أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إسرائيل تسعى لخلق بيئه طارده في غزه تمهد لسياسة التهجير














المزيد.....

إسرائيل تسعى لخلق بيئه طارده في غزه تمهد لسياسة التهجير


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 14:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


إسرائيل تسعى لخلق بيئه طارده في غزه تمهد لسياسة التهجير
المحامي علي ابوحبله
واصلت إسرائيل حربها على غزة وسط حصار يمنع دخول المساعدات ويحرم مواطني غزه من الطعام والأدوية والأساسيات لبقائهم على قيد الحياة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت أنه أكمل تطويق مدينة رفح ضمن خطة معلنة للسيطرة على مزيد من مساحات القطاع الفلسطيني، تزامنًا مع عمليات إجلاء واسعة النطاق للسكان.
وتتعرض العديد من المناطق في غزه منذ استئناف العمليات العسكرية وخرق اتفاق وقف إطلاق النار لحرب وحشية مهولة مركزة، تتضمن القتل والتدمير والتجويع والاقتلاع والتشريد والإذلال والاعتقال، مع مجازر يومية جماعية، نتيجة توغل الجيش الإسرائيلي في غزه وتقسيم وتقطيع أوصال القطاع وتدمير المرافق الصحية والخدماتيه
حكومة إسرائيل ما زالت ممعنة في استمرار حربها على قطاع غزه والضفة الغربية وتضرب بعرض الحائط بكافة الخطط والمقترحات حول إنهاء الحرب في قطاع غزة، أو إبرام صفقات تبادل أسرى وهدن مؤقّتة، إلى جانب حركة الوفود بين العواصم الإقليمية لعرض تسويات أو تلقّيها، وتستغلها حكومة إسرائيل كغطاء لتنفيذ إستراتجيتها ، وتهدف إلى إعادة تشكيل الواقع الديموغرافي في غزه والضفة الغربية
الخطة الإسرائيلية تسير بخطين متوازيين مسار سياسي وعسكري يفرض بالقوة واقع جديد من خلال تجميع السكان الفلسطينيين في مناطق محدده وضيقه تمهيدا لتنفيذ مخطط الترحيل ألقسري ، وهذا ليس مجرّد سيناريو ، بل هدف أعلنته إسرائيل صراحة واستأنفت حربها من أجله، بعد انهيار التفاوض مع حركة " حماس" في منتصف آذار الماضي وسبق وأن أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تشكيل مكتب لتسهيل عملية الترحيل والتهجير بإشراف وزارة الحرب الصهيونية
ولتحقيق ذلك تسارع قوات الاحتلال الإسرائيلي الخطى لتوسيع السيطرة الجغرافية في قطاع غزة، وتحويل مناطق واسعة إلى " مناطق أمنية" ، وإجبار الفلسطينيين على النزوح ألقسري لمناطق محدّدة، كإجراء مرحلي يسبق تنفيذ خطة التهجير الكبرى. ويعكس هذا المسار، بوضوح، النية الإسرائيلية لإعادة رسم خارطة غزة بما ينسجم مع الرؤية التي بشّر بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول ترحيل الفلسطينيين. وتبدو إسرائيل مصمّمة على المضي في هذه الخطة، رغم ما يعتريها من صعوبات، إذ تسعى لتوفير كل الظروف التي تسهّل تنفيذها وتزيد من فرص نجاحها.
الهدف النهائي الذي تسعى إليه إسرائيل هو خلق بيئة طارده من خلال إعادة تشكيل الجغرافيا في غزة، من دون سكان فلسطينيين ، ولم يكن إتمام السيطرة على محور " موراغ" في جنوب القطاع، وتحويل المساحة الواقعة بينه وبين محور " فيلادلفيا" إلى منطقة خالية من الفلسطينيين، مجرّد إنجاز عسكري، بل خطوة مدروسة ضمن إستراتيجية تستهدف تطهير هذه المنطقة ديموغرافياً، لتكون نقطة انطلاق نحو توسيع العمليات في مختلف أرجاء القطاع. وجاءت تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لتؤكّد هذا الاتجاه، إذ قال صراحة إن الجيش سيوسّع قريباً عملياته في غالبية مناطق غزة، مشيراً إلى إجلاء سكان شمال القطاع، واصفاً ذلك بأنه جزء من مخطط لإتاحة الفرصة لمن يرغب في " طوعاً" إلى دول أخرى حول العالم، في إشارة إلى خطة ترمب للترحيل.
إن الحديث الإسرائيلي عن صفقات تبادل ووقف إطلاق نار لا يتناقض مع الخطط الإسرائيلية ، بل يتكامل معها ضمن إستراتيجية تستند إلى استخدام هذه الصفقات كأدوات تكتيكية لشراء الوقت، وإعادة ترتيب أولويات المعركة بما يخدم الهدف الأساسي: تفريغ غزة من سكانها. وبهذا، فإن أي هدنة ستكون مؤقّتة بطبيعتها، وتُقاس مدّتها بحسب عدد الأسرى الإسرائيليين الذين يتمّ الإفراج عنهم، من دون أن تؤدّي إلى وقف الحرب فعلياً أو إنهاء العمليات العسكرية.
ما تفعله إسرائيل، هو تنفيذ خطتها على مراحل. حيث يمكنها تعليق العمليات لبضعة أسابيع وفقاً لسير المفاوضات، لكنها ستعود لاستئنافها ما إن تُطلق دفعات جديدة من أسراها. وحتى في حال لم تُحرّر كل الأسرى، فإن استكمال الخطة يبقى أولوية، ولو تطلّب الأمر التضحية يبعضهم.
المعركة الدائرة اليوم في غزة تحمل طابعاً هجيناً، عسكرياً وسياسياً. في الشقّ العسكري، تواصل إسرائيل قضم أراضي القطاع تدريجياً، وحشر الفلسطينيين في مناطق محاصرة. أما في الشق السياسي، فقد بدأ الحراك الإسرائيلي السياسي منذ أكثر من أسبوع، وذلك بعد شهور من الضغط العسكري المكثّف الذي ركّز على استهداف المدنيين. وهذا الحراك يهدف إلى اختبار مدى تراجع حركة " حماس " عن شروطها السابقة، ومعرفة إن كانت باتت مستعدّة لقبول تسويات جزئية تشمل تبادل أسرى مقابل هدن مؤقتة،
الوضع لا يزال بالغ التعقيد. ويبدو أن الولايات المتحدة منحت إسرائيل فرصة جديدة للضغط العسكري في سبيل دفع " حماس " نحو تليين موقفها، على أن تُقيّم النتائج لاحقاً لمعرفة ما إذا كانت الجهود السياسية قد تنضج إلى حلول قابلة للتنفيذ. في هذا الإطار، يبدو أن التفاؤل المفرط في بعض الدوائر هو أقرب إلى محاولة للتأثير في الأجواء منه إلى توصيف دقيق للواقع.
الكرة الآن في ملعب " حماس" وهي أمام خيارين أحلاهما مر ، إما القبول بهدنة مؤقتة أو طويلة، تسمح لها بكسب الوقت على أمل تغيّر المعطيات الميدانية لاحقاً، أو التمسّك بموقفها الرافض إلا بوقف كامل للحرب وانسحاب شامل. والخيار الأول يبدو أكثر ترجيحاً.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم الأسير الفلسطيني ؟؟؟ معاناة الأسرى تزداد بعد السابع م ...
- انعقاد المجلس المركزي في ظل متطلبات المرحلة ألراهنه تتطلب ال ...
- المسجد الأقصى المبارك أمام خطر متزايد مع حلول عيد الفصح
- إنهاء الحرب في غزة ضمن مبادرة إقليمية ؟؟؟
- إسرائيل متمسّكة بحصار غزه و بإدامة الحرب
- القمة المصرية الفرنسية الأردنية ودعم فرص التوصل لتسوية في غز ...
- اتفاق أمريكي إيراني يفاجئ إسرائيل ويُربك زيارة نتنياهو
- في سيرة ومسيرة الكاتب والمؤلف والمحلل ( بكر ابوبكر )
- حتى لا يتكرر خطأ تجميد قانون الضمان الاجتماعي
- التصعيد المستمر هدفه مشروع التهجير في غزة..
- الاعتداءات الإسرائيلية تلقي بظلالها على زيارة الرئيس اللبنان ...
- - قرار المحكمة العليا الإسرائيلية - مخالف للقوانين والمواثيق ...
- - قطر غيت - فضيحة تهز إسرائيل ؟؟؟ فهل يتمكن نتنياهو من النجا ...
- إسرائيل بلا صهيونية : «أربع قبائل» تشكل المجتمع الإسرائيلي
- عملية فرض السيادة على الضفة الغربية تتطلب تحرك دولي
- إسرائيل تتعمد إطالة أمد الحرب عبر سلاح التجويع
- إقالة رئيس الشباك تفجّر صراع نتنياهو والدولة العميقة ؟؟؟
- 22 عاما على الغزو البري الأمريكي للعراق .. تكشف الحقائق والأ ...
- عيد الأم ينكأ جراح الأم الفلسطينية
- مخطط التهجير أحد أهداف تجدد الحرب


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إسرائيل تسعى لخلق بيئه طارده في غزه تمهد لسياسة التهجير