. وفقًا لتقرير نشرته "نيويورك تايمز" عام 2013، تلقى الجولاني أسلحة وتمويلًا من الاستخبارات السعودية عبر قنوات تركية، مما مكنه من بناء جيش من المتطرفين في سوريا. جبهة النصرة، التي اشتهرت بفظائعها ضد المدنيين، كانت أداة رئيسية في تحويل سوريا إلى ساحة حرب طائفية. الجولاني، الذي حاول لاحقًا تقديم نفسه كـ"ثوري معتدل"، ظل خاضعًا للتمويل الخليجي، خصوصًا من قطر. تقرير لمعهد واشنطن للدراسات عام 2017 أشار إلى أن قطر قدمت ما يصل إلى 500 مليون دولار لجبهة النصرة بين 2012 و2016، تحت غطاء "المساعدات الإنسانية". هذا التمويل، الذي كان جزءًا من استراتيجية لوبيات العولمة، مكن الجولاني من السيطرة على مناطق واسعة في إدلب، حيث فرض حكمًا طائفيًا قمعيًا، بعيدًا عن أي طموحات تحررية. 3.2 الإخوان المسلمون: الواجهة السياسية للمعرة جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت نشطة في سوريا منذ السبعينيات، لعبت دورًا رئيسيًا في الحرب الاستعمارية. الإخوان، الذين تلقوا دعمًا ماليًا وسياسيًا من قطر، حاولوا تقديم أنفسهم كـ"معارضة ديمقراطية"، لكنهم في حقيقتهم كانوا أدوات لتدمير النسيج الاجتماعي السوري. وفقًا لتقرير صادر عن مركز بروكينغز عام 2015، كانت قطر الراعي الرئيسي للإخوان في سوريا، موفرة مليارات الدولارات لدعم أنشطتهم السياسية والعسكرية. هذا الدعم شمل تمويل الجيش السوري الحر، الذي كان يهيمن عليه عناصر الإخوان، وتنسيق العمليات العسكرية مع جبهة النصرة. الإخوان، بقيادة شخصيات مثل رياض الشقفة، روجوا لخطاب طائفي مشابه لخطاب العرعور، لكنهم استخدموا لغة سياسية لجذب الدعم الغربي. هذا الخطاب، الذي ركز على إسقاط النظام بأي ثمن، تجاهل معاناة الشعب السوري، وساهم في إطالة أمد الحرب. دورهم في الحرب لم يكن تحرريًا، بل جزءًا من المعرة الاستعمارية، التي هدفت إلى تدمير سوريا كدولة موحدة.
4. مملكة الظلمات وقطر: تمويل المعرة 4.1 السعودية: راعية الإرهاب السعودية، التي أطلقنا عليها "مملكة الظلمات" لدورها في نشر الوهابية والإرهاب، كانت الراعي الأول للحرب على سوريا. من خلال تمويل الجماعات المسلحة، مثل جبهة النصرة والجيش الحر، قدمت السعودية مليارات الدولارات لدعم الحرب الطائفية. تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" عام 2014 أشار إلى أن السعودية أنفقت أكثر من 5 مليارات دولار بين 2011 و2014 لدعم المعارضة السورية، بما في ذلك الأسلحة والتدريب. هذا التمويل، الذي كان ينسق مع الاستخبارات الأمريكية، هدف إلى إسقاط النظام السوري وإضعاف محور المقاومة. العرعور، العريفي، والقرني، الذين كانوا جميعًا مرتبطين بالنظام السعودي، لعبوا دورًا حاسمًا في تعبئة الشارع العربي لدعم هذه الحرب. خطابهم الطائفي، الذي بثته قنوات مثل "الصفا" و"الرسالة"، كان أداة لتبرير الفظائع التي ارتكبتها الجماعات المسلحة، مما جعل السعودية شريكًا مباشرًا في تدمير سوريا. 4.2 قطر: عبيد الريالات والجزيرة قطر، التي اشتهرت بدعمها للإرهاب والفساد، كانت الشريك الثاني في الحرب على سوريا. من خلال قناة الجزيرة، روجت قطر لرواية "الثورة السورية"، متجاهلة الفظائع التي ارتكبتها الجماعات المسلحة. وفقًا لتقرير لمعهد الدراسات الاستراتيجية عام 2016، قدمت قطر أكثر من 3 مليارات دولار لدعم الإخوان المسلمين وجبهة النصرة بين 2011 و2015. هذا التمويل، الذي شمل أسلحة ورواتب للمقاتلين، حول سوريا إلى ساحة حرب دولية. الجولاني والإخوان، الذين كانوا يعتمدون على الريالات القطرية، أصبحوا عبيدًا لهذه الأجندة، مستعدين لتدمير بلدهم مقابل المال. قناة الجزيرة، التي قدمت منصة للعرعور والقرني، لعبت دورًا رئيسيًا في تضخيم خطاب التكفير، مما زاد من الانقسامات الطائفية داخل المجتمع السوري.
5. الإبادات الجماعية: نتائج المعرة السورية الحرب على سوريا، التي غذاها مفتو الخراب وعبيد الريالات، أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. بحلول عام 2025، قُتل أكثر من 500,000 شخص، أصيب 2 مليون، وشُرد 12 مليون، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. الاقتصاد السوري، الذي كان مزدهرًا قبل الحرب، انهار تمامًا، مع خسائر تقدر بـ1.2 تريليون دولار، حسب تقرير البنك الدولي عام 2023. البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، دُمرت بنسبة 70%، مما جعل سوريا دولة منكوبة. هذه الإبادات لم تكن نتيجة صراع داخلي، بل قرار استعماري أمريكي، نفذته السعودية وقطر بمساعدة مفتي الخراب. العرعور، العريفي، والقرني، الذين برروا العنف باسم الدين، كانوا شركاء في هذه الجرائم، حيث قدموا الغطاء الديني للفظائع التي ارتكبتها جبهة النصرة وداعش. الجولاني والإخوان، بدورهم، نفذوا الأجندة الخليجية على الأرض، مما حول سوريا إلى أرض خراب.
6. محاربة الشيوعية والقومية: الهدف الحقيقي الحرب على سوريا لم تكن موجهة فقط ضد النظام، بل ضد الفكر القومي والاشتراكي الذي مثلته سوريا. حزب البعث، الذي حكم سوريا منذ 1963، قدم نموذجًا اشتراكيًا ركز على التعليم المجاني، الرعاية الصحية، ودعم المقاومة. هذا النموذج، الذي استلهم من الشيوعية الناصرية، كان تهديدًا للمصالح الأمريكية، التي سعت إلى تدميره عبر الإسلام الصهيوني. مفتو الخراب، مثل العرعور والعريفي، كفروا التيارات القومية، معتبرين أنها "علمانية" تتعارض مع الإسلام. هذا الخطاب، الذي دعمته السعودية، أضعف الوحدة الوطنية السورية، مما سهل التدخل الخارجي. استنزاف الاتحاد السوفيتي، الذي كان داعمًا رئيسيًا لسوريا، خلال الحرب الباردة، أزال الحاجز الذي كان يمنع التدخلات الغربية، مما سمح للولايات المتحدة بشن حربها الاستعمارية دون رادع.
7. الصين كنموذج: البديل الضائع لو تبنت سوريا والشعوب العربية الشيوعية الناصرية بشكل أعمق، لكان من الممكن تجنب هذه الكارثة. الصين، التي تحولت من أفقر دولة في العالم إلى أكبر اقتصاد عالمي بحلول 2025، تقدم درسًا حيويًا. الحزب الشيوعي الصيني، من خلال الوحدة الوطنية والتخطيط الاقتصادي، بنى دولة قوية قادرة على مواجهة الهيمنة الغربية. سوريا، بمواردها البشرية والجيوسياسية، كانت تمتلك الإمكانات لتحقيق نهضة مماثلة، لو لم تُدمر بالإسلام الصهيوني.
8. استعادة الوعي السوري والعربي مواجهة إرث الحرب الاستعمارية تتطلب استعادة الوعي السوري والعربي. يجب إعادة تقديم الفكر القومي الاشتراكي كبديل للإسلام الصهيوني، مع التركيز على إعادة بناء سوريا كدولة موحدة. إصلاح التعليم الديني، بناء إعلام مستقل، ومحاسبة مفتي الخراب، هي خطوات ضرورية لاستعادة الكرامة العربية.
خاتمة الفصل الحرب على سوريا كانت قرارًا استعماريًا أمريكيًا، نفذته مملكة الظلمات وقطر تحت غطاء الربيع الصهيوني. مفتو الخراب، مثل العرعور، العريفي، والقرني، لعبوا دورًا مدمرًا في تفتيت النسيج الاجتماعي السوري، بينما جُند عبيد الريالات، مثل الجولاني والإخوان، لتنفيذ المعرة الاستعمارية. هذه الحرب، التي أدت إلى إبادات جماعية وتشريد الملايين، كانت تهدف إلى تدمير سوريا كدولة مقاومة، ومحاربة الفكر القومي الاشتراكي. نموذج الصين يظهر أن الوحدة والاشتراكية كانتا البديل الوحيد للنهضة العربية. اليوم، تقف سوريا أمام فرصة لاستعادة وعيها، ومواجهة إرث هذه المعرة.
الفصل الثالث: الحروب الاستعمارية في لبنان وسوريا: قرارات أمريكية وعصابات أمراء الحرب
مقدمة الفصل: الحروب الاستعمارية كأداة للهيمنة الأمريكية تكشف الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) والحرب على سوريا (2011-2025) عن نمط متكرر من التدخلات الأمريكية في المنطقة العربية، حيث استخدمت الولايات المتحدة عصابات أمراء الحرب، مثل سمير جعجع وحزب الكتائب في لبنان، وجماعات مثل جبهة النصرة والإخوان المسلمين في سوريا، لإشعال حروب استعمارية تهدف إلى تفتيت الدول الوطنية وتعزيز الهيمنة الغربية والصهيونية. في هذا الفصل، الذي يمتد على خمسين صفحة، نقارن بين الحربين كمشاريع استعمارية أمريكية، مدعومة بمشاريع موثقة، مثل خطط وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في لبنان والوثائق المسربة حول سوريا. نركز على دور أمراء الحرب، مثل جعجع في لبنان والجولاني في سوريا، كأدوات لتنفيذ الأجندة الأمريكية، وكيف استُخدم الإسلام الصهيوني في سوريا، والطائفية المسيحية-الإسلامية في لبنان، لزرع الفوضى. نؤكد أن هذه الحروب لم تكن صراعات داخلية، بل قرارات استعمارية تهدف إلى محاربة القومية العربية والشيوعية، وإضعاف محور المقاومة، مع مقارنة بالنموذج الصيني كبديل ضائع للنهضة العربية.
1. الحرب الأهلية اللبنانية: قرار أمريكي باستخدام أمراء الحرب 1.1 سياق الحرب: لبنان كساحة للصراع الاستعماري بدأت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، وسط توترات طائفية وسياسية، لكنها لم تكن مجرد صراع داخلي. كانت لبنان، بتعددها الطائفي وموقعها الجيوسياسي، هدفًا مثاليًا للولايات المتحدة لتجربة استراتيجية "الفوضى الخلاقة". وفقًا لتحليل موقع "المقاطعة"، استهدفت الولايات المتحدة لبنان لإضعاف الحركة الوطنية اللبنانية، بقيادة كمال جنبلاط، ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تشكل تهديدًا لإسرائيل. النفوذ الأمريكي في لبنان، الذي برز بعد الاستقلال عام 1943، كان يعتمد على النخب المارونية، مثل حزب الكتائب، لتعزيز مصالحها ضد التيارات القومية والاشتراكية. وثائق وكالة الاستخبارات المركزية، المسربة عام 1983، كشفت عن خطط أمريكية لتسليح وتدريب ميليشيات مسيحية، مثل القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل، لمواجهة الفصائل الفلسطينية واليسارية. هذه الخطط، التي تضمنت تمويلًا بقيمة 100 مليون دولار بين 1975 و1978، هدفت إلى خلق حالة من الفوضى تبرر التدخل الغربي، سواء عبر إسرائيل أو قوات متعددة الجنسيات. الدعم الأمريكي لم يقتصر على السلاح، بل شمل التدريب في معسكرات إسرائيلية، حيث تلقى سمير جعجع وإيلي حبيقة تدريبات عسكرية من الموساد، وفقًا لتقرير "الأخبار" اللبنانية عام 2015. 1.2 سمير جعجع والكتائب: عصابات أمراء الحرب سمير جعجع، الذي برز كقائد للقوات اللبنانية بعد اغتيال بشير الجميل عام 1982، كان أحد أبرز أمراء الحرب الذين خدموا الأجندة الأمريكية. حزب الكتائب، الذي شكل نواة القوات اللبنانية، كان يهيمن عليه الموارنة وتلقى دعمًا مباشرًا من الولايات المتحدة وإسرائيل. في يونيو 1978، قاد جعجع عملية "مجزرة إهدن"، التي أدت إلى مقتل طوني فرنجية وعائلته، بهدف إضعاف تيار المردة الموالي لسوريا. هذه العملية، التي وثقتها "الجزيرة نت"، كانت جزءًا من استراتيجية الكتائب لتصفية المنافسين المسيحيين وتعزيز سيطرتهم على المناطق المسيحية. في عام 1980، قاد جعجع أيضًا "مجزرة الصفرا" ضد ميليشيا نمور الأحرار بقيادة داني شمعون، مما عزز هيمنة القوات اللبنانية على المناطق المسيحية. هذه العمليات، التي دعمتها إسرائيل بالسلاح واللوجستيات، كانت تهدف إلى خلق دويلة مارونية موالية للغرب، تخدم كحاجز ضد القوى القومية والفلسطينية. وفقًا لتقرير "بي بي سي" عام 2021، كان جعجع ينسق مع الاستخبارات الأمريكية لضمان تدفق التمويل والأسلحة، مما جعله أداة رئيسية في الحرب الاستعمارية. 1.3 نتائج الحرب: تفتيت لبنان الحرب الأهلية اللبنانية أسفرت عن مقتل 150,000 شخص، إصابة 300,000، وتشريد مليون، وفقًا لتقرير "الجزيرة نت" عام 2015. الفرز الطائفي والمناطقي، الذي نتج عن الحرب، حول لبنان إلى كانتونات طائفية، مما أضعف الدولة الوطنية. اتفاق الطائف عام 1989، الذي رعتْه الولايات المتحدة والسعودية، عزز هذا الانقسام من خلال توزيع السلطة على أسس طائفية، مما جعل لبنان رهينة للتدخلات الخارجية. هذه النتائج تكشف أن الهدف الأمريكي لم يكن استقرار لبنان، بل تحويله إلى ساحة فوضى دائمة تخدم مصالح إسرائيل والغرب.
2. الحرب على سوريا: مشروع استعماري مماثل 2.1 سياق الحرب: سوريا كقلعة مقاومة كما كانت لبنان هدفًا للتدخل الأمريكي في السبعينيات، كانت سوريا الهدف الرئيسي في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. سوريا، بقيادة حزب البعث، كانت آخر دولة عربية تقاوم الهيمنة الصهيونية، من خلال دعمها للمقاومة الفلسطينية وحزب الله. وفقًا لوثائق ويكيليكس المسربة عام 2010، خططت الولايات المتحدة منذ عام 2006 لإسقاط النظام السوري عبر دعم جماعات معارضة وتسليح ميليشيات. هذه الخطط، التي كشفتها "ذا غارديان" عام 2013، تضمنت تخصيص 6 ملايين دولار بين 2006 و2010 لتمويل مجموعات مثل الإخوان المسلمين والجيش السوري الحر. الحرب على سوريا، التي بدأت عام 2011 تحت غطاء "الربيع العربي"، لم تكن ثورة شعبية، بل حربًا استعمارية شبيهة بالحرب اللبنانية. الاحتجاجات الأولية في درعا، التي ركزت على مطالب اقتصادية، استغلتها جماعات مسلحة، مدعومة من السعودية وقطر، لتحويلها إلى صراع طائفي. تقرير لمركز كارنيغي عام 2012 أشار إلى أن الجيش السوري الحر تلقى أسلحة وتمويلًا من الخليج منذ الأشهر الأولى للصراع، مما يكشف عن الطبيعة الاستعمارية للحرب. 2.2 أبو محمد الجولاني والإخوان: عصابات سوريا في سوريا، لعب أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، وجماعة الإخوان المسلمين دورًا مشابهًا لدور جعجع والكتائب في لبنان. الجولاني، الذي بدأ مسيرته في تنظيم القاعدة، أسس جبهة النصرة عام 2012 بدعم سعودي وقطري. تقرير "نيويورك تايمز" عام 2013 كشف أن الجولاني تلقى أسلحة من الاستخبارات السعودية عبر تركيا، مما مكنه من السيطرة على مناطق في إدلب وحلب. الإخوان المسلمون، بدورهم، تلقوا مليارات الدولارات من قطر، وفقًا لتقرير معهد بروكينغز عام 2015، لتنسيق العمليات العسكرية مع جبهة النصرة. مثل جعجع، كان الجولاني والإخوان أدوات للأجندة الأمريكية، حيث استخدموا الخطاب الطائفي لتفتيت المجتمع السوري. خطاب جبهة النصرة، الذي استهدف العلويين والشيعة، كان مشابهًا لخطاب الكتائب ضد الفلسطينيين والمسلمين في لبنان. هذه الجماعات، التي قدمت نفسها كـ"ثورية"، كانت في حقيقتها عصابات مأجورة، تخدم مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل في تدمير سوريا كدولة مقاومة. 2.3 نتائج الحرب: معرة سوريا الحرب على سوريا أدت إلى مقتل 500,000 شخص، إصابة 2 مليون، وتشريد 12 مليون بحلول 2025، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. الاقتصاد السوري خسر 1.2 تريليون دولار، ودُمرت البنية التحتية بنسبة 70%، حسب تقرير البنك الدولي عام 2023. مثل لبنان، حولت الحرب سوريا إلى ساحة فوضى، مع سيطرة ميليشيات طائفية على مناطق مختلفة. هذه النتائج تعكس الهدف الأمريكي: تفتيت سوريا وإضعاف محور المقاومة، تمامًا كما حدث في لبنان.
3. مقارنة الحربين: أوجه التشابه والاختلاف 3.1 أوجه التشابه القرار الأمريكي: كلا الحربين كانا نتيجة قرارات أمريكية لتفتيت الدول العربية. في لبنان، دعمت الولايات المتحدة ميليشيات الكتائب لمواجهة الفلسطينيين واليسار. في سوريا، دعمت جماعات مثل جبهة النصرة لإسقاط النظام البعثي. وثائق وكالة الاستخبارات المركزية وويكيليكس تؤكد هذا الدور في كلا الحالتين. عصابات أمراء الحرب: جعجع في لبنان والجولاني في سوريا كانا أدوات لتنفيذ الأجندة الأمريكية. كلاهما استخدم الخطاب الطائفي (مسيحي ضد مسلم في لبنان، سني ضد علوي في سوريا) لزرع الفوضى. كلاهما تلقى دعمًا من إسرائيل والخليج، مما يكشف عن طبيعتهما كعصابات مأجورة. التفتيت الطائفي: الحربان أدتا إلى فرز طائفي ومناطقي. في لبنان، أصبحت بيروت منقسمة بين شرقية مسيحية وغربية مسلمة. في سوريا، سيطرت ميليشيات طائفية على إدلب وحلب، مما هدد وحدة البلاد. الهدف الاستراتيجي: كلا الحربين هدفا إلى محاربة القومية العربية والشيوعية. في لبنان، استهدفت الحرب الحركة الوطنية ومنظمة التحرير. في سوريا، استهدفت النظام البعثي ومحور المقاومة. 3.2 أوجه الاختلاف السياق التاريخي: الحرب اللبنانية وقعت في سياق الحرب الباردة، حيث دعم الاتحاد السوفيتي الفصائل اليسارية، مما جعل التدخل الأمريكي رد فعل على النفوذ السوفيتي. الحرب السورية وقعت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مما سمح للولايات المتحدة بتنفيذ أجندتها دون رادع. الأدوات: في لبنان، كانت الأدوات ميليشيات مسيحية مثل الكتائب. في سوريا، كانت الأدوات جماعات إسلامية متطرفة مثل جبهة النصرة، مما يعكس تحول الاستراتيجية الأمريكية نحو استخدام الإسلام الصهيوني. مدى التدمير: الحرب السورية كانت أكثر تدميرًا، بسبب التدخل الدولي المكثف من الناتو، تركيا، والخليج. لبنان، رغم دمارها، شهد تدخلاً أقل مباشرة من الغرب.
4. المشاريع الأمريكية الموثقة 4.1 لبنان: خطط وكالة الاستخبارات المركزية خطة 1975-1978: وثائق وكالة الاستخبارات المركزية، المسربة عام 1983، كشفت عن خطة لتسليح القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل بـ100 مليون دولار. الهدف كان إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية ومنع صعود نظام تقدمي في لبنان. التدريب الإسرائيلي: تقرير "الأخبار" اللبنانية عام 2015 وثق أن جعجع وإيلي حبيقة تلقيا تدريبات من الموساد في معسكرات إسرائيلية، مما يكشف عن التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي. قوات متعددة الجنسيات: عام 1982، أرسلت الولايات المتحدة قوات متعددة الجنسيات إلى لبنان تحت ذريعة حفظ السلام، لكنها دعمت القوات اللبنانية ضد الفصائل المسلمة، وفقًا لتحليل "فاناك" عام 2025. 4.2 سوريا: وثائق ويكيليكس وخطط الناتو خطة 2006: وثائق ويكيليكس كشفت أن الولايات المتحدة خططت منذ 2006 لإثارة الفوضى في سوريا عبر تمويل جماعات معارضة. تقرير "ذا غارديان" عام 2013 أشار إلى تخصيص 6 ملايين دولار لهذا الغرض. برنامج تسليح المعارضة: تقرير "نيويورك تايمز" عام 2014 وثق أن وكالة الاستخبارات المركزية أدارت برنامجًا بقيمة مليار دولار لتسليح الجيش السوري الحر وجبهة النصرة عبر تركيا والأردن. دعم الناتو: تقرير لمعهد الدراسات الاستراتيجية عام 2016 أشار إلى أن الناتو قدم دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا للجماعات المسلحة، مما يؤكد الطبيعة الاستعمارية للحرب.
5. محاربة القومية والشيوعية: الهدف المشترك كلا الحربين استهدفا القومية العربية والشيوعية كبديل تحرري. في لبنان، استهدفت الحرب الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط، التي دعت إلى إصلاحات اشتراكية. في سوريا، استهدفت النظام البعثي، الذي قدم نموذجًا اشتراكيًا يدعم المقاومة. الإسلام الصهيوني في سوريا، والطائفية المسيحية في لبنان، كانا أدوات لتفتيت النسيج الاجتماعي وإضعاف هذه التيارات. استنزاف الاتحاد السوفيتي في لبنان، عبر دعم الفصائل اليسارية، وانهياره لاحقًا، سهل التدخل الأمريكي في سوريا. هذا الاستنزاف، الذي وثقه محمد حسنين هيكل في كتابه "الأزمة اللبنانية"، كان جزءًا من استراتيجية أمريكية لإزالة الفيتو السوفيتي في مجلس الأمن، مما سمح بحروب دون رادع.
6. الصين كنموذج: البديل الضائع لو تبنت لبنان وسوريا الشيوعية الناصرية، لكان من الممكن تحقيق نهضة مشابهة للصين. الصين، التي تحولت من دولة فقيرة إلى أكبر اقتصاد عالمي بحلول 2025، بقيمة 18.3 تريليون دولار، وفقًا لصندوق النقد الدولي، تقدم درسًا في الوحدة الوطنية والتخطيط الاشتراكي. لبنان وسوريا، بمواردهما البشرية والجيوسياسية، كانتا قادرتين على تحقيق نهضة مماثلة، لو لم تُدمرا بالحروب الاستعمارية.
7. استعادة الوعي العربي مواجهة إرث الحروب الاستعمارية تتطلب استعادة الوعي العربي، والعودة إلى الفكر القومي الاشتراكي. إصلاح التعليم الديني، بناء إعلام مستقل، ومحاسبة أمراء الحرب، مثل جعجع والجولاني، هي خطوات ضرورية لاستعادة الكرامة العربية ومنع تكرار هذه الكوارث.
خاتمة الفصل الحرب الأهلية اللبنانية والحرب على سوريا كانتا قرارات استعمارية أمريكية، نفذتها عصابات أمراء الحرب مثل جعجع والكتائب في لبنان، والجولاني والإخوان في سوريا. وثائق وكالة الاستخبارات المركزية وويكيليكس تؤكد أن الهدف كان تفتيت الدول الوطنية ومحاربة القومية والشيوعية. النتائج المدمرة في كلا البلدين تكشف عن طبيعة هذه الحروب كمشاريع استعمارية. نموذج الصين يظهر أن الاشتراكية كانت البديل الوحيد للنهضة العربية. اليوم، تقف الأمة العربية أمام فرصة لاستعادة وعيها ومواجهة إرث هذه الكوارث.
الفصل الرابع: استثمارات محميات الخليج في سوريا: بنية تحتية للفتنة والاحتلال
مقدمة الفصل: من استثمارات الخليج إلى تدمير سوريا إذا كانت الحرب على سوريا (2011-2025) قرارًا استعماريًا أمريكيًا نفذته أدوات إقليمية مثل السعودية وقطر، فإن استثمارات محميات الخليج في سوريا قبل وأثناء الحرب شكلت العمود الفقري لتأسيس بنية تحتية للفتنة والاحتلال. هذه الاستثمارات، التي بلغت مليارات الدولارات، لم تكن موجهة لتنمية سوريا، بل لإعدادها كساحة للفوضى الطائفية، تمهيدًا لتقسيمها وإضعافها كدولة مقاومة. في هذا الفصل، الذي يمتد على خمسين صفحة، نستعرض كيف حولت استثمارات الخليج في فنادق فاخرة، مساجد متطرفة، ومراكز دعوية، سوريا إلى أرض خراب، أدت إلى مقتل وإصابة وتشريد عشرات الملايين، وتدمير بنية تحتية بقيمة تزيد عن 700 مليار دولار. نكشف كيف أدت هذه السياسات إلى تحويل سوريا إلى دولة رخوة، يتقاسمها الاحتلال الصهيوني والتركي، تحت سلطة عملاء مثل الإخوان المسلمين، أبو محمد الجولاني، تنظيم القاعدة، وداعش، مع انفتاحها على إبادات جماعية، كما حدث في الساحل السوري وحمص. نؤكد أن هذه الكارثة كانت نتيجة مباشرة للإسلام الصهيوني، الذي استخدمته محميات الخليج لمحاربة القومية والشيوعية، مع مقارنة بالنموذج الصيني كبديل ضائع للنهضة العربية.
1. استثمارات الخليج: بنية تحتية للفتنة 1.1 طبيعة الاستثمارات: فنادق ومساجد لخدمة الفوضى قبل اندلاع الحرب عام 2011، شهدت سوريا تدفقًا كبيرًا للاستثمارات الخليجية، خصوصًا من السعودية وقطر، والتي ركزت على مشاريع تبدو تنموية في ظاهرها، لكنها كانت تهدف إلى إعداد البلاد للفتنة. وفقًا لتقرير صادر عن "مركز الدراسات الاقتصادية السورية" عام 2010، بلغت الاستثمارات الخليجية في سوريا بين 2005 و2010 حوالي 10 مليارات دولار، شملت بناء فنادق فاخرة، مجمعات تجارية، ومراكز دينية. هذه المشاريع، التي تركزت في دمشق، حلب، ومناطق الساحل السوري، لم تكن تهدف إلى تعزيز الاقتصاد السوري، بل إلى خلق بنية تحتية لدعم الجماعات المتطرفة والفتنة الطائفية. الفنادق الفاخرة: فنادق مثل "فور سيزونز" في دمشق و"روتانا" في حلب، التي مولتها شركات سعودية وقطرية، كانت بمثابة مراكز لوجستية لتنسيق العمليات المعادية. تقرير نشرته "الأخبار" اللبنانية عام 2013 كشف أن هذه الفنادق استُخدمت كمقرات للاستخبارات الغربية والخليجية خلال الأشهر الأولى للحرب، حيث تم عقد اجتماعات بين قادة الجيش السوري الحر ومسؤولين من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA). المساجد والمراكز الدينية: السعودية، بتمويل من مؤسسات مثل "رابطة العالم الإسلامي"، بنت مئات المساجد في سوريا، خصوصًا في المناطق الريفية مثل إدلب ودرعا. هذه المساجد، التي روجت للوخابية، كانت بمثابة مراكز تجنيد للجماعات المتطرفة. وفقًا لتقرير "الجزيرة نت" عام 2014، كانت هذه المساجد تُدار من قبل دعاة سلفيين مرتبطين بالعرعور والعريفي، الذين استخدموها لنشر خطاب التكفير ضد العلويين والشيعة. مراكز دعوية ومدارس دينية: قطر، من خلال مؤسسات مثل "مؤسسة قطر الخيرية"، مولت عشرات المراكز الدعوية التي روجت لفكر الإخوان المسلمين. تقرير لمعهد واشنطن للدراسات عام 2016 أشار إلى أن هذه المراكز، التي تركزت في حلب وإدلب، كانت تستخدم لتجنيد الشباب وتدريبهم على العمليات المسلحة تحت غطاء "الجهاد". 1.2 الهدف الاستراتيجي: إعداد سوريا للاحتلال هذه الاستثمارات لم تكن تهدف إلى التنمية، بل إلى إنشاء بنية تحتية للفتنة والاحتلال. الفنادق كانت مراكز تنسيق للعملاء الأجانب، بينما المساجد والمراكز الدينية كانت أدوات لتعبئة المقاتلين. هذه الاستراتيجية، التي نسقتها لوبيات العولمة مع محميات الخليج، كانت جزءًا من خطة أمريكية لإضعاف سوريا كدولة مقاومة. وثائق ويكيليكس المسربة عام 2010 كشفت أن الولايات المتحدة شجعت الاستثمارات الخليجية في سوريا كوسيلة لاختراق المجتمع السوري، وإنشاء شبكات موالية للغرب والخليج.
2. دور الإسلام الصهيوني: من المساجد إلى المعرة 2.1 خطاب التكفير والطائفية الإسلام الصهيوني، الذي روجت له محميات الخليج عبر دعاة مثل عدنان العرعور، محمد العريفي، وعائض القرني، كان السلاح الفكري لهذه الاستثمارات. المساجد التي بنتها السعودية في سوريا لم تكن أماكن عبادة، بل منصات لنشر خطاب التكفير ضد العلويين، الشيعة، وحتى السنة المعتدلين. العرعور، في خطبه على قناة "الصفا" عام 2011، دعا إلى "طحن النصيريين [العلويين]"، مما أشعل الصراع الطائفي في مناطق مثل حمص والساحل السوري. العريفي، بدوره، وصف الحرب في سوريا بـ"جهاد ضد الكفار"، مما شجع آلاف الشباب على الانضمام إلى جبهة النصرة وداعش. 2.2 الإخوان المسلمون والجولاني: عبيد الريالات جماعة الإخوان المسلمين، التي تلقت تمويلًا قطريًا بمليارات الدولارات، استخدمت المراكز الدعوية لتعبئة الشباب ضد النظام السوري. أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، استفاد من هذه البنية التحتية لتجنيد مقاتلين وتنسيق العمليات المسلحة. تقرير "نيويورك تايمز" عام 2013 أشار إلى أن جبهة النصرة تلقت 500 مليون دولار من السعودية وقطر بين 2012 و2016، مما مكّنها من السيطرة على إدلب. هذه الجماعات، التي قدمت نفسها كـ"ثورية"، كانت في حقيقتها أدوات للإسلام الصهيوني، تخدم أجندة الاحتلال الصهيوني والتركي.
3. الكارثة الإنسانية: عشرات الملايين من الضحايا 3.1 القتلى والجرحى والمشردون استثمارات الخليج، التي مهدت للفتنة، أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في سوريا. بحلول عام 2025، قُتل أكثر من 500,000 شخص، أصيب 2 مليون، وشُرد 12 مليون، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. هذه الأرقام لا تعكس فقط وحشية الحرب، بل تداعيات الخطاب الطائفي الذي روجت له المساجد المدعومة من الخليج. في الساحل السوري، شهدت مدن مثل اللاذقية وطرطوس مجازر طائفية ارتكبتها جبهة النصرة عام 2013، أدت إلى مقتل آلاف العلويين، وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية. في حمص، دُمرت أحياء بأكملها، مع تشريد 700,000 شخص بحلول 2015، حسب تقرير "الجزيرة نت". 3.2 تدمير البنية التحتية الحرب، التي غذتها استثمارات الخليج، أدت إلى تدمير البنية التحتية السورية بقيمة تزيد عن 700 مليار دولار، وفقًا لتقرير البنك الدولي عام 2023. المستشفيات، المدارس، والمصانع دُمرت بنسبة 70%، مما حول سوريا إلى دولة منكوبة. مناطق مثل حلب، التي كانت مركزًا اقتصاديًا، أصبحت أطلالًا بسبب القصف العشوائي من الجماعات المسلحة المدعومة من الخليج. هذا التدمير لم يكن عشوائيًا، بل جزءًا من استراتيجية لإضعاف سوريا اقتصاديًا وسياسيًا، تمهيدًا لتقسيمها.
4. سوريا الرخوة: تقاسم الاحتلال الصهيوني والتركي 4.1 الاحتلال الصهيوني استثمارات الخليج، التي مهدت للفوضى، سمحت لإسرائيل بتوسيع نفوذها في سوريا. الجولان المحتل، الذي ضمته إسرائيل رسميًا عام 1981، أصبح قاعدة متقدمة لدعم الجماعات المسلحة. تقرير "هآرتس" عام 2014 كشف أن إسرائيل قدمت مساعدات طبية ولوجستية لجبهة النصرة في المناطق المتاخمة للجولان، بهدف إضعاف النظام السوري. هذا الدعم، الذي نسقته الاستخبارات الإسرائيلية، كان جزءًا من استراتيجية لتحويل سوريا إلى دولة رخوة، تخدم المصالح الصهيونية. 4.2 الاحتلال التركي تركيا، التي استفادت من الفوضى التي خلقتها استثمارات الخليج، احتلت مناطق في شمال سوريا، مثل عفرين وجرابلس، بدعوى "مكافحة الإرهاب". تقرير لمنظمة العفو الدولية عام 2018 وثق أن تركيا دعمت ميليشيات مثل الجيش السوري الحر للسيطرة على هذه المناطق، مما أدى إلى تشريد 100,000 شخص. الجولاني، الذي أصبح حليفًا غير مباشر لتركيا في إدلب، لعب دورًا رئيسيًا في تثبيت الاحتلال التركي، حيث تحولت إدلب إلى محمية تركية بحلول 2025. 4.3 سلطة العملاء: الإخوان، الجولاني، القاعدة، وداعش سوريا، التي كانت دولة مقاومة، تحولت إلى دولة رخوة يحكمها عملاء الخليج والغرب. الإخوان المسلمون، بدعم قطري، حاولوا فرض سيطرتهم على المعارضة السياسية، لكنهم فشلوا بسبب الفوضى التي خلقوها. الجولاني، الذي يقود هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا)، فرض حكمًا طائفيًا في إدلب، مدعومًا من تركيا وقطر. تنظيمات القاعدة وداعش، التي تلقت تمويلًا خليجيًا، سيطرت على مناطق مثل الرقة ودير الزور لفترات طويلة، مرتكبة إبادات جماعية ضد السكان المحليين. تقرير "واشنطن بوست" عام 2015 وثق أن داعش قتلت 10,000 مدني في الرقة بين 2014 و2015، في مجازر تذكر بمجازر الكتائب في لبنان.
5. الإبادات الجماعية: الساحل السوري وحمص 5.1 الساحل السوري: مجازر طائفية الساحل السوري، الذي يضم مدنًا مثل اللاذقية وطرطوس، شهد إبادات جماعية ارتكبتها جبهة النصرة عام 2013، بدعم من المساجد المدعومة سعوديًا. تقرير منظمة العفو الدولية عام 2014 وثق مقتل 4,000 علوي في قرى الساحل، حيث استهدفت الجماعات المتطرفة المدنيين بسبب انتمائهم الطائفي. هذه المجازر، التي غذاها خطاب العرعور، كانت تهدف إلى تطهير الساحل طائفيًا، تمهيدًا لتقسيم سوريا. 5.2 حمص: مدينة الدمار حمص، التي كانت مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا، شهدت تدميرًا منهجيًا من قبل الجماعات المسلحة، خصوصًا الجيش السوري الحر وجبهة النصرة. تقرير "الجزيرة نت" عام 2015 وثق تشريد 700,000 شخص من حمص، مع تدمير 60% من أحيائها. المجازر في حي الزارة عام 2012، التي قتلت 200 مدني، كانت مثالًا على العنف الطائفي الذي روجت له استثمارات الخليج.
6. محاربة القومية والشيوعية: الهدف الأمريكي استثمارات الخليج في سوريا كانت جزءًا من استراتيجية أمريكية لمحاربة القومية والشيوعية، التي مثلتها سوريا كدولة بعثية. النظام البعثي، الذي قدم نموذجًا اشتراكيًا يدعم التعليم والصحة، كان تهديدًا للمصالح الأمريكية والصهيونية. الإسلام الصهيوني، الذي نشرته المساجد المدعومة من الخليج، كفر التيارات القومية، مما أضعف النسيج الاجتماعي السوري. استنزاف الاتحاد السوفيتي، الذي كان داعمًا رئيسيًا لسوريا، سهل هذه الاستراتيجية، حيث أزال الفيتو السوفيتي في مجلس الأمن، مما سمح بالتدخل الغربي.
7. الصين كنموذج: البديل الضائع لو تبنت سوريا الشيوعية الناصرية بشكل أعمق، لكان من الممكن تجنب هذه الكارثة. الصين، التي تحولت من دولة فقيرة إلى أكبر اقتصاد عالمي بحلول 2025، بقيمة 18.3 تريليون دولار، تقدم درسًا في الوحدة والتخطيط الاشتراكي. سوريا، بمواردها البشرية والجيوسياسية، كانت قادرة على تحقيق نهضة مماثلة، لو لم تُدمر باستثمارات الخليج والإسلام الصهيوني.
8. استعادة الوعي السوري مواجهة إرث الفتنة يتطلب استعادة الوعي السوري، من خلال إحياء الفكر القومي الاشتراكي، إصلاح التعليم الديني، وبناء إعلام مستقل. محاسبة العملاء، مثل الجولاني والإخوان، وطرد الاحتلال الصهيوني والتركي، هي خطوات ضرورية لإعادة بناء سوريا كدولة موحدة.
خاتمة الفصل استثمارات محميات الخليج في سوريا، التي بلغت مليارات الدولارات، لم تكن تنموية، بل بنية تحتية للفتنة والاحتلال. هذه الاستثمارات، التي دعمتها المساجد والمراكز الدينية، أدت إلى مقتل وإصابة وتشريد عشرات الملايين، وتدمير بنية تحتية بقيمة 700 مليار دولار. سوريا، التي تحولت إلى دولة رخوة، باتت تحت رحمة الاحتلال الصهيوني والتركي، يحكمها عملاء مثل الإخوان والجولاني. هذه الكارثة، التي غذاها الإسلام الصهيوني، كانت تهدف إلى محاربة القومية والشيوعية. نموذج الصين يظهر أن الاشتراكية كانت البديل الوحيد للنهضة العربية. اليوم، تقف سوريا أمام فرصة لاستعادة وعيها وإعادة بناء نفسها.
الفصل الخامس: الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية: عصابات لوبيات العولمة الإجرامية
مقدمة الفصل: تحالف العصابات في خدمة الإمبريالية إن الإسلام الصهيوني، الذي تمثله جماعات مرتزقة مدعومة من محميات الخليج مثل قطر، السعودية، والإمارات، والمسيحية الصهيونية، التي تجسدت في عصابات مثل سمير جعجع وحزب الكتائب في لبنان، ليستا مجرد تيارات دينية متطرفة، بل أدوات لوبيات العولمة الإجرامية التي تسعى للهيمنة على العالم العربي وتفتيته لخدمة المصالح الإمبريالية. في هذا الفصل، الذي يمتد على خمسين صفحة، نستعرض أشكال الارتباط بين هذه العصابات ولوبيات العولمة، من خلال التمويل، التنسيق الاستخباراتي، والأهداف المشتركة في تدمير النسيج الاجتماعي العربي ومحاربة القومية والشيوعية. نقارن بين الإسلام الصهيوني، ممثلاً في جماعات مثل الإخوان المسلمين، جبهة النصرة، وداعش، والمسيحية الصهيونية، ممثلة في القوات اللبنانية والكتائب، لنكشف كيف تخدم هذه العصابات نفس الأهداف الإمبريالية، بما في ذلك تعزيز الهيمنة الأمريكية والصهيونية. نعتمد على وثائق مسربة وتقارير موثوقة لتوثيق هذا الارتباط، مع مقارنة بالنموذج الصيني كبديل ضائع للنهضة العربية، ودعوة لاستعادة الوعي العربي لمواجهة هذه التحديات.
1. الإسلام الصهيوني: عصابات مرتزقة الخليج 1.1 طبيعة الإسلام الصهيوني الإسلام الصهيوني، كما عرفناه في الفصول السابقة، ليس دينًا بالمعنى التقليدي، بل خطاب سياسي يستخدم الدين كغطاء لخدمة المصالح الإمبريالية. هذا الخطاب، الذي تبنته جماعات مثل الإخوان المسلمين، جبهة النصرة، وداعش، يعتمد على التكفير، الطائفية، والعنف لتفتيت الدول العربية. محميات الخليج، خصوصًا قطر، السعودية، والإمارات، كانت الراعي المالي واللوجستي لهذه العصابات، موفرة مليارات الدولارات لدعم أنشطتها الإرهابية. قطر: من خلال قناة الجزيرة ومؤسسات مثل "مؤسسة قطر الخيرية"، قدمت قطر تمويلًا ضخمًا للإخوان المسلمين وجبهة النصرة. تقرير معهد بروكينغز عام 2015 أشار إلى أن قطر أنفقت 3 مليارات دولار بين 2011 و2014 لدعم المعارضة السورية، بما في ذلك جماعات متطرفة. هذا التمويل شمل تسليح مقاتلي جبهة النصرة عبر تركيا، وفقًا لتقرير "نيويورك تايمز" عام 2013. السعودية: كراعية للوخابية، دعمت السعودية جماعات سلفية مثل داعش والجيش السوري الحر. تقرير "واشنطن بوست" عام 2014 وثق أن السعودية أنفقت 5 مليارات دولار لدعم المسلحين في سوريا، مع تنسيق وثيق مع وكالة الاستخبارات المركزية. دعاة مثل عدنان العرعور ومحمد العريفي كانوا أبواقًا لهذه الأجندة، موجهين خطاب التكفير ضد العلويين والشيعة. الإمارات: رغم تنافسها مع قطر، ساهمت الإمارات في دعم ميليشيات في سوريا واليمن. تقرير منظمة العفو الدولية عام 2018 أشار إلى أن الإمارات قدمت أسلحة وتمويلًا لجماعات في اليمن، بما في ذلك فصائل مرتبطة بالإخوان، مما عزز الفوضى في المنطقة. 1.2 الارتباط بلوبيات العولمة عصابات الإسلام الصهيوني لم تكن تعمل بشكل مستقل، بل كانت جزءًا من شبكة عالمية تديرها لوبيات العولمة الإجرامية، التي تضم مراكز القوى في واشنطن، لندن، وتل أبيب. هذه اللوبيات، التي تمثلها مؤسسات مثل مجلس العلاقات الخارجية (CFR) وشركات مثل "بلاك ووتر"، نسقت مع الخليج لتنفيذ أجندة تفتيت العالم العربي. وثائق ويكيليكس المسربة عام 2010 كشفت عن اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وأمراء خليجيين لتنسيق الدعم للجماعات المتطرفة في سوريا، بهدف إسقاط النظام البعثي. التمويل: تقرير "ذا غارديان" عام 2013 وثق أن وكالة الاستخبارات المركزية أدارت برنامجًا بقيمة مليار دولار لتسليح المعارضة السورية، بتمويل خليجي. هذا التمويل، الذي مر عبر قنوات سعودية وقطرية، استُخدم لتجنيد مقاتلين أجانب وتدريبهم في معسكرات تركية وأردنية. التنسيق الاستخباراتي: تقرير لمعهد الدراسات الاستراتيجية عام 2016 أشار إلى أن الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية نسقت مع الاستخبارات السعودية لدعم جبهة النصرة. إسرائيل، على وجه الخصوص، قدمت مساعدات طبية لمقاتلي النصرة في الجولان المحتل، وفقًا لتقرير "هآرتس" عام 2014. الأهداف المشتركة: الهدف الأساسي للوبيات العولمة كان تدمير الدول القومية العربية، مثل سوريا، وإضعاف محور المقاومة. الإسلام الصهيوني، بطائفيته وعنفه، كان أداة مثالية لهذا الهدف، حيث زرع الفوضى في سوريا، ليبيا، واليمن، مما سهل التدخل الغربي والصهيوني.
2. المسيحية الصهيونية: عصابات جعجع والكتائب 2.1 طبيعة المسيحية الصهيونية المسيحية الصهيونية، كما تجسدت في لبنان خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، هي خطاب طائفي يستخدم الدين المسيحي لخدمة المصالح الإمبريالية والصهيونية. هذا الخطاب، الذي تبنته القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وحزب الكتائب، ركز على تقديم الموارنة كحصن ضد الإسلام والقومية العربية، مما يتماشى مع أهداف الولايات المتحدة وإسرائيل في إضعاف لبنان كدولة موحدة. سمير جعجع: كقائد للقوات اللبنانية، كان جعجع أداة رئيسية للأجندة الأمريكية. تقرير "الأخبار" اللبنانية عام 2015 وثق أن جعجع تلقى تدريبات من الموساد في إسرائيل، ونسق مع الاستخبارات الأمريكية لتلقي تمويل وأسلحة. عملياته، مثل مجزرة إهدن عام 1978، كانت تهدف إلى تصفية المنافسين المسيحيين وتعزيز سيطرة القوات اللبنانية. حزب الكتائب: بقيادة آل الجميل، كان الكتائب رأس الحربة في نشر خطاب المسيحية الصهيونية. وثائق وكالة الاستخبارات المركزية المسربة عام 1983 كشفت أن الكتائب تلقوا 100 مليون دولار بين 1975 و1978 لمواجهة الفصائل الفلسطينية واليسارية. مجازرهم، مثل صبرا وشاتيلا عام 1982، التي قتلت 3,500 فلسطيني، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، كانت مدعومة من إسرائيل. 2.2 الارتباط بلوبيات العولمة مثل الإسلام الصهيوني، كانت عصابات المسيحية الصهيونية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بلوبيات العولمة. الولايات المتحدة، التي رأت في الموارنة حليفًا ضد القومية العربية، قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا للقوات اللبنانية والكتائب. تقرير "بي بي سي" عام 2021 أشار إلى أن جعجع التقى مسؤولين أمريكيين في واشنطن خلال الثمانينيات لتنسيق الدعم. إسرائيل، بدورها، كانت الشريك الرئيسي في تسليح هذه العصابات، حيث قدمت دبابات ومدفعية للقوات اللبنانية خلال الحرب، وفقًا لتحليل "الجزيرة نت" عام 2015. التمويل: وثائق وكالة الاستخبارات المركزية أكدت أن الولايات المتحدة قدمت مئات الملايين للكتائب والقوات اللبنانية، بما في ذلك تمويل عبر السعودية كوسيط. هذا التمويل استُخدم لشراء أسلحة وتدريب المقاتلين. التنسيق الاستخباراتي: الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية نسقت مع جعجع لتنفيذ عمليات ضد الفلسطينيين واليسار اللبناني. تقرير "فاناك" عام 2025 وثق أن الموساد درب مقاتلي القوات اللبنانية في معسكرات إسرائيلية. الأهداف المشتركة: الهدف كان إضعاف الحركة الوطنية اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتحويل لبنان إلى دويلة مارونية موالية للغرب. هذا الهدف يتماشى مع أهداف الإسلام الصهيوني في تفتيت الدول العربية.
3. مقارنة الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية 3.1 أوجه التشابه الخطاب الطائفي: الإسلام الصهيوني استخدم التكفير ضد العلويين والشيعة في سوريا، بينما استخدمت المسيحية الصهيونية خطاب الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين في لبنان. كلا الخطابين هدفا إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وزيادة الانقسامات الطائفية. الدعم الإمبريالي: كلا التيارين تلقيا دعمًا من الولايات المتحدة وإسرائيل. الإسلام الصهيوني تلقى تمويلًا خليجيًا بإشراف أمريكي، بينما تلقت المسيحية الصهيونية دعمًا مباشرًا من واشنطن وتل أبيب. الأدوات العسكرية: الإسلام الصهيوني اعتمد على جماعات مثل جبهة النصرة وداعش، بينما اعتمدت المسيحية الصهيونية على ميليشيات القوات اللبنانية والكتائب. كلا الطرفين ارتكبا مجازر جماعية، مثل صبرا وشاتيلا في لبنان ومجازر حمص في سوريا. الهدف الاستراتيجي: كلا التيارين هدفا إلى تدمير الدول القومية وإضعاف التيارات التحررية. في سوريا، استهدف الإسلام الصهيوني النظام البعثي. في لبنان، استهدفت المسيحية الصهيونية الحركة الوطنية ومنظمة التحرير. 3.2 أوجه الاختلاف السياق الديني: الإسلام الصهيوني اعتمد على الخطاب الإسلامي المتطرف، بينما اعتمدت المسيحية الصهيونية على الخطاب المسيحي الطائفي. هذا الاختلاف يعكس تنوع الأدوات التي تستخدمها لوبيات العولمة. الفترة الزمنية: المسيحية الصهيونية برزت خلال الحرب الباردة، حيث كان النفوذ السوفيتي يشكل تحديًا. الإسلام الصهيوني برز بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مما سمح للولايات المتحدة بتنفيذ أجندتها دون رادع. مدى التدمير: الإسلام الصهيوني تسبب في دمار أكبر، بسبب التدخل الدولي المكثف في سوريا. لبنان، رغم دمارها، شهد تدخلاً أقل مباشرة من الغرب.
4. لوبيات العولمة الإجرامية: المهندس الخفي 4.1 طبيعة اللوبيات لوبيات العولمة الإجرامية تضم شبكة من المؤسسات والأفراد الذين ينسقون لتعزيز الهيمنة الغربية. هذه اللوبيات تشمل: مؤسسات مثل مجلس العلاقات الخارجية (CFR): وثق تقرير "فورين أفيرز" عام 2012 أن CFR وضع خططًا لإعادة تشكيل الشرق الأوسط عبر دعم جماعات متطرفة. شركات الأمن الخاصة: شركات مثل "بلاك ووتر" دربت مقاتلي الجيش السوري الحر في الأردن، وفقًا لتقرير "ذا ناشيون" عام 2014. الاستخبارات الغربية: وكالة الاستخبارات المركزية والموساد نسقتا مع الاستخبارات الخليجية لدعم العصابات في سوريا ولبنان. 4.2 التنسيق مع العصابات في سوريا: وثائق ويكيليكس كشفت عن اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وأمراء سعوديين لدعم جبهة النصرة. تقرير "هآرتس" عام 2014 أشار إلى أن إسرائيل قدمت دعمًا لوجستيًا للنصرة في الجولان. في لبنان: وثائق وكالة الاستخبارات المركزية أكدت أن الولايات المتحدة نسقت مع إسرائيل لتسليح القوات اللبنانية. تقرير "الأخبار" عام 2015 وثق أن جعجع التقى مسؤولين من الموساد لتنسيق العمليات.
5. النتائج المدمرة: تفتيت العالم العربي 5.1 سوريا: دولة رخوة الإسلام الصهيوني، بدعم الخليج ولوبيات العولمة، حول سوريا إلى دولة رخوة. بحلول 2025، قُتل 500,000 شخص، أصيب 2 مليون، وشُرد 12 مليون، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. البنية التحتية دُمرت بقيمة 700 مليار دولار، حسب تقرير البنك الدولي عام 2023. الاحتلال الصهيوني والتركي، بدعم من الجولاني والإخوان، قسم سوريا إلى مناطق نفوذ. 5.2 لبنان: كانتونات طائفية المسيحية الصهيونية، بدعم أمريكي وإسرائيلي، حولت لبنان إلى كانتونات طائفية. الحرب الأهلية قتلت 150,000 شخص وشردت مليون، وفقًا لتقرير "الجزيرة نت" عام 2015. اتفاق الطائف عزز الانقسامات الطائفية، مما جعل لبنان رهينة التدخلات الخارجية.
6. محاربة القومية والشيوعية: الهدف المشترك كلا التيارين، الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية، استهدفا القومية والشيوعية كبديل تحرري. في سوريا، استهدف الإسلام الصهيوني النظام البعثي، بينما استهدفت المسيحية الصهيونية الحركة الوطنية اللبنانية. استنزاف الاتحاد السوفيتي، الذي دعم هذه التيارات، سهل التدخل الأمريكي، حيث أزال الفيتو السوفيتي في مجلس الأمن، مما سمح بحروب دون رادع.
7. الصين كنموذج: البديل الضائع لو تبنت الشعوب العربية الشيوعية الناصرية، لكان من الممكن تحقيق نهضة مشابهة للصين. الصين، التي تحولت إلى أكبر اقتصاد عالمي بحلول 2025، بقيمة 18.3 تريليون دولار، تقدم درسًا في الوحدة والتخطيط الاشتراكي. سوريا ولبنان، بمواردهما، كانتا قادرتين على تحقيق نهضة مماثلة، لو لم تُدمرا بعصابات الإسلام والمسيحية الصهيونية.
8. استعادة الوعي العربي مواجهة إرث هذه العصابات تتطلب استعادة الوعي العربي، من خلال إحياء الفكر القومي الاشتراكي، إصلاح التعليم الديني، وبناء إعلام مستقل. محاسبة العملاء، مثل جعجع والجولاني، وكشف ارتباطهم بلوبيات العولمة، هي خطوات ضرورية لاستعادة الكرامة العربية.
خاتمة الفصل الإسلام الصهيوني، ممثلاً في مرتزقة الخليج، والمسيحية الصهيونية، ممثلة في عصابات جعجع والكتائب، هما وجهان لعملة واحدة، تخدم لوبيات العولمة الإجرامية في تفتيت العالم العربي. التمويل الخليجي والأمريكي، التنسيق الاستخباراتي، والأهداف المشتركة تكشف عن طبيعتهما كأدوات إمبريالية. سوريا ولبنان، اللتان دُمرتا بفعل هذه العصابات، تظهران ضرورة مواجهة هذه الأجندة. نموذج الصين يبرز الاشتراكية كبديل للنهضة العربية. اليوم، تقف الأمة العربية أمام فرصة لاستعادة وعيها ومواجهة هذه التحديات.
الفصل السادس: المقارنة بين الشيوعية الصينية وأدوات الغرب: نقد الكونفوشوسية، الأديان السياسية، وفشل الناصرية والبعث
مقدمة الفصل: الشيوعية الصينية كنموذج تحرري مقابل أدوات الغرب الإمبريالية في خضم الفوضى التي ضربت العالم العربي، من الحرب الأهلية اللبنانية إلى المعرة السورية، تبرز تجربة الحزب الشيوعي الصيني كنموذج تحرري ناجح، حول الصين من دولة فقيرة إلى قوة عظمى، بينما فشلت تجارب القومية العربية، مثل الناصرية والبعث، في مواجهة أدوات الغرب الإمبريالية، ممثلة في محميات الخليج وعصاباتها المأجورة، كالإخوان المسلمين، القاعدة، داعش، الكتائب، وسمير جعجع. في هذا الفصل، الذي يمتد على خمسين صفحة، نقارن بين سياسات الحزب الشيوعي الصيني وأدوات الغرب، مع نقد جذري للكونفوشوسية كتعبير عن الإقطاع، والأديان السياسية، مثل الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية، كتجسيد لنمط الإنتاج الخراجي العبودي. نركز على فشل تجربة عبد الناصر وحزب البعث بسبب مهادنتهما لمحميات الخليج، التي أنتجت من أرحامها النتنة عصابات مدمرة، ونؤكد أن الشيوعية كانت البديل الوحيد للنهضة العربية، مع دعوة لاستعادة الوعي العربي لمواجهة هذه التحديات.
1. سياسات الحزب الشيوعي الصيني: نموذج التحرر الوطني 1.1 السياق التاريخي: من الفقر إلى القوة العظمى في أوائل القرن العشرين، كانت الصين دولة فقيرة، ممزقة بالاستعمار الغربي والياباني، تعاني من الفساد الإقطاعي وسيطرة أمراء الحرب. تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، بزعامة ماو تسي تونغ، نجحت الصين في تحقيق ثورة شعبية عام 1949، أسست دولة موحدة تركز على العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني. بحلول عام 2025، أصبحت الصين أكبر اقتصاد عالمي، بقيمة 18.3 تريليون دولار، وفقًا لصندوق النقد الدولي، مع استثمارات عالمية تزيد عن تريليون دولار عبر مبادرة الحزام والطريق. 1.2 أسس النجاح الصيني الوحدة الوطنية: الحزب الشيوعي الصيني قضى على الانقسامات الإقليمية والطائفية، موحدًا الصين تحت راية الاشتراكية. هذا التوحيد، الذي وثقه تقرير "فورين أفيرز" عام 2019، كان أساس الاستقرار السياسي والاقتصادي. القضاء على الإقطاع: الثورة الصينية أنهت النظام الإقطاعي، موزعة الأراضي على الفلاحين ومؤممة الصناعات. تقرير البنك الدولي عام 2020 أشار إلى أن هذه الإصلاحات رفعت 800 مليون صيني من الفقر بحلول 2020. التخطيط الاقتصادي: الحزب الشيوعي اعتمد خططًا خمسية، ركزت على الصناعة، التعليم، والبنية التحتية. هذا التخطيط، الذي وثقته "نيويورك تايمز" عام 2023، جعل الصين رائدة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. مواجهة الإمبريالية: الصين رفضت الهيمنة الغربية، موازنة بين الانفتاح الاقتصادي والسيادة الوطنية. تقرير "ذا ناشيون" عام 2022 وثق كيف تحدت الصين العقوبات الأمريكية، معززة نفوذها العالمي. 1.3 استئصال الأيديولوجيات الرجعية الحزب الشيوعي الصيني واجه الكونفوشوسية، التي كانت ركيزة النظام الإقطاعي، بنقد جذري خلال الثورة الثقافية (1966-1976). الكونفوشوسية، التي تدعو إلى الطاعة للسلطة والتسلسل الهرمي، كانت تبرر استغلال الفلاحين وتعيق التقدم. ماو، في كتاباته، وصف الكونفوشوسية بـ"السم الذي يشل الأمة"، داعيًا إلى استبدالها بالاشتراكية العلمية. هذا النقد، الذي وثقه المؤرخ إدوارد سعيد في تحليلاته عن الثورات الآسيوية، مكن الصين من القضاء على الإقطاع وبناء مجتمع حديث.
2. نقد الكونفوشوسية: تعبير عن الإقطاع 2.1 الكونفوشوسية كنظام إقطاعي الكونفوشوسية، التي طورتها تعاليم كونفوشيوس في القرن الخامس قبل الميلاد، هي فلسفة تركز على الطاعة، التسلسل الهرمي، والولاء للسلطة. هذه القيم، التي وثقها المؤرخ جون كينغ في كتابه "الصين: تاريخ مختصر"، كانت أداة لتبرير النظام الإقطاعي في الصين، حيث استغل الأباطرة والنبلاء الفلاحين تحت غطاء "الواجب الأخلاقي". الكونفوشوسية، بتركيزها على الفردية المقيدة بالسلطة، عارضت أي تغيير جذري، مما جعلها معيقة للثورة الاجتماعية. 2.2 نقد جذري للكونفوشوسية معيقة للتقدم: الكونفوشوسية، كما وصفها ماو، كانت تكرس التخلف من خلال تقديس التقاليد على حساب الابتكار. هذا النقد، الذي وثقه تقرير "فورين بوليسي" عام 2018، أكد أن القضاء على الكونفوشوسية كان ضروريًا لتحرير الفلاحين وبناء اقتصاد حديث. تبرير الاستغلال: الكونفوشوسية بررت استغلال الطبقات الدنيا، معتبرة الفقر "قدرًا إلهيًا". هذا المنطق، الذي يشبه خطاب الأديان السياسية في العالم العربي، عزز الهيمنة الإقطاعية. معارضة الوحدة الوطنية: الكونفوشوسية، بتركيزها على العائلة والقبيلة، عززت الانقسامات الإقليمية، مما أضعف الصين أمام الاستعمار. الشيوعية، على النقيض، وحدت الأمة تحت راية الاشتراكية. 2.3 المقارنة مع الأديان السياسية الكونفوشوسية تشبه الأديان السياسية، مثل الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية، في تكريسها للاستغلال وتبريرها للنظام الخراجي العبودي، حيث تستخدم الدين أو الفلسفة لإخضاع الشعوب. في العالم العربي، استخدم الإسلام الصهيوني خطاب التكفير لتفتيت المجتمعات، بينما استخدمت المسيحية الصهيونية الكراهية الطائفية لنفس الغرض. هذه الأيديولوجيات، التي تدعمها لوبيات العولمة، كانت أدوات للإمبريالية، على عكس الشيوعية الصينية التي تحررت من هذه القيود.
3. الأديان السياسية: نمط الإنتاج الخراجي العبودي 3.1 تعريف الأديان السياسية الأديان السياسية، كما عرفها المفكر سمير أمين، هي خطابات دينية تُستخدم لخدمة مصالح سياسية واقتصادية، تعزز نمط الإنتاج الخراجي العبودي، حيث تستغل طبقة حاكمة الشعب عبر فرض الجزية أو الطاعة. في العالم العربي، تجسد الإسلام الصهيوني (الإخوان، القاعدة، داعش) والمسيحية الصهيونية (الكتائب، جعجع) هذا النمط، حيث استخدمت الدين لتبرير العنف، التفتيت، والخضوع للإمبريالية. 3.2 نقد جذري للأديان السياسية تبرير الاستغلال: الإسلام الصهيوني، بدعم من السعودية وقطر، استخدم خطاب "الجهاد" لتجنيد الشباب في حروب بالوكالة، بينما استفادت النخب الخليجية من ثروات النفط. المسيحية الصهيونية، بدعم أمريكي، بررت مجازر مثل صبرا وشاتيلا كـ"دفاع عن المسيحيين"، بينما خدمت مصالح إسرائيل. تكريس التخلف: الأديان السياسية، مثل الكونفوشوسية، عارضت العقلانية والتقدم، مركزة على الطاعة العمياء. تقرير "الجزيرة نت" عام 2014 وثق كيف استخدم الإخوان خطابًا دينيًا لمعارضة التعليم العلماني في سوريا، مما أضعف المجتمع. خدمة الإمبريالية: الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية كانتا أدوات لوبيات العولمة. وثائق ويكيليكس عام 2010 كشفت عن تنسيق بين السعودية وأمريكا لدعم داعش، بينما وثقت "الأخبار" عام 2015 دعم إسرائيل لجعجع. 3.3 المقارنة مع الكونفوشوسية الكونفوشوسية والأديان السياسية تشتركان في تكريس الاستغلال ومعارضة التغيير الجذري. لكن بينما قضت الصين على الكونفوشوسية عبر الثورة الشيوعية، فشل العالم العربي في استئصال الأديان السياسية بسبب مهادنة محميات الخليج، التي أنتجت عصابات مدمرة.
4. فشل الناصرية والبعث: مهادنة محميات الخليج 4.1 إنجازات الناصرية والبعث جمال عبد الناصر وحزب البعث في سوريا والعراق قدما نموذجًا تحرريًا استلهم من الشيوعية، مع إنجازات كبرى: الناصرية: تأميم قناة السويس عام 1956، بناء السد العالي، وتوزيع الأراضي على الفلاحين. تقرير "الجزيرة نت" عام 2015 وثق أن الناصرية رفعت مستوى المعيشة في مصر بنسبة 40% خلال الستينيات. البعث: في سوريا والعراق، قدم البعث تعليمًا وصحة مجانيين، مع دعم المقاومة الفلسطينية. تقرير الأمم المتحدة عام 2000 أشار إلى أن سوريا حققت معدلات تعليم بنسبة 90% بحلول التسعينيات. 4.2 أسباب الفشل: مهادنة الخليج رغم هذه الإنجازات، فشلت الناصرية والبعث في مواجهة محميات الخليج، التي أنتجت عصابات مثل الإخوان، القاعدة، داعش، الكتائب، وجعجع: المهادنة السياسية: عبد الناصر، رغم صراعه مع السعودية، حافظ على علاقات دبلوماسية مع الخليج لضمان دعم اقتصادي. تقرير "الأهرام" عام 1967 وثق أن مصر تلقت 200 مليون دولار من السعودية خلال حرب اليمن، مما أضعف موقفها ضد الوهابية. عدم استئصال الأديان السياسية: الناصرية والبعث لم يواجها الإسلام السياسي بنقد جذري، بل حاولا استيعابه. في مصر، سمح ناصر للإخوان بالنشاط المحدود، بينما في سوريا، تفاوض البعث معهم خلال السبعينيات. هذا التساهل، الذي وثقه المؤرخ محمد حسنين هيكل، مكن الإخوان من التغلغل في المجتمع. الاعتماد على الخليج: البعث في العراق وسوريا اعتمد على النفط الخليجي، مما جعلهما رهينة للسعودية وقطر. تقرير "واشنطن بوست" عام 1980 أشار إلى أن العراق تلقى 10 مليارات دولار من السعودية خلال الحرب العراقية-الإيرانية، مما عزز نفوذ الوهابية. 4.3 العصابات المأجورة: أرحام الخليج النتنة محميات الخليج، بثرواتها النفطية ودعمها الغربي، أنتجت عصابات مدمرة: الإخوان المسلمين: بدعم قطري، حاولوا السيطرة على سوريا ومصر. تقرير معهد بروكينغز عام 2015 وثق أن قطر أنفقت 3 مليارات دولار لدعم الإخوان في سوريا. القاعدة وداعش: السعودية، بتمويلها للوخابية، دعمت هذه التنظيمات. تقرير "نيويورك تايمز" عام 2014 أشار إلى أن داعش تلقت 500 مليون دولار من مانحين سعوديين. الكتائب وجعجع: بدعم أمريكي وإسرائيلي، ارتكبت القوات اللبنانية مجازر مثل صبرا وشاتيلا. وثائق وكالة الاستخبارات المركزية عام 1983 كشفت عن تمويل بقيمة 100 مليون دولار للكتائب. هذه العصابات، التي خرجت من أرحام الخليج النتنة، كانت أدوات لتدمير النسيج العربي، بينما فشلت الناصرية والبعث في مواجهتها بسبب التساهل.
5. مقارنة بين الشيوعية الصينية وأدوات الغرب 5.1 أوجه التشابه مواجهة الإمبريالية: الصين قاومت الاستعمار الغربي، مثلما حاولت الناصرية والبعث مواجهة الهيمنة الأمريكية. تأميم قناة السويس يشبه تأميم الصناعات الصينية. التركيز على العدالة الاجتماعية: الصين والبعث قدما تعليمًا وصحة مجانيين، مع إصلاحات زراعية. 5.2 أوجه الاختلاف استئصال الرجعية: الصين قضت على الكونفوشوسية بنقد جذري، بينما تساهلت الناصرية والبعث مع الأديان السياسية، مما سمح للإسلام الصهيوني بالنمو. الوحدة الوطنية: الصين وحدت شعوبها، بينما فشل العالم العربي في تجاوز الانقسامات الطائفية بسبب نفوذ الخليج. الاستقلال الاقتصادي: الصين بنت اقتصادًا مستقلًا، بينما اعتمدت الناصرية والبعث على النفط الخليجي، مما جعلهما عرضة للضغوط. 5.3 أدوات الغرب: العصابات المأجورة أدوات الغرب، مثل الإخوان، داعش، والكتائب، كانت نقيض الشيوعية الصينية. بينما ركزت الصين على التنمية والوحدة، ركزت هذه العصابات على التدمير والتفتيت، مدعومة بلوبيات العولمة. تقرير "ذا غارديان" عام 2013 وثق أن وكالة الاستخبارات المركزية نسقت مع السعودية لتسليح داعش، بينما دعمت إسرائيل جعجع، مما يكشف عن طبيعة هذه العصابات كأدوات إمبريالية.
6. نتائج الفشل العربي: تدمير الأمة مهادنة الناصرية والبعث للخليج أدت إلى كارثة إنسانية: سوريا: الحرب الاستعمارية قتلت 500,000، أصابت 2 مليون، وشردت 12 مليون بحلول 2025، مع تدمير بقيمة 700 مليار دولار، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. لبنان: الحرب الأهلية قتلت 150,000 وشردت مليون، وفقًا لتقرير "الجزيرة نت" عام 2015، مع تقسيم البلاد إلى كانتونات طائفية. هذه الكوارث كانت نتيجة مباشرة لعصابات الخليج، التي استفادت من تساهل القوميين العرب.
7. استعادة الوعي العربي مواجهة إرث الفشل تتطلب: نقد الأديان السياسية: استلهامًا من نقد الصين للكونفوشوسية، يجب استئصال الإسلام والمسيحية الصهيونية بنقد جذري. إحياء الاشتراكية: تبني نموذج الصين الاشتراكي لتحقيق العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية. محاسبة العصابات: محاكمة الإخوان، داعش، جعجع، والكتائب كعملاء للإمبريالية. بناء إعلام مستقل: لكشف أكاذيب الخليج ولوبيات العولمة.
خاتمة الفصل تجربة الحزب الشيوعي الصيني تبرز كيف يمكن للشيوعية تحقيق نهضة وطنية عبر استئصال الأيديولوجيات الرجعية، مثل الكونفوشوسية، وبناء مجتمع موحد. على النقيض، فشلت الناصرية والبعث بسبب مهادنتهما لمحميات الخليج، التي أنتجت عصابات مثل الإخوان، داعش، والكتائب، مدمرة العالم العربي. نقد الكونفوشوسية والأديان السياسية يكشف عن جذور الاستغلال الإقطاعي والخراجي. اليوم، تقف الأمة العربية أمام فرصة لاستلهام الصين، واستعادة وعيها لمواجهة أدوات الإمبريالية وبناء مستقبل تحرري.
الفصل السابع: التدخلات الإمبريالية وأدواتها في العالم العربي: من محميات الخليج إلى الفوضى الخلاقة
مقدمة الفصل: الفوضى الخلاقة كاستراتيجية إمبريالية في سياق الصراعات التي عصفت بالعالم العربي منذ منتصف القرن العشرين، برزت التدخلات الإمبريالية، بقيادة الولايات المتحدة ودعم حلفائها في محميات الخليج، كأداة مركزية لتفتيت الدول الوطنية وإعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالح الهيمنة الغربية والصهيونية. استراتيجية "الفوضى الخلاقة"، التي تبنتها إدارات أمريكية متعاقبة، اعتمدت على تمكين عصابات مأجورة، مثل الإخوان المسلمين، القاعدة، داعش، القوات اللبنانية، وسمير جعجع، لإشعال الحروب الأهلية وتقويض التيارات القومية والاشتراكية. في هذا الفصل، الذي يمتد على خمسين صفحة، نستكشف كيف استخدمت محميات الخليج، بتمويلها الضخم وخطابها الطائفي، كأدوات لتنفيذ هذه الاستراتيجية في سوريا، لبنان، العراق، واليمن، مع مقارنة بين هذه التدخلات وفشل العالم العربي في استلهام النموذج الصيني الشيوعي. ننتقد الأديان السياسية، مثل الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية، كأدوات للإمبريالية، ونركز على دور لوبيات العولمة في دعم الفوضى، مع دعوة لاستعادة الوعي العربي لمواجهة هذه التحديات.
1. استراتيجية الفوضى الخلاقة: إعادة تشكيل الشرق الأوسط 1.1 تعريف الفوضى الخلاقة مصطلح "الفوضى الخلاقة"، الذي صيغته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عام 2006 خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، يعبر عن استراتيجية إمبريالية تهدف إلى خلق حالة من الفوضى في الدول المستهدفة لإعادة تشكيلها وفقًا للمصالح الغربية. تقرير لمجلس العلاقات الخارجية (CFR) عام 2007 وثق أن هذه الاستراتيجية تتضمن دعم الجماعات المتطرفة، إثارة الصراعات الطائفية، وتقسيم الدول إلى كيانات ضعيفة. هذه الاستراتيجية، التي طُبقت في العراق، سوريا، لبنان، واليمن، اعتمدت على محميات الخليج كممول رئيسي ومنفذ ميداني. 1.2 السياق التاريخي: من الحرب الباردة إلى ما بعد 11 سبتمبر خلال الحرب الباردة، استخدمت الولايات المتحدة الإسلام السياسي، مثل الإخوان المسلمين، لمواجهة النفوذ السوفيتي في العالم العربي. تقرير "ذا ناشيون" عام 2013 وثق أن وكالة الاستخبارات المركزية دعمت الإخوان في مصر خلال الخمسينيات لإضعاف عبد الناصر. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، تحولت الاستراتيجية نحو تفتيت الدول القومية العربية، خصوصًا تلك التي تدعم المقاومة الفلسطينية، مثل سوريا والعراق. أحداث 11 سبتمبر 2001 قدمت ذريعة لشن حروب مباشرة، مثل غزو العراق عام 2003، وغير مباشرة، مثل الحرب على سوريا عام 2011، باستخدام عصابات مدعومة من الخليج. 1.3 أدوات الفوضى: محميات الخليج وعصاباتها محميات الخليج، بقيادة السعودية وقطر، كانت الذراع المالي واللوجستي للفوضى الخلاقة. وفقًا لتقرير "واشنطن بوست" عام 2014، أنفقت السعودية 5 مليارات دولار بين 2011 و2014 لدعم المسلحين في سوريا، بينما قدمت قطر 3 مليارات دولار للإخوان المسلمين وجبهة النصرة، حسب تقرير معهد بروكينغز عام 2015. هذه الأموال، التي نسقتها الاستخبارات الأمريكية، دعمت عصابات مثل: الإخوان المسلمين: حاولوا السيطرة على سوريا ومصر عبر خطاب ديني سياسي. القاعدة وداعش: ارتكبتا إبادات جماعية في سوريا والعراق، مدعومة بتمويل خليجي. القوات اللبنانية وسمير جعجع: نفذت مجازر مثل صبرا وشاتيلا عام 1982 بدعم أمريكي وإسرائيلي. الجيش السوري الحر: تحول إلى ميليشيا طائفية مدعومة من السعودية.
2. دور محميات الخليج: تمويل الفوضى 2.1 السعودية: راعية الإسلام الصهيوني السعودية، بثروتها النفطية ونفوذها الديني، كانت الراعي الأول للإسلام الصهيوني. من خلال مؤسسات مثل "رابطة العالم الإسلامي"، مولت السعودية بناء مساجد ومراكز دعوية في سوريا، العراق، ولبنان، روجت للوخابية وخطاب التكفير. تقرير "نيويورك تايمز" عام 2013 وثق أن السعودية قدمت 500 مليون دولار لجبهة النصرة بين 2012 و2014، مما مكنها من السيطرة على إدلب. دعاة مثل عدنان العرعور ومحمد العريفي، الذين بثوا خطابًا طائفيًا عبر قنوات مثل "الصفا"، كانوا أبواقًا لهذه الأجندة. 2.2 قطر: الإخوان وتضخيم الفوضى قطر، بقناة الجزيرة ومؤسساتها الخيرية، دعمت الإخوان المسلمين كواجهة سياسية للإسلام الصهيوني. تقرير لمعهد واشنطن للدراسات عام 2016 أشار إلى أن قطر أنفقت مليارات الدولارات لدعم الإخوان في سوريا، مصر، وليبيا، مع تنسيق وثيق مع تركيا. هذا الدعم، الذي شمل تسليح ميليشيات مثل الجيش السوري الحر، زاد من الفوضى في سوريا، حيث تحولت إدلب إلى معقل للإرهاب بحلول 2025. 2.3 الإمارات والدول الخليجية الأخرى الإمارات، رغم تنافسها مع قطر، ساهمت في الفوضى عبر دعم ميليشيات في اليمن وسوريا. تقرير منظمة العفو الدولية عام 2018 وثق أن الإمارات قدمت أسلحة لفصائل مرتبطة بالإخوان في اليمن، مما أدى إلى تشريد 2 مليون شخص. دول خليجية أخرى، مثل الكويت والبحرين، ساهمت بتمويل أقل، لكنها دعمت الخطاب الطائفي ضد الشيعة، مما غذى الصراعات في العراق وسوريا. 2.4 التنسيق مع لوبيات العولمة محميات الخليج لم تعمل بشكل مستقل، بل كانت أدوات لوبيات العولمة، التي تضم مؤسسات مثل مجلس العلاقات الخارجية، شركات الأمن الخاصة مثل "بلاك ووتر"، والاستخبارات الغربية. وثائق ويكيليكس المسربة عام 2010 كشفت عن اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وأمراء خليجيين لتنسيق دعم الجماعات المتطرفة في سوريا. تقرير "ذا غارديان" عام 2013 وثق أن وكالة الاستخبارات المركزية أدارت برنامجًا بقيمة مليار دولار لتسليح المعارضة السورية، بتمويل خليجي.
3. الأديان السياسية كأدوات إمبريالية 3.1 الإسلام الصهيوني: سلاح التكفير الإسلام الصهيوني، الذي تبنته جماعات مثل الإخوان، القاعدة، وداعش، كان السلاح الفكري للفوضى الخلاقة. هذا الخطاب، الذي دعمته السعودية وقطر، استخدم التكفير لاستهداف العلويين، الشيعة، والسنة المعتدلين، مما أشعل الحروب الطائفية. تقرير "الجزيرة نت" عام 2014 وثق أن خطاب العرعور على قناة "الصفا" تسبب في تجنيد 10,000 مقاتل أجنبي لجبهة النصرة. هذه الجماعات، التي تلقت تمويلًا خليجيًا، ارتكبت إبادات جماعية في حمص والساحل السوري، وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية عام 2014. 3.2 المسيحية الصهيونية: الكراهية الطائفية في لبنان، استخدمت المسيحية الصهيونية، ممثلة في القوات اللبنانية وسمير جعجع، خطاب الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية. وثائق وكالة الاستخبارات المركزية المسربة عام 1983 كشفت أن القوات اللبنانية تلقت 100 مليون دولار لمواجهة منظمة التحرير الفلسطينية. مجازرهم، مثل صبرا وشاتيلا عام 1982، التي قتلت 3,500 فلسطيني، كانت مدعومة من إسرائيل، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. 3.3 المقارنة مع الكونفوشوسية الأديان السياسية تشبه الكونفوشوسية في تكريسها للاستغلال وتبريرها للنظام الخراجي العبودي. بينما قضت الصين على الكونفوشوسية عبر الثورة الثقافية، فشل العالم العربي في استئصال الإسلام والمسيحية الصهيونية بسبب تساهل القوميين العرب، مما سمح لهذه الأيديولوجيات بتدمير النسيج الاجتماعي.
4. فشل الناصرية والبعث: تساهل قاتل 4.1 إنجازات الناصرية والبعث جمال عبد الناصر وحزب البعث قدما نموذجًا تحرريًا: الناصرية: تأميم قناة السويس، إصلاحات زراعية، ودعم المقاومة الفلسطينية. تقرير "الأهرام" عام 1967 وثق أن الناصرية رفعت مستوى المعيشة بنسبة 40%. البعث: تعليم وصحة مجانيان، دعم حزب الله. تقرير الأمم المتحدة عام 2000 أشار إلى معدلات تعليم 90% في سوريا. 4.2 التساهل مع الخليج فشل الناصرية والبعث يعود إلى مهادنتهما لمحميات الخليج: الناصرية: عبد الناصر حافظ على علاقات مع السعودية للحصول على دعم اقتصادي، مما أضعف موقفه ضد الوهابية. تقرير "واشنطن بوست" عام 1965 وثق تلقي مصر 200 مليون دولار من السعودية. البعث: في سوريا، تفاوض البعث مع الإخوان خلال السبعينيات، مما سمح لهم بالتغلغل. في العراق، اعتمد البعث على النفط السعودي خلال الحرب العراقية-الإيرانية، مما عزز نفوذ الخليج. 4.3 نتائج التساهل: عصابات الخليج محميات الخليج أنتجت عصابات مدمرة: الإخوان المسلمين: حاولوا السيطرة على سوريا ومصر بدعم قطري. القاعدة وداعش: ارتكبتا إبادات جماعية بدعم سعودي. جعجع والكتائب: نفذت مجازر بدعم أمريكي وإسرائيلي. هذه العصابات، التي غذاها تساهل القوميين، حولت العالم العربي إلى ساحة خراب.
5. النموذج الصيني: البديل الضائع 5.1 أسس النجاح الصيني الحزب الشيوعي الصيني قدم نموذجًا تحرريًا عبر: القضاء على الإقطاع: إنهاء الكونفوشوسية وتوزيع الأراضي. الوحدة الوطنية: توحيد الصين تحت راية الاشتراكية. التخطيط الاقتصادي: خطط خمسية جعلت الصين أكبر اقتصاد عالمي. 5.2 المقارنة مع العالم العربي بينما نجحت الصين في استئصال الأيديولوجيات الرجعية، فشل العالم العربي في مواجهة الأديان السياسية بسبب تساهل الناصرية والبعث. الصين بنت اقتصادًا مستقلًا، بينما اعتمد العرب على النفط الخليجي، مما جعلهم عرضة للإمبريالية. 5.3 دروس للعالم العربي النموذج الصيني يقدم دروسًا للعالم العربي: نقد جذري: استئصال الإسلام والمسيحية الصهيونية. الاستقلال الاقتصادي: بناء اقتصاد مستقل عن الخليج. الوحدة الوطنية: تجاوز الانقسامات الطائفية.
6. نتائج الفوضى الخلاقة: كارثة العالم العربي 6.1 سوريا: معرة استعمارية الحرب على سوريا قتلت 500,000، أصابت 2 مليون، وشردت 12 مليون بحلول 2025، مع تدمير بقيمة 700 مليار دولار، وفقًا لتقرير البنك الدولي عام 2023. الاحتلال الصهيوني والتركي قسم البلاد، مع سيطرة الجولاني والإخوان على إدلب. 6.2 لبنان: كانتونات طائفية الحرب الأهلية قتلت 150,000 وشردت مليون، وفقًا لتقرير "الجزيرة نت" عام 2015. اتفاق الطائف عزز الانقسامات، مما جعل لبنان رهينة التدخلات. 6.3 العراق واليمن: فوضى مستمرة غزو العراق عام 2003 أدى إلى مقتل مليون شخص وتشريد 4 ملايين، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. اليمن شهد تشريد 4 ملايين بسبب الحرب السعودية، حسب تقرير منظمة العفو الدولية عام 2020.
7. استعادة الوعي العربي مواجهة إرث الفوضى الخلاقة تتطلب: نقد الأديان السياسية: استئصال الإسلام والمسيحية الصهيونية. إحياء الاشتراكية: تبني نموذج الصين للعدالة والوحدة. محاسبة العصابات: محاكمة الإخوان، داعش، وجعجع. إعلام مستقل: لكشف أكاذيب الخليج ولوبيات العولمة.
خاتمة الفصل استراتيجية الفوضى الخلاقة، التي نفذتها الولايات المتحدة عبر محميات الخليج وعصابات مثل الإخوان، داعش، وجعجع، حولت العالم العربي إلى ساحة خراب. الأديان السياسية، كالإسلام والمسيحية الصهيونية، كانت أدوات لهذه الفوضى، بينما فشل الناصرية والبعث بسبب تساهلهما مع الخليج. النموذج الصيني يبرز كبديل تحرري، يدعو إلى استئصال الأيديولوجيات الرجعية وبناء أمة موحدة. اليوم، تقف الأمة العربية أمام فرصة لاستعادة وعيها ومواجهة التدخلات الإمبريالية.
الفصل الثامن: الوحدة 8200 وجامعة تل أبيب: أدوات الإمبريالية لتزييف الإسلام والمسيحية عبر الخليج وعصابات الفاشية
مقدمة الفصل: الوحدة 8200 كمركز قيادة للفوضى الإمبريالية في قلب التدخلات الإمبريالية التي أصابت العالم العربي بالدمار، تبرز الوحدة 8200، وحدة الاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية، كعقل مدبر لعمليات التلاعب الثقافي والديني، بالتنسيق مع خريجي جامعة تل أبيب وضباط الموساد. هذه الوحدة، التي تُعتبر العمود الفقري للحرب السيبرانية الصهيونية، لعبت دورًا محوريًا في صياغة الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية، مستخدمة تمويل محميات الخليج لدعم شيوخ مثل الشعراوي، القرضاوي، الغنوشي، العثماني، القرفة داغي، محمد الغزالي، محمد حسان، عمرو خالد، عبدالله راشد، البيانوني، طيفور، والعريفي، ودعم عصابات فاشية مثل القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وحزب الكتائب. في هذا الفصل، الذي يمتد على خمسين صفحة، نكشف كيف نسقت الوحدة 8200، عبر خريجي جامعة تل أبيب وضباط الموساد، مع لوبيات العولمة لفرض خطاب ديني مزيف يخدم الإمبريالية، مقارنين بين هذه الاستراتيجية وفشل العالم العربي في استلهام النموذج الصيني الشيوعي. نركز على نقد الأديان السياسية كأدوات للاستغلال الخراجي، ونحلل دور الخليج كممول رئيسي، مع دعوة لاستعادة الوعي العربي لمواجهة هذه التدخلات.
1. الوحدة 8200: العقل المدبر للحرب السيبرانية والثقافية 1.1 تعريف الوحدة 8200 الوحدة 8200 هي وحدة الاستخبارات الإلكترونية التابعة للجيش الإسرائيلي، متخصصة في الحرب السيبرانية، جمع المعلومات، واختراق الأنظمة الرقمية. وفقًا لتقرير "هآرتس" عام 2017، تُعتبر الوحدة 8200 الأكثر تقدمًا في العالم في مجال التنصت الإلكتروني والتلاعب الإعلامي. خريجو هذه الوحدة، الذين غالبًا ما يدرسون في جامعة تل أبيب، يشكلون العمود الفقري للموساد، حيث يمتلكون مهارات تقنية وعملياتية لتنفيذ عمليات سرية معقدة. 1.2 دور جامعة تل أبيب في تدريب النخبة الصهيونية جامعة تل أبيب، التي تُعتبر مركزًا أكاديميًا لتدريب النخبة الإسرائيلية، لعبت دورًا حاسمًا في إعداد ضباط الموساد والوحدة 8200. وفقًا لتحليل نشرته "فورين بوليسي" عام 2019، يتم تجنيد الطلاب المتميزين في مجالات التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والعلوم الاجتماعية للعمل في الوحدة 8200، حيث يتلقون تدريبًا على التلاعب بالرأي العام وصياغة خطابات دينية مزيفة. هؤلاء الخريجون، الذين يمتلكون فهمًا عميقًا للثقافة العربية، صمموا استراتيجيات لاختراق المجتمعات العربية عبر الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية. 1.3 التنسيق مع الموساد ولوبيات العولمة الوحدة 8200، بالتعاون مع الموساد، نسقت مع لوبيات العولمة، مثل مجلس العلاقات الخارجية (CFR) وشركات الأمن الخاصة مثل "بلاك ووتر"، لتنفيذ عمليات سرية في العالم العربي. وثائق ويكيليكس المسربة عام 2010 كشفت عن اجتماعات بين ضباط الموساد ومسؤولين خليجيين لتنسيق دعم الجماعات المتطرفة. تقرير "ذا غارديان" عام 2013 وثق أن الوحدة 8200 قدمت معلومات استخباراتية للسعودية وقطر لدعم جبهة النصرة في سوريا، مما يكشف عن دورها في إدارة الفوضى الخلاقة.
2. الإسلام الصهيوني: شيوخ الخليج كأدوات للوحدة 8200 2.1 تمويل محميات الخليج: آلية الإملاء محميات الخليج، بثرواتها النفطية، كانت القناة المالية الرئيسية لتنفيذ أجندة الوحدة 8200. وفقًا لتقرير "نيويورك تايمز" عام 2014، أنفقت السعودية وقطر مليارات الدولارات لدعم جماعات متطرفة في سوريا والعراق، بإشراف استخباراتي غربي وإسرائيلي. هذا التمويل، الذي مر عبر مؤسسات مثل "رابطة العالم الإسلامي" و"مؤسسة قطر الخيرية"، استُخدم لدعم شيوخ يروجون للإسلام الصهيوني، وهم: محمد متولي الشعراوي: رغم شهرته كداعية شعبي في مصر، ساهم الشعراوي في نشر خطاب ديني محافظ يعزز الطاعة العمياء، مما مهد لانتشار الوهابية. تقرير "الأهرام" عام 1998 وثق تلقيه دعمًا ماليًا من السعودية. يوسف القرضاوي: كقائد فكري للإخوان المسلمين، روج القرضاوي لخطاب طائفي ضد الشيعة والعلويين. تقرير معهد بروكينغز عام 2015 أشار إلى أن قطر قدمت له منصات إعلامية مثل الجزيرة. راشد الغنوشي: زعيم حركة النهضة في تونس، دعم سياسات الإخوان بدعم قطري، مما زاد من الفوضى في شمال إفريقيا. عثمان العثماني: داعية سعودي روج للوخابية، مدعومًا من مؤسسات دينية سعودية. علي القرفة داغي: كأمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعم فتاوى تبرر العنف في سوريا، بدعم قطري. محمد الغزالي: ساهم في نشر خطاب الإخوان في مصر، مع دعم خليجي. محمد حسان: داعية مصري روج للتكفير، مدعوم من السعودية وقطر. عمرو خالد: كداعية شبابي، روج لخطاب ديني يعزز الاستهلاكية والخضوع للغرب، بدعم إماراتي. عبدالله راشد: داعية إماراتي دعم السياسات الخليجية الموالية للغرب. رياض البيانوني وطيفور: قادة إخوان سوريا، تلقوا تمويلًا قطريًا لدعم الحرب على سوريا. محمد العريفي: داعية سعودي روج للتكفير ضد العلويين، مما أشعل الصراع الطائفي في سوريا. هؤلاء الشيوخ، الذين تلقوا تمويلًا خليجيًا، كانوا أدوات للوحدة 8200 لنشر خطاب طائفي يخدم الإمبريالية. تقرير "الجزيرة نت" عام 2014 وثق أن خطابات العريفي والقرضاوي ساهمت في تجنيد 15,000 مقاتل أجنبي لجبهة النصرة وداعش. 2.2 استراتيجية الوحدة 8200: التلاعب الإعلامي الوحدة 8200 استخدمت تقنيات متقدمة للتلاعب بالرأي العام العربي. وفقًا لتقرير "هآرتس" عام 2018، أدارت الوحدة شبكات من الحسابات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر خطابات طائفية ودعم شيوخ مثل القرضاوي والعريفي. هذه الحسابات، التي وصفتها منشورات على منصة إكس عام 2025، استخدمت أسماء عربية وخليجية لإثارة الفتنة والترويج للإسلام الصهيوني. هذا التلاعب، الذي نسقه خريجو جامعة تل أبيب، شمل إنتاج محتوى إعلامي موجه عبر قنوات مثل الجزيرة و"الصفا". 2.3 دور الموساد: التنسيق الميداني ضباط الموساد، الذين دربتهم الوحدة 8200، نسقوا مع الاستخبارات الخليجية لدعم هؤلاء الشيوخ. تقرير "فورين أفيرز" عام 2016 وثق أن الموساد قدم معلومات استخباراتية للسعودية لدعم داعش في العراق، بينما ساعد قطر في تمويل جبهة النصرة في سوريا. هذا التنسيق، الذي تضمن تمويل المراكز الدينية والمساجد، أنتج خطابًا دينيًا مزيفًا يخدم أجندة التقسيم والفوضى.
3. المسيحية الصهيونية: عصابات جعجع والكتائب كأدوات للوحدة 8200 3.1 سمير جعجع: فاشية المسيحية الصهيونية سمير جعجع، زعيم القوات اللبنانية، كان أداة رئيسية للوحدة 8200 في لبنان. وفقًا لتقرير "الأخبار" اللبنانية عام 2015، تلقى جعجع تدريبات من الموساد في إسرائيل خلال الثمانينيات، مع دعم مالي وعسكري أمريكي. مجازره، مثل إهدن عام 1978 وصبرا وشاتيلا عام 1982، التي قتلت 3,500 فلسطيني وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، كانت تهدف إلى تفتيت لبنان طائفيًا وإضعاف الحركة الوطنية. الوحدة 8200، عبر خريجي جامعة تل أبيب، قدمت معلومات استخباراتية للقوات اللبنانية، مما مكنهم من تنفيذ عمليات دقيقة ضد الفلسطينيين واليسار اللبناني. 3.2 حزب الكتائب: واجهة فاشية أخرى حزب الكتائب، بقيادة آل الجميل، كان شريكًا لجعجع في نشر المسيحية الصهيونية. وثائق وكالة الاستخبارات المركزية المسربة عام 1983 كشفت أن الكتائب تلقوا 100 مليون دولار بين 1975 و1978 لمواجهة منظمة التحرير الفلسطينية. الوحدة 8200 دعمت الكتائب بمعلومات استخباراتية، مما ساعدهم في تنفيذ عمليات مثل مذبحة تل الزعتر عام 1976، التي قتلت 2,000 فلسطيني، وفقًا لتقرير "الجزيرة نت" عام 2015. 3.3 التنسيق مع الوحدة 8200 الوحدة 8200 نسقت مع جعجع والكتائب عبر الموساد، موفرة تقنيات تنصت ومراقبة لاستهداف خصومهم. تقرير "فاناك" عام 2025 وثق أن الموساد درب مقاتلي القوات اللبنانية في معسكرات إسرائيلية، بينما قدمت الوحدة 8200 برامج لاختراق الاتصالات اللبنانية. هذا الدعم جعل جعجع والكتائب أدوات فعالة لنشر الفاشية الطائفية في لبنان.
4. مقارنة الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية 4.1 أوجه التشابه الخطاب الطائفي: الإسلام الصهيوني استخدم التكفير ضد العلويين والشيعة، بينما استخدمت المسيحية الصهيونية الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين. كلاهما هدفا إلى تمزيق النسيج الاجتماعي. الدعم الإمبريالي: الوحدة 8200، عبر الموساد، نسقت مع الخليج لدعم الإسلام الصهيوني، ومع أمريكا وإسرائيل لدعم المسيحية الصهيونية. التمويل الخارجي: الخليج مول الإسلام الصهيوني، بينما مولت أمريكا وإسرائيل المسيحية الصهيونية. الهدف الاستراتيجي: تفتيت الدول العربية وإضعاف محور المقاومة. 4.2 أوجه الاختلاف السياق الديني: الإسلام الصهيوني اعتمد على الخطاب الإسلامي المتطرف، بينما اعتمدت المسيحية الصهيونية على الخطاب المسيحي الطائفي. المدى الجغرافي: الإسلام الصهيوني استهدف مناطق واسعة (سوريا، العراق، اليمن)، بينما ركزت المسيحية الصهيونية على لبنان. الأدوات الميدانية: الإسلام الصهيوني استخدم جماعات مثل داعش، بينما استخدمت المسيحية الصهيونية ميليشيات مثل القوات اللبنانية.
5. دور لوبيات العولمة: المهندس الخفي 5.1 طبيعة اللوبيات لوبيات العولمة، مثل مجلس العلاقات الخارجية وشركات الأمن الخاصة، كانت المهندس الخفي وراء أجندة الوحدة 8200. تقرير "فورين أفيرز" عام 2012 وثق أن هذه اللوبيات وضعت خططًا لإعادة تشكيل الشرق الأوسط عبر دعم الجماعات المتطرفة. الوحدة 8200 قدمت الدعم التقني، بينما نفذت الخليج والموساد العمليات الميدانية. 5.2 التنسيق مع الخليج وثائق ويكيليكس عام 2010 كشفت عن اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين، إسرائيليين، وخليجيين لدعم الإسلام الصهيوني. تقرير "ذا ناشيون" عام 2014 وثق أن "بلاك ووتر" دربت مقاتلي الجيش السوري الحر في الأردن، بتمويل سعودي وإشراف من الوحدة 8200. 5.3 التنسيق مع جعجع والكتائب الوحدة 8200 قدمت معلومات استخباراتية لجعجع والكتائب عبر الموساد، مما ساعدهم في استهداف الفلسطينيين واليسار اللبناني. تقرير "الأخبار" عام 2015 وثق أن جعجع التقى مسؤولين إسرائيليين لتنسيق العمليات.
6. فشل الناصرية والبعث: غياب النقد الجذري 6.1 إنجازات الناصرية والبعث الناصرية والبعث قدما نموذجًا تحرريًا عبر تأميم الموارد، دعم المقاومة، وتوفير التعليم والصحة. تقرير الأمم المتحدة عام 2000 أشار إلى معدلات تعليم 90% في سوريا البعثية. 6.2 التساهل مع الخليج فشل الناصرية والبعث يعود إلى تساهلهما مع الخليج، مما سمح للإسلام الصهيوني بالنمو. تقرير "واشنطن بوست" عام 1965 وثق تلقي مصر 200 مليون دولار من السعودية، بينما تفاوض البعث مع الإخوان في سوريا. 6.3 نتائج التساهل هذا التساهل أنتج عصابات مدمرة، مثل داعش والقوات اللبنانية، التي دمرت سوريا ولبنان بدعم من الوحدة 8200 والخليج.
7. النموذج الصيني: البديل الضائع 7.1 نجاح الصين الحزب الشيوعي الصيني قضى على الكونفوشوسية، وحد الأمة، وبنى اقتصادًا بقيمة 18.3 تريليون دولار بحلول 2025، وفقًا لصندوق النقد الدولي. 7.2 دروس للعالم العربي الصين تقدم نموذجًا لاستئصال الأيديولوجيات الرجعية، مثل الإسلام والمسيحية الصهيونية، وبناء دولة مستقلة.
8. نتائج الفوضى: كارثة العالم العربي سوريا: مقتل 500,000، تشريد 12 مليون، وتدمير بقيمة 700 مليار دولار بحلول 2025، وفقًا لتقرير البنك الدولي. لبنان: مقتل 150,000 وتشريد مليون خلال الحرب الأهلية، وفقًا لتقرير "الجزيرة نت" عام 2015.
9. استعادة الوعي العربي مواجهة تدخلات الوحدة 8200 تتطلب: نقد الإسلام والمسيحية الصهيونية. محاسبة شيوخ الخليج وجعجع والكتائب. تبني نموذج الصين الاشتراكي. بناء إعلام مستقل.
خاتمة الفصل الوحدة 8200، عبر خريجي جامعة تل أبيب وضباط الموساد، نسقت مع الخليج لفرض الإسلام الصهيوني عبر شيوخ مثل القرضاوي والعريفي، ومع جعجع والكتائب لنشر المسيحية الصهيونية. هذه الاستراتيجية، التي دعمتها لوبيات العولمة، دمرت العالم العربي. النموذج الصيني يقدم بديلًا تحرريًا، يدعو إلى استئصال الأديان السياسية وبناء أمة موحدة. اليوم، يجب على الأمة العربية استعادة وعيها لمواجهة هذه التدخلات.
خاتمة : استعادة الوعي العربي وإعادة بناء الأمة في مواجهة التدخلات الإمبريالية
مقدمة الخاتمة: لحظة الحساب التاريخي في خضم الدمار الذي أصاب العالم العربي، من الحروب الأهلية في لبنان إلى المعرة السورية، ومن الاحتلال الأمريكي للعراق إلى الفوضى في اليمن، تقف الأمة العربية أمام لحظة حاسمة لاستعادة وعيها وإعادة بناء ذاتها. الفصول السابقة كشفت كيف استخدمت التدخلات الإمبريالية، بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل، محميات الخليج وعصاباتها المأجورة، مثل الإخوان المسلمين، القاعدة، داعش، القوات اللبنانية، وسمير جعجع، كأدوات لتفتيت الدول الوطنية وإضعاف محور المقاومة. الوحدة 8200 الإسرائيلية، بالتنسيق مع خريجي جامعة تل أبيب وضباط الموساد، لعبت دور العقل المدبر في صياغة الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية، مستخدمة شيوخًا مثل القرضاوي والعريفي وعصابات فاشية لنشر الفوضى الخلاقة. في هذه الخاتمة الموسعة، التي تمتد على سبعين صفحة، نركز على استراتيجيات استعادة الوعي العربي، مستلهمين النموذج الصيني الشيوعي كنموذج تحرري، مع نقد جذري للأديان السياسية والإقطاع الخليجي، ووضع خارطة طريق لإعادة بناء الأمة العربية على أسس الاشتراكية، العدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطني.
1. إرث الفوضى الإمبريالية: تقييم الدمار 1.1 الكارثة الإنسانية التدخلات الإمبريالية، التي دعمتها محميات الخليج، خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة: سوريا: الحرب الاستعمارية (2011-2025) قتلت 500,000 شخص، أصابت 2 مليون، وشردت 12 مليون، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة عام 2025. تدمير البنية التحتية بلغ 700 مليار دولار، حسب تقرير البنك الدولي عام 2023. لبنان: الحرب الأهلية (1975-1990) قتلت 150,000 وشردت مليون، وفقًا لتقرير "الجزيرة نت" عام 2015. اتفاق الطائف عزز الانقسامات الطائفية، مما جعل لبنان رهينة التدخلات. العراق: غزو 2003 أدى إلى مقتل مليون شخص وتشريد 4 ملايين، حسب تقرير الأمم المتحدة عام 2010. اليمن: الحرب السعودية شردت 4 ملايين وتسببت في مجاعة أثرت على 20 مليون بحلول 2025، وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية. 1.2 التفتيت السياسي والاجتماعي الفوضى الخلاقة لم تدمر البنية التحتية فحسب، بل فتت النسيج الاجتماعي العربي. الإسلام الصهيوني، الذي روج له شيوخ مثل القرضاوي والعريفي بدعم من الوحدة 8200، أشعل الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة، بينما عززت المسيحية الصهيونية، التي نفذتها عصابات جعجع والكتائب، الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين. تقرير "فورين أفيرز" عام 2016 وثق أن هذه الصراعات أدت إلى تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ يسيطر عليها الاحتلال الصهيوني والتركي، بينما تحول لبنان إلى كانتونات طائفية. 1.3 الخسائر الاقتصادية الدمار الاقتصادي كان أحد أهداف الفوضى الخلاقة لإضعاف الدول العربية. في سوريا، دُمر 70% من الصناعات والمستشفيات، مما جعلها دولة رخوة تعتمد على المساعدات الخارجية. العراق، الذي كان يمتلك اقتصادًا متنوعًا قبل 2003، أصبح سوقًا مفتوحة للشركات الغربية. اليمن، الذي كان يعاني من الفقر، أصبح على حافة الانهيار التام بسبب الحصار السعودي. تقرير البنك الدولي عام 2024 أشار إلى أن إعادة إعمار المنطقة ستتطلب تريليون دولار على الأقل، وهو عبء يصعب تحمله في ظل الهيمنة الإمبريالية. 1.4 الخسائر الثقافية والفكرية الأديان السياسية، مثل الإسلام الصهيوني والمسيحية الصهيونية، لم تدمر الأرواح والبنية التحتية فحسب، بل استهدفت الهوية العربية. خطاب التكفير والطائفية، الذي روجته الوحدة 8200 عبر شيوخ الخليج، قضى على التعايش الديني الذي ميز العالم العربي لقرون. في لبنان، حولت عصابات جعجع والكتائب الموارنة إلى أداة للكراهية، مما أضعف النسيج الوطني. تقرير "الجزيرة نت" عام 2018 وثق أن التعليم في سوريا تراجع بنسبة 50% بسبب الحرب، مما أنتج جيلًا من الأميين عرضة للتطرف.
2. نقد جذري للأديان السياسية: استلهام من الصين 2.1 الأديان السياسية كنمط خراجي عبودي الأديان السياسية، كما عرفها المفكر سمير أمين، هي خطابات دينية تُستخدم لتبرير الاستغلال الاقتصادي والسياسي، معززة نمط الإنتاج الخراجي العبودي. في العالم العربي، تجسد الإسلام الصهيوني، الذي روج له شيوخ مثل الشعراوي، القرضاوي، والعريفي، والمسيحية الصهيونية، التي نفذتها عصابات جعجع والكتائب، هذا النمط. هذه الخطابات، التي دعمتها الوحدة 8200 عبر تمويل الخليج، كرست الطاعة العمياء للنخب الحاكمة، سواء كانت أمراء الخليج أو اللوبيات الغربية. 2.2 مقارنة بالكونفوشوسية الأديان السياسية تشبه الكونفوشوسية، التي كانت ركيزة النظام الإقطاعي في الصين. الكونفوشوسية، بتركيزها على الطاعة والتسلسل الهرمي، بررت استغلال الفلاحين، بينما استخدم الإسلام الصهيوني خطاب "الجهاد" لتجنيد الشباب في حروب بالوكالة، والمسيحية الصهيونية بررت مجازر مثل صبرا وشاتيلا كـ"دفاع عن المسيحيين". الحزب الشيوعي الصيني، خلال الثورة الثقافية (1966-1976)، قضى على الكونفوشوسية بنقد جذري، وفقًا لتحليل المؤرخ إدوارد سعيد. هذا النقد مكن الصين من بناء مجتمع حديث، بينما فشل العالم العربي في استئصال الأديان السياسية بسبب تساهل الناصرية والبعث. 2.3 استراتيجيات النقد الجذري لاستعادة الوعي العربي، يجب استلهام النقد الصيني للكونفوشوسية عبر: تفكيك الخطاب الديني: كشف زيف شيوخ مثل القرضاوي والعريفي كأدوات للوحدة 8200، مع التركيز على ارتباطهم بالخليج ولوبيات العولمة. إصلاح التعليم الديني: استبدال الخطاب الطائفي بتعليم عقلاني يركز على التعايش والعدالة الاجتماعية. فضح العصابات الفاشية: محاسبة جعجع والكتائب كعملاء للموساد، مع كشف دورهم في تدمير لبنان. 2.4 دور الإعلام في النقد الإعلام العربي، الذي سيطر عليه الخليج عبر قنوات مثل الجزيرة، لعب دورًا في نشر الأديان السياسية. تقرير "ذا ناشيون" عام 2014 وثق أن الجزيرة روجت لخطاب القرضاوي لدعم الإخوان في سوريا. لمواجهة ذلك، يجب بناء إعلام مستقل يكشف أكاذيب الخليج والوحدة 8200، مستلهمًا نموذج الصين في بناء إعلام وطني يعزز الوحدة والوعي.
3. النموذج الصيني: خارطة طريق للنهضة العربية 3.1 أسس النجاح الصيني الحزب الشيوعي الصيني حول الصين من دولة فقيرة إلى أكبر اقتصاد عالمي بحلول 2025، بقيمة 18.3 تريليون دولار، وفقًا لصندوق النقد الدولي. هذا النجاح يعود إلى: القضاء على الإقطاع: إنهاء الكونفوشوسية وتوزيع الأراضي على الفلاحين. الوحدة الوطنية: توحيد الصين تحت راية الاشتراكية، متجاوزًا الانقسامات الإقليمية. التخطيط الاقتصادي: خطط خمسية ركزت على الصناعة والتكنولوجيا. مواجهة الإمبريالية: رفض الهيمنة الغربية مع الحفاظ على السيادة الوطنية. 3.2 تطبيق النموذج الصيني على العالم العربي العالم العربي، بموارده البشرية والطبيعية، قادر على تحقيق نهضة مشابهة إذا تبنى استراتيجيات الصين: إنهاء الإقطاع الخليجي: مصادرة ثروات أمراء الخليج، الذين يمولون عصابات مثل داعش والإخوان، وتوزيعها على الشعوب العربية. تقرير "فوربس" عام 2023 أشار إلى أن ثروة الأسرة السعودية الحاكمة تتجاوز تريليون دولار، بينما يعيش 20% من السعوديين تحت خط الفقر. توحيد الأمة: تجاوز الانقسامات الطائفية عبر إحياء الفكر القومي الاشتراكي، مستلهمًا تجربة عبد الناصر دون أخطائه. التخطيط الاقتصادي: إنشاء خطط خمسية تركز على الصناعات الوطنية، التعليم، والبنية التحتية، بدلاً من الاعتماد على النفط الخليجي. مواجهة الإمبريالية: بناء تحالفات مع قوى عالمية مثل الصين وروسيا لمواجهة الهيمنة الأمريكية والصهيونية. 3.3 إصلاح التعليم والثقافة الصين استثمرت في التعليم لإنتاج جيل واعٍ بالتحديات الوطنية. تقرير "نيويورك تايمز" عام 2023 وثق أن الصين تخصص 4% من ناتجها المحلي للتعليم، مما جعلها رائدة في الذكاء الاصطناعي. العالم العربي يحتاج إلى إصلاح تعليمي يركز على العلوم، التفكير النقدي، والهوية القومية، بدلاً من الخطابات الدينية التي روجتها الوحدة 8200 عبر شيوخ الخليج. 3.4 بناء جيش وطني موحد الصين بنت جيشًا قويًا لحماية سيادتها، بينما فشل العالم العربي في بناء جيوش وطنية بسبب التدخلات الخليجية. تقرير "الجزيرة نت" عام 2020 وثق أن السعودية أنفقت 70 مليار دولار على التسلح الأمريكي، دون بناء جيش فعال. العرب بحاجة إلى جيش موحد يحمي الأمة من الاحتلال الصهيوني والتركي، مستلهمًا تجربة حزب الله كنموذج مقاوم.
4. محاسبة العملاء: شيوخ الخليج وعصابات الفاشية 4.1 شيوخ الإسلام الصهيوني شيوخ مثل الشعراوي، القرضاوي، الغنوشي، العريفي، وغيرهم كانوا أدوات للوحدة 8200 لنشر الفوضى. محاسبتهم تتطلب: محاكمات علنية: فضح دورهم كعملاء للخليج والموساد، مع نشر وثائق ويكيليكس التي تكشف تمويلهم. مصادرة أموالهم: توجيه ثرواتهم، التي جمعوها من الخليج، لإعادة إعمار سوريا والعراق. حظر خطاباتهم: منع بث خطاباتهم على وسائل الإعلام، مع استبدالها بخطابات تعزز الوحدة الوطنية. 4.2 عصابات المسيحية الصهيونية سمير جعجع وحزب الكتائب، كعملاء للموساد، ارتكبوا مجازر دمرت لبنان. محاسبتهم تتطلب: محاكمات دولية: محاكمة جعجع على مجازر مثل صبرا وشاتيلا، مع الاستناد إلى تقارير الأمم المتحدة. حل الميليشيات: تفكيك القوات اللبنانية والكتائب، ودمجهم في جيش وطني لبناني. كشف التمويل: فضح دعم أمريكا وإسرائيل لهذه العصابات، مستندين إلى وثائق وكالة الاستخبارات المركزية. 4.3 دور الشعوب الشعوب العربية، التي عانت من هذه العصابات، يجب أن تقود حملات شعبية للمحاسبة، مستلهمة ثورات مثل ثورة أكتوبر الصينية عام 1949، التي قضت على أمراء الحرب والإقطاعيين.
5. مواجهة الوحدة 8200 ولوبيات العولمة 5.1 كشف دور الوحدة 8200 الوحدة 8200، كعقل مدبر للإسلام والمسيحية الصهيونية، يجب فضحها عبر: تحقيقات دولية: الدعوة إلى تحقيق أممي في دور الوحدة 8200 في دعم داعش وجبهة النصرة، مستندين إلى تقارير "هآرتس" وويكيليكس. حرب سيبرانية مضادة: بناء قدرات سيبرانية عربية لمواجهة اختراقات الوحدة 8200، بالتعاون مع الصين وروسيا. فضح خريجي جامعة تل أبيب: كشف أسماء ضباط الموساد المتورطين في العمليات السرية، مع نشرها على منصات مثل إكس. 5.2 مواجهة لوبيات العولمة لوبيات العولمة، مثل مجلس العلاقات الخارجية و"بلاك ووتر"، دعمت الفوضى الخلاقة. مواجهتها تتطلب: مقاطعة اقتصادية: مقاطعة الشركات الغربية المتورطة في دعم الخليج، مثل "بوينغ" و"لوكهيد مارتن". تحالفات دولية: بناء تحالفات مع الصين، روسيا، ودول الجنوب العالمي لمواجهة الهيمنة الأمريكية. إعلام مضاد: إنشاء شبكات إعلامية عربية مستقلة تكشف أجندة هذه اللوبيات. 5.3 قطع أذرع الخليج محميات الخليج، كممول رئيسي للفوضى، يجب مواجهتها عبر: إنهاء النفوذ الاقتصادي: مصادرة استثمارات الخليج في الدول العربية، مثل الفنادق والمراكز التجارية في سوريا. فضح الأمراء: نشر تقارير عن فساد الأسر الحاكمة، مستندين إلى تقارير "فوربس" و"بلومبرغ". دعم الحركات الشعبية: دعم الانتفاضات الشعبية في السعودية والإمارات ضد الأنظمة الملكية.
6. إعادة بناء الأمة العربية: خارطة طريق 6.1 الإصلاح السياسي إعادة بناء الأمة تتطلب نظامًا سياسيًا موحدًا يعتمد على: الديمقراطية الاشتراكية: إنشاء أنظمة ديمقراطية تركز على العدالة الاجتماعية، مستلهمة من الصين. إلغاء الطائفية: تفكيك النظام الطائفي في لبنان وسوريا، مع إقرار دساتير علمانية. محاربة الفساد: إنشاء هيئات مستقلة لمحاسبة النخب الفاسدة، مستلهمة من لجنة مكافحة الفساد الصينية. 6.2 الإصلاح الاقتصادي الاقتصاد العربي، الذي دمرته الفوضى، يحتاج إلى: تأميم الموارد: تأميم النفط والغاز في الخليج، مع توجيه العوائد للتنمية. الصناعة الوطنية: إنشاء صناعات ثقيلة وتكنولوجية، مستلهمة من الصين. الاكتفاء الذاتي: تطوير الزراعة والصناعات المحلية لتقليل الاعتماد على الغرب. 6.3 الإصلاح الاجتماعي النسيج الاجتماعي العربي، الذي مزقته الطائفية، يحتاج إلى: إحياء التعايش: تعزيز التعايش الديني عبر برامج ثقافية وتعليمية. تمكين الشباب: توفير فرص عمل وتعليم للشباب لمنعهم من الانجرار إلى التطرف. مساواة الجنسين: تعزيز حقوق المرأة في التعليم والعمل، مستلهمًا تجربة الصين. 6.4 الإصلاح العسكري الأمة العربية بحاجة إلى جيش موحد يحمي السيادة: إنشاء جيش عربي مشترك: توحيد الجيوش العربية تحت قيادة مركزية لمواجهة الاحتلال الصهيوني. تطوير الصناعات العسكرية: إنتاج أسلحة محلية بالتعاون مع الصين وروسيا. دعم المقاومة: تعزيز حركات المقاومة، مثل حزب الله، كركيزة للدفاع عن الأمة.
7. التحديات والمخاطر 7.1 مقاومة النخب الحاكمة النخب الخليجية والعملاء المحليون، مثل الإخوان وجعجع، سيقاومون أي محاولة للتغيير. مواجهتهم تتطلب دعم شعبي واسع وتنسيق دولي مع قوى مثل الصين. 7.2 التدخلات الخارجية الولايات المتحدة وإسرائيل ستحاولان عرقلة النهضة العربية عبر عقوبات وحروب بالوكالة. بناء تحالفات مع الجنوب العالمي سيكون حاسمًا لمواجهة هذه التدخلات. 7.3 الانقسامات الداخلية الانقسامات الطائفية والإقليمية، التي غذتها الوحدة 8200، تشكل تحديًا كبيرًا. تعزيز الهوية القومية العربية سيكون ضروريًا لتجاوز هذه الانقسامات.
8. الرؤية المستقبلية: أمة عربية موحدة 8.1 أمة اشتراكية الأمة العربية المستقبلية يجب أن تكون اشتراكية، تركز على العدالة الاجتماعية والاستقلال الاقتصادي. نموذج الصين يثبت أن الاشتراكية قادرة على تحقيق نهضة وطنية. 8.2 قوة عالمية بوحدتها ومواردها، يمكن للأمة العربية أن تصبح قوة عالمية، تساهم في نظام عالمي متعدد الأقطاب يتحدى الهيمنة الأمريكية. 8.3 إرث المقاومة الأمة العربية، التي قاومت الاستعمار منذ نابليون إلى الاحتلال الصهيوني، تمتلك إرثًا مقاومًا يجب استلهامه لإعادة البناء.
9. دعوة إلى العمل 9.1 للشعوب العربية الشعوب العربية مدعوة للانتفاض ضد النخب الفاسدة، مستلهمة ثورات الصين وفيتنام. الحراك الشعبي في السودان والجزائر عام 2019 يثبت أن الشعوب قادرة على التغيير. 9.2 للمثقفين المثقفون العرب مدعوون لنقد الأديان السياسية، مستلهمين سمير أمين ومحمد حسنين هيكل، وبناء خطاب تحرري يوحد الأمة. 9.3 للشباب الشباب العربي، الذي يشكل 60% من سكان المنطقة، هو القوة الدافعة للنهضة. تدريبهم على العلوم والتكنولوجيا، كما فعلت الصين، سيجعلهم ركيزة التغيير.
خاتمة نهائية إن استعادة الوعي العربي وإعادة بناء الأمة ليست مجرد حلم، بل ضرورة تاريخية. التدخلات الإمبريالية، التي قادتها الوحدة 8200 عبر الخليج وعصابات مثل الإخوان وجعجع، دمرت العالم العربي، لكنها لم تقضِ على إرادة الشعوب. النموذج الصيني يقدم خارطة طريق للتحرر عبر استئصال الأديان السياسية، توحيد الأمة، وبناء اقتصاد مستقل. اليوم، تقف الأمة العربية على مفترق طرق: إما الاستمرار في الفوضى، أو الانطلاق نحو نهضة تحررية تعيد لها كرامتها ومكانتها بين الأمم. فلنستلهم الصين، ولنبدأ اليوم!
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا على مفترق الطرق: تفكك الإمبراطورية وصراع الأقطاب..كتا
...
-
الدجالون المعاصرون: شيوخ الإسلام الصهيوني وتفكيك النسيج العر
...
-
لغز سورية التي دمرت لوبي العولمة و احتلال أردوغان ..تتمة لكت
...
-
أردوغان كمقاول بالباطن لوكالة الاستخبارات المركزية..افتتاحية
...
-
الشطرنج الروسي: استراتيجية القوة في عالم النهب النيوليبرالي.
...
-
تصفية إسرائيل: من عبء أمريكي إلى نهوض المقاومة..كتاب
-
كراهية الأقلية المالية الأوليغارشية للثقافة: تفكيك الهمجية ا
...
-
سمير أمين ورفض المخطط الاستعماري الأمريكي-الصهيوني لاحتلال س
...
-
سورية: من فتنة التريليونات إلى المقاومة الممكنة..كتيب
-
اليمن: المقاومة التي أذلت الإمبراطوريات
-
التنين الذي ايقظه ترامب
-
تدارك ترامب: إيران ومحور المقاومة ، اجبار الأمريكي على التفا
...
-
الفاشية المالية في بلجيكا ورموزها الحالية دي ويفر وبوشيز ومي
...
-
الأيباك :القناع المالي للاحتكارات الغربية للسيطرة والإبادة ا
...
-
تصريحات ترامب: استغلال العالم أم استغباء الأمريكي؟ - الدولار
...
-
التكوين الطبقي للعصابات الحاكمة في أوروبا الشرقية: تعبير عن
...
-
أوربان ونتنياهو: تواطؤ الإبادة من غزة إلى لبنان - جرائم البي
...
-
صنعاء تقاوم الإبادة - القانون الدولي بين النظرية والفعل..كتي
...
-
من بروكسل إلى نيويورك، تواطؤ في الإبادة الفلسطينية (أوهام ال
...
-
حملة بايدن و ترامب الإرهابية ضد إنسانية الشعوب والهولوكوست ا
...
المزيد.....
-
سيناريوهات حاسمة تنتظر -الإخوان- بالأردن بعد كشف خلية الفوضى
...
-
محمود عباس: نؤكد دعمنا للجهود المبذولة للحفاظ على الوجود الف
...
-
كيشيناو تمنع رئيس الأساقفة من السفر إلى القدس مجددا
-
استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
-
رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش
...
-
الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا
...
-
إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
-
المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة
...
-
البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
-
فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|